الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثاني: ازدهار النشاط في مجال التأليف
لعلَّ مِنْ أبرزِ الآثارِ الإيجابيةِ الناشئةِ عن التمذهبِ ازدهارَ النشاطِ التأليفي في مختلفِ الموضوعاتِ المتعلقةِ بالفقهِ وأصولِه.
لقد أسهمَ متمذهبو المذاهبِ الفقهيةِ المتبوعةِ في خدمةِ مذاهبِهم، وتظافرتْ جهودُهم في هذا المجالَ، وتنوعتْ مؤلفاتُهم، وجميعها يسيرُ في خدمةِ المذهبِ، فكتبوا أكثرَ مؤلفاتِها بلسانِ عصورِ مؤلفيها، وجَعَلَ هذا المجهودُ الذي قامَ به أتباعُ المذاهبِ مِن المذهبِ الواحدِ مدرسةً فقهيةً أصوليةً متكاملةً.
وكثيرٌ مِنْ المؤلفاتِ التي خلَّفها أولئكَ العلماءُ تنطقُ بألوانٍ مِن المعارفِ والعلومِ، لا يمكنُ معها إلا الجزمُ بالأثرِ الإيجابي للتمذهبِ.
يقولُ الشيخُ عبدُ القادر بن بدران الحنبلي: "اعلمْ أنَّ أصحابَنا تفنَّنوا في علومِهم الفقهيةِ فنونًا، وجعلوا لشجرتِها المثمرةِ بأنواعِ الثمراتِ غُصُونًا، وشعَّبوا مِنْ نهرِها جداولَ تروي الصادي
(1)
…
ففرَّعوا الفقهَ إلى المسائل الفرعيةِ، وألّفوا فيها كتبًا
…
ثمَّ أفردوا لما فيه خلافٌ لأحدِ الأئمة فنًّا، وسمّوه فنَّ الخلافِ .. "
(2)
.
ويمكن لي إبرازُ النشاطِ التأليفي الذي قامَ به متمذهبو المذاهبِ الفقهيةِ بذِكْرِ الفنونِ التي كتبوا فيها، وسأمثل لكلِّ فنٍّ منها ببعضِ
(1)
الصادي: العطشان. انظر: المصباح المنير للفيومي، مادة:(صدا)، (ص/ 276)، والقاموس المحيط، مادة:(صدى)، (ص/ 1679).
(2)
المدخل إلى مذهب الإمام أحمد (ص/ 449).
المؤلفات
(1)
:
الأول: التأليف في الفقه المذهبي
(2)
.
حَفِلت المذاهبُ الفقهيةُ المتبوعةُ بمدوّناتٍ في فقهِ مذاهبِهم، فقد عَكَفَ أتباعُ المذاهبِ على تنميةِ فقهِ مذهبِهم، وتحقيقِ القولِ والترجيحِ فيه، ونَتَجَ عن هذه الجهوَدِ تراثٌ فقهيٌّ عزيزُ المثال، يعجز العادُّ عن حصرِه
(3)
، وإثراءٌ للفقهِ بمختلفِ درجاته
(4)
.
وكانت هذه المؤلفاتُ مختلفةَ المناهجِ، فمنها: المبسوطُ، ومنها: المتوسطُ، ومنها: الموجزُ، ومنها: المختصرُ مِنْ غيرِه
(5)
.
يقولُ الدكتورُ محمدٌ أبو الأجفان: "كُتُبُنَا الفقهيةُ القديمةُ التي تمثلُ ثروةً نفيسةً، ومصدرًا هامًّا، جاءتْ مختلفةً في أسلوبِ عرضِها للمسائل: فمنها: المختصرُ، ومنها: المبسوطُ"
(6)
.
وأيضًا: فهناك الشروحُ للكتبِ، والحواشي والتقريرات عليها
(7)
.
ولابنِ خَلْدون كلامٌ عن جهودِ علماءِ المالكية يتضح منه اهتمامُ
(1)
إنَّ كان المؤلَّف مطبوعًا اكتفيت بذكره منسوبًا إلى مؤلِّفه، وإلا وثقته.
(2)
انظر: المدخل إلى مذهب الإمام أحمد لابن بدران (ص/ 449)، والمدخل إلى علم أصول الفقه لمحمد الدواليبي (ص/ 392)، والاجتهاد في الفقه الإسلامي لعبد السلام السليماني (ص/ 322)، والمدخل إلى مذهب الإمام أبي حنيفة للدكتور أحمد حوى (ص/ 353 وما بعدها).
(3)
انظر: المدخل لدراسة الفقه للدكتور محمد موسى (ص/ 65).
(4)
انظر: المدخل لدراسة الفقه الإسلامي للدكتور شوقي الساهي (ص/ 72).
(5)
انظر: المجموع شرح المهذب للنووي (1/ 2 - 3)، وتاريخ التشريع الإسلامي للدكتور وهبة الزحيلي (ص/ 21)، والفقه الإسلامي للدكتور محمد العروسي (ص/ 258)، والمذهب الحنبلي للدكتور عبد الله التركي (1/ 220 - 222).
