المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الكلمة الثانية والخمسونالخيل - الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة - جـ ١١

[أمين الشقاوي]

فهرس الكتاب

- ‌الكلمة الأولىوقفات مع حديث: لا حسد إلا في اثنتين

- ‌الكلمة الثانيةمن فضائل التمر

- ‌الكلمة الثالثةمن حكم الصيام

- ‌الكلمة الرابعةتأملات في قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}

- ‌الكلمة الخامسةنبي الله آدم عليه السلام

- ‌الكلمة السادسةمسائل وفوائد من قصة آدم عليه السلام

- ‌الكلمة السابعةنبي الله نوح عليه السلام

- ‌الكلمة التاسعةنبي الله وخليل الرحمن إبراهيم عليه السلام

- ‌الكلمة العاشرةقصة بعثة إبراهيم عليه السلام

- ‌الكلمة الحادية عشرةفوائد من قصة نبي الله وخليل الرحمن إبراهيم عليه السلام

- ‌الكلمة الثانية عشرةنبي الله موسى عليه السلام

- ‌الكلمة الثالثة عشرةفوائد من قصة موسى عليه السلام

- ‌الكلمة الرابعة عشرةنبي الله عيسى عليه السلام

- ‌الكلمة الخامسة عشرةفوائد من قصة نبي الله عيسى عليه السلام

- ‌الكلمة السادسة عشرةفوائد من قصة نبي الله يوسف عليه السلام (1)

- ‌الكلمة السابعة عشرةفوائد من قصة نبي الله يوسف عليه السلام (2)

- ‌الكلمة الثامنة عشرةمقتطفات من سيرة نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وإمام المرسلين (1)

- ‌الكلمة التاسعة عشرةمقتطفات من سيرة نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وإمام المرسلين (2)

- ‌الكلمة العشرونمقتطفات من أخلاقه وسيرته العطرة صلى الله عليه وسلم (2)

- ‌الكلمة الواحدة والعشرونالعرش

- ‌الكلمة الثانية والعشرونالفرح

- ‌الكلمة الثالثة والعشرونالحزن

- ‌الكلمة الرابعة والعشرونالعدل

- ‌الكلمة الخامسة والعشرونسيرة أبي ذر الغفاري رضي الله عنه

- ‌الكلمة السادسة والعشرونسيرة سلمان الفارسي رضي الله عنه

- ‌الكلمة السابعة والعشرونشرح حديث: الشفاء في ثلاثة (1)

- ‌الكلمة الثامنة والعشرونشرح حديث: الشفاء في ثلاثة (2)

- ‌الكلمة التاسعة والعشرونبعض الأدوية النبوية التي فيها شفاء

- ‌الكلمة الثلاثونمقتطفات من سيرة الخليفة الأموي عمر بن عبدالعزيز رحمه الله

- ‌الكلمة الواحدة والثلاثونالإحسان

- ‌الكلمة الثانية والثلاثونالشورى

- ‌الكلمة الثالثة والثلاثونحديث الأبرص والأقرع والأعمى

- ‌الكلمة الرابعة والثلاثونمن محاسن الدين الإسلامي: وجود بدائل لكل عمل صالح

- ‌الكلمة الخامسة والثلاثونشرح حديث مالك بن التيهان

- ‌الكلمة السادسة والثلاثونشرح حديث: «إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ» (1)

- ‌الكلمة السابعة والثلاثونشرح حديث: «إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ» (2)

- ‌الكلمة الثامنة والثلاثونشرح حديث: «إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ» (3)

- ‌الكلمة التاسعة والثلاثونحلمه صلى الله عليه وسلم

- ‌الكلمة الأربعونفوائد من حديث: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ»

- ‌الكلمة الثانية والأربعونغزوة مؤتة (1)

- ‌الكلمة الثالثة والأربعونغزوة مؤتة - دروس وعبر (2)

- ‌الكلمة الرابعة والأربعونغزوة حنين(1)(1)

- ‌قصة نبي من الأنبياء:

- ‌شجرة ذات أنواط

- ‌هزيمة المسلمين وفرارهم:

- ‌ثبات رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌الكلمة الخامسة والأربعونغزوة حنين (2)

- ‌متابعة الكفار:

- ‌شجاعة أم سليم

- ‌قصة صاحب الجمل الأحمر:

- ‌أبو قتادة رضي الله عنه وقتيله:

- ‌شدة سلمة بن الأكوع رضي الله عنه

- ‌الرسول صلى الله عليه وسلم يبحث عن خالد بن الوليد رضي الله عنه

- ‌مطاردة الكفار وسرية أبي عامر رضي الله عنه إلى أوطاس:

