الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تَعْلِيقُ التَّمَائِم مِنَ الْكَبَائِر
(1)
(حم)، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ رضي الله عنه قَالَ: أَقْبَلَ رَهْطٌ (2) إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم " فَبَايَعَ تِسْعَةً، وَأَمْسَكَ عَنْ وَاحِدٍ " فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ ، بَايَعْتَ تِسْعَةً وَتَرَكْتَ هَذَا؟ ، فَقَالَ:" إِنَّ عَلَيْهِ تَمِيمَةً ، مَنْ عَلَّقَ تَمِيمَةً فَقَدْ أَشْرَكَ " ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ فَقَطَعَهَا ، " فَبَايَعَهُ "(3)
(1) التمائم: جمع تميمة ، وهي خَرَزات كانت العرب تُعَلِّقُها على أولادهم يتَّقُون بها العيْنَ في زعمهم ، فأبطلها الإسلام.
(2)
أَيْ: جماعة.
(3)
(حم) 17458 ، (ك) 7513 ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 6394 ، الصَّحِيحَة:492.
(ك)، وَعَنْ قَيْسِ بْنِ السَّكَنِ الأَسَدِيِّ قَالَ: دَخَلَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه عَلَى امْرَأَتِهِ، فَرَأَى عَلَيْهَا حِرْزًا مِنَ الْحُمْرَةِ (1) فَقَطَعَهُ قَطْعًا عَنِيفًا ثُمَّ قَالَ: إِنَّ آلَ عَبْدِ اللهِ أَغْنِيَاءٌ عَنِ الشِّرْكِ وَقَالَ: كَانَ مِمَّا حَفِظْنَا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: " أَنَّ الرُّقَى، وَالتَّمَائِمَ، وَالتِّوَلِةَ مِنَ الشِّرْكِ "(2)
الشرح (3)
(1) الحُمْرَةُ: داءٌ يعتري الناس ، فَيَحْمَرُّ موضعُها ، وتُغالَبُ بالرُّقْيَة.
قال الأَزهري: الحُمْرَةُ من جنس الطواعين. لسان العرب (4/ 208)
(2)
(ك) 7505 ، (حب) 6090 ، (طس) 1442 ، الصَّحِيحَة: 2972
وقال الألباني: وفي رواية عند (د جة)، وَعَنْ زَيْنَبَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَتْ: كَانَتْ عَجُوزٌ تَدْخُلُ عَلَيْنَا تَرْقِي مِنْ الْحُمْرَةِ ، وَكَانَ لَنَا سَرِيرٌ طَوِيلُ الْقَوَائِمِ وَكَانَ عَبْدُ اللهِ إِذَا دَخَلَ تَنَحْنَحَ وَصَوَّتَ ، فَدَخَلَ يَوْمًا ، فَلَمَّا سَمِعَتْ صَوْتَهُ احْتَجَبَتْ مِنْهُ ، فَجَاءَ فَجَلَسَ إِلَى جَانِبِي ، فَمَسَّنِي فَوَجَدَ مَسَّ خَيْطٍ ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ ، فَقُلْتُ: رُقًى لِي فِيهِ مِنْ الْحُمْرَةِ ، فَجَذَبَهُ ، وَقَطَعَهُ ، فَرَمَى بِهِ ، وَقَالَ: لَقَدْ أَصْبَحَ آلُ عَبْدِ اللهِ أَغْنِيَاءَ عَنْ الشِّرْكِ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" إِنَّ الرُّقَى ، وَالتَّمَائِمَ ، وَالتِّوَلَةَ شِرْكٌ "، فَقُلْتُ: لِمَ تَقُولُ هَذَا؟، وَاللهِ لَقَدْ كَانَتْ عَيْنِي تَقْذِفُ ، وَكُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَى فُلَانٍ الْيَهُودِيِّ يَرْقِينِي ، فَإِذَا رَقَانِي سَكَنَتْ ، وَإِذَا تَرَكْتُهَا دَمَعَتْ ، قَالَ: ذَاكِ الشَّيْطَانُ ، إِذَا أَطَعْتِهِ تَرَكَكِ ، وَإِذَا عَصَيْتِهِ طَعَنَ بِإِصْبَعِهِ فِي عَيْنِكِ ، وَلَكِنْ لَوْ فَعَلْتِ كَمَا فَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ خَيْرًا لَكِ ، وَأَجْدَرَ أَنْ تُشْفَيْنَ ، " تَنْضَحِينَ فِي عَيْنِكِ الْمَاءَ ، وَتَقُولِينَ أَذْهِبْ الْبَاسْ ، رَبَّ النَّاسْ ، اشْفِ ، أَنْتَ الشَّافِي ، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا " رواه (جة) 3530 ، (د) 3883
قال الألباني: وهذا مستنكَرٌ جدا عندي أن تذهبَ صحابيةٌ جليلةٌ كزينب هذه إلى اليهودي تطلبُ منه أن يرقيها!! ، إنها والله لإحدى الكُبَر! فالحمد لله الذي لم يصحَّ السَّندُ بذلك إليها. أ. هـ
(3)
قال الألباني في الصَّحِيحَة331: " الرُّقى " هي هنا كان ما فيه الاستعاذة بالجن ، أو لا يفهم معناها.
