الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد
(1)
أبي الحجاج انه قال: لم نزل نسمع ان زمزم هزمة جبريل بعقبه وسقيا الله اسماعيل.
1059 -
وحدّثنا عبد الله بن عمران، قال: ثنا سعيد بن سالم، عن عثمان، قال: أخبرني محمد بن إسحاق، قال: وقد قالت صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم-ورضي الله عنها-:
نحن حفرنا للحجيج زمزما
…
شفاء سقم وطعام مطعما
ركضة جبريل ولمّا تعظما
…
سقيا نبيّ الله في المحرما
ابن خليل ربّنا المكرّما
ذكر
حفر عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف زمزم
وتفسير أمره
1060 -
حدّثنا عبد الله بن أبي سلمة، قال: ثنا حسان بن عباد، عن عبد الأعلى بن أبي المساور، قال: حدثنا عكرمة، عن ابن عباس-رضي الله
1059 - إسناده منقطع.
1060 -
إسناده متروك.
حسان بن عباد، قال ابن حجر في اللسان 190/ 2:يروى عن عبد الأعلى، وهو مجهول. وعبد الأعلى بن أبي المساور الكوفي، متروك، وكذّبه ابن معين. التقريب 465/ 1.
(1)
في الأصل (عن مجاهد، قال: أبي الحجاج) ولفظة (قال) زائدة، لأن أبا الحجاج هو: مجاهد نفسه.
عنهما-قال: أتي عبد المطلب في المنام، فقيل له: احتفر؟ قال: ما احتفر؟ قال: برّة. قال: وما برّة؟ قال: مضنونة ضنّ بها عن الناس واعطيتموها. قال: وأتاه بنو عمه، فقال: إني رأيت في المنام، قيل لي:
احتفر، قلت: ما احتفر؟ قال: برّة. قلت: وما برّة؟ قال: مضنونة ضنّ بها عن الناس واعطيتموها. قالوا: أولا سألته؟ قال: فنام فأتي في المنام، فقيل:
احتفر. فقال: وما احتفر؟ قال احتفر زمزم. قال: وما زمزم؟ قال: لا تنزف
(1)
ولا تذم
(2)
،تسقي الحجيج الأعظم. قال: فانتبه فأخبرهم برؤياه.
قالوا: أفلا سألته أين موضعها؟ قال: فنام فأتي في المنام فقيل له: احتفر.
قال: وأين؟ قال: مسلك الذرّ
(3)
،وموضع الغراب، بين الفرث والدم.
قال: فاستيقظ فأخبرهم. قالوا: هذا موضع خزاعة ولا يدعونكم تحتفرون في موضع نصبهم. قال: وقد قالوا له في المنام: إنّ قومك يكونون عليك أول النهار ويكونون معك آخر النهار، قال: ولم يكن من ولده إلا الحارث بن عبد المطلب. قال: فأقبل هو والحارث يحفران، فحفرا، فاستخرجا غزالا من ذهب في أذنيه قرطان، ثم حفرا فاستخرجا/حلية ذهب وفضة. فقال بنو عمه: يا عبد المطلب أحد
(4)
قومك. قال: ثم حفرا فاستخرجا سيوفا ملفوفة في عباءة ثم حفرا فاستخرجا الماء، فقالوا لعبد المطلب:[إن لنا معك من هذا شركا وحقا]
(5)
قال: نعم، ائتوني بثلاثة قداح أسود وأبيض وأحمر، فأتوه
(1)
أي: لا يفنى ماؤها.
(2)
أي: لا تعاب. قال ابن الأثير في النهاية 169/ 2: أي، لا تعاب، أو لا تلفى مذمومة
…
وقيل: لا يوجد ماؤها قليلا، من قولهم: بئر ذمّة، إذا كانت قليلة الماء.
(3)
أي: النمل.
(4)
كذا في الأصل.
(5)
سقطت من الأصل، وألحقناها من مغازي ابن اسحاق ص:27،وتهذيب السيرة لابن هشام 155/ 1.