- ‌جمع الغنائم:

- ‌شهداء المسلمين في غزوة حنين:

- ‌الكلمة السادسة والأربعونغزوة الطائف (1)

- ‌طريق رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى الطائف وحصارها:

- ‌قصة المخنث:

- ‌رمي الرسول صلى الله عليه وسلم أهل الطائف بالمنجنيق:

- ‌إسلام عبيد من الطائف:

- ‌رؤيا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ورحيل المسلمين:

- ‌إسلام سراقة بن مالك الجعشمي رضي الله عنه

- ‌قسمة الغنائم بالجعرانة:

- ‌البدء بالمؤلفة قلوبهم(2)وهم سادات العرب:

- ‌الكلمة السابعة والأربعونغزوة الطائف (2)

- ‌«لا تُوطَأُ الحُبْلَى(3)حَتَّى تَضَعَ»:

- ‌شأن ذي الخويصرة التميمي:

- ‌عَتْبُ الأنصار وخطبة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فيهم:

- ‌نذر عمر بن الخطاب رضي الله عنه

- ‌قدوم وفد هوازن:

- ‌إسلام مالك بن عوف النصري:

- ‌الكلمة الثامنة والأربعونفوائد ومسائل فقهية من غزوة حنين (1)

- ‌الكلمة التاسعة والأربعونفوائد ومسائل فقهية من غزوة حنين (2)

- ‌الكلمة الخمسونفوائد ومسائل فقهية من فتح الطائف

- ‌الكلمة الواحدة والخمسونالرؤى التي رآها النبي صلى الله عليه وسلم وأوّلها

- ‌الرؤيا الأولى:

- ‌الرؤيا الثانية:

- ‌الرؤيا الثالثة:

- ‌الرؤيا الرابعة:

- ‌الرؤيا الخامسة:

- ‌الكلمة الثانية والخمسونالخيل

- ‌الكلمة الثالثة والخمسونالإبل

- ‌الكلمة الرابعة والخمسونالغنم

- ‌أولًا: فضلها:

- ‌ثانيًا: الأحكام الشرعية المتعلقة بها:

- ‌الكلمة الخامسة والخمسونقصة أصحاب الجنة

- ‌الكلمة السادسة والخمسونقصة أصحاب القرية

- ‌الكلمة السابعة والخمسونقصة أصحاب الكهف (1)

- ‌الكلمة الثامنة والخمسونفوائد من قصة أصحاب الكهف (2)

- ‌الكلمة التاسعة والخمسونقصة الرجلين: المؤمن والكافر

- ‌الكلمة الستونقصة أصحاب أيلة الذين اعتدوا في السبت

- ‌الكلمة الواحدة والستونالفتور أسبابه وعلاجه

- ‌الخاتمة:

- ‌الكلمة الثانية والستونالمنهجية في طلب العلم

- ‌الفائدة السادسة:في المقصود ببركة العلم:

- ‌الكلمة الثالثة والستونتغسيل الميت وأحكامه

- ‌الكلمة الرابعة والستونتكفين الميت وأحكامه

- ‌يستحب في الكفن أمور:

- ‌الكلمة الخامسة والستونحمل الجنازة واتباعها، والمسائل المتعلقة بذلك

- ‌الكلمة السادسة والستوندفن الميت وأحكامه (1)

- ‌الكلمة السابعة والستوندفن الميت وأحكامه (2)

- ‌الكلمة الثامنة والستونمن بدع الجنائز

- ‌«غسل الميت:

- ‌الكفن والخروج بالجنازة:

- ‌الصلاة عليها:

- ‌الدفن وتوابعه:

- ‌الكلمة التاسعة والستونالبيوع: قواعد وحكم وفوائد (1)

- ‌وينقسم البيع إلى قسمين: حلال وحرام:

- ‌من القواعد في البيع:

- ‌الكلمة السبعونالبيوع: قواعد وحكم وفوائد (2)

- ‌أما موانع البركة فهي:

- ‌من صور البيوع المنهي عنها:

الفصل: ‌الكلمة الثانية والخمسونالخيل

‌الكلمة الثانية والخمسون

الخيل

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وبعد ..

قال الله تعالى: {ضَبْحًا (1) فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (2) فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (3) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (5)} [العاديات:1 - 5].

وقال تعالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (14)} [آل عمران: 14].

وقال تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} [الأنفال: 60].

وقال تعالى: {وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (8)} [النحل: 8].

