الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أرادوا بذلك رواج العمل، وعمل سقفه الذي يلي مؤخره عملا دون عمل المهدي في الإحكام والحسن، فعمل المهدي من ذلك شق المسجد الذي يلي الوادي من أعلى المسجد إلى منتهى آخر أساطين الرخام، فمن ذلك الموضع عمل في خلافة موسى بن المهدي إلى المنارة الشارعة على باب أجياد الكبير، ثم ينحدر في عرض المسجد إلى باب بني جمح، إلى منتهى أساطين الرخام من باب بني جمح إلى الأحجار النادرد من بيت الزيت حتى وصل بعمل أبي جعفر والمهدي أمير المؤمنين في الزيادة الأولى
(1)
،لم يغير من ذلك شيء إلا اسطوانتين كانتا قد عمرتا فنقض سقف المسجد الحرام من ناحية باب الحناطين حتى وصل إليها، فهدم ما فوقها ثم ردّتا على حالهما، وذلك في سنة أربع وستين ومائتين في شهر ربيع الأول، وكان موضع الدار التي يقال لها دار جعفر بن يحيى بن خالد بن برمك بين يدي باب البقالين وباب الحناطين، لاصقة بالمسجد، رحبة بين يدي المسجد، حتى استقطعها جعفر بن يحيى في خلافة أمير المؤمنين هارون، فبناها، فلم يتم بناءها حتى جاء نعيه من العراق
(2)
،ثم صارت بعد ذلك لزبيدة.
ذكر
عمارة أبي أحمد الموفق بالله
في المسجد الحرام وتفسيره
وكانت عمارة المسجد الحرام كما وصفنا حتى كانت سنة إحدى وسبعين ومائتين فانقض جدر دار زبيدة التي يلي الحناطين مما يلي باب بني سهم على
(1)
قارن بالأزرقي 81/ 2. وأنظر إتحاف الورى 219/ 2.
(2)
الأزرقي 81/ 2.
سقف المسجد فخرب سقوف المسجد، وكبس خشبه، ومات في ذلك الهدم عشرة أناس من خيار الناس، وغيرهم، وسقطت من/أساطين المسجد اسطوانتان فأقامتا أشهرا حتى ورد كتاب أبي أحمد الموفق بالله إلى هارون بن محمد، وهو عامله على مكة يأمره بعمارة ذلك وردّه إلى ما كان عليه، فعمل ذلك وردّه وجدد له خشبا من الساج، وعمل له جصا طريا، وأقام العمال فيه يعملون عليهم سرادق قد ستروا به بينهم وبين الناس، حتى فرغوا منه وسقفوا سقفه وزوّقوه بالتزاويق، وردت الألواح المكتوبة التي كانت عليه بالذهب في سقفه، وكتب فيها كتاب: بسم الله الرحمن الرحيم أمر الإمام الناصر لدين الله أبو أحمد الموفق بالله ولي عهد المسلمين-أطال الله بقاءه- بعمارة المسجد الحرام، رجاء ثواب الله والزلفة إليه، وجرى ذلك على يدي هارون بن محمد بن اسحاق بن موسى
(1)
عامله على مكة ومخاليفها في سنة اثنتين وسبعين ومائتين. وكتب على الواح أخرى في سقفه وفي جدر المسجد الحرام الذي يلي دار زبيدة:
بسم الله الرحمن الرحيم أمر الناصر لدين الله ولي عهد المسلمين أخو أمير المؤمنين-أطال الله بقاءهما-القاضي يوسف بن يعقوب بعمارة المسجد الحرام لما رجا في ذلك من ثواب الله تعالى، واكفر به إليه، فأجزل الله ثوابه وأجره، وأجرى ذلك على يدي محمد بن العلاء بن عبد الجبار في سنة اثنتين وسبعين ومائتين.
كتب هذا في غير موضع.
(1)
ولي مكة (263) حتى سنة (278) ومات سنة (288) أنظر العقد الثمين 357/ 7.