الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تمهيد
لقد كان للتمذهبِ آثارٌ إِيجابيةٌ ظَهَرَتْ بين صفوفِ كثيرِ مِن المتمذهبين انعكست بصورةٍ جيِّدةٍ على الحالةِ العلميةِ في العصورِ الَّتي ازدهرت فيها هذه الآثار
(1)
، وقبلَ الدخولِ في مباحثِ الفصلِ الأولِ أُحبُّ أن أبيّن أمرين:
الأمر الأول: أنَّ التمذهبَ أسهمَ في نشأةِ الآثارِ الإِيجابيةِ، بغضِ النظرِ أكان التمذهبُ السببَ الوحيدَ في نشأتِها، أي لا؟
الأمر الثاني: أنَّ الآثارَ الإِيجابيةَ قد تُوْجَدُ في عصرٍ دون عصرٍ، وفي قُطْرٍ دونَ قُطْرٍ.
* * *
(1)
يقولُ الدكتور عبد الله التركي في كتابه: المذهب الحنبلي (1/ 19): "ارتبطت كلمة: (المذهب) في أذهانِ البعضِ بتلك الآثارِ السلبيةِ الَّتي أورثتها بعضُ التعصباتِ المذهبيةِ لفقهاءِ المسلمين، وحفلت بها بعضُ التراجم والردود والمناظرات والتأليفات المختلفة
…
وقد أخفى هذا الارتباطُ ما كان للمذاهبِ الفقهية مِنْ فضلِ على المسلمين، وخدمةٍ لشريعتهم".