الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الصَّبْرُ مِنَ الْإيمَان
قَالَ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا ، وَصَابِرُوا ، وَرَابِطُوا ، وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (1)
وَقَالَ تَعَالَى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ ، وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ ، وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} (2)
(1)[آل عمران: 200]
(2)
[آل عمران/142]
(3)
[الرعد/19 - 24]
(تَعْظِيمُ قَدْرِ الصَلَاةِ لِابْنِ نَصْر)، وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْإِيمَانِ، " فَقَرَأَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:{لَيْسَ الْبِرَّ (1) أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ (2) وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ، وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ (3) وَالنَّبِيِّينَ ، وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ (4) ذَوِي الْقُرْبَى (5) وَالْيَتَامَى ، وَالْمَسَاكِينَ (6) وَابْنَ السَّبِيلِ (7) وَالسَّائِلِينَ ، وَفِي الرِّقَابِ (8) وَأَقَامَ الصَلَاةَ ، وَآَتَى الزَّكَاةَ (9) وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ، وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأسَاءِ (10) وَالضَّرَّاءِ (11) وَحِينَ الْبَأسِ (12) أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ، وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (13)} (14) " (15)
(1) البِرّ: اسْمٌ جَامِعٌ للخير. فتح القدير (1/ 199)
(2)
{قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ} أَشَارَ سُبْحَانَهُ بِذِكْرِ الْمَشْرِقِ إِلَى قِبْلَةِ النَّصَارَى ، لِأَنَّهُمْ يَسْتَقْبِلُونَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ، وَأَشَارَ بِذِكْرِ الْمَغْرِبِ إِلَى قِبْلَةِ الْيَهُودِ لِأَنَّهُمْ يَسْتَقْبِلُونَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ ، وَهُوَ فِي جِهَةِ الْغَرْبِ مِنْهُمْ إِذْ ذَاكَ. فتح القدير (1/ 199)
(3)
الْمُرَادُ بِالْكِتَابِ هُنَا: الْجِنْسُ، أَوِ الْقُرْآنُ. فتح القدير (1/ 199)
(4)
الضَّمِيرُ فِي قَوْلِهِ: {عَلى حُبِّهِ} رَاجِعٌ إِلَى الْمَالِ.
وَقِيلَ: رَاجِعٌ إِلَى الْإِيتَاءِ الْمَدْلُولِ عَلَيْهِ بِقَوْلِهِ: {وَآتَى الْمالَ}
وَقِيلَ: إِنَّهُ رَاجِعٌ إِلَى اللهِ سُبْحَانَهُ، أَيْ: عَلَى حُبِّ اللهِ.
وَالْمَعْنَى عَلَى الْأَوَّلِ: أَنَّهُ أَعْطَى الْمَالَ وَهُوَ يُحِبُّهُ وَيَشِحُّ بِهِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى:{لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} .فتح القدير (1/ 199)
(5)
قَدَّمَ {ذَوِي الْقُرْبَى} لِكَوْنِ دَفْعِ الْمَالِ إليهم صدقةً وصِلَةً إذا كانوا فقراء، هكذا ، الْيَتَامَى الْفُقَرَاءُ أَوْلَى بِالصَّدَقَةِ مِنَ الْفُقَرَاءِ الَّذِينَ لَيْسُوا بِيَتَامَى لِعَدَمِ قُدْرَتِهِمْ عَلَى الْكَسْبِ. فتح القدير - (1/ 199)
(6)
المسكين: السَّاكِنُ إِلَى مَا فِي أَيْدِي النَّاسِ ، لِكَوْنِهِ لَا يَجِدُ شَيْئًا. فتح القدير (1/ 199)
(7)
ابن السبيل: الْمُسَافِرُ الْمُنْقَطِعُ، وَجُعِلَ ابْنًا لِلسَّبِيلِ لِمُلَازَمَتِهِ لَهُ. فتح القدير (1/ 199)
(8)
أَيْ: فِي مُعَاوَنَةِ الْأَرِقَّاءِ الَّذِينَ كَاتَبَهُمُ الْمَالِكُونَ لَهُمْ.
وَقِيلَ: الْمُرَادُ: شِرَاءُ الرِّقَابِ وَإِعْتَاقُهَا.
وَقِيلَ: الْمُرَادُ: فَكُّ الْأَسَارَى. فتح القدير (1/ 199)
(9)
قَوْلُهُ: {وَآتَى الزَّكاةَ} فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْإِيتَاءَ الْمُتَقَدِّمَ هُوَ صَدَقَةُ التطوُّع، لا صَدَقَةُ الفريضة.
(10)
{البأساء} : الشِّدة والفقر. فتح القدير (1/ 199)
(11)
{الضراء} : المرض، والزَّمَانَة. فتح القدير (1/ 199)
(12)
أَيْ: وَقْتُ الْحَرْبِ. فتح القدير (1/ 199)
(13)
وَجْهُهُ أَنَّ الْآيَةَ حَصَرَتْ التَّقْوَى عَلَى أَصْحَابِ هَذِهِ الصِّفَات، وَالْمُرَادُ: الْمُتَّقُونَ مِنْ الشِّرْكِ وَالْأَعْمَالِ السَّيِّئَة. فَإِذَا فَعَلُوا وَتَرَكُوا ، فَهُمْ الْمُؤْمِنُونَ الْكَامِلُونَ.
وَالْجَامِعُ بَيْن الْآيَةِ وَالْحَدِيث ، أَنَّ الْأَعْمَالَ مَعَ اِنْضِمَامِهَا إِلَى التَّصْدِيقِ دَاخِلَةٌ فِي مُسَمَّى الْبِرّ. فتح الباري (1/ 77)
(14)
[البقرة/177]
(15)
صححه الألباني في كتاب الإيمان لابن تيمية: ص85
(هب)، وَعَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَفْضَلُ الْإِيمَانِ: الصَّبْرُ ، وَالسَّمَاحَةُ "(1)
(1)(هب) 10344 ، (حم) 19454 ، (يع) 1854 ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 1097 ، الصَّحِيحَة: 1495
(هب)، وَعَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه: الصَّبْرُ نِصْفُ الْإِيمَانِ ، وَالْيَقِينُ ، الْإِيمَانُ كُلُّهُ (1). (2)
(1) قال الحافظ في الفتح (1/ 48): تَعَلَّقَ بِهَذَا الْأَثَر مَنْ يَقُول: إِنَّ الْإِيمَانَ هُوَ مُجَرَّدُ التَّصْدِيق.
وَأُجِيبَ بِأَنَّ مُرَادَ اِبْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ الْيَقِينَ هُوَ أَصْلُ الْإِيمَان، فَإِذَا أَيْقَنَ الْقَلْبُ اِنْبَعَثَتْ الْجَوَارِحُ كُلُّهَا لِلِقَاءِ اللهِ بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَة، حَتَّى قَالَ سُفْيَان الثَّوْرِيّ: لَوْ أَنَّ الْيَقِينَ وَقَعَ فِي الْقَلْبِ كَمَا يَنْبَغِي ، لَطَارَ اِشْتِيَاقًا إِلَى الْجَنَّة ، وَهَرَبًا مِنْ النَّار.
(2)
(هب) 48 ، (ك) 3666 ، (طب) ج9ص104ح8544 ، وصححه الحافظ في الفتح (1/ 48)، والألباني في صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 3397