الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شُرْبُ مَاءِ زَمْزَم
(خ م د حم)، قَالَ جَابِرٌ رضي الله عنه فِي صِفَةِ حَجِّهِ صلى الله عليه وسلم: ثُمَّ (صَلَّى بِمَكَّةَ الظُّهْرَ (1)) (2)(وَأَتَى السِّقَايَةَ فَقَالَ: اسْقُونِي ")(3)(فَقَالَ الْعَبَّاسُ رضي الله عنه:)(4)(إِنَّ هَذَا يَخُوضُهُ النَّاسُ ، وَلَكِنَّا نَأتِيكَ بِهِ مِنْ الْبَيْتِ)(5)(يَا فَضْلُ ، اذْهَبْ إِلَى أُمِّكَ فَأتِ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِشَرَابٍ مِنْ عِنْدِهَا)(6)(فَقَالَ: " لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ ، اسْقُونِي مِمَّا يَشْرَبُ مِنْهُ النَّاسُ ")(7)(قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّهُمْ يَجْعَلُونَ أَيْدِيَهُمْ فِيهِ ، قَالَ: " اسْقِنِي ، فَشَرِبَ مِنْهُ)(8) فَـ (قَالَ الْعَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي رَأَيْتُكَ تَصْرِفُ وَجْهَ ابْنِ أَخِيكَ؟ ، قَالَ: " إِنِّي رَأَيْتُ غُلَامًا شَابًّا وَجَارِيَةً شَابَّةً، فَخَشِيتُ عَلَيْهِمَا الشَّيْطَانَ ")(9)(ثُمَّ أَتَى بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَهُمْ يَسْقُونَ عَلَى زَمْزَمَ (10)) (11)(فَنَاوَلُوهُ دَلْوًا فَشَرِبَ مِنْهُ)(12)(وَتَوَضَّأَ)(13)
وفي رواية ابن عباس: (فَنَزَعْنَا لَهُ دَلْوًا، فَشَرِبَ ثُمَّ مَجَّ فِيهَا ، ثُمَّ أَفْرَغْنَاهَا فِي زَمْزَمَ ، ثُمَّ قَالَ:)(14)(انْزِعُوا (15) بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ) (16)(فَإِنَّكُمْ عَلَى عَمَلٍ صَالِحٍ)(17)(فَلَوْلَا أَنْ يَغْلِبَكُمْ النَّاسُ عَلَى سِقَايَتِكُمْ لَنَزَعْتُ مَعَكُمْ (18)) (19)(حَتَّى أَضَعَ الْحَبْلَ عَلَى هَذِهِ - يَعْنِي: عَاتِقَهُ ، وَأَشَارَ إِلَى عَاتِقِهِ -)(20)
(1) قال الألباني في الإرواء تحت حديث 1070: (فائدة) قد عارض هذا الحديث ما علقه البخاري بقوله: (وقال أبو الزبير عن عائشة وابن عباس: أَخَّرَ النبي صلى الله عليه وسلم الزيارة إلى الليل) ، وقد وصله أبو داود (2000) والنسائي ، والترمذي (1/ 173) والبيهقي ، وأحمد ، من طرق عن سفيان ، عن أبي الزبير به ، بلفظ:(أَخَّرَ طواف (وفي لفظ: الطواف) يوم النحر إلى الليل).
وفي رواية لأحمد بلفظ: (أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم من منى ليلا).
وقد تأوَّل هذا الحديث الحافظ ابن حجر (3/ 452) فقال: (يُحْمَل حديثُ جابر وابن عمر على اليوم الأول ، وهذا الحديث على بقية الايام).
قلت: وهذا التأويل ممكن بناء على اللفظ الذي عند البخاري: (أَخَّرَ الزيارة إلى الليل) ، وأما الألفاظ الأخرى فهي تأبى ذلك ، لأنها صريحة في أن طواف الإفاضة في اليوم الأول يوم النحر ، ولذلك فلابد من الترجيح ، ومما لَا شك فيه أن حديث ابن عمر أصحُّ من هذا ، مع ما له من الشاهدَيْن من حديث جابر ، وعائشة نفسها ، بل إن هذا معلول عندي ، فقد قال البيهقي عَقِبه:(وأبو الزبير سمع من ابن عباس ، وفي سماعه من عائشة نظر ، قاله البخاري).