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الْخَيْلُ ثَلَاثَةٌ: فَهِيَ لِرَجُلٍ أَجْرٌ،

ص: 489

وَلِرَجُلٍ سِتْرٌ، وَلِرَجُلٍ وِزْرٌ، فَأَمَّا الَّتِي هِيَ لَهُ أَجْرٌ: فَالرَّجُلُ يَتَّخِذُهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَيُعِدُّهَا لَهُ، فَلَا تُغَيِّبُ شَيْئًا فِي بُطُونِهَا إِلَاّ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَجْرًا، وَلَوْ رَعَاهَا فِي مَرْجٍ، مَا أَكَلَتْ مِنْ شَيْءٍ إِلَاّ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِهَا أَجْرًا، وَلَوْ سَقَاهَا مِنْ نَهْرٍ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ قَطْرَةٍ تُغَيِّبُهَا فِي بُطُونِهَا أَجْرٌ - حَتَّى ذَكَرَ الأَجْرَ فِي أَبْوَالِهَا وَأَرْوَاثِهَا- وَلَوْ اسْتَنَّتْ شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ، كُتِبَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ تَخْطُوهَا أَجْرٌ، وَأَمَّا الَّذِي هِيَ لَهُ سِتْرٌ: فَالرَّجُلُ يَتَّخِذُهَا تَكَرُّمًا وَتَجَمُّلًا، وَلَا يَنْسَى حَقَّ ظُهُورِهَا، وَبُطُونِهَا فِي عُسْرِهَا وَيُسْرِهَا، وَأَمَّا الَّذِي عَلَيْهِ وِزْرٌ فَالَّذِي يَتَّخِذُهَا أَشَرًا وَبَطَرًا، وَبَذَخًا وَرِيَاءَ النَّاسِ، فَذَاكَ الَّذِي هِيَ عَلَيْهِ وِزْرٌ»

(1)

.

قال ابن حجر رحمه الله: «في هذا الحديث بيان أن الخيل إنما تكون في نواصيها الخير والبركة إذا كان اتخاذها في الطاعة أو في الأمور المباحة، وإلا فهي مذمومة»

(2)

.

وروى الإمام أحمد في مسنده من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الْخَيْلُ ثَلَاثَةٌ، فَفَرَسٌ لِلرَّحْمَنِ، وَفَرَسٌ لِلإِنْسَانِ، وَفَرَسٌ لِلشَّيْطَانِ، فَأَمَّا فَرَسُ الرَّحْمَنِ: فَالَّذِي يُرْبَطُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَعَلَفُهُ وَرَوْثُهُ وَبَوْلُهُ، وَذَكَرَ مَا شَاءَ اللَّهُ، وَأَمَّا فَرَسُ الشَّيْطَانِ: فَالَّذِي يُقَامَرُ أَوْ يُرَاهَنُ عَلَيْهِ، وَأَمَّا فَرَسُ الإِنْسَانِ: فَالْفَرَسُ يَرْتَبِطُهَا الإِنْسَانُ يَلْتَمِسُ بَطْنَهَا، فَهِيَ تَسْتُرُ

(1)

صحيح البخاري برقم 2860، وصحيح مسلم برقم 987.

(2)

فتح الباري (6/ 65).

ص: 490

مِنْ فَقْرٍ»

(1)

.

وروى الإمام أحمد في مسنده من حديث سهل ابن الحنظلية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ الْمُنْفِقَ عَلَى الْخَيْلِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، كَالْبَاسِطِ يَدَيْهِ بِالصَّدَقَةِ لَا يَقْبِضُهَا»

(2)

.

وروى الإمام أحمد في مسنده من حديث جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَأَهْلُهَا مُعَانُونَ عَلَيْهَا، فَامْسَحُوا بِنَوَاصِيهَا، وَادْعُوا لَهَا بِالْبَرَكَةِ، وَقَلِّدُوهَا، وَلَا تُقَلِّدُوهَا بِالأَوْتَارِ»

(3)

.

وروى الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي قتادة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «خَيْرُ الْخَيْلِ الأَدْهَمُ

(4)

،الَأقْرَحُ

(5)

،

(1)

(6/ 298 - 299) برقم 3756، وقال محققوه: صحيح.

(2)

(29/ 158 - 160) برقم 17622، وقال محققوه: إسناده محتمل للتحسين.

(3)

(23/ 105) برقم 14792، وقال محققوه: هذا حديث حسن لغيره، قوله «لا تقلدوها الأوتار» في معناه ثلاثة أقوال:

الأول: لا تطلبوا عليها الذحول وهو الثأر.

الثاني: لا تجعلوا في أعناقها قلائد خوفًا عليها من الاختناق بها.