و" التمائم " جمع تميمة، وأصلها خرزات تعلِّقُها العرب على رأس الولد لدفع العين، ثم توسَّعوا فيها ، فسَمُّوا بها كل عَوْذَة.
قلت: ومن ذلك تعليقُ بعضِهم نعلَ الفرسِ على بابِ الدار، أو في صدرِ المكان! ، وتعليق بعض السائقين نعْلًا في مقدمة السيارة ، أو مؤخرتها، أو الخرز الأزرق على مِرآة السيارة التي تكون أمام السائق من الداخل، كلُّ ذلك من أجل العين ، زعموا.
وهل يدخل في " التمائم " الحُجُب التي يعلِّقُها بعضُ الناس على أولادهم أو على أنفسهم إذا كانت من القرآن ، أو الأدعية الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم؟
للسلف في ذلك قولان، أرجحهما عندي: المَنْع ، كما بينتُه فيما علقتُّه على " الكلم الطيب " لشيخ الإسلام ابن تيمية (رقم التعليق 34).
و" التِّوَلة " ما يُحَبِّبُ المرأةَ إلى زوجِها من السِّحر وغيرِه ، قال ابن الأثير:" جعله من الشرك لاعتقادهم أن ذلك يؤثِّر ويفعل خلافَ ما قدَّرَه اللهُ تعالى ". أ. هـ
(ت)، وَعَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عُكَيْمٍ الْجُهَنِيِّ (1) أَعُودُهُ وَبِهِ حُمْرَةٌ (2) فَقُلْتُ: أَلَا تُعَلِّقُ شَيْئًا (3)؟ ، قَالَ: الْمَوْتُ أَقْرَبُ مِنْ ذَلِكَ ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَنْ تَعَلَّقَ شَيْئًا (4) وُكِلَ إِلَيْهِ "(5)
الشرح (6)
(1) هو: عَبْدُ اللهِ بنُ عُكَيْمٍ الجُهَنِيُّ روى له (م، 4) قِيْلَ: لَهُ صُحْبَةٌ.
وَقَدْ أَسْلَمَ بِلَا رَيْبٍ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَصَلَّى خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ ، وَهُوَ القَائِلُ:" أَتَانَا كِتَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَبْل مَوْتِهِ بِشَهْرَيْنِ: أَنْ لَا تَنْتَفِعُوا مِنَ المَيْتَةِ بِإِهَابٍ وَلَا عَصَبٍ "(أخرجه أبو داود (4127) و (4128)، والترمذي (1729)، والنسائي 7/ 175، وابن سعد 6/ 113).
قِيْلَ: إِنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ عُكَيْمٍ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ. سير أعلام النبلاء ط الرسالة (3/ 511)
(2)
الْحُمْرَةُ: وَرَمٌ مِنْ جِنْسِ الطَّوَاعِينِ. تحفة الأحوذي (5/ 349)
(3)
أَيْ: أَلَا تُعَلِّقُ تَمِيمَةً. تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 349)
(4)
أَيْ: مَنْ عَلَّقَ عَلَى نَفْسِهِ شَيْئًا مِنْ التَّعَاوِيذِ وَالتَّمَائِمِ وَأَشْبَاهِهَا مُعْتَقِدًا أَنَّهَا تَجْلُبُ إِلَيْهِ نَفْعًا ، أَوْ تَدْفَعُ عَنْهُ ضَرًّا. تحفة الأحوذي (5/ 349)
(5)
(ت) 2072 ، (حم) 18803 ، انظر غاية المرام (297)
(6)
أَيْ: خُلِّيَ إِلَى ذَلِكَ الشَّيْءِ ، وَتُرِكَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ. تحفة الأحوذي (5/ 349)
(خ م د)، وَعَنْ أَبِي بَشِيرٍ الْأَنْصَارِيَّ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، وَالنَّاسُ فِي [مَقِيلِهِمْ] (1) " فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَسُولًا: أَنْ لَا يَبْقَيَنَّ فِي رَقَبَةِ بَعِيرٍ قِلَادَةٌ مِنْ وَتَرٍ (2) وَلَا قِلَادَةٌ (3) إِلَّا قُطِعَتْ " (4)
الشرح (5)
(1)(ط) 1677 ، (طب)(ج 22 / ص 294 ح750)
(2)
أَيْ: أَوْتَار الْقَوْس. عون المعبود - (ج 5 / ص 454)
(3)
أَيْ: مُطْلَقًا. عون المعبود - (ج 5 / ص 454)
(4)
(د) 2552 ، (خ) 2843 ، (م) 2115
(5)
قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ: وَفِي الْمُرَاد بِالْأَوْتَارِ ثَلَاثَة أَقْوَال:
أَحَدُهَا: أَنَّهُمْ كَانُوا يُقَلِّدُونَ الْإِبِلَ أَوْتَارَ الْقَسِّيِّ لِئَلَّا تُصِيبهَا الْعَيْنُ بِزَعْمِهِمْ، فَأُمِرُوا بِقَطْعِهَا، إِعْلَامًا بِأَنَّ الْأَوْتَارَ لَا تَرُدُّ مِنْ أَمْرِ اللهِ شَيْئًا، وَهَذَا قَوْلُ مَالِك.
