الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حُسْنُ الْخُلُقِ مِنَ الْإيمَان
(حم)، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْإِيمَانِ أَفْضَلُ؟ ، قَالَ:" خُلُقٌ حَسَنٌ "(1)
(1)(حم) 19454 ، انظر الصَّحِيحَة تحت حديث: 551
(ت)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا ، أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا "(1)
(1)(ت) 1162 ، (د) 4682
(ت)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " خَصْلَتَانِ لَا تَجْتَمِعَانِ فِي مُنَافِقٍ: حُسْنُ سَمْتٍ (1) وَلَا فِقْهٌ فِي الدِّينِ "(2)
(1) السَّمْتُ: الطَّرِيقِ ، أَيْ: الْمَقْصِدَ.
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: إنَّهُ تَحَرِّي طُرُقِ الْخَيْرِ ، وَالتَّزَيِّي بِزِيِّ الصَّالِحِينَ ، مَعَ التَّنَزُّهِ عَنْ الْمَعَائِبِ الظَّاهِرَةِ وَالْبَاطِنَةِ. تحفة الأحوذي (ج 6 / ص 483)
(2)
(ت) 2684 ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 3229 ، الصَّحِيحَة: 278
(خد)، وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " خَصْلَتَانِ لَا تَجْتَمِعَانِ فِي مُؤْمِنٍ: الْبُخْلُ ، وَسُوءُ الْخُلُقِ "(1)
(1)(خد) 282 ، (ت) 1962 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 2608 ، وقد كان ضعفه الألباني في (ت)، والضعيفة: 1119 ، وضعيف الجامع: 2833 ، ثم تراجع عن تضعيفه.
(جة)، وَعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اَلْخَيْرُ عَادَةٌ ، وَالشَّرُّ لَجَاجَةٌ"(1)
الشرح (2)
(1)(جة) 221 ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 3348 ، الصَّحِيحَة: 651
(2)
أَيْ: الْمُؤْمِن الثَّابِتُ عَلَى مُقْتَضَى الْإِيمَانِ وَالتَّقْوَى ، يَنْشَرِح صَدْرُه لِلْخَيْرِ ، فَيَصِيرُ لَهُ عَادَة ، وَأَمَّا الشَّرُّ ، فَلَا يَنْشَرِحُ لَهُ صَدْرُه ، فَلَا يَدْخُلُ فِي قَلْبِهِ إِلَّا بِلَجَاجَةِ الشَّيْطَان وَالنَّفْسِ الْأَمَارَة ، وَهَذَا هُوَ الْمُوَافِقُ لِحَدِيثِ " دَعْ مَا يَرِيبك إِلَى مَا لَا يَرِيبك " ، وَ " الْإِثْم مَا حَاكَ فِي صَدْرك ، وَإِنْ أَفْتَاك الْمَفْتُون " وَالْمُرَاد أَنَّ الْخَيْرَ مُوَافِقٌ لِلْعَقْلِ السَّلِيم ، فَهُوَ لَا يَقْبَلُ إِلَّا إِيَّاهُ ، وَلَا يَمِيلُ إِلَّا إِلَيْهِ ، بِخِلَافِ الشَّرّ ، فَإِنَّ الْعَقْلَ السَّلِيمَ يَنْفِرُ عَنْهُ وَيُقَبِّحهُ ، وَهَذَا رُبَّمَا يَمِيلُ إِلَى الْقَوْلِ بِالْحُسْنِ وَالْقُبْح الْعَقْلِيِّينَ فِي الْأَحْكَام ، فَلْيُتَأَمَّلْ وَيَحْتَمِلُ أَنَّ الْمُرَادَ بِالْخَيْرِ وَالشَّرِّ: الْحَقُّ وَالْبَاطِل ، وَلِلْحَقِّ نُورٌ فِي الْقَلْبِ يَتَبَيَّنُ بِهِ أَنَّهُ الْحَقّ ، وَلِلْبَاطِلِ ظُلْمَةٌ يَضِيقُ بِهَا الْقَلْبُ عَنْ قَبُولِه ، فَلَا يَدْخُلُ فِيهِ إِلَّا بِتَرَدُّدٍ وَانْقِبَاضٍ لِلْقَلْبِ عَنْ قَبُولِه ، وَهَذَا هُوَ الْمُوَافِقُ لِلْمَثَلِ الْمَشْهُور " الْحَقّ أَبْلَجُ ، وَالْبَاطِل لَجْلَج ".
وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُون هَذَا بَيَانُ مَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ الْمُؤْمِنُ عَلَيْهِ ، أَيْ: اللَّائِقُ بِحَالِهِ أَنْ يَكُونَ الْخَيْرُ عَادَتَه ، وَالشَّرُّ مَكْرُوهًا لَا يَدْخُلُ عَلَيْهِ إِلَّا لِلَجَاجَةٍ واللِّجَاجُ: التَّمَادِي فِي الْخُصُومَةِ ، وَمِنْهُ قِيلَ: رَجُلٌ لَجُوجٌ ، إذَا تَمَادَى فِي الْخُصُومَةِ ، وَلِهَذَا سَمَّى الْعُلَمَاءُ نَذْرَ اللِّجَاجِ وَالْغَضَبِ ، فَإِنَّهُ يَلِجُّ حَتَّى يَعْقِدَهُ ، ثُمَّ يَلِجُّ فِي الِامْتِنَاعِ مِنْ الْحِنْثِ. حاشية السندي على ابن ماجه (ج 1 / ص 205)