قلت: وهذا إعلال قاصر ، لأنه إن سمع من ابن عباس ، فالحديث متصلٌ من هذا الوجه ، فلا يضرُّه بعد ذلك انقطاعه من طريق عائشة
وإنما العلة: رواية أبي الزبير إياه بالعنعنة ، وهو معروف بالتدليس ، فلا يُحتجُّ من حديثه إِلَّا بما صرَّح فيه بالتحديث ، حتى في روايته عن جابر.
ولذلك قال الذهبي في ترجمته من (الميزان): " وفي صحيح مسلم عدة أحاديث مما لم يوضِّح فيها أبو الزبير السماع عن جابر ، ولا هي من طريق الليث عنه ، ففي القلب منها شيء ".
ومن هنا تعلم أن قول الترمذي في هذا الحديث: (حسن صحيح) غير مُسَلَّم.
ولا يشدُّ من عضده ما رواه عمر بن قيس ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، عن القاسم بن محمد ، عن عائشة أيضا:" أن النبي صلى الله عليه وسلم أَذِن لأصحابه فزاروا البيت يوم النحر ظهيرة ، وزار رسول الله صلى الله عليه وسلم مع نسائه ليلا ". أخرجه البيهقي
فإن سنده ضعيف جدا ، من أجل عمر بن قيس هذا ، وهو المعروف رضي الله عنهما (سندل) فإنه متروك. ولا ينفعه أنه تابعه محمد بن إسحاق عن (عبد الرحمن بن القاسم به نحوه) ، فإنه مدلِّسٌ ، وقد عنعنه أيضا. أ. هـ
(2)
(م) 147 - (1218) ، (د) 1905 ، (جة) 3074
(3)
(حم) 1841 ، (خ) 1555 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: صحيح.
(4)
(خ) 1555
(5)
(حم) 1841
(6)
(خ) 1555
(7)
(حم) 1841
(8)
(خ) 1555
(9)
(حم) 564 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده حسن.
(10)
قَوْله: (يَسْقُونَ عَلَى زَمْزَم) مَعْنَاهُ يَغْرِفُونَ بِالدِّلَاءِ وَيَصُبُّونَهُ فِي الْحِيَاض وَنَحْوهَا. شرح النووي
(11)
(د) 1905 ، (خ) 1555 ، (م) 147 - (1218) ، (جة) 3074
(12)
(د) 1905 ، (م) 147 - (1218)
(13)
(حم) 564
(14)
(حم) 3527 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(15)
(اِنْزِعُوا) مَعْنَاهُ اِسْتَقُوا بِالدِّلَاءِ وَانْزِعُوهَا بِالرِّشَاءِ. شرح النووي على مسلم - (ج 4 / ص 312)
(16)
(د) 1905 ، (خ) 1555 ، (م) 147 - (1218)
(17)
(خ) 1555
(18)
أَيْ: لَوْلَا خَوْفِي أَنْ يَعْتَقِد النَّاس ذَلِكَ مِنْ مَنَاسِك الْحَجّ وَيَزْدَحِمُونَ عَلَيْهِ بِحَيْثُ يَغْلِبُونَكُمْ وَيَدْفَعُونَكُمْ عَنْ الِاسْتِقَاء لَاسْتَقَيْت مَعَكُمْ لِكَثْرَةِ فَضِيلَة هَذَا الِاسْتِقَاء ، وَفِيهِ فَضِيلَة الْعَمَل فِي هَذَا الِاسْتِقَاء، وَاسْتِحْبَاب شُرْب مَاء زَمْزَم. شرح النووي على مسلم - (ج 4 / ص 312)
(19)
(د) 1905 ، (م) 147 - (1218)
(20)
(خ) 1555
(ت هق)، وَعَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ:(كَانَتْ عَائِشَة رضي الله عنها تَحْمِلُ مَاءَ زَمْزَمَ، وَتُخْبِرُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم " كَانَ يَحْمِلُهُ)(1)(فِي الْأَدَاوِي وَالْقِرَبِ، وَكَانَ يَصُبُّ عَلَى الْمَرْضَى وَيَسْقِيهِمْ ")(2)
(1)(ت) 963 ، (ك) 1783 ، انظر (إزالة الدهش والوَلَهْ) ص166
