الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اسْتِشْعَارُ الطَّاعَةِ والذَّنْبِ مِنَ الْإيمَان
قَالَ تَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ} (1)
(1)[الأعراف/201]
(2)
[ص/21 - 25]
(خ ت)، وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَأَنَّهُ قَاعِدٌ تَحْتَ جَبَلٍ ، يَخَافُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ (1) وَإِنَّ الْفَاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَذُبَابٍ) (2)(وَقَعَ عَلَى أَنْفِهِ ، فَقَالَ بِهِ هَكَذَا (3) فَطَارَ (4) ") (5)
(1) أَيْ أَنَّ الْمُؤْمِنَ يَغْلِبُ عَلَيْهِ الْخَوْفُ ، لِقُوَّةِ مَا عِنْدَهُ مِنْ الْإِيمَانِ، فَلَا يَأمَنُ الْعُقُوبَةَ بِسَبَبِهَا، وَهَذَا شَأنُ الْمُؤْمِنِ ، دَائِمُ الْخَوْفِ وَالْمُرَاقَبَةِ ، يَسْتَصْغِرُ عَمَلَهُ الصَّالِحَ ، وَيَخْشَى مِنْ صَغِيرِ عَمَلِهِ السَّيِّئِ. تحفة (6/ 289)
(2)
(خ) 5949
(3)
أَيْ: نَحَّاهُ بِيَدِهِ وَدَفَعَهُ.
(4)
قَالَ الْمُحِبّ الطَّبَرِيُّ: إِنَّمَا كَانَتْ هَذِهِ صِفَةُ الْمُؤْمِنِ لِشِدَّةِ خَوْفِهِ مِنْ اللهِ ، وَمِنْ عُقُوبَته؛ لِأَنَّهُ عَلَى يَقِينٍ مِنْ الذَّنْب ، وَلَيْسَ عَلَى يَقِين مِنْ الْمَغْفِرَة، وَالْفَاجِرُ قَلِيلُ الْمَعْرِفَة بِاللهِ ، فَلِذَلِكَ قَلَّ خَوْفُه ، وَاسْتَهَانَ بِالْمَعْصِيَةِ.
وَقَالَ اِبْن أَبِي جَمْرَة: يُسْتَفَادُ مِنْ الْحَدِيثِ أَنَّ قِلَّةَ خَوْفِ الْمُؤْمِنِ مِنْ ذُنُوبِهِ وَخِفَّتِهَا عَلَيْهِ يَدُلُّ عَلَى فُجُوره، وَالْحِكْمَةُ فِي تَشْبِيهِ ذُنُوبِ الْفَاجِرِ بِالذُّبَابِ كَوْنُ الذُّبَاب أَخَفُّ الطَّيْرِ وَأَحْقَرُه، وَهُوَ مِمَّا يُعَايَنُ وَيُدْفَعُ بِأَقَلِّ الْأَشْيَاء، وَفِي إِشَارَتِهِ بِيَدِهِ تَأكِيدٌ لِلْخِفَّةِ أَيْضًا ، لِأَنَّهُ بِهَذَا الْقَدْرِ الْيَسِيرِ يُدْفَعُ ضَرَره. فتح الباري (18/ 64)
(5)
(ت) 2497 ، (خ) 5949
(خ) ، وَعَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: إِنَّكُمْ لَتَعْمَلُونَ أَعْمَالًا هِيَ فِي أَعْيُنِكُمْ أَدَقُّ مِنْ الشَّعْرِ (1) إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّهَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ الْمُوبِقَاتِ (2). (3)
(1) أَيْ: تَعْمَلُونَ أَعْمَالًا تَحْسَبُونَهَا هَيِّنَةً، وَهِيَ عَظِيمَةٌ، أَوْ تَؤُول إِلَى الْعِظَمِ. فتح الباري (ج 18 / ص 326)
(2)
أَيْ: المُهْلِكَات.
