الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ} (1). وهذا أيضاً دليل لمن قال هما واحد. (2)
موقفه من القدرية:
قال رحمه الله -وهو يقرر عقيدة أهل الحديث-: ويقولون ما يقوله المسلمون بأسرهم: (وما شاء الله كان وما لا يشاء لا يكون)، كما قال تعالى:{وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} (3).
ويقولون لا سبيل لأحد أن يخرج عن علم الله ولا أن يغلب فعله وإرادته مشيئة الله ولا أن يبدل علم الله فإنه العالم لا يجهل ولا يسهو والقادر لا يغلب. (4)
وقال: ويقولون إنه لا خالق على الحقيقة إلا الله عز وجل، وأن أكساب العباد كلها مخلوقة لله، وأن الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء، لا حجة لمن أضله الله عز وجل، ولا عذر كما قاله الله عز وجل:{قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ} (5) وقال: {كَمَا بَدَأَكُمْ
(1) الحجرات الآية (17).
(2)
اعتقاد أئمة الحديث (ص.67 - 68). وأورده ابن رجب في جامع العلوم والحكم (1/ 106).
(3)
التكوير الآية (29).
(4)
اعتقاد أئمة الحديث (ص.57).
(5)
الأنعام الآية (149).
تَعُودُونَ (29) فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ} (1)، وقال:{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ} (2) وقال: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا} (3)، ومعنى:{نبرأها} أي نخلقها وبلا خلاف في اللغة، وقال مخبراً عن أهل الجنة:{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ} (4) وقال: {أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا} (5)، وقال:{وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ} (6).
ويقولون إن الخير والشر والحلو والمر، بقضاء من الله عز وجل، أمضاه وقدره لا يملكون لأنفسهم ضرّاً ولا نفعاً إلا ما شاء الله، وإنهم فقراء إلى الله عز وجل لا غنى لهم عنه في كل وقت. (7)
(1) الأعراف الآيتان (29و30).
(2)
الأعراف الآية (179).
(3)
الحديد الآية (22).
(4)
الأعراف الآية (43).
(5)
الرعد الآية (31).
(6)
هود الآيتان (118و119).
(7)
اعتقاد أئمة الحديث (ص.60 - 62).