بثلاثة قداح فجعل لهم الأسود، وجعل الأحمر للبيت، والأبيض له، ثم اقرع بينهم، فأصاب الحلية البيت، وأصابته السيوف، وأصاب قومه الغزال، فنذر يومئذ نذرا: لئن ولد لي عشرة لانحرن أحدهم، فولد له عشرة فاقرع بينهم، فوقع على عبد الله أبي محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم اقرع ثانية، فوقع على عبد الله، ثم اقرع الثالثة، فوقع على عبد الله، فأراد أن ينحره، فأتاه بنو محزوم-أخواله-فقالوا: تعمد إلى ابن اختنا فتنحره من بين ولدك؟ فقال:
قد اقرعت بينه وبين اخوته فوقع السهم عليه ثلاث مرات، قالوا: فافده.
قال: ففداه بمائة من الإبل. قال عكرمة: فمن ثم دية الناس اليوم مائة من الإبل.
1061 -
حدّثنا ابن أبي سلمة، قال: ثنا يعقوب بن إبراهيم، وعبد العزيز، عن ابراهيم بن سعد، عن الزهري، عن قبيصة بن ذؤيب، عن ابن عباس-رضي الله عنهما-قال: نذر عبد المطلب أن ينحر ابنه، ففداه بمائة من الإبل.
1062 -
حدّثنا حسين بن حسن، عن يحيى بن سعيد القطان، عن ابن حرملة، عن سعيد بن المسيّب قال: ثم ان عبد المطلب أرى في المنام احفر زمزم لا تنزف ولا تذم تروى الحجيج الأعظم، ثم أرى مرّة: احفر الروا، اعطيتها على رغم أنف العدا. ثم أرى مرة أخرى: احفر المضنونة ضنّ بها عن
1061 - شيخ المصنّف لم أقف عليه، وبقية رجاله ثقات.
وعبد العزيز، هو: ابن أبي سلمة بن عبيد الله العمري.
1062 -
إسناده حسن إلى سعيد بن المسيّب.
أورده الحربي في المناسك ص:485 بألفاظ مقاربة.
الناس إلا عنك، ثم أرى مرة أخرى: احفر تكتم
(1)
،بين فرث ودم، عند الأنصاب الحمر، في قرية النمل. قال: فاصبح فحفر حيث أرى فاستهترت به قريش، فلما نزل عن الطي جاءت قريش ليحفروا معه، فمنعهم فلما أنبط وجد غزالا من ذهب، وسيفا وحلية، فضرب عليها بالسهام ألي أم للبيت؟ فخرج سهم البيت، فكان أول حلي حليته الكعبة، فجعل حوضا للشراب، وحوضا للوضوء، وقال: اللهم اني لا أحلها لمغتسل، وهي لشاربها حل وبل
(2)
، فروى الناس، فحسدته قريش، فطفقوا يحفرون الحوض ويغتسلون فيها، فما يغتسل منه أحد إلا حصب أو جدر، ولا يكسر حوضه أحد إلا ألقى في يده أو رجله حتى تركوه فرقا.
1063 -
حدّثنا حسين بن حسن، قال: أنا عمرو بن عثمان الكلابي، قال: ثنا زهير أبو خيثمة، قال: ثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس-رضي الله عنهما-قال: إنّ عبد المطلب رأى في المنام أن أحفر برة، فأصبح مهموما برؤياه، حتى إذا كانت الليلة الثانية قيل له:
احفر برة، شراب الأبرار، فأصبح مهموما بما رأى، فلما كانت الليلة الثالثة أتى فقيل له: احفر زمزم لا تنزف ولا تذّم، بين الفرث والدم، اغد بكرة فسترى على الآلهة-يعني أصنام كفار قريش-فرثا يبحثه غراب. قال: فغدا فإذا هو بغراب يبحث فرثا/فحفر فإذا هو بالحسى، فنثلها، فوجد فيها أسيافا
1063 - إسناده ضعيف.
عمر بن عثمان الكلابي: ضعيف. كما في التقريب 74/ 2.وزهير، هو: ابن معاوية الجعفي.
(1)
تكتم-بضم أوله-قال الزبيدي في التاج 139/ 9:سميت بذلك لأنها كانت اندفنت بعد جرهم، فصارت مكتومة حتى أظهرها عبد المطلب.
(2)
حلّ، أي: حلال، وبلّ، أي: مباح، وقيل: شفاء من قولهم: بلّ من مرضه، وأبلّ. أنظر النهاية 154/ 1.
