الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عن أبي حمزة الثمالي، قال: خرج قوم يسمرون بمكة ليلا فسمعوا قائلا يقول:
دان الزّمان، وخسي الشّيطان، وذلّ السّلطان، لعمر بن عبد العزيز بن مروان، فلم يلبثوا أن جاءتهم خلافته. فلما كان بعد ذلك وهم في سمرهم سمعوا قائلا يقول:
جزاك عنّا مليك النّاس صالحة
…
في جنّة الخلد والفردوس يا عمر
أنت الّذي لا نرى عدلا نسرّ به
…
من بعده ما جرت شمس ولا قمر
ذكر
الصلاة في المسجد الحرام في شهر رمضان واقامة الناس
خلف المقام والترغيب في ذلك وطلبه وشرفه وصفة
قيام أهل مكة في شهر رمضان وتفسير ذلك
1340 -
حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن، قال: ثنا هشام بن سليمان، وعبد المجيد بن أبي روّاد، عن ابن جريج، قال: أخبرني محمد بن عباد بن جعفر، عن عبد الله بن السائب بن أبي السائب، قال: اني لأقوم بالناس في شهر رمضان إذ دخل عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-معتمرا، فسمعت تكبيره على باب المسجد وأنا أؤم الناس، فدخل فصلى بصلاتي.
1341 -
وحدّثني أبو العباس أحمد بن محمد، قال: ثنا سعيد بن أبي
1340 - إسناده صحيح.
تقدّم برقم (1024).
1341 -
إسناده منقطع.
نافع بن عمر الجمحي مات سنة (169)،وهو ثقة ثبت، لكنه لم يدرك عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
مريم، عن نافع بن عمر الجمحي، قال بلغني أن عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-أمر عبد الله بن السائب حين جمع الناس/في رمضان أن يقوم بأهل مكة، فكان يصلي مستأخرا عن المقام، فيصلي بصلاته من شاء، ومن شاء أن يطوف طاف، ومن شاء أن يصلي لنفسه في ناحية المسجد صلّى، فكان على ذلك حتى مات عبد الله بن السائب في زمن ابن الزبير-رضي الله عنهما.
1342 -
حدّثني أبو العباس أحمد بن محمد، قال: ثنا ابن أبي مريم عن نافع-[بن عمر]
(1)
-قال: أخبرني ابن أبي مليكة قال: فجئت إلى اسماء فكلمتها في أن تكلم لي عبد الله بن الزبير-رضي الله عنهما-أن يأمرني أن أقوم بالناس، فقالت له ذلك، فقال: ترينه يطيق ذلك؟ قالت: قد طلبه. قال:
فأمرني فقمت بالناس حتى قدم عمر بن عبد العزيز-رضي الله عنه-فقال عمر بن عبد العزيز-رضي الله عنه:لقد هممت أن أجمع الناس على إمام واحد، ثم قلت: سنّة كانت قبلي.
1343 -
حدّثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر، قال: كلمت محمد بن عبد الرحمن القاضي للحميدي [ان]
(2)
يقرأ بالناس في شهر رمضان.
1342 - إسناده صحيح.
1343 -
محمد بن عبد الرحمن القاضي، هو: ابن أبي سلمة بن سفيان بن عبد الأسد القرشي المخزومي، المشهور ب (السفياني)،قاضي مكة وأميرها، ولي مكة ثماني وعشرين سنة، أو أكثر، وعزل عن القضاء في خلافة المأمون سنة (198). أنظر العقد الثمين 10/ 2.
(1)
في الأصل (عن ابن عمر-رضي الله عنهما).
(2)
في الأصل (أبي).
1344 -
وحدّثنا محمد بن أبي عمر، قال: إنه أدرك أهل مكة لا يقنتون إلا في النصف الثاني من شهر رمضان في الوتر. وقال غيره من أهل مكة: كانوا يسلمون فيما مضى في ركعتي الوتر.
1345 -
حدّثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا سفيان، عن ابان بن أبي عياش، عن أنس بن مالك-رضي الله عنه-قال: لما دخلت العشر [قنت]
(1)
إمامنا أبيّ بن كعب-رضي الله عنه-وكان يصلي بالرجال.
ولا أعلم إلا أن في حديث أبان عن أنس-رضي الله عنه-أن أبيا لم يقنت حتى مضى النصف الأول من شهر رمضان. قال سفيان: قد ثبت ذلك عندنا.
قال ابن أبي عمر: وكذلك كان العمل بمكة.
1346 -
حدّثنا حسين بن حسن، قال: أنا ابن عليّة، قال: ثنا أيوب، قال: رأيت ابن أبي مليكة يصلي بالناس في شهر رمضان خلف المقام بمن صلى معه من الناس، والناس في سائر المسجد من بين مصلّ وطائف بالبيت.
وقد فسّرنا هذا.
1347 -
حدّثنا أحمد بن جعفر المعقري، قال: ثنا النضر بن محمد، قال: ثنا عكرمة بن عمّار، قال: أمّنا عبد الله بن عبيد بن عمير في المسجد
1344 - قلت: أمّا الآن فيقنتون في أيام الشهر كلّها، ويسلّمون في ركعتي الوتر.
