الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْحَيَاءُ مِنَ الْإيمَان
(ت)، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ نُفَيْعِ بْنِ الْحَارِثِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْحَيَاءُ مِنْ الْإِيمَانِ ، وَالْإِيمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَالْبَذَاءُ (1) مِنْ الْجَفَاءِ (2) وَالْجَفَاءُ فِي النَّارِ "(3)
(1)(الْبَذَاءُ): خِلَافُ الْحَيَاءِ ، وَهُو الْفُحْشُ فِي الْقَوْلِ، وَالسُّوءُ فِي الْخُلُقِ. تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 259)
(2)
(الْجَفَاءُ) أَيْ: غَلَاظَة الطَّبْعِ ، وَقَسَاوَةُ الْقَلْبِ. تحفة الأحوذي (5/ 259)
(3)
(ت) 2009 ، (جة) 4186 ، صَحِيح الْجَامِع: 3199 ، الصَّحِيحَة: 495
(خ م)، وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ:" مَرَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى رَجُلٍ [مِنْ الْأَنْصَارِ] (1) وَهُوَ يُعَاتِبُ أَخَاهُ فِي الْحَيَاءِ، يَقُولُ: إِنَّكَ لَتَسْتَحْيِي، حَتَّى كَأَنَّهُ يَقُولُ: قَدْ أَضَرَّ بِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " دَعْهُ ، فَإِنَّ الْحَيَاءَ مِنْ الْإِيمَانِ " (2)
الشرح (3)
(1)(خ) 24
(2)
(خ) 5767 ، (م) 36
(3)
كَأَنَّ الرَّجُلَ كَانَ كَثِيرَ الْحَيَاء ، فَكَانَ ذَلِكَ يَمْنَعُهُ مِنْ اِسْتِيفَاءِ حُقُوقِه، فَعَاتَبَهُ أَخُوهُ عَلَى ذَلِكَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم:" دَعْهُ "، أَيْ: اُتْرُكْهُ عَلَى هَذَا الْخُلُق السُّنِّيّ، ثُمَّ زَادَهُ فِي ذَلِكَ تَرْغِيبًا لِحُكْمِهِ بِأَنَّهُ مِنْ الْإِيمَان، وَإِذَا كَانَ الْحَيَاءُ يَمْنَعُ صَاحِبَهُ مِنْ اِسْتِيفَاءِ حَقِّ نَفْسِه ، جَرَّ لَهُ ذَلِكَ تَحْصِيلُ أَجْرِ ذَلِكَ الْحَقِّ، لَا سِيَّمَا إِذَا كَانَ الْمَتْرُوكُ لَهُ مُسْتَحِقًّا.
وَالظَّاهِر أَنَّ النَّاهِيَ مَا كَانَ يَعْرِفُ أَنَّ الْحَيَاءَ مِنْ مُكَمِّلَاتِ الْإِيمَان، فَلِهَذَا وَقَعَ التَّأكِيدُ.
وَالْحَيَاءُ: اِنْقِبَاضُ النَّفْسِ خَشْيَةَ اِرْتِكَابِ مَا يُكْرَهُ، وَهُوَ مِنْ خَصَائِصِ الْإِنْسَانِ ، لِيَرْتَدِعَ عَنْ اِرْتِكَابِ كُلِّ مَا يَشْتَهِي ، فَلَا يَكُون كَالْبَهِيمَةِ.
وَقَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: " الْحَيَاء شُعْبَة مِنْ الْإِيمَان "، أَيْ: أَثَرٌ مِنْ آثَارِ الْإِيمَان. فتح الباري (ح24)
(خد)، وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْحَيَاءُ وَالْإِيمَانُ قُرِنَا جَمِيعًا، فَإِذَا رُفِعَ أَحَدُهُمَا، رُفِعَ الآخَرُ"(1)
(1)(خد) 1313 ، (ك) 58 ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 1603 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 2636 ، صحيح الأدب المفرد: 991
(ت)، وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْحَيَاءُ وَالْعِيُّ (1) شُعْبَتَانِ مِنْ الْإِيمَانِ ، وَالْبَذَاءُ وَالْبَيَانُ (2) شُعْبَتَانِ مِنْ النِّفَاقِ "(3)
(1)(الْعِيُّ): الْعَجْزُ فِي الْكَلَامِ ، وَالْمُرَادُ بِهِ فِي هَذَا الْمَقَامِ: السُّكُوتُ عَمَّا فِيهِ إِثْمٌ مِنْ النَّثْرِ وَالشِّعْرِ ، لَا مَا يَكُونُ لِلْخَلَلِ فِي اللِّسَانِ.
وقَالَ أَبُو عِيسَى الترمذي: الْعِيُّ: قِلَّةُ الْكَلَامِ. تحفة الأحوذي (5/ 287)
(2)
قَالَ أَبُو عِيسَى: الْبَذَاءُ: هُوَ الْفُحْشُ فِي الْكَلَامِ.
وَالْبَيَانُ: هُوَ كَثْرَةُ الْكَلَامِ ، مِثْلُ هَؤُلَاءِ الْخُطَبَاءِ ، الَّذِينَ يَخْطُبُونَ فَيُوَسِّعُونَ فِي الْكَلَامِ ، وَيَتَفَصَّحُونَ فِيهِ ، مِنْ مَدْحِ النَّاسِ فِيمَا لَا يُرْضِي اللهَ.
(3)
(ت) 2027 ، (حم) 22366 ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 3201، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 2629
(هق) وَعَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الْحَيَاءَ ، وَالْعَفَافَ ، وَالْفِقْهَ ، وَالْعِيَّ - عِيَّ اللِّسَانِ لَا عِيَّ الْقَلْبِ - مِنْ الْإِيمَانِ ، وَإنَّهُنَّ يَزِدْنَ فِي الْآخِرَةِ ، وَيُنْقِصْنَ مِنْ الدُّنْيَا ، وَمَا يَزِدْنَ فِي الْآخِرَةِ ، أَكْثَرُ مِمَّا يُنْقِصْنَ مِنْ الدُّنْيَا ، وَإِنَّ الْبَذَاءَ (1) وَالْفُحْشَ ، وَالشُّحَّ مِنْ النِّفَاقِ ، وَإنَّهُنَّ يَزِدْنَ فِي الدُّنْيَا وَيُنْقِصْنَ فِي الْآخِرَةِ ، وَمَا يُنْقِصْنَ فِي الْآخِرَةِ ، أَكْثَرُ مِمَّا يَزِدْنَ فِي الدُّنْيَا "(2)
(1) البَذَاء: الفُحْش في القول.
(2)
أخرجه يعقوب بن سفيان الفَسَوِيّ في "المعرفة"(1/ 311)، (هق) 20597 انظر الصَّحِيحَة: 3381 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 2630