(6)
مقدمة تحقيق كتاب مختصر كتاب النظر في أحكام النظر للقباب (ص/93).
(7)
انظر: المدخل لدراسة الفقه للدكتور محمد موسى (ص/ 65)، والاجتهاد في الفقه الإسلامي لعبد السلام السليماني (ص/ 322)، والفقه الإسلامي للدكتور محمد العروسي (ص/ 257 - 258).
المتمذهبين بالنشاطِ التأليفي، فيقول: "عَكَفَ أهلُ القيروان على (المدوّنةِ)، وأهلُ الأندلسِ على (الواضحةِ) و (العتبيةِ)
…
ولم تَزَلْ علماءُ المذهب يتعاهدون هذه الأمهاتِ بالشرحِ والإيضاحِ والجمعِ، فكَتَبَ أهلُ إفريقيةَ على (المدوّنةِ) ما شاءَ الله أنْ يكتبوا - مثل: ابنِ يونس واللخمي -
…
وكتب أهلُ الأندلس على (العتبية) ما شاءَ الله أنْ يكتبوا، مثل: ابنِ رشد وأمثالِه
…
"
(1)
.
ولستُ أرى حاجةً إلى التمثيلِ للكتبِ الفقهيةِ؛ لشهرتِها وكثرتِها.
ولم يكن اهتمامُ علماءِ المذاهبِ بالكتابةِ والتأليفِ في فقهِ مذهبِهم عائقًا لهم عن الاهتمامِ بالكتابةِ في بابٍ من أبوابِ الفقهِ، كأبواب الزكاةِ والحجِّ والفرائضِ وغيرِها
(2)
.
ومما يمثّل به هذا المقام: (كتاب الأموال) للقاضي إسماعيلَ المالكي
(3)
،
(1)
مقدمة ابن خلدون (3/ 1058).
(2)
انظر: المدخل إلى مذهب الإمام أحمد لابن بدران (ص/ 449)، والمذهب الحنبلي للدكتور عبد الله التركي (1/ 223).
وفد جمع الشيخُ بكر أبو زيد في: المدخل المفصل إلى فقه الإمام أحمد (2/ 826 - 892)، والدكتور عبد الملك بن دهيش في: المنهج الفقهي العام لعلماء الحنابلة (ص/ 557 - 569) أسماءَ مؤلفات الحنابلة في أبواب الفقه، وجمع الباحثُ أحمد النقيب في: المذهب الحنفي (2/ 623 - 655) أسماءَ مؤلفات الحنفية في أبواب الفقه.
(3)
انظر: ترتيب المدارك للقاضي عياض (4/ 292). والقاضي اسماعيل هو: إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد الأزدي مولاهم، أبو إسحاق، ولد سنة 199 هـ كان إمامًا علامةً حافظًا فقيهًا مفسرًا مقرئًا محدثًا، ثقةً صدوقًا فاضلًا متفننًا، كبير الشأن، جمع علم القرآن والسنة والعربية، وفاق أهل عصره في الفقه، وكان شيخ المالكية في وقته، وقد قام بشرح مذهب الإمام مالك، وتلخيصه، والاحتجاج له، تولى قضاء بغداد، من مؤلفاته: أحكام القرآن، ومعاني القرآن، والموطأ، والمبسوط في الفقه، توفي ببغداد سنة 282 هـ.
انظر ترجمته في: حلية الأولياء لأبي نعيم (10/ 250)، وتاريخ مدينة السلام للخطيب (7/ 272)، وترتيب المدارك للقاضي عياض (4/ 267)، وسير أعلام النبلاء (13/ 339)، والوافي بالوفيات للصفدي (9/ 91)، والديباج المذهب لابن فرحون (1/ 282)، وبغية =
و (كتاب المناسك) لأبي ذرٍ الهروي
(1)
، و (الأشربة) لبكر بن العلاءِ القشيري
(2)
، و (النظر في أحكام النظر) للقطانِ الفاسي
(3)
.
= الوعاة للسيوطي (1/ 443)، وطبقات المفسرين للداودي (1/ 106)، وشذرات الذهب لابن العماد (3/ 334).
(1)
انظر: ترتيب المدارك للقاضي عياض (7/ 232). وأبو ذر الهروي هو: عبد بن أحمد بن محمد بن عبد الله الأنصاري، أبو ذر الهروي، ولد سنة 355 هـ أو: 356 هـ كان ثقةً ثبتًا حافظًا محدثًا فقيهًا مالكيًا متفننًا، زاهدًا ورعًا متقشفًا متقللًا، اشتغل بالفقه والحديث، وغلب عليه الحديث، حتى صار إمامًا فيه، نزل مكة وجاورها أزيد من ثلاثين سنة، واشتهرت نسخته لصحيح البخاري، من مؤلفاته: فضائل مالك بن أنس، ومسانيد الموطأ، والمسند الصحيح المخرج على البخاري ومسلم، توفي بمكة سنة 434 هـ. انظر ترجمته في: تاريخ مدينة السلام للخطيب (12/ 456)، وترتيب المدارك للقاضي عياض (7/ 229)، وتبيين كذب المفتري لابن عساكر (ص/ 255)، وسير أعلام النبلاء (17/ 554)، والديباج المذهب لابن فرحون (2/ 132)، والوفيات لابن قنفذ (ص/ 240)، ونفح الطيب للمقري (2/ 70)، وشجرة النور الزكية لمخلوف (1/ 104).