(3)
(خ) 6127 ، (حم) 11008
(حم)، وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَا الْإِيمَانُ؟ ، قَالَ:" إِذَا سَرَّتْكَ حَسَنَتُكَ ، وَسَاءَتْكَ سَيِّئَتُكَ ، فَأَنْتَ مُؤْمِنٌ "(1)
(1)(حم) 22220 ، (حب) 176 ، صَحِيح الْجَامِع: 600 ، الصَّحِيحَة: 550
(ت جة حب)، وَعَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رضي الله عنه قَالَ:(خَطَبَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه بِالْجَابِيَةِ، فَقَالَ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ فِينَا مِثْلَ مُقَامِي فِيكُمْ، فَقَالَ: احْفَظُونِي فِي أَصْحَابِي)(1)(أُوصِيكُمْ بِأَصْحَابِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَفْشُو الكَذِبُ ، حَتَّى يَحْلِفَ الرَّجُلُ وَلَا يُسْتَحْلَفُ، وَيَشْهَدَ الشَّاهِدُ وَلَا يُسْتَشْهَدُ)(2)(مَنْ أَرَادَ مِنْكُمْ بُحْبُوحَةَ الْجَنَّةِ (3) فَلْيَلْزَمِ الْجَمَاعَةَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ، وَهُوَ مِنَ الِاثْنَيْنِ أَبْعَدُ، وَلَا يَخْلَوَنَّ أَحَدُكُمْ بِامْرَأَةٍ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ ثَالِثُهُمَا، وَمَنْ سَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ ، وَسَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ ") (4)
(1)(جة) 2363
(2)
(ت) 2165 ، (جة) 2363 ، (حم) 177 ، (حب) 4576 ، (ن) 9219
(3)
أَيْ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْكُنَ وَسَطَ الْجَنَّةِ وَخِيَارَهَا.
(4)
(حب) 4576 ، (ت) 2165 ، (حم) 177 ، (ن) 9219 ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 2546 ، الصَّحِيحَة: 430
(خم)، وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ (1) قَالَ: مَا عَرَضْتُ قَوْلِي عَلَى عَمَلِي ، إِلَّا خَشِيتُ أَنْ أَكُونَ مُكَذِّبًا (2). (3)
(1) هو: إبراهيم بن يزيد بن شريك التيمي، من تيم الرباب، أبو أسماء الكوفي، الإمام القدوة الفقيه، كان من العباد. حدث عن أبيه يزيد بن شريك التيمي، وأنس بن مالك، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وعمرو بن ميمون الأودي. وحدث عنه الحكم بن عتيبة ، والأعمش، ومسلم البطين، وجماعة. وكان إبراهيم شابا صالحا ، قانتا لله ، عالما فقيها ، كبير القدر ، واعظا. قتله الحجاج. وقيل: بل مات في حبسه سنة اثنتين وتسعين ، ولم يبلغ أربعين سنة. (موسوعة مواقف السلف في العقيدة والمنهج والتربية)(1/ 457)
(2)
أَيْ: أَنَّهُ مَعَ وَعْظِهِ النَّاسَ ، لَمْ يَبْلُغْ غَايَةَ الْعَمَل ، وَقَدْ ذَمَّ اللهُ مَنْ أَمَرَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَى عَنْ الْمُنْكَر ، وَقَصَّرَ فِي الْعَمَلِ ، فَقَالَ:{كَبُرَ مَقْتًا عِنْد الله أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} فَخَشِيَ أَنْ يَكُون مُكَذِّبًا، أَيْ: مُشَابِهًا لِلْمُكَذِّبِ (فتح - ج1ص163)
(3)
(خ) ج1ص27 ، وصححه الألباني في مختصر صحيح البخاري: بَابُ خَوْفِ المُؤْمِنِ مِنْ أَنْ يَحْبَطَ عَمَلُهُ وَهُوَ لَا يَشْعُرُ