وغزالا من ذهب، فأما الأسياف، فضربت على باب الكعبة، وعلق الغزال في بطنها.
1064 -
حدّثني عبد الله بن عمرو بن أبي سعد، قال: ثنا أحمد بن القاسم، قال: ثنا محمد بن عيسى القطان، قال: حدّثني أبو محمد الأنصاري، قال: لما احتفر عبد المطلب زمزم أصاب فيها أحجارا في حجر منها (ويل للعرب من شر قد اقترب).وعلى الآخر:
لم تبق مكرمة يعتدّها أحد
…
إلاّ التّكاثر أذهاب وأوراق
وفي الثالث:
بالدّهر قد خلا عجبه
…
دهر يحوّل رأسه ذنبه
دهر تداوله الإماء فأصبحت
…
ترضى بملء بطونها عربه
قال: فرّقه ابن الزبعرى فقدّم قافية وأخرّ أخرى فقال:
لم تبق مكرمة يعتّدها أحد
…
إلا التكاثر أوراق واذهاب
1065 -
حدّثني عبد الله بن عمران المخزومي، قال: ثنا سعيد بن سالم القدّاح، قال: قال عثمان-يعني ابن ساج-:أخبرني محمد بن إسحاق، قال: إنّ عبد المطلب بن هاشم بينما هو نائم في الحجر أتي فأمر بحفر زمزم وهي دفن بين صنمي قريش إساف ونائلة عند منحر قريش، وكانت جرهم دفنتها حين ظعنوا من مكة، وهي بئر اسماعيل التي سقاه الله حين ظمئ وهو صغير،
1064 - شيخ المصنّف ثقة، ترجمه الخطيب في تاريخه 25/ 10،وبقية رجال السند لم أعرفهم.
1065 -
في إسناده لين.
عثمان بن ساج فيه ضعف. أنظر التقريب 13/ 2.
ذكره ابن هشام في السيرة 158/ 1 بمعناه مختصرا.
فلما حفرها عبد المطلب دلّه الإله عليها وخصّه بها، زاده الله بها شرفا وحظّا في قومه، وعطّلت كل سقاية كانت بمكة حين ظهرت، فأقبل الناس عليها التماس بركتها ومعرفة فضلها بمكانها من البيت وانها سقيا الله-عز وجل -لاسماعيل ابن خليله ابراهيم-عليهما الصلاة والسلام-.
وكان أول ما ابتدئ به عبد المطلب من أمرها وهو نائم في الحجر كما حدّثني يزيد بن أبي حبيب المصري، عن [مرثد]
(1)
بن عبد الله اليزني، عن عبد الله بن زرير الغافقي، قال: إنّه سمع علي بن أبي طالب-رضي الله عنه يحدّث حديث زمزم حين أمر عبد المطلب بحفرها، قال: قال عبد المطلب:
إني لنائم في الحجر إذ أتاني آت، فقال: احفر طيبة. فقلت: وما طيبة؟ ثم ذهب عني، فرجعت إلى مضجعي، فنمت الغد، فجاءني، فقال: احفر برّة. قلت: وما برّة؟ ثم ذهب عني، فلما كان الغد رجعت إلى مضجعي، فنمت، فجاءني، فقال: احفر زمزم. قال: قلت: وما زمزم؟ قال: لا تنزف ولا تذمّ، تسقي الحجيج الأعظم، وهي بين الفرث والدم، عند نقرة الغراب الأعصم
(2)
،عند قرية النّمل. قال: فلما تبيّن له شأنها ودلّ على موضعها، وعرف أنه صدق، غدا بمعوله، ومعه الحارث بن عبد المطلب، ليس معه ولد غيره، فلما بدا لعبد المطلب الطّوي كبّر، فعرفت قريش أنه قد أدرك حاجته قاموا، وقالوا: يا عبد المطلب ميراثنا من أبينا اسماعيل، وإنّ لنا فيها شركا فأشركنا معك فيها. قال [ما أنا بفاعل]
(3)
إنّ هذا أمر خصصت به دونكم وأعطيته من بينكم. قالوا: فأنصفنا فانّا غير تاركيك حتى نحاكمك
(1)
في الأصل (يزيد) وهو تصحيف.
