الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30)} (1).
ومنهم العبدكية: زعموا أن الدنيا كلها حرام محرم لا يحل الأخذ منها إلا القوت، من حين ذهب أئمة العدل، ولا تحل الدنيا إلا بإمام عادل وإلا فهي حرام، ومعاملة أهلها حرام، فحل لك أن تأخذ القوت من الحرام من حيث كان، وإنما سموا العبدكية لأن 'عبدك' وضع لهم هذا ودعاهم إليه وأمرهم بتصديقه.
كذب أعداء الله، قال الله عز وجل:{وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} (2) وما أحل الله القوت إلا للمضطرين، ولم تحل الصدقة لغني ولا لذي مرة سوي، كذا رواه عبد الله بن عمرو، وقال رسول الله:«لغني ولا لذي مرة سوي» (3).اهـ (4)
موقفه من الرافضة:
- قال رحمه الله في كتابه التنبيه: واعلم أن هؤلاء الفرق من الإمامية
(1) النساء الآيتان (29و30).
(2)
البقرة الآية (275).
(3)
أخرجه: أبو داود (2/ 285 - 286/ 1634) والترمذي (2/ 42/652) والحاكم (1/ 407) من طريق ريحان بن يزيد عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً. وقال الترمذي: "حسن". وله شواهد انظرها في الإرواء (3/ 381 - 385).
(4)
التنبيه والرد على أهل الأهواء (91 - 93).
الذين ذكرناهم ونذكرهم أيضاً؛ كفار غالية، قد خرجوا من التوحيد والإسلام، وسأذكر الحجة عليهم في الحجاج على أصناف الملحدين. (1)
- وقال: وما قصد هشام -أي ابن الحكم الرافضي- بقوله في الإمامة قصد التشيع ولا محبة أهل البيت، ولكن طلب بذلك هدَّ أركان الإسلام، والتوحيد، والنبوة، فأراد هدمه، وانتحل في التوحيد التشبيه، فهدم ركن التوحيد، وساوى بين الخالق والمخلوق، ثم انتحل محبة أهل البيت ونشر عنهم وطعن على الكتاب والسنة، وكفر الأمة التي هي حجة الله على خلقه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكفرهم ونسب إليهم الردة والنفاق، فعمل على هدم الإسلام العمل الذي لم يقدم عليه أحد من أعداء الإسلام، فالله يحكم فيه يوم القيامة بسوء كيده.
فزعم هشام لعنه الله أن النبي عليه الصلاة والسلام نص على إمامة علي في حياته بقوله: «من كنت مولاه فعلي مولاه» (2) وبقوله لعلي: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي» (3)، وبقوله:«أنا مدينة العلم وعلي بابها» (4)، وبقوله لعلي:«تقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله» (5)، وأنه وصي رسول الله صلى الله عليه وسلم وخليفته في ذريته وهو خليفة الله في أمته،
(1) التنبيه والرد على أهل الأهواء (24).
(2)
تقدم تخريجه في مواقف الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي سنة (145هـ).
(3)
تقدم تخريجه ضمن مواقف سعيد بن محمد الحداد المغربي سنة (302هـ).
(4)
أخرجه الطبراني (11/ 65 - 66/ 11061) والحاكم (3/ 126) من حديث ابن عباس وقال: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه وأبو الصلت ثقة مأمون". وتعقبه الذهبي في التلخيص بقوله: "بل موضوع وقال عن أبي الصلت: لا والله لا ثقة ولا مأمون".
(5)
أحمد (3/ 82) والحاكم (3/ 122 - 123) وقال: "صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. وابن حبان في صحيحه (الإحسان: 15/ 385/6937)، قال الهيثمي في المجمع (9/ 133):"رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير خطر بن خليفة وهو ثقة".
وأنه أفضل الأمة وأعلمهم، وأنه لا يجوز عليه السهو ولا الغفلة، ولا الجهل، ولا العجز، وأنه معصوم وأن الله عز وجل نصبه للخلق إماما لكي لا يهملهم، وأن المنصوص على إمامته كالمنصوص على القبلة وسائر الفرائض، وأن الأمة بأسرها من الطبقة الأولى بايعوا أبا بكر الصديق رضي الله عنه فكفروا وارتدوا، وزاغوا عن الدين وأن القرآن نسخ وصعد به إلى السماء لردتهم، وأن السنة لا تثبت بنقلهم إذ هم كفار، وأن القرآن الذي في أيدي الناس قد انتقل ووضع أيام عثمان، وأحرق المصاحف التي كانت قبل. وأن الأمة قد داهنت، وغيرت، وبدلت، ونافقت، لأحقاد كانت لعلي فيهم من قتله آباءهم وعشيرتهم مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزواته.
وأن أبا بكر الصديق رضي الله عنه، وعمر، وعثمان، وطلحة والزبير وعائشة رضي الله عنهم أجمعين عندهم من شر الأمة وأكفرها يلعنونهم ويتبرءون منهم، وأنه ما بقي مع علي على الإسلام إلا أربعة: سلمان، وعمار، وأبو ذر، والمقداد بن الأسود، وأن أبا بكر مر بفاطمة عليهما السلام فرفس في بطنها فأسقطت وكان سبب علتها وموتها، وأنه غصبها فدك، فذكر أشياء كثيرة مما كاد بها الإسلام من المخاريق، والأباطيل والزور، التي لا تجوز عند العلماء، ولا تخفى إلا على أهل العمى والغباء. (1)
- وقال رحمه الله أيضاً: والفرقة الثالثة عشرة من الإمامية: هم الإسماعيلية، يتبرؤون ويتولون، ويقولون بكفر من خالف علياً، ويقولون
(1) التنبيه والرد على أهل الأهواء (24 - 26).