ثَانِيهَا: النَّهْيُ عَنْ ذَلِكَ لِئَلَّا تَخْتَنِق الدَّابَّةُ بِهَا عِنْدَ شِدَّةِ الرَّكْض، وَيَضِيقُ عَلَيْهَا نَفَسُهَا وَرَعْيُهُا، وَرُبَّمَا تَعَلَّقَتْ بِشَجَرَةٍ فَاخْتَنَقَتْ أَوْ تَعَوَّقَتْ عَنْ السَّيْر.
ثَالِثهَا: أَنَّهُمْ كَانُوا يُعَلِّقُونَ فِيهَا الْأَجْرَاس ، حَكَاهُ الْخَطَّابِيُّ ، وَعَلَيْهِ يَدُلُّ تَبْوِيبُ الْبُخَارِيّ، وَقَدْ رَوَى أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيث أَبِي وَهْب الْحَسَّانِي رَفَعَهُ:" اِرْبِطُوا الْخَيْل ، وَقُلِّدُوهَا ، وَلَا تُقَلِّدُوهَا الْأَوْتَار " ، فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ لَا اِخْتِصَاصَ لِلْإِبِلِ، هَذَا كُلُّهُ فِي تَعْلِيقِ التَّمَائِمِ وَغَيْرِهَا مِمَّا لَيْسَ فِيهِ قُرْآنٌ وَنَحْوه.
فَأَمَّا مَا فِيهِ ذِكْرُ اللهِ ، فَلَا نَهْيَ فِيهِ ، فَإِنَّهُ إِنَّمَا يُجْعَلُ لِلتَّبَرُّكِ بِهِ ، وَالتَّعَوُّذِ بِأَسْمَائِهِ وَذِكْرِه.
وَكَذَلِكَ لَا نَهْي عَمَّا يُعَلَّقُ لِأَجْلِ الزِّينَةِ ، مَا لَمْ يَبْلُغْ الْخُيَلَاءَ أَوْ السَّرَف. فتح الباري (ج9 ص 210)
(س)، وَعَنْ رُوَيْفِعِ بْنِ ثَابِتٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا رُوَيْفِعُ ، لَعَلَّ الْحَيَاةَ سَتَطُولُ بِكَ بَعْدِي ، فَأَخْبِرْ النَّاسَ أَنَّهُ مَنْ عَقَدَ لِحْيَتَهُ (1) أَوْ تَقَلَّدَ وَتَرًا (2) أَوْ اسْتَنْجَى بِرَجِيعِ دَابَّةٍ (3) أَوْ عَظْمٍ ، فَإِنَّ مُحَمَّدًا بَرِيءٌ مِنْهُ "(4)
(1) قِيلَ: كَانُوا يَعْقِدُونَهَا فِي الْحُرُوب تَكَبُّرًا وَعُجْبًا ، فَأُمِرُوا بِإِرْسَالِهَا ، وَقِيلَ: هُوَ فَتْلُهَا كَفَتْلِ الْأَعَاجِم. شرح سنن النسائي - (ج 6 / ص 461)
(2)
هُوَ وَتَرُ الْقَوْس ، أَوْ مُطْلَقُ الْحَبْل ، قِيلَ: الْمُرَادُ بِهِ مَا كَانُوا يُعَلِّقُونَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ الْعَوْذِ وَالتَّمَائِم الَّتِي يَشُدُّونَهَا بِتِلْكَ الْأَوْتَار ، وَيَرَوْنَ أَنَّهَا تَعْصِمُ مِنْ الْآفَاتِ وَالْعَيْن. شرح سنن النسائي - (ج 6 / ص 461)
(3)
(الرَّجِيع): الرَّوْث وَالْعَذِرَة.
(4)
(س) 5067 ، (د) 36 صَحِيح الْجَامِع: 7910 ، والمشكاة: 351