(2)
(هق) 9768 ، انظر الصَّحِيحَة: 883
(هق)، وَعَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما فَتَحَدَّثْنَا ، فَحَضَرَتْ صَلَاةُ الْعَصْرِ، فَقَامَ فَصَلَّى بِنَا فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ ، قَدْ تَلَبَّبَ بِهِ وَرِدَاؤُهُ مَوْضُوعٌ، ثُمَّ أُتِيَ بِمَاءٍ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ ، فَشَرِبَ، ثُمَّ شَرِبَ، فَقَالُوا: مَا هَذَا؟، قَالَ: هَذَا مَاءُ زَمْزَمَ، وَقَالَ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
" مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ، ثُمَّ قَالَ: أَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ بِالْمَدِينَةِ قَبْلَ أَنْ تُفْتَحَ مَكَّةُ إِلَى سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو: أَنِ اهْدِ لَنَا مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ ، وَلَا يَتِرُكَ (1) قَالَ: فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِمَزَادَتَيْنِ "(2)
(1) وتَرَهُ حقَّه، أي: نقصه ، وقوله تعالى:{ولنْ يَتِرَكُمْ أعمالَكُمْ} ، أي: لن يتنقَّصَكم في أعمالكم. الصِّحاح في اللغة (ج 2 / ص 265)
(2)
(هق) 9767 ، (جة) 3062 ، (حم) 14892 ، حسنه الألباني في الصَّحِيحَة تحت حديث: 883 ، والإرواء: 1123
(م د حم)، وَعَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيِّ قَالَ:(كُنْتُ جَالِسًا مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عِنْدَ الْكَعْبَةِ ، فَأَتَاهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: مَا لِي أَرَى بَنِي عَمِّكُمْ يَسْقُونَ الْعَسَلَ وَاللَّبَنَ ، وَأَنْتُمْ تَسْقُونَ النَّبِيذَ؟ ، أَمِنْ حَاجَةٍ بِكُمْ أَمْ مِنْ بُخْلٍ؟ ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الْحَمْدُ للهِ ، مَا بِنَا مِنْ حَاجَةٍ وَلَا بُخْلٍ)(1)(" وَلَكِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ الْمَسْجِدَ وَهُوَ عَلَى بَعِيرِهِ ، وَخَلْفَهُ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍب، فَاسْتَسْقَى ")(2)(فَأَتَيْنَاهُ بِإِنَاءٍ مِنْ نَبِيذٍ)(3)(- يَعْنِي نَبِيذَ السِّقَايَةِ - " فَشَرِبَ مِنْهُ)(4)(وَسَقَى فَضْلَهُ أُسَامَةَ ، وَقَالَ: أَحْسَنْتُمْ وَأَجْمَلْتُمْ)(5)(كَذَلِكَ فَافْعَلُوا " ، فَنَحْنُ هَكَذَا)(6)(لَا نُرِيدُ أَنْ نُغَيِّرَ مَا أَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم)(7).
(1)(م) 347 - (1316) ، (حم) 3528
(2)
(حم) 3495 ، (م) 347 - (1316)، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(3)
(م) 347 - (1316) ، (حم) 3495
(4)
(حم) 3528 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(5)
(م) 347 - (1316) ، (حم) 3495
(6)
(د) 2021 ، (م) 347 - (1316) ، (حم) 3495
(7)
(م) 347 - (1316) ، (د) 2021 ، (حم) 3495