(2)
انظر: ترتيب المدارك للقاضي عياض (5/ 27). وبكر القشيري هو: بكر بن محمد بن العلاء بن محمد القشيري، أبو الفضل، ينسب إلى جده العلاء، كان إمامًا علامة فقيهًا نظارًا أصوليًا محدثًا، راويةً للحديث، من كبار فقهاء المالكية ومحدثيهم المصريين، تولى منصب القضاء، من مؤلفاته: كتاب الأحكام، وكتاب أصول الفقه، وكتاب القياس، والرد على المزني، توفي بمصر سنة 344 هـ وقد جاوز الثمانين عامًا بأشهر. انظر ترجمته في: ترتيب المدارك للقاضي عياض (5/ 270)، وطبقات الفقهاء للشيرازي (ص/ 155)، وسير أعلام النبلاء (15/ 537)، والوافي بالوفيات للصفدي (10/ 217)، والديباج المذهب لابن فرحون (1/ 313)، وشجرة النور الزكية لمخلوف (ص/ 79).
(3)
هو: علي بن محمد بن عبد الملك بن يحيى بنن إبراهيم الحميري الكتامي الفاسي، أبو الحسن بن القطان، ولد بفاس سنة 562 هـ كان علامةً حافظًا متقنًا ناقدًا فقيهًا راويةً، من أبصر الناس بصناعة الحديث، وأحفظهم لأسماء رجاله، وأشدهم عنايةً بالرواية، من علماء المالكية المبرزين، ورأس طلبة العلم بمراكش، تولى التدريس، وقضاء سجلماسة، من مؤلفاته: الإقناع في مسائل الإجماع، وشيوخ الدارقطني، ومسائل من أصول الفقه التي لم يذكرها الأصوليون في كتبهم، والنزاع في القياس، وبيان الوهم والإيهام الواقعين في كتاب الأحكام، توفي بسجلماسة سنة 628 هـ. انظر ترجمته في: صلة التكملة لابن الأبار (3/ 250)، وطبقات علماء الحديث لابن عبد الهادي (4/ 190)، وسير أعلام النبلاء (22/ 306)، وتاريخ الإسلام للذهبي (13/ 866)، والمستملح من كتاب الصلة له (ص / 340)، والوافي بالوفيات للصفدي (22/ 70)، ونيل الابتهاج للتنبكتي (ص/ 317)، وشجرة النور الزكية لمخلوف (1/ 179).
ويلتحقُ بهذا الفنِّ: مؤلفات المتمذهبين في الخلافياتِ
(1)
، والفروقِ الفقهيةِ
(2)
، والمفرداتِ المذهبيةِ
(3)
، ولغةِ الفقهاء
(4)
، وما كتبوه مِن الفتاوى
(5)
.
الثاني: التأليف في الألغاز والأحاجي والمطارحات الفقهية
(6)
.
لقد كانَ للتّوسعِ في ميدانِ التأليفِ الفقهي أثرٌ في تنويعِ الكتابةِ فيه، فكَتَبَ بعضُ علماءِ المذهب كُتُبًا في الألغازِ والأحاجي الفقهيةِ، والتي غالبًا ما تكونُ معرفةُ أجوبتِها مرتبطةً بأحكامِ المذهبِ.
ولهذه المؤلفاتِ فوائدُ عدّة تعودُ على المتعلمين، كشحْذِ الذهنِ، وتدارسِ المذهبِ، وطَرْدِ السآمةِ والمللِ في بعضِ الأوقاتِ.
يقولُ بدرُ الدّينِ الزركشي عن المطارحاتِ الفقهيةِ: "هي مسائل عويصةٌ؛ يُقْصَدُ بها تنقيحُ الأذهانِ"
(7)
.
(1)
انظر: المدخل المفصل إلى فقه الإمام أحمد (2/ 899 وما بعدها)، والمدخل إلى مذهب الإمام أبي حنيفة للدكتور أحمد حوى (ص/ 391 وما بعدها).
(2)
انظر: المدخل إلى مذهب الإمام أحمد لابن بدران (ص/ 449)، والمدخل المفصل إلى فقه الإمام أحمد (2/ 926 وما بعدها)، والمستوعب لتاريخ الخلاف العالي للدكتور محمد العلمي (1/ 209).
(3)
انظر: المدخل المفصل إلى فقه الإمام أحمد (2/ 908 وما بعدها).
(4)
انظر: المدخل إلى مذهب الإمام أحمد لابن بدران (ص/ 483)، والمدخل إلى مذهب الإمام أبي حنيفة للدكتور أحمد حوى (ص/397).