(2)
الأعصم من الغربان: الذي في جناحيه بياض، وقيل: غير ذلك أنظر الروض الأنف 114/ 2.
(3)
في الأصل (قالوا: فأما نعالج)،والتصويب من سيرة ابن هشام، وغيره. وفي مغازي ابن اسحاق (فقال: ما هي لكم).
فيها، قال: فاجعلوا بيني وبينكم من شئتم، اخاصمكم إلى كاهنة بني سعد ابن هذيم؟ قالوا: نعم/وكانت بأشراف الشام، فركب عبد المطلب في نفر من بني أبيه من بني عبد مناف، وركب من كل قبيلة نفر. قال: والأرض إذ ذاك مفاوز، فخرجوا حتى إذا كانوا ببعض المفاوز بين الحجاز والشام فني ماء عبد المطلب وأصحابه وظمئوا حتى أيقنوا بالهلكة، فاستسقوا من معهم من قبائل قريش فأبوا عليهم، وقالوا: إنا بمفاوز ونحن نخشى على أنفسنا مثل ما أصابكم، فلما رأى عبد المطلب ما صنع القوم تخوّف على نفسه وأصحابه، وقال: ماذا ترون؟ قالوا: ما رأينا الا تبع لرأيك، فمرنا بما شئت، قال:
فإني أرى أن يحفر كل رجل منكم حفرة لنفسه بما بكم الآن من القوة، فكلما مات رجل دفعه أصحابه في حفرته وواروه حتى يكون آخركم رجلا، فضيعة رجل واحد أيسر من ضيعة ركب جميعا. قالوا: نعم ما أمرتنا به. فقام كلّ رجل منهم فحفر حفرة له، ثم قعدوا ينتظرون الموت عطشا. ثم إن عبد المطلب قال لأصحابه: والله إنّ إلقاءنا بأيدينا هلكا
(1)
للموت لا نضرب في الأرض ونستبق أنفسنا لعجز، فعسى الله-تعالى-أن يرزقنا ماء ببعض البلاد، ارتحلوا، فارتحلوا حتى فرغوا، ومن معهم من قبائل قريش ينظرون إليهم ما هم فاعلون، تقدم عبد المطلب إلى راحلته فركبها فلما انبعثت به انفجر من تحت خفها عين من ماء عذب، فكبّر عبد المطلب، وكبّر أصحابه، ثم نزل فشرب وشرب أصحابه، واستقوا حتى ملأوا أسقيتهم، ثم دعا القبائل من قريش، فقال: هلم إلى الماء، فقد سقانا الله فاشربوا واسقوا، فشربوا، ثم قالوا: والله لقد قضي لك علينا يا عبد المطلب، والله لا نخاصمك في زمزم أبدا، إنّ الذي أسقاك هذا الماء بهذه الفلاة لهو سقاك زمزم، فارجع إلى سقايتك. وإنه بداله، فرجع ورجعوا، ولم يصلوا إلى الكاهنة، وخلّوا بينه وبينها.
(1)
كذا في الأصل، وعند ابن هشام (هكذا).
فهذا بلغني عن حديث علي بن أبي طالب-رضي الله عنه-في زمزم
(1)
.