الثالث: تقليدها الأوتار لدفع العين، وهذا الذي رجحه أبو عبيدة وتبعه الطحاوي في مشكل الآثار (1/ 132)، وهذا الذي رجحه الشيخ الألباني ولعله الصواب، صحيح الترغيب والترهيب (2/ 82).

(4)

الأدهم: أي الأسود.

(5)

الأقرح: هو ما كان في جبهته بياض يسير دون الغرة.

ص: 491

الأَرْثَمُ

(1)

، المُحَجَّلُ

(2)

ثَلَاثٍ، مُطْلَقُ الْيَمِينِ

(3)

، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ أَدْهَمَ، فَكُمَيْتٌ عَلَى هَذِهِ الشِّيَةِ»

(4)

(5)

.

قال البخاري رحمه الله في كتابه الصحيح: بَابُ الجهاد ماض مع البر والفاجر لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، الأَجْرُ وَالمَغْنَمُ»

(6)

.

وفي رواية مسلم من حديث جرير بن عبد الله قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلوي ناصية فرس بأصبعيه وهو يقول: «الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، الأَجْرُ وَالمَغْنَمُ»

(7)

.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «الْبَرَكَةُ فِي نَوَاصِي الْخَيْلِ»

(8)

(9)

.

قال الخطابي رحمه الله: «فيه إشارة إلى أن المال الذي يكتسب باتخاذ الخيل من خير وجوه الأموال وأحبها، والعرب تسمي

(1)

الأرثم: هو الذي أنفه أبيض وشفته العليا.

(2)

المحجل: هو الذي في قوائمه بياض.

(3)

مطلق اليمين: ليس فيها تحجيل.

(4)

فكميت: هو الذي لونه بين السواد والحمرة على هذه الشية، أي على هذه الصفة المتقدمة في الحديث.

(5)

(37/ 253) برقم 22561، وقال محققوه: حديث حسن.

(6)

صحيح البخاري برقم 2852

(7)

برقم 1872.

(8)

صحيح البخاري برقم 2851، وصحيح مسلم برقم 1874.

(9)

قال ابن حجر رحمه الله: المراد بالناصية هنا الشعر المسترسل على الجبهة، قاله الخطابي وغيره. فتح الباري (6/ 56).

ص: 492

المال خيرًا كما تقدم في الوصايا في قوله تعالى: {إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ} [البقرة: 180].

وقال ابن عبدالبر: «فيه إشارة إلى تفضيل الخيل على غيرها من الدواب؛ لأنه لم يأت عنه صلى الله عليه وسلم في شيء غيرها مثل هذا القول»

(1)

.

وروى الحاكم في المستدرك من حديث عقبة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَغْزُوَ، فَاشْتَرِ فَرَسًا أَغَرَّ مُحَجَّلًا مُطْلَقَ الْيُمْنَى، فَإِنَّكَ تَغْنَمُ وَتَسْلَمُ»

(2)

.

وروى أبو داود في سننه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يُمْنُ

(3)

الْخَيْلِ فِي شُقْرِهَا»

(4)

.

وروى الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ فَرَسٍ عَرَبِيٍّ إِلَّا يُؤَذَنُ لَهُ مَعَ كُلِّ فَجْرٍ يَدْعُو بِدَعْوَتَيْنِ، يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ خَوَّلْتَنِي مَنْ خَوَّلْتَنِي مِنْ بَنِي آَدَمَ، فَاجْعَلْنِي مِنْ أَحَبِّ أَهْلِهِ وَمَالِهِ إِلَيْهِ .. أَوْ أَحَبِّ أَهْلِهِ

(1)

فتح الباري (6/ 56).

(2)

(2/ 416)، برقم 2504، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة برقم 3449.

(3)

اليمن هو البركة.

(4)

برقم 2545، وحسنه الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح سنن أبي داود (2/ 484)، برقم 2218.

ص: 493

وَمَالِهِ»

(1)

.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يسمى الأُنثى من الخيل فرسًا، فقد روى أبو داود في سننه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسمي الأنثى من الخيل فرسًا

(2)

.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكره الشكال من الخيل

(3)

.

