الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْحَسَد
(1)
إثْبَاتُ وُجُودِ الْحَسَد
قَالَ تَعَالَى: {وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} (2)
وَقَالَ تَعَالَى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ
الْحَقُّ} (3)
وَقَالَ تَعَالَى {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ} (4)
(1) الْحَسَد: تَمَنِّي زَوَالِ النِّعْمَةِ عَنْ الْمُنْعَمِ عَلَيْهِ، وَسَبَبُهُ أَنَّ الطِّبَاعَ مَجْبُولَةٌ عَلَى حُبِّ التَّرَفُّعِ عَلَى الْجِنْس، فَإِذَا رَأَى لِغَيْرِهِ مَا لَيْسَ لَهُ ، أَحَبَّ أَنْ يَزُولَ ذَلِكَ عَنْهُ لَهُ ، لِيَرْتَفِعَ عَلَيْهِ، أَوْ مُطْلَقًا لِيُسَاوِيَه. فتح الباري (1/ 119)
(2)
[الفلق/5]
(3)
[البقرة: 109]
(4)
[النساء: 54]
(ك)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " سَيُصِيبُ أُمَّتِي دَاءُ الْأُمَمِ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا دَاءُ الأُمَمِ؟ قَالَ: " الْأَشَرُ (1) وَالْبَطَرُ (2) وَالتَّكَاثُرُ (3) وَالتَّنَاجُشُ فِي الدُّنْيَا، وَالتَّبَاغُضُ (4) وَالتَّحَاسُدُ ، حَتَّى يَكُونَ الْبَغْيُ (5) "(6)
(1)(الأشَر): كُفر النعمة. فيض القدير - (ج 4 / ص 165)
(2)
(البَطَر): الطغيان عند النعمة ، وشدة المرح والفرح ، وطول الغنى. فيض القدير - (ج 4 / ص 165)
(3)
قَالَ ابْن عَبَّاس: التَّكَاثُر مِنْ الْأَمْوَال وَالْأَوْلَاد. فتح الباري (14/ 145)
(4)
التباغض: تَبادُل الكُرْهِ.
(5)
البغي: الظُّلم والتَّعَدِّي.
وقَوْلُهُ: " حَتَّى يَكُونَ الْبَغْيُ " تحذيرٌ شديدٌ من التَّنافُس في الدنيا ، لأنها أساسُ الآفات ، ورأس الخطيئات ، وأصل الفتن وعنه تَنشأُ الشُّرور.
وفيه عَلَمٌ من أعلام النبوة ، فإنه إخبارٌ عن غيبٍ وَقَع. فيض القدير (1/ 275)
(6)
(ك) 7311 ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 3658، الصَّحِيحَة: 680
(ت)، وَعَنْ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " دُبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ ، الْحَسَدُ (1) وَالْبَغْضَاءُ (2) وَالْبَغْضَاءُ هِيَ الْحَالِقَةُ ، لَا أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعَرَ ، وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ (3) "(4)
(1) أَيْ: فِي الْبَاطِنِ. تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 302)
(2)
أَيْ: الْعَدَاوَةُ فِي الظَّاهِرِ. تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 302)
(3)
أَيْ: الْبَغْضَاءُ تَذْهَبُ بِالدِّينِ ، كَالْمُوسَى تَذْهَبُ بِالشَّعْرِ. تحفة (6/ 302)
(4)
(ت) 2510 ، (حم) 1412 ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 3361/ 1، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 2695
(خ م جة)، وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" اسْتَعِيذُوا بِاللهِ ، فَإِنَّ الْعَيْنَ حَقٌّ (1)) (2)(وَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابِقَ الْقَدَرَ لَسَبَقَتْهُ الْعَيْنُ (3) وَإِذَا اسْتُغْسِلْتُمْ (4) فَاغْسِلُوا (5) ") (6)
(1) أَيْ: الْإِصَابَةُ بِالْعَيْنِ شَيْءٌ ثَابِتٌ مَوْجُود، قَالَ الْمَازِرِيّ: أَخَذَ الْجُمْهُورُ بِظَاهِرِ الْحَدِيث، وَأَنْكَرَهُ طَوَائِف الْمُبْتَدِعَة لِغَيْرِ مَعْنًى، لِأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ لَيْسَ مُحَالًا فِي نَفْسِه ، وَلَا يُؤَدِّي إِلَى قَلْبِ حَقِيقَةٍ ، وَلَا إِفْسَادِ دَلِيل ، فَهُوَ مِنْ مُتَجَاوِزَاتِ الْعُقُول، فَإِذَا أَخْبَرَ الشَّرْعُ بِوُقُوعِهِ ، لَمْ يَكُنْ لِإِنْكَارِهِ مَعْنَى، وَهَلْ مِنْ فَرْقٍ بَيْن إِنْكَارِهِمْ هَذَا ، وَإِنْكَارِهِمْ مَا يُخْبَرُ بِهِ مِنْ أُمُورِ الْأَخِرَة؟. فتح الباري (ج 16 / ص 267)
(2)
(جة) 3508 ، (خ) 5600 ، (م) 2187
(3)
فِيهِ إِثْبَاتُ الْقَدَر، وَهُوَ حَقٌّ بِالنُّصُوصِ وَإِجْمَاعِ أَهْلِ السُّنَّة.