قال عثمان في حديثه هذا: وسمعته من أبي القاسم، يقول: أخبرنا سعيد ابن سالم، عن عثمان بن ساج، قال: وسمعت من يحدّث عن عبد المطلب انه قيل له حين أمر بحفر زمزم:
ادع بالماء الرّوا غير الكدر
…
سقيا الحجيج في كلّ مبّر
ليس يخاف فيه شيء ما عمر
وخرج عبد المطلب حين قيل له ذلك إلى قريش، فقال: تعلمون أنّي قد أمرت أن أحفر زمزم؟ قالوا: هل بيّن لك أين هي؟ قال: لا. قالوا:
ارجع إلى مضجعك الذي رأيت فيه ما رأيت فإن يك حقا من الله بيّن لك، وإن يكن من الشيطان فلن يعود
(2)
لك، فرجع عبد المطلب إلى مضجعه، فنام فيه، فأتى فقيل له: احفر زمزم، إن حفرتها لم تندم، وهي تراث أبيك الأعظم، لا تنزف أبدا ولا تذمّ، تروى الحجيج الأعظم، مثل نعام جافل
(3)
لم يقسم، ينذر فيها ناذر ليغنم، تكون ميراثا وعقدا محكم، ليس كبعض ما قد تعلم، وهي بين الفرث والدم. زعموا لأنه حين قيل له ذلك، قال: وأين هي؟ قيل: عند قرية النمل، حيث ينقر الغراب غدا. فالله أعلم أيّ ذلك كان. وغدا عبد المطلب ومعه الحارث، وليس له يومئذ ولد غيره، فوجد قرية النمل، ووجد الغراب ينقر عندها/بين الوثنين إساف ونائلة اللذين
(1)
مغازي ابن اسحاق ص:24 - 25،وتهذيبها لابن هشام 150/ 1 - 154،والأزرقي 44/ 2 - 45،والبيهقي في الدلائل 93/ 1،والصالحي في سبل الهدى والرشاد 218/ 1،والهندي في كنز العمال 123/ 14.
(2)
في الأصل (يعد).
(3)
الجافل: الكثير.
كانت قريش تنحر عندهما، فجاء بالمعول، وقام ليحفر حيث أمر، فقالت قريش حين رأوه وحده
(1)
:والله لا ندعك تحفر بين وثنينا اللذين ننحر عندهما.
فقال لابنه الحارث: دعني
(2)
حتى أحفر، فو الله لامضين لما أمرت. فلما عرفوا انه غير نازع خلّوا بينه وبين الحفر وكفّوا عنه، فلم يحفر إلا يسيرا حتى بدا له الطيّ، فكبّر، وعرف ان قد صدق
(3)
.
فلما فرغ وبلغ ما أراد، أقام سقاية زمزم للحاج، وعفت على الآبار التي كانت قبلها يستقي عليها الحاج، وانصرف الناس إليها لمكانها من المسجد الحرام ولفضلها على ما سواها من المياه، ولأنها بئر اسماعيل بن ابراهيم-عليهما الصلاة والسلام-ففخرت بها يومئذ بنو عبد مناف على قريش لما ولوا عليهم من السقاية والرّفادة، وما أقاموا عليه للناس من ذلك، وبزمزم حين ظهرت، وإنما كانوا بني عبد مناف أهل بيت واحد شرف بعضهم لبعض شرف، وفضل بعضهم لبعض فضل
(4)
.
ولما انتشرت قريش وكثر ساكن مكة قبل حفر عبد المطلب زمزم قلّت على الناس المياه، واشتدت عليهم فيه المؤنة.
1066 -
حدّثنا عبد الملك بن محمد، عن زياد بن عبد الله، عن ابن اسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد اليزني، ثم الحميري، عن عبد الله بن
1066 - في إسناده ابن اسحاق، وهو ثقة مدلّس، وقد عنعن.
رواه ابن اسحاق في المغازي ص:27 - 28،وذكره ابن هشام في تهذيبه 155/ 1، والأزرقي 46/ 2 - 47،وابن كثير في البداية والنهاية 246/ 2.
(1)
في المراجع (رأوا جدّه).
(2)
كذا في الأصل، ومغازي ابن اسحاق في إحدى الروايتين والأزرقي.
وعند ابن هشام وإحدى روايتي المغازي (ذد عنّي) وهي أقرب.
(3)
تهذيب ابن هشام 158/ 1 - 159.
(4)
تهذيب ابن هشام 153/ 1 - 154،والأزرقي 45/ 2 - 46.