منزلة الخيل:

وللخيل منزلة عظيمة في نفوس أصحابها، ولا سيما الخيل العربية الأصلية منها، لما تتصف به من الشجاعة والشهامة والوفاء لأصحابها، والخيل تقاتل مع صاحبها في المعارك؛ ولذلك جعل النبي صلى الله عليه وسلم للفرس سهمين ولصاحبها سهم من الغنيمة، وإذا سقط صاحب الفرس عنها فإنها لا تفارقه، وفي أبيات من قصيدة الأمير تركي بن حميد رحمه الله:

(1)

(35/ 392) برقم 21497، وقال محققوه: صحيح موقوفًا، فقد رواه ليث بن سعد وعمرو بن الحارث كما سلف عند الحديث رقم 21442، عن يزيد بن أبي حبيب عن عبدالرحمن ابن شماسة عن معاوية بن جديع عن أبي ذر موقوفًا، وهو المحفوظ كما قال الدارقطني في العلل (6/ 267)، فإن الليث وعمرو بن الحارث أوثق وأتقن من عبدالحميد بن جعفر، وقد خالفهما أيضًا في جعله من حديث يزيد عن سويد بن قيس وهما جعلاه من حديث يزيد بن عبدالرحمن بن شماسة. أ-هـ

(2)

برقم 2546، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله كما في صحيح سنن أبي داود (2/ 484) برقم 2219.

(3)

صحيح مسلم برقم 1875، الشكال أن يكون الفرس في رجله اليمنى بياض وفي يده اليسرى أو يده اليمنى ورجله اليسرى.

ص: 494

والعز فوق معسكرات السواديس

إلى قصدت اللي بالأشياء رحومي

يا زينهن عقب النكوفة مقاويس

وعلى الطريح مصوبرات كظومي

ومما جاء من الشعر في الخيل:

أَحِبُّوا الخَيْلَ وَاصْطَبِرُوا عَلَيْهَا

فَإِنَّ العِزَّ فِيهَا والجَمَالَا

إِذَا مَا الخَيْلُ ضَيَّعَهَا أُنَاسٌ

رَبَطْنَاهَا فَأَشْرَكَتِ العِيَالَا

نُقَاسِمُهَا المَعِيشَةَ كُلَّ يَوْمٍ

وَنَكْسُوهَا البَرَاقِعَ وَالجِلَالَا

يقول المتنبي:

أَعَزُّ مَكَانٍ فِي الدُّنَا سَرْجُ سَابِحٍ

وَخَيْرُ جَلِيسٍ فِي الزَّمَانِ كِتَابُ

ومن الأمثلة: الخيل ميامين: أي مباركات.

روى مالك في الموطأ عن يحيى بن سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رئي وهو يمسح فرسه بردائه، فسُئل عن ذلك فقال:«إِنِّي عُوتِبْتُ اللَّيْلَةَ فِي الْخَيْلِ»

(1)

.

قال ابن حجر رحمه الله: «روى أبو عبيدة في كتاب الخيل أنهم كانوا يستحبون إناث الخيل في الغارات والبيات، وروى الوليد بن مسلم في الجهاد له من طريق عبادة بن نسي وابن محيريز أنهم كانوا يستحبون إناث الخيل في الغارات والبيات

(1)

موطأ مالك برقم 1404، وقال محققه: حسن لغيره، وحسنه الشيخ الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة برقم 3187، ووصله أبو عبيدة في كتاب الخيل عن يحيى بن سعيد عن شيخ من الأنصار، وقال: في إذالة الخيل، وله من مرسل عبد الله بن دينار، قال:«إن جبريل بات الليلة يعاتبني في إذالة الخيل» ، قال الزرقاني: أي امتهانها. ينظر شرح الزرقاني على الموطأ (3/ 73).

ص: 495

ولما خفي من أمور الحرب، ويستحبون الفحول في الصفوف والحصون ولما ظهر من أمور الحرب، وروى عن خالد بن الوليد أنه كان لا يقاتل إلا على أنثى؛ لأنها تدفع البول وهي أقل صهلًا، والفحل يحبسه في جريه حتى ينفتق ويؤذي بصهيله»

(1)

.

وقال عمر رضي الله عنه: «عليكم بإناث الخيل فإن بطونها كنز، وظهورها حرز»

(2)

.

تنبيه:

من نعيم الجنة ركوب الخيل، حيث شاء المؤمن، روى الترمذي في سننه من حديث سليمان بن بريدة عن أبيه أن رجلًا قال: يا رسول الله: هل في الجنة من خيل؟ قال: «إِنِ اللَّهُ أَدْخَلَكَ الجَنَّةَ، فَلَا تَشَاءُ أَنْ تُحْمَلَ فِيهَا عَلَى فَرَسٍ مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ يَطِيرُ بِكَ فِي الجَنَّةِ حَيْثُ شِئْتَ»

(3)

.

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

(1)

فتح الباري (6/ 66 - 67).

(2)

الآداب الشرعية لابن مفلح (3/ 130).

(3)

برقم 2543، وحسنه الشيخ الألباني رحمه الله كما في السلسلة الصحيحة برقم 3001.

ص: 496