(5)
انظر: المدخل المفصل إلى فقه الإمام أحمد (2/ 925)، والاجتهاد في الفقه الإسلامي لعبد السلام السليماني (ص/ 322)، والفقه الإسلامي للدكتور محمد العروسي (ص/ 255)، والمدخل إلى مذهب الإمام أبي حنيفة للدكتور أحمد حوى (ص/ 375 وما بعدها).
(6)
يقول تاج الدين السبكي في: الأشباه والنظائر (2/ 310) عن الألغاز الفقهية: "وهذا بابٌ مليحٌ". ويقولُ أيضًا في: (2/ 311): "فنُّ الألغاز في نفسِه حسنٌ".
وقارن بأدب الدنيا والدين للماوردي (ص/ 82 - 84). وانظر: المنثور في القواعد للزركشي (1/ 70 - 71)، والفوائد الجنية للفاداني (1/ 103)، والمدخل المفصل إلى فقه الإمام أحمد (2/ 924).
(7)
المنثور في القواعد (1/ 70). وانظر: المدخل إلى مذهب الإمام أحمد لابن بدران (ص/ 457).
ومن المؤلفات في الألغاز: (المعاياة) لأبي حاتم القزويني
(1)
، و (المعاياة) للجرجاني
(2)
، و (حلية الطراز في حل مسائل الألغاز) لأبي بكر الجراعي.
ولتاج الدّينِ بن السبكي مجموعٌ في الألغاز ضمّنه كتابه: (الأشباه والنظائر)
(3)
، وجَعلَ ابنُ نجيمٍ الحنفي الفنَّ الرابعَ في - كتابِه:(الأشباه والنظائر)
(4)
في الألغازِ.
الثالث: التأليف في أصول المذهب
(5)
.
(1)
ذكر كتاب المعاياة ابن السبكي في: الأشباه والنظائر (2/ 310). وأبو حاتم القزويني هو: محمود بن الحسن بن محمد بن يوسف الطبري القزويني، أبو حاتم، من علماء المذهب الشافعي، كان علامةً فقيهًا أصوليًا حافظًا للمذهب والخلاف، وصاحب تصانيف متعددة في الفقه وأصوله، دَرَس أصول الفقه على القاضي أبي بكر الأشعري، وتولى التدريس بآمل وببغداد، من مؤلفاته: تجريد التجريد، وكتاب الحيل، توفي بآمل سنة 440 هـ وقيل: في حدود سنة 460 هـ. انظر ترجمته في: طبقات الفقهاء للشيرازي (ص/ 123)، وتبيين كذب المفتري لابن عساكر (ص/ 260)، وتهذيب الأسماء واللغات للنووي (2/ 207)، وسير أعلام النبلاء (18/ 128)، وطبقات الشافعية الكبرى لابن السبكي (5/ 312)، وطبقات الشافعية للإسنوي (2/ 300)، وطبقات الشافعية لابن هداية الله (ص/ 49).
(2)
ذكر كتاب المعاياة ابن السبكي في: الأشباه والنظائر (2/ 310). والجرجاني هو: أحمد بن محمد بن أحمد أبو العباس الجرجاني، تتلمذ لأبي إسحاق الشيرازي، من أجلاء علماء زمانه، كان إمامًا في الفقه والأدب، تولى القضاء والتدريس في البصرة، وكان شيخ الشافعية بها، يقول عنه تاج الدين السبكي:"كان في الفقه إمامًا ماهرًا، وفارسًا مقدامًا، وله تصانيف تُنبئ عن ذلك"، من ملؤلفاته: الأدباء، والشافي، وكنايات الأدباء وإشارات البلغاء، والتحرير، توفي سنة 482 هـ. انظر ترجمته في: طبقات الفقهاء الشافعية لابن الصلاح (1/ 371)، وطبقات الشافعية الكبرى لابن السبكي (4/ 74)، وطبقات الشافعية للإسنوي (1/ 340)، وطبقات الشافعية لابن كثير (1/ 453)، والوافي بالوفيات للصفدي (7/ 331)، وطبقات الشافعية لابن هداية الله (ص/ 178).
(3)
انظر: الأشباه والنظائر (2/ 311 وما بعدها).
(4)
انظر: (ص/ 466 - 476).
(5)
انظر: المدخل إلى مذهب الإمام أحمد لابن بدران (ص/ 449)، والمدخل إلى علم أصول الفقد لمحمد الدواليبي (ص / 404)، والمذهب الحنبلي للدكتور عبد الله التركي (1/ 223)، والمدخل إلى مذهب الإمام أبي حنيفة للدكتور أحمد حوى (ص/ 343 وما بعدها)، والمستوعب لتاريخ الخلاف العالي للدكتور محمد العلمي (1/ 209).
لقد اهتمَّ أربابُ المذاهبِ الفقهيةِ المتبوعةِ منذُ وقتٍ مبكّرٍ بإبرازِ أصولِ مذاهبِهم، فوُجِدَ في كلِّ مذهبٍ فقهي مؤلفاتٌ دوّنها أصوليو المذهبِ.
ولا أرى حاجةً إلى التمثيلِ للكتب الأصوليةِ العامةِ؛ لشهرتِها، وكثرتِها.