[أبي]
(1)
رزين، عن علي بن أبي طالب-رضي الله عنه-بنحو خبر عليّ الأول. وعن ابن إسحاق من قوله نحو ذلك، قال ابن إسحاق: ويقال فيما يتحدث عن زمزم وزاد فيه: وجد فيها غزالين من ذهب، وهما الغزالان اللذان كانت جرهم دفنتهما حين أخرجت من مكة، ووجدوا أيضا أسيافا مع الغزالين، فقالت قريش: لنا معك يا عبد المطلب في هذا شرك وحق.! قال:
لا ولكن هلم إلى النصف بيني وبينكم، اضرب عليها القداح. قالوا: وكيف تصنع؟ قال: اجعل للكعبة قدحين، ولي قدحين، ولكم قدحين، ثم اضرب فمن خرج له شيء كان له. فقالوا: انصفت قد رضينا، فجعل قدحين أصفرين للكعبة، وقدحين أسودين لعبد المطلب، وقدحين أبيضين لقريش، ثم أعطوهما رجلا يضرب بها، فقام عبد المطلب يدعو ويقول:
الّلهم انت الملك المحمود
…
وأنت ربي المبدي المعيد
وممسك الراسية الجلمود
…
من عندك الطارف والتليد
ان شئت ألهمت لما تريد
(2)
…
بموضع الحلية والحديد
إني نذرت عاهد العهود
…
فاجعله يا رب فلا أعود
قال: وضرب صاحب القداح، فخرج الأصفران على الغزالين للكعبة فضربهما عبد المطلب في باب الكعبة، فكان أوّل ذهب حلّيته الكعبة، وخرج الأسودان على السيوف لعبد المطلب فأخذها، وكانت قريش ومن سواهم إذا اجتهدوا في الدعاء [سجعوا وألّفوا]
(3)
الكلام، وكانت فيما يزعمون لا يردها
(1)
سقطت من الأصل. أنظر التقريب 415/ 1.
(2)
كذا في الأصل، وفي المغازي: ما تريد، وعند ابن كثير: كما تريد.
(3)
في الأصل (سمعوا ولقوا) وهو تصحيف، والتصويب من مغازي ابن اسحاق.
داع. ثم إن عبد المطلب أقام سقاية زمزم للحاج.
وقال مسافر بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس
(1)
،وهو يذكر فضل بني عبد مناف وما أقاموا عليه من سقاية الحاج والرفادة، ويفخر بزمزم حين أظهرها الله عز وجل لبني عبد مناف:
/ورثنا المجد عن آبا
…
ئنا فرقا بنا صعدا
وأي مناقب الخير
…
لم تشدد بنا عضدا
ألم نسق الحجيج ونن
…
حر الدّلاّفة الرّفدا
(2)
ونلقى عند تصريف ال
…
منايا سادة سددا
وزمزم من ارومتنا
…
وبرغم أنف من حسدا
(3)
وخير النّاس أوّلنا
…
وخير النّاس إن بعدا
فإن نهلك فلن نملك
…
وهل من خالد خلدا
وأيّ النّاس لم نملك
…
ونمجده وان مجدا
وقد كان عبد المطلب قال حين لقي من قريش ما لقي عند حفر زمزم، نذر لئن ولد له عشرة ذكور ثم بلغوا حتى ينفعوه أن ينحر أحدهم عند الكعبة،
(1)
كان سيّدا جوادا، وهو أحد شعراء قريش المقلّين. له شعر في هند بنت عتبة بن ربيعة، وكان يهواها. فخطبها إلى أبيها، فلم ترض ثروته وماله، وتزوجها أبو سفيان، فحزن مسافر، وانتهى به، الحزن إلى أن مات بهبالة-موضع لبني نمير-ودفن بها. أنظر الأغاني 49/ 9،ومعجم البلدان 390/ 5.
والأبيات في سيرة ابن هشام 159/ 1،والأزرقي 47/ 2،والأغاني 55/ 9، لكنهم ذكروها بتقديم وتأخير، وكلّهم لم يذكر البيت الأخير.
(2)
الدّلاّفة: يريد بها هنا الأبل التي تمشي متمهّلة لكثرة سمنها.
والرفّد، جمع رفود، وهي التي تملا الرفد، وهو قدح يحلب فيه، ووقع في الأغاني:(المذلاقة).أنظر اللسان مادة (ذلف).
(3)
وقع عند ابن هشام والأغاني (ونفقا عين من حسدا).
فلما توافى بنوه عشرة جمعهم ثم أخبرهم بنذره، منهم الحارث وحجل، وهما لأم، وعباس وضرار وهما لأم، وحمزة والمقوّم، وهما لأم، وأبو طالب واسمه عبد مناف، والزبير وعبد الله، وهم لأم، وأبو لهب لأم، واسمه عبد العزى
(1)
.