1345 -
إسناده ضعيف جدا.
أبان بن عيّاش البصري: متروك. التقريب 31/ 1.
1346 -
إسناده حسن.
1347 -
إسناده حسن.
(1)
في الأصل (أبق) وهو تحريف.
الحرام، وكان يؤمّ الناس، فكان يقرأ بنا في الوتر بالمعوذات-يعني في شهر رمضان-وكان أهل مكة على القنوت في الوتر في النصف الأخير من شهر رمضان، وكانوا يقنتون في صلاة الصبح أيضا من السنة إلى السنة، وإنما ترك ذلك بمكة من قبل الولاة من أهل العراق.
وقال بعض أهل مكة: كان الناس بمكة في قديم الدهر يقومون قيام شهر رمضان في أعلى المسجد الحرام، تركز حربة خلف المقام بربوة، فيصلي الإمام دون الحربة والناس معه، فمن أراد صلى، ومن أراد طاف وركع خلف المقام كما فعل ابن أبي مليكة، فلما ولي خالد بن عبد الله القسري أمر القرّاء أن يتقدموا فيصفوا خلف المقام، فقيل له: تقطع الطواف لغير صلاة مكتوبة؟ قال: فأنا آمرهم أن يطوفوا بين كل ترويحتين سبعا، فأمرهم ففصلوا بين كل ترويحتين بطواف سبع، فقيل له: فكيف بمن يكون في مؤخر المسجد وجوانبه حتى يعلم انقضاء الطواف فيتهيأ الناس للصلاة، فأمر عبيد الكعبة أن يكبّروا حول الكعبة، ويقولون: الحمد لله والله أكبر، فإذا بلغوا الركن الأسود في الطواف السادس سكتوا بين التكبير سكتة/حتى يتهيأ من كان في الحجر وفي جوانب المسجد من مصل وغيره، فيعرفون ذلك بانقطاع التكبير فيخفف المصلى صلاته ثم يعودوا إلى التكبير حتى يفرغوا من السبع، ويقوم مسمّع من غلمان الكعبة فينادي على زمزم: الصلاة رحمكم الله. [وكان]
(1)
عطاء وعمرو بن دينار-فيما ذكر المكيون-:يرون ذلك ولا ينكرونه
(2)
.فإذا فرغ الإمام من التراويح فاحرس المسجد على أبواب المسجد، فأذنوا للنساء، فخرجن أولا حتى ينفذ آخر النساء وذلك بعد طواف سبع بعد القيام، فإذا طاف الطائف
(1)
في الأصل (وقال).
(2)
قارن بالأزرقي 65/ 2 - 66،فقد روى هذه الأخبار عن جدّه، عن عبد الرحمن بن حسن بن القاسم ابن عقبة الأزرقي، عن أبيه.
سبعا قام غلام من غلمان الكعبة وهو المسمّع في الصلاة وراء المقام، فصاح بأعلى صوته بالحرس: أرسل أرسل، فإذا سمع ذلك الحرسي الذي على أبواب المسجد أرسلوا الرجال حينئذ، وقد صار النساء إلى منازلهن، فإذا كان بعد القيام بليل وذلك مقدار الأذان الأول أو أرجح جاء المؤذّن إلى المنارة التي تلي أجياد، وقد جمع مؤذني الجبال قبل ذلك تحت المنارة من خارج في الوادي، فصاح بأعلى صوته: السحور رحمكم الله، اشربوا رحمكم الله، فيفعل ذلك مرتين أو ثلاثا، فيجيبه مؤذّنو الجبال الذي
(1)
تحت المنارة ويصيحون:
اشربوا، ويتفرقون في فجاج مكة يؤذّنون الناس بالسحور إلى قريب من الفجر.
*وسمعت بعض فقهاء أهل مكة وأشياخها يقول: كان من أمر الناس قديما أن يختموا القرآن في شهر رمضان ليلة سبع وعشرين في الترويحة الأولى من التراويح في الركعة الثالثة من الترويحة الأولى، فإذا فرغ الخاتم دعا وهو قائم قبل ركوعه، ودعا الناس معه ساعة لا يطول فيها ولا يقصر لكيلا يضر بالضعيف، ثم يركع، فإذا قام في الرابعة قرأ بفاتحة الكتاب وآيات من سورة البقرة ليكون قد ختم وابتدأ.
قال: ويروى عن بعض من مضى من قرّاء أهل مكة أنهم كانوا في الختمة إذا بلغوا (والضحى) كبّر الخاتم بعد فراغه من كل سورة يقول: الله أكبر في الصلاة ثم تركوا ذلك بعد، وجعلوا التكبير عند قراءة القرآن في المسجد الحرام في غير شهر رمضان، ثم تركوه بعد ذلك، فإذا كانت ليلة تسع وعشرين من شهر رمضان وفرغ الناس من أربع من التراويح الخمس قاموا فأداروا بالكعبة من جوانبها ووقفوا يدعون الله، ويكبّرون، ويسألون المغفرة لذنوبهم، والقبول لصيامهم وأعمالهم، وأن لا يجعله آخر العهد من صيام شهر
(1)
كذا في الأصل.