وقد كَتَبَ بعضُ الأصوليين مؤلفاتٍ في موضوعٍ مِن موضوعاتِ الأصول، وممَّا يمثل به في هذا المقام:(كتاب الاحتجاج بالقرآن) للقاضي إسماعيل المالكي
(1)
، و (القياس) لبكر بنِ العلاء القشيري
(2)
، و (إجماع أهل المدينة) لأبي بكرٍ الأبهري
(3)
، و (أدب المفتي والمستفتي) لابنِ الصلاحِ، و (صفة الفتوى) لابنِ حمدان.
ويلحق بهذا الفنِّ: ما كتبه علماءُ المذاهبِ في الفروقِ الأصوليةِ
(4)
.
الرابع: التأليفُ في قواعد المذهب وضوابطه الفقهية
(5)
.
لم يكنْ أمرُ التقعيدِ الفقهي مقتصرًا على الكتابةِ الأصوليةِ فحسب، بلْ إنَّ الأمرَ تعدَّاه إلى الاهتمامِ بقواعد المذهبِ وضوابطِه الفقهيةِ، وكان هذا الأمرُ مكمّلًا للتقعيدِ المذهبي، ومنهجِ الاجتهادِ فيه
(6)
.
ولا أرى حاجةً إلى التمثيلِ لكتبِ القواعدِ الفقهيةِ؛ لشهرتِها.
(1)
انظر: ترتيب المدارك للقاضي عياض (4/ 292).
(2)
انظر: المصدر السابق (5/ 27).
(3)
انظر: المصدر السابق (6/ 188).
(4)
انظر: المدخل إلى مذهب الإمام أحمد لابن بدران (ص/ 449)، والمدخل المفصل إلى فقه الإمام أحمد (2/ 926 وما بعدها).
(5)
انظر: المدخل إلى مذهب الإمام أحمد لابن بدران (ص/ 449)، والمدخل إلى مذهب الإمام أبي حنيفة للدكتور أحمد حوى (ص/ 395 وما بعدها)، والفقه المالكي بين الدليل والتجديد لمحمود الغرياني، بحوث الملتقى الأول، القاضي عبد الوهاب المالكي (6/ 448).
(6)
انظر: المدخل إلى علم أصول الفقد لمحمد الدواليبي (ص/ 382).
الخامس: التأليفُ في بيانِ أدلةِ المذهب
(1)
.
كان لبعضِ المتمذهبين عنايةٌ بعلمِ الحديث ومعرفةٌ به، وأسهمتْ هذه المعرفةُ بالتأليفِ في بيانِ أدلةِ المذهبِ النقليةِ مِن الأحاديثِ والآثارِ
(2)
، وكان لهذه المؤلفاتِ أثرُها في إثراءِ المذَهبِ، وفي تخريجِ أحاديثِه.
ومن الأمثلة لهذا الفن: كتاب (الآثار) لمحمد بن الحسن - جمع فيه الآثارَ التي يحتجُ بها أئمةُ الحنفية
(3)
- و (شرح معاني الآثار) لأبي جعفرٍ الطحاوي، و (المنتقى في الأحكام الشرعية) لمجدِ الدّينِ بنِ تيميةَ، و (المحرر في الحديث) لابنِ عبدِ الهادي
(4)
، و (بلوغ المرام) للحافظِ ابنِ حجر، و (إعلاء السنن) لظفر العثماني الحنفي
(5)
.
(1)
انظر: المصدر السابق (ص/ 398)، والمدخل إلى مذهب الإمام أبي حنيفة للدكتور أحمد حوى (ص/ 384 وما بعدها).
(2)
انظر: المدخل إلى مذهب الإمام أحمد لابن بدران (ص/ 450).
(3)
انظر: تاريخ التشريع الإسلامي لمحمد الخضري (ص/ 302).
(4)
هو: محمد بن أحمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف المقدسي، أبو عبد الله شمس الدين، ولد بالصالحية سنة 705 هـ وقيل: سنة 706 هـ تلقى العلم عن أعيان عصره، وحفظ المقنع لابن قدامة وهو دون العاشرة على القاضي سليمان بن حمزة، ولزم تقيَّ الدين بنَ تيمية، وجمال الدين المزي، كان فقيهًا مقرئًا محدثًا ناقدًا نحويًا متفننًا، معتنيًا بالرجال وعلل الأحاديث، ومن المبرزين في المذهب الحنبلي، جلس لتدريس الطلبة وإفادتهم، من مؤلفاته: المحرر في الحديث، وتنقيح التحقيق في أحاديث التعليق، وتعليقة على العلل لابن أبي حاتم، والصارم المنكي في الرد على السبكي، وترجمة تقي الدين بن تيمية المعروفة بالعقود الدرية، توفي سنة 744 هـ. انظر ترجمته في: تذكرة الحفاظ للذهبي (4/ 1508)، والوافي بالوفيات للصفدي (2/ 161)، وأعيان العصر له (4/ 273)، والوفيات لابن رافع (1/ 457)، والذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب (5/ 115)، والدرر الكامنة لابن حجر (3/ 421)، والمقصد الأرشد لابن مفلح (2/ 260)، والمنهج الأحمد للعليمي (5/ 77).