1067 -
حدّثنا الزبير بن أبي بكر، قال: حدّثني ابراهيم بن المنذر، عن عبد العزيز بن عمران، قال: حدّثني عبد الله بن عثمان ابن أبي سليمان، قال:
سمعت أبي يقول: لما حفرت زمزم وأدرك فيها عبد المطلب ما أدرك، وجدت قريش في أنفسها بما أعطي عبد المطلب، فلقيه خويلد
(2)
بن أسد بن عبد العزّى، فقال: يا ابن سلمى لقد سقيت ماء رغدا، ونثلت عاديّة حتدا
(3)
، قال: يا ابن أسد أما انك تشرك في فضلها، والله لا يساعفني أحد عليها ببر، ولا يقوم معي بأزر إلا بذلت له خير الصهر، فقال خويلد بن أسد:
أقول وما قولي عليهم بسبّة
…
إليك ابن سلمى أنت حافر زمزم
حفيرة ابراهيم يوم ابن آجر
…
وركضة جبريل على عهد آدم
(4)
1067 - إسناده ضعيف جدا.
عبد العزيز بن عمران، هو: الزهري المدني، يعرف ب (ابن أبي ثابت) متروك. احترقت كتبه فحدّث من حفظه فاشتدّ غلطه. التقريب 511/ 1.
(1)
أنظر سيرة ابن هشام 160/ 1 - 161،والأزرقي 47/ 2،والبداية والنهاية 248/ 2.
(2)
هو: والد خديجة أم المؤمنين. كان من الفرسان.
(3)
نثلت، أي: استخرجت. والعاديّة: القديمة، كأنها نسبت إلى عاد قوم هود، وكلّ قديم ينسبونه إلى عاد وإن لم يدركهم. النهاية 195/ 3. وحتد: بضمتين: تقول: عين حتد، أي: لا ينقطع ماؤها. التاج 330/ 2.
(4)
ذكرهما الشامي في سبل الهدى 221/ 1،وذكر محققه أن القصّة ذكرها الكلاعي في الاكتفاء 161/ 1، عن الزبير بن بكار.
فقال عبد المطلب: ما وجدت أحدا أوزن في العلم ولا ورقة غير خويلد ابن أسد.
1068 -
حدّثنا محمد بن أبي عمر، قال: ثنا سفيان، عن الكلبي، قال:
إنّ عبد المطلب أعطى مطعم بن عدي حوضا من وراء زمزم يسقي فيه الحاج.
1069 -
حدّثنا الزبير بن أبي بكر، عن بعض القرشيين، قال: كان بين بديل بن أم صرم الخزاعي وبين القرشيين شيء، فقال ابن أم صرم:
إن يك ضيّقا داركم وفناؤكم
…
فإنّي لآت قبلكم آل زمزم
هم دمّروا امواهكم فتهدّمت
…
وعزّكم أن تهدموه فيهدم
فلا الجفر يسقى حالم منه قطرة
…
وزمزم حوضاها بمزان تردم
1070 -
وحدّثنا الزبير بن أبي بكر قال: قال الأعشى، أعشى بن قيس بن ثعلبة في زمزم أيضا:
ولا أنت من أهل الحجون ولا الصّفا
…
ولا لك حقّ الشّرب من ماء زمزم
1068 - إسناده متروك.
الكلبي، هو: محمد بن السائب. متّهم بالكذب، ورمي بالرفض.
والمطعم بن عديّ، هو: ابن نوفل بن عبد مناف النوفلي، من أشراف قريش وساداتهم. كان أحد الذين مزّقوا الصحيفة التي كتبتها قريش على بني هاشم، وهو الذي أجار النبي صلى الله عليه وسلم عند رجوعه من الطائف. ومات كافرا قبل بدر بنحو سبعة أشهر.
أنظر نسب قريش ص:200،والمحبّر ص:165،والتبيين في أنساب القرشيين ص:210.
1069 -
بديل، هو: ابن سلمة بن خلف بن عمرو الخزاعي. وأمّه: أم صرم بنت الأحجم بن دندنة الخزاعية. صحابي ذكره ابن حجر في الاصابة 144/ 1.
1070 -
البيت في ديوانه ص:182،في قصيدة له يهجو بها عمير بن عبد الله بن المنذر.