الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أَنْ أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَيَسْتَبِيحَهُمْ، أَوِ الْجُوعَ، أَوِ الْمَوْتَ»، قَالَ:«فَقَالُوا: أَمَّا القَتْلُ أَوِ الْجُوعُ فَلَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ، وَلَكِنِ الْمَوْتُ» ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «فَمَاتَ فِي ثَلَاثٍ سَبْعُونَ أَلْفًا»
(1)
.
شجرة ذات أنواط
(2)
:
وفي الطريق إلى حنين رأوا شجرة خضراء عظيمة يقال لها ذات أنواط، كانت العرب تُعلق عليها أسلحتهم، ويذبحون عندها ويعكفون عليها، فقال بعض الناس من الطلقاء ممن هم حديثو عهد بالجاهلية: يا رسول الله! اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُ أَكْبَرُ، قُلْتُمْ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى لِمُوسَى:{اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (138)} [الأعراف: 138]، إِنَّهَا السُّنَنُ
(3)
، لَتَرْكَبُنَّ سُنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ سُنَّةً سُنَّةً»
(4)
.
(1)
أخرج ذلك الإمام أحمد في مسنده برقم 18933، وقال محققوه: إسناده صحيح على شرط مسلم.
(2)
ذات أنواط: هو اسم شجرة بعينها كانت للمشركين ينوطون بها سلاحهم، أي يعلقونه بها، ويعكفون حولها. انظر النهاية (5/ 128).
(3)
السنة: الطريقة: أي ستتبعون طريقتهم. انظر النهاية (2/ 409).
(4)
أخرج هذا الحديث أحمد في مسنده برقم 21897، وقال محققوه: إسناده صحيح على شرط الشيخين.
أكمل رسول الله صلى الله عليه وسلم مسيره إلى حنين، فأطنب
(1)
السير حتى كان عشية، فحضرت الصلاة، فجاء رجل فارس، فقال: يا رسول الله! إني انطلقت بين أيديكم حتى طلعت على جبل كذا وكذا، فإذا أنا بهوازن عن بكرة أبيهم
(2)
بظُعنهم
(3)
، ونعمهم
(4)
، ونسائهم اجتمعوا في حنين، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال:«تِلْكَ غَنِيمَةُ الْمُسْلِمِينَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ»
(5)
.
ثم أكمل رسول الله صلى الله عليه وسلم بجيشه حتى وصل إلى حنين مساء ليلة الثلاثاء لعشر ليالٍ خلون من شوال.
ولما كان من الليل عمد مالك بن عوف إلى أصحابه، فعبأهم في وادي حنين، وكان قد سبق المسلمين إليه، وفرَّق الناس فيه، وأوعز إليهم أن يرشقوا المسلمين بالنبل أول ما يطلعون، ثم يحملوا عليهم حملة رجل واحد.
وفي السحر عبأ رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشه، وعقد الألوية
(1)
أطنب في السير: إذا أبعد، انظر لسان العرب (8/ 206).
(2)
يقال: جاء القوم على بكرة أبيهم: إذا جاؤوا بأسرهم ولم يتخلف منهم أحد، انظر جامع الأصول لابن الأثير (8/ 383).
(3)
الظعن: بضم الظاء: النساء، واحدتها: ظعينة، انظر النهاية (3/ 157).
(4)
النَّعم: بفتح النون والعين: النعم في الأصل الإبل، وقد تقع على البقر والغنم، انظر جامع الأصول لابن الأثير (8/ 384).
(5)
أخرج ذلك أبو داود في سننه، كتاب الجهاد، باب في فضل الحرس في سبيل الله تعالى برقم 2501، وقال الحافظ في الفتح (8/ 27): إسناده حسن.