(5)
هو: ظفر أحمد بن لطيف العثماني التهانوي، ولد بالهند سنة 1310 هـ تلقى المذهب الحنفي وبرز فيه، واشتغل بالتأليف، كان فقيهًا محققًا محدثًا أديبًا، تنقل بين عدة بلدان لطلب العلم، وتولى التدريس في بعض مدارس الهند، وقد درَّس الفقه وأصوله والمنطق والفلسفة، ثم بعد ذلك تولى التدريس في إحدى جامعات باكستان، من مؤلفاته: مقدمة إعلاء السنن، وإعلاء السنن، وقواعد في علوم الحديث، توفي سنة 1394 هـ. انظر ترجمته في: مقدمة إعلاء السنن (1/ 24)، وإعلاء السنن (1/ 19)، ومقدمة تحقيق قواعد في علوم الحديث (ص/ 7).
ويُلحق بهذا الفنِّ: ما كتبه علماءُ الحديث مِنْ مؤلفاتٍ في تخريجِ الأحاديثِ والآثارِ الواردةِ في المؤلفاتِ الفقهيةِ والأصوليةِ
(1)
.
ومما يمثل به: كتاب (التحقيق في أحاديث التعليق) لأبي الفرجِ بنِ الجوزي، و (نصب الراية لأحاديثِ الهداية) لجمالِ الدينِ الزيلعي، و (المعتبرُ في تخريجِ أحاديثِ المنهاج والمختصر) لبدرِ الدينِ الزركشي، و (البدرُ المنيرُ في تخريجِ أحاديث الرافعي الكبير) لسراجِ الدينِ بنِ الملقن، و (التلخيص الحبير) للحافظِ ابنِ حجر.
السادس: التأليفُ في الردودِ على مخالفي المذهب
(2)
.
وجّه بعضُ العلماءِ انتقاداتٍ علمية إلى بعضِ المذاهبِ الفقهيةِ في عددٍ من المسائلِ، سواء أكانت منسوبةً إلى إمام المذهب، أم كانت مِن أقوالِ المذهبِ المشهورةِ، وفي الغالبِ ينبري أتباعُ المَذهبِ إلى الدفاعِ عن مذهبِهم، ومِنْ أهمِّ طُرُقِ المدافعةِ عنه التأليفُ في الردِّ على المخالفِ.
ومما يمثل به في هذا المقام: (كتاب الحجة على أهل المدينة) لمحمد بن الحسن، وكتاب (الرد على محمد بن الحسن) للقاضي إسماعيل المالكي
(3)
، وكتاب (الردّ على المزني) لأبي بكرٍ الأبهري
(4)
، وكتاب (الردّ على ابن عُليّة
(5)
فيما أنكره على مالكٍ)
(1)
المدخل إلى مذهب الإمام أحمد لابن بدران (ص/ 449).
(2)
انظر: المدخل إلى علم أصول الفقه لمحمد الدواليبي (ص/ 398).
(3)
انظر: ترتيب المدارك للقاضي عياض (4/ 292).
(4)
انظر: المصدر السابق (6/ 188).
(5)
هو: إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم البصري الأسدي، أبو إسحاق المعروف بابن علية، أحد كبار المتكلمين، وكان على معتقد الجهمية، وممن يقول بخلق القرآن، جرت بينه وبين الإمام الشافعي مناظرات، قال عنه ابن معين:"ليس بشيء"، وقال عنه الإمام أحمد:"هو ضال"، له مؤلفات في الفقه تشبه الجدل، توفي بمصر - وقيل: ببغداد - سنة 218 هـ وهو ابن سبع وستين سنة. انظر ترجمته في: تاريخ مدينة السلام للخطيب (6/ 512)، وتاريخ الإسلام للذهبي (5/ 264)، وميزان الاعتدال له (1/ 20)، والمقفى الكبير للمقريزي (1/ 102)، ولسان الميزان لابن حجر (1/ 243).
لأبي جعفرٍ الأبهري
(1)
، و (نقض كتاب الشافعي في ردِّه على مالكٍ) لأحمدَ الدهان البصري
(2)
.
السابع: التأليف في مناقب إمام المذهب
(3)
.
لقد كان أئمةُ المذاهبِ الفقهيةِ على قدرٍ كبيرٍ مِن التميّزِ والبروزِ العلمي، شأنُهم في ذلك شأنُ سائرِ مجتهدي الأمةِ الإسلاميةِ في عصورِها الأُوْلى.
وقد كَتَبَ جمعٌ مِن المتمذهبين في مناقبِ أئمتِهم، بلْ تعدَّى الأمرُ إلى كتابةِ بعض المتمذهبين في مناقبِ أئمةِ المذاهب الأخرى، وفي هذا الصنيعِ دلالةٌ على رسوخِ مكانةِ الأئمةِ في نفوسِ كثيرٍ من المتمذهبين مِنْ مختلفِ المذاهبِ.
وقد يكون الباعثُ على الكتابةِ في مناقبِ الإمامِ عند بعضِ المؤلفين الرغبةَ في انتماءِ الناسِ إلى مذهبِ إمامِه
(4)
.