وَمَعْنَاهُ أَنَّ الْأَشْيَاءَ كُلَّهَا بِقَدَرِ اللهِ تَعَالَى، وَلَا تَقَعُ إِلَّا عَلَى حَسَبِ مَا قَدَّرَهَا اللهُ تَعَالَى وَسَبَقَ بِهَا عِلْمُه، فَلَا يَقَعُ ضَرَرُ الْعَيْن وَلَا غَيْرُهُ مِنْ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ إِلَّا بِقَدَرِ اللهِ تَعَالَى ، وَفِيهِ صِحَّةُ أَمْرِ الْعَيْن؛ وَأَنَّهَا قَوِيَّةُ الضَّرَر. وَاللهُ أَعْلَم. (النووي - ج 7 / ص 328)
وقال في التحفة (5/ 338): أَيْ لَوْ أَمْكَنَ أَنْ يَسْبِقَ شَيْءٌ الْقَدَرَ فِي إِفْنَاءِ شَيْءٍ وَزَوَالِهِ قَبْلَ أَوَانِهِ الْمُقَدَّرِ لَهُ ، لَكِنَّهَا لَا تَسْبِقُ الْقَدَرَ، فَإِنَّهُ تَعَالَى قَدَّرَ الْمَقَادِيرَ قَبْلَ الْخَلْقِ.
قَالَ الْحَافِظُ: جَرَى الْحَدِيثُ مَجْرَى الْمُبَالَغَةِ فِي إِثْبَاتِ الْعَيْنِ ، لَا أَنَّهُ يُمْكِنُ أَنْ يَرُدَّ الْقَدَرَ شَيْءٌ، إِذْ الْقَدَرُ عِبَارَةٌ عَنْ سَابِقِ عِلْمِ اللهِ ، وَهُوَ لَا رَادَّ لِأَمْرِهِ ، وَحَاصِلُهُ: لَوْ فُرِضَ أَنَّ شَيْئًا لَهُ قُوَّةٌ بِحَيْثُ يَسْبِقُ الْقَدَرَ، لَكَانَ الْعَيْنَ لَكِنَّهَا لَا تَسْبِقُ ، فَكَيْفَ غَيْرُهَا؟. اِنْتَهَى.
(4)
أَيْ: إِذَا طُلِبْتُمْ لِلِاغْتِسَالِ.
(5)
أَيْ: فَاغْسِلُوا أَطْرَافَكُمْ عِنْدَ طَلَبِ الْمَعْيُونِ ذَلِكَ مِنْ الْعَائِنِ، وَهَذَا كَانَ أَمْرًا مَعْلُومًا عِنْدَهُمْ، فَأَمَرَهُمْ أَنْ لَا يَمْتَنِعُوا مِنْهُ إِذَا أُرِيدَ مِنْهُمْ، وَأَدْنَى مَا فِي ذَلِكَ رَفْعُ الْوَهْمِ الْحَاصِلِ فِي ذَلِكَ، وَظَاهِرُ الْأَمْرِ الْوُجُوبُ. تحفة (5/ 338)
(6)
(م) 2188 ، (ت) 2062
(طل)، وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَكْثَرُ مَنْ يَمُوتُ مِنْ أُمَّتِي - بَعْدَ قَضَاءِ اللهِ وَقَدَرِهِ - بِالْعَيْنِ "(1)
(1)(طل)(1760) ، (مش)(4/ 77) ، (صم)(ق 24/ 2)، انظر صَحِيح الْجَامِع: 1206 ، الصَّحِيحَة: 747
(الشِّهَاب)، وَعَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْعَيْنُ تُدْخِلُ الرَّجُلَ الْقَبْرَ، وَتُدْخِلُ الْجَمَلَ الْقِدْرَ "(1)
(1)(مسند الشهاب للقضاعي) 1057 ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 4144 ، الصَّحِيحَة: 1249
(حم)، وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْعَيْنُ حَقٌّ (1) تَسْتَنْزِلُ (2) الْحَالِقَ (3) "(4)
(1) أَيْ: الإصابةُ بها ثابتةٌ موجودةٌ، ولها تأثيرٌ في النفوس.
(2)
اسْتَنْزَلْتُهُ بِمَعْنَى: أَنْزَلْتُهُ.
(3)
(الحالِق) أَيْ: الجبل العالي.
قال الحكماء: والعائن يَبعثُ من عينِه قوةً سُمِّيةً تتصلُ بالمُعَانِ فيَهلِك ، أو يُهلِكُ نفسَه ، ولا يبعدُ أن تنبعثَ جواهرُ لطيفةٌ غير مرئيةٍ من العينِ ، فَتَتَّصلُ بالمَعينِ وتتخلَّلُ مَسَامَ بدنِه ، فيخلُق اللهُ الهلاكَ عندها ، كما يخلقُه عند شُرْب السُّم ، وهو بالحقيقة فِعْل الله. فيض القدير (ج 4 / ص 520)
(4)
(حم) 2477 ، 2681 ، (ك) 7498 ، انظر الصَّحِيحَة: 1250
(حم)، وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الْعَيْنَ لَتُولِعُ (1) بِالرَّجُلِ بِإِذْنِ اللهِ ، حَتَّى يَصْعَدَ حَالِقًا (2) ثُمَّ يَتَرَدَّى (3) مِنْهُ "(4)
(1) أَيْ: تُصيب.
(2)
الحالق: الجبل العالي.
(3)
التَّرَدِّي: السقوط من مكان عال.
(4)
(حم) 21340 ، 21509 ، (طس) 5977 ،صَحِيح الْجَامِع: 1681 ، الصَّحِيحَة: 889