الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال أبو عبد الله الخراط: كان أبو محمد ورعاً مسمتاً خاشعاً، رقيق القلب، غزير الدمعة، مهيباً في نفسه، لا يكاد ينطق أحد في مجلسه بغير الصواب، يشبه في أموره كلها يحيى بن عمر وحمديساً القطان، حسن التقييد، صحيح الكتب، وكانت كتبه كلها بخطه، وكان كثير التصنيف في أنواع العلوم، كثير الكتب. قال القابسي: ترك أبو محمد هذا سبعة قناطير كلها بخطه إلا كتابين، فكان لا يحتمل أن يراهما، لأجل أنهما ليسا بخطه. وكان سبب موته أنه اصطلى، فنعس، فالتهبت النار ثيابه واحترق، وذلك سنة ست وأربعين وثلاثمائة، رحمه الله تعالى.
موقفه من المبتدعة:
جاء في معالم الإيمان: كان عالماً صالحاً ورعاً ذا سمت وخشية غزير الدمعة فاضلاً مجانباً لأهل الهوى والبدع لا يرد السلام عليهم مُهاباً في نفسه لا يكاد أحد ينطق في مجلسه بغير الصواب امتحن في شبيبته على يد محمد بن عمر المرودي ثلاث سنين وأراد قتله فنجاه الله منه وذلك لصرامته في الحق. (1)
أبو محمد بن عبد البصري المالكي (347 ه
ـ)
موقفه من الجهمية:
قال أبو محمد في كتابه هذا الذي صنفه في أصول السنة والتوحيد، قال: وكان إجماع السلف والخلف، وأئمة الدين وفقهاء المسلمين، من شرق
(1) معالم الإيمان (3/ 57).
وغرب، وسهل وجبل، وسائر أقاليم الإسلام، من مغرب ومصر وشام وعراق وحجاز ويمن وبحر وخراسان مجتمعين على أن عقيدة السنة أربع عشرة خصلة: سبعة متعلقة بالشهادة، وهي مما يدان بها في الدنيا، وسبعة متعلقة بالغيب وهي مما يؤمن بها من أحكام الآخرة. فالتي في دار الدنيا: القول مع الاعتقاد بأن الإيمان: قول وعمل ونية، والإيمان بالقدر خيره وشره، وأن القرآن غير مخلوق، وتخيير الأربعة على الترتيب، وإثبات الإمامة، وترك الخروج على أحد منهم، والصلاة على من مات من أهل القبلة، وترك المراء والجدل. والمتعلقة بالآخرة: الإيمان بأحكام البرزخ، والآيات التي بين يدي الساعة، والبعث بعد الموت، ورؤية الله تعالى، والإيمان بالحوض والشفاعة والصراط والميزان، وخلود الدارين، فمن خالف شيئاً من هذا فقد خالف اعتقاد السنة والجماعة، وهذا مما لا شبهة فيه بين أصحاب الحديث والفقهاء والعلماء من سائر الأقاليم. (1)
أحمد النَّجَّاد (2)(348 هـ)
هو الإمام المحدث الحافظ الفقيه المفتي، أبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن، البغدادي الحنبلي النجاد، شيخ العراق. سمع أبا داود السجستاني، وإسماعيل القاضي ومحمد بن إسماعيل الترمذي وخلقاً كثيراً. وحدث عنه أبو
(1) درء التعارض (8/ 503).
(2)
تاريخ بغداد (4/ 189 - 192) وتذكرة الحفاظ (3/ 868 - 869) وميزان الاعتدال (1/ 101) والوافي بالوفيات (6/ 400) والبداية والنهاية (11/ 249) واللسان (1/ 180) وشذرات الذهب (2/ 376) والسير (15/ 502 - 505).