(1)
انظر: ترتيب المدارك للقاضي عياض (7/ 72). وأبو جعفر الأبهري هو: محمد بن عبد الله أبو جعفر، ويعرف بالأبهري الصغير، وبالوتلي، وبابن الخصاص، كان إمامًا عالمًا بالفقه وأصوله، متفننًا عمدةً، من أهل العراق، ورحل إلى مصر، تفقه بأبي بكر الأبهري، وسمع من أبي زيد المروزي، وتفقه عليه خلق كثير، من مؤلفاته: كتاب في الرد على ابن عليه فيما أنكره على مالك، وكتاب كبير في مسائل الخلاف، وكتاب تعليق المختصر، توفي سنة 365 هـ.
انظر ترجمته في: طبقات الفقهاء للشيرازي (ص/ 156)، وترتيب المدارك للقاضي عياض (7/ 72)، والديباج المذهب لابن فرحون (2/ 228)، وشجرة النور الزكية لمخلوف (1/ 91)، وجمهرة تراجم الفقهاء المالكية لقاسم بن سعد (3/ 1133).
(2)
انظر: ترتيب المدارك للقاضي عياض (2/ 215). وأحمد الدهان هو: أحمد بن محمد بن عمر البصري الدهان، من أئمة المالكية بالمشرق، روى عن ابن شاهين، من مؤلفاته: كتاب في الرد على الشافعي في ستة أجزاء، والمعلومات المذكورة عنه في ترجمته شحيحة. انظر ترجمته في: ترتيب المدارك للقاضي عياض (6/ 200)، والديباج المذهب لابن فرحون (1/ 173).
(3)
انظر: خطبة الكتاب المؤمل لأبي شامة (ص/ 70)، والمدخل لدراسة الفقه الإسلامي للدكتور رمضان الشرنباصي (ص/ 94).
(4)
انظر: المدخل لدراسة الفقه الإسلامي للدكتور رمضان الشرنباصي (ص/ 94).
وأيًّا كان الباعثُ على الكتابةِ في مناقبِ الأئمةِ، فقد حَفِظَتْ هذه المدوّناتُ عددًا مهمًا مِنْ أقوالِ الأئمةِ وآرائِهم وأحوالِهم.
ومن الكتب المولفة في مناقب الأئمة: (مناقب مالك) لأبي بكرٍ جعفر الفريابي
(1)
، و (مناقب أبي حنيفة) لأبي جعفر الطحاوي
(2)
، و (آداب الشافعي ومناقبه) لابنِ أبي حاتم، و (مناقب أحمد) له
(3)
، و (فضائل مالك بن أنس) لأبي ذر الهروي
(4)
، و (مناقب الإمام أحمد) لأبي الفرجِ بنِ الجوزي، و (إرشاد الطالبين إلى المنهج القويم) - كتاب في مناقب الإمام الشافعي - للفخرِ الرازي، و (إرشاد السالك إلى مناقب مالك) لابنِ المبرد الحنبلي، و (الخيرات الحسان في مناقب الإمام أبي حنيفة النعمان) لابنِ حجرٍ الهيتمي الشافعي.
الثامن: التأليف في طبقات علماء المذهب
(5)
.
لقد كانَ المذهبُ الفقهي مدرسةً ينهلُ منها الدارسُ علومًا وفنونًا عديدةً، وتخرّج فيها عددٌ مِن العلماءِ والمحققين مِن الفقهاءِ والأصوليين، وقد اعتنى أربابُ كلِّ مذهبٍ بتدوينِ تراجمِ علماءِ مذهبِهم بدءًا من إمامِ المذهبِ.
(1)
انظر: ترتيب المدارك للقاضي عياض (4/ 301). وأبو بكر الفريابي هو: جعفر بن محمد بن الحسن بن المستفاض، أبو بكر الفريابي، ولد سنة 207 هـ كان إمامًا حافظًا متقنًا ثقةً ثبتًا حجةً مأمونًا، أحد أوعية العلم، ومن أهل المعرفة والفهم، من أعيان المذهب المالكي، وتولى القضاء بالدينور، وقد طوّف البلاد شرقًا وغربًا، لقي أعلام المحدثين في كلِّ بلد، من مؤلفاته: كتاب السنن - كتاب كبير - ومناقب مالك، توفي سنة 301 هـ. انظر ترجمته في: تاريخ مدينة السلام للخطيب (8/ 102)، والأنساب للسمعاني (4/ 376)، وترتيب المدارك للقاضي عياض (6/ 300)، وطبقات علماء الحديث لابن عبد الهادي (2/ 412)، وسير أعلام النبلاء (14/ 96)، والديباج المذهب لابن فرحون (1/ 321)، وشجرة النور الزكية لمخلوف (1/ 77).
(2)
انظر: الجواهر المضية للقرشي (1/ 277).
(3)
انظر: سير أعلام النبلاء (11/ 178).
(4)
انظر: ترتيب المدارك للقاضي عياض (7/ 232).
