الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بإمامة الاثني عشر، ويصلون الخمس، ويظهرون التنسك والتأله، والتهجد، والورع. ولهم سجادات وصفرة في الوجوه وعمش في أعينهم من طول البكاء والتأوه على المقتول بكربلاء: الحسين بن علي ورهطه رضي الله عنهم، ويدفعون زكاتهم وصدقاتهم إلى أئمتهم، ويتحنئون بالحناء، ويلبسون خواتيمهم في أيمانهم، ويشمرون قمصهم وأرديتهم كما تصنع اليهود، ويتحذون بالنعال الصفر، وينوحون على الحسين عليه السلام، واعتقادهم العدل، والتوحيد، والوعيد، وإحباط الحسنات مع السيئات. ويكبرون على جنائزهم خمساً، ويأمرون بزيارة قبور السادة.
والفرقة الرابعة عشرة من الإمامية: هم أهل قم: قولهم قريب من قول الإسماعيلية غير أنهم يقولون بالجبر والتشبيه يجمعون بين الظهر والعصر في أول الزوال، وبين المغرب والعشاء في جوف الليل آخر وقت المغرب عندهم، ويصلون صلاة الفجر بين طلوع الفجر الأول الذي يسمى ذنب السرحان، ويمسحون في الوضوء بالماء على ظهور أقدامهم وأسفلها، ولهم طعن على السلف، وشتم عظيم حتى يبلغ الواحد منهم أن يأخذ شيئاً أو مثالاً يحشوه تبناً أو صوفاً يسميه أبا بكر، وعمر، وعثمان رضي الله عنهم، ويضربه بالعصى حتى يهريه ليشفي بذلك ما في قلبه في الغل للذين آمنوا، مع أشياء يقبح ذكرها من مذاهبهم، مذاهب السفلة العمي إخوة القردة، بل إخوة القردة أفضل منهم. (1)
موقفه من الجهمية:
(1) التنبيه والرد على أهل الأهواء (32 - 33).
- قال رحمه الله: وأنكر جهم أن يكون لله سمع وبصر، وقد أخبرنا الله عز وجل في كتابه، ووصف نفسه في كتابه قال الله تعالى:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11)} (1)، ثم أخبر عن خلقه فقال عز وجل:{فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2)} (2). فهذه صفة من صفات الله أخبرنا أنها في خلقه، غير أنا لا نقول: إن سمعه كسمع الآدميين، ولا بصره كأبصارهم. وقال:{لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (181)} (3) وقال: {فَاذْهَبَا بِآَيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ (15)} (4) وقال: {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ} (5) وقوله: {يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ} (6)، وقال:{إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46)} (7)، وقال:{وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي (39)} (8) وقال: {كَيْ
(1) الشورى الآية (11).
(2)
الإنسان الآية (2).
(3)
آل عمران الآية (181).
(4)
الشعراء الآية (15).
(5)
الزخرف الآية (80).
(6)
مريم الآية (42).
(7)
طه الآية (46).
(8)
طه الآية (39).
نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا (34) إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا (35)} (1)، وقال:{الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (219)} (2)، وقال:{فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} (3)، وقال:{لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} (4)، وقال:{ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ} (5)،
وقال: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} (6)، وقال:{فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ} (7)، وقال:{وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ} (8)، وقال:{أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169)} (9)، ثم قال:{لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى} (10) فقد وصف الله من نفسه أشياء جعلها في خلقه والذي يقول: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} (11). وإنما أوجب الله على المؤمنين اتباع كتابه وسنة رسوله. (12)
(1) طه الآيات (33 - 35).
(2)
الشعراء الآيتان (218و219).
(3)
التوبة الآية (105).
(4)
ص الآية (75).
(5)
الحج الآية (10) ..
(6)
الرحمن الآية (27).
(7)
البقرة الآية (144).
(8)
الفرقان الآية (58).
(9)
آل عمران الآية (169).
(10)
الدخان الآية (56).
(11)
الشورى الآية (11).
(12)
التنبيه والرد على أهل الأهواء (121 - 122).