(5)
انظر: المدخل إلى مذهب الإمام أبي حنيفة للدكتور أحمد حوى (ص/ 399).
يقولُ الشيخُ عبدُ القادر بنُ بدران مبينًا أهميةَ معرفةِ الفقيه بطبقاتِ علماءِ مذهبِه، وحاثًّا مريدَ التفقه على معرفتِها:"معرفةُ تراجمِ علماءِ مذهبِه، وما لهم مِن المؤلفاتِ، وأنْ يعرفَ طبقاتِهم، وإلا فقد يمرُّ به اسمُ واحدٍ مِن الحنابلةِ فيظنّه حنفيًا، أو مِن الحنفيةِ فيظنّه شافعيًا، أو مِن المتقدمين فيظنه متأخرًا، أو مِنْ أربابِ الأقوالِ والوجوهِ في مذهبِه، فيظنّه مقلِّدًا بحتًا، ومثلُ هذا يقبحُ بالفقيه، وينادي على انحطاطِه عن ذروةِ الكمالِ"
(1)
.
ولم تخلُ كثيرٌ مِنْ كتبِ التراجمِ مِن النكاتِ والفرائدِ العلمية
(2)
، ولا سيما إنْ كان مؤلِّفُ الكتاب مِن العلماءِ.
ومما يذكر في هذا المقام: (طبقات الحنابلة) للقاضي ابنِ أبي يعلى الحنبلي
(3)
، و (ترتيب المدارك وتقريب المسالك) للقاضي عياضٍ المالكي، و (طبقات الشافعية الكبرى) لتاجِ الدّينِ بنِ السبكي، و (الجواهر المضبة في طبقات الحنفية) لأبي محمدٍ عبدِ القادر القرشي الحنفي، و (طبقات الشافعية) لابنِ كثيرٍ
(4)
، و (الذيل على طبقات الحنابلة) لابنِ رجبٍ الحنبلي، و (الديباج
(1)
المدخل إلى مذهب الإمام أحمد (ص/ 482 - 483).
(2)
انظر: المعيار المعرب للونشريسي (2/ 201).
(3)
هو: محمد بن محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن أحمد بن الفرَّاء، أبو الحسين بن أبي يعلى، ولد في بغداد سنة 451 هـ كان فقيهًا حنبليًا بارعًا، محدثًا مدرسًا مناظرًا، ثقةً ديِّنًا، حميد السيرة، وقد تولى منصب القضاء والإفتاء، من مؤلفاته: طبقات الحنابلة، والمفردات في أصول الفقه، والتمام لكتاب الروايتين والوجهين، ورؤوس المسائل، والمقنع في النيات، توفي قتيلًا سنة 526 هـ. انظر ترجمته في: مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي (ص/ 704)، وسير أعلام النبلاء (19/ 602)، والعبر في تاريخ من غبر للذهبي (4/ 70)، والوافي بالوفيات للصفدي (1/ 159)، والذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب (1/ 391)، والمقصد الأرشد لابن مفلح (2/ 499)، والمنهج الأحمد للعليمي (3/ 106)، والدر المنضد له (1/ 241).
(4)
هو: إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن درع القرشي الدمشقي، أبو الفداء عماد الدين، ولد بقريةٍ من أعمال بصرى سنة 701 هـ كان إمامًا بارعًا، وفقيهًا متقنًا، ومحدثًا فاضلًا، ومفسرًا نقادًا، ومؤرخًا كبيرًا، من أعيان المذهب الشافعي، وقد تولى إفتاء الناس، ودرّس في عدد من المدارس، وناظر في الفقه والتفسير والنحو، من أحفظ العلماء لمتون الأحاديث، =
المذهب) للقاضي ابنِ فرحون المالكي، و (الطبقات السنية في تراجم الحنفية) لتقي الدين بن عبد القادر الحنفي.
وقبلَ الانتقالِ إلى المبحثِ القادمِ أُحِبُّ أنْ أبيّنَ أنَّه يمكن جَعْلُ الدراساتِ المعاصرةِ التي بُنِيَتْ على مذهبٍ فقهي، أو على شخصيةٍ معروفةٍ بالتمذهب - سواء أكانت الدراسة في الفقه أم في أصوله أم في القواعد والضوابط الفقهية - ملحقةً بفنٍّ مِن الفنونِ السابقةِ؛ وذلك لارتباطِ هذه الدراسات بالمذهبِ الفقهي، وخدمتها له.
* * *
= وأعرفهم برجال الإسناد، سارت تصانيفه في البلاد في حياته، وانتفع الناس بها بعد وفاته، منها: تفسير القرآن العظيم، والبداية والنهاية، والفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وطبقات الشافعية، توفي سنة 774 هـ. انظر ترجمته في: تذكرة الحفاظ للذهبي (4/ 1508)، والدرر الكامنة لابن حجر (1/ 373)، وإنباء الغمر له (1/ 39)، ووجيز الكلام للسخاوي (1/ 192)، وطبقات المفسرين للداوودي (1/ 110)، وشذرات الذهب لابن العماد (6/ 231)، والبدر الطالع للشوكاني (ص/ 168).