الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الكلمة الرابعة والخمسون
الغنم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وبعد ..
قال تعالى: {وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5) وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (6)} [النحل: 5 - 6].
والأنعام هي الإبل والبقر والغنم، وحيث إن الكلام عن الغنم فسيكون التفصيل عن بيان فضلها ومنافعها الدينية وما يتعلق بها من أحكام شرعية، ومنافعها الدنيوية التي امتن الله بها على عباده.
أولًا: فضلها:
ذكر الله الغنم في أكثر من آية في كتابه، قال تعالى:{وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5)} [النحل:5].
وقال تعالى ممتنًا على هذه الأمة بإباحة شحوم الغنم والبقر التي عاقب الله تعالى اليهود بحرمانها فقال: {وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا} [الأنعام: 146].
وقال تعالى في قصة إبراهيم وإسماعيل: {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107)} [الصافات:107]، قال المفسرون:«أي كبش عظيم، والكبش هو ذكر الغنم» .
وقال صلى الله عليه وسلم عن الغنم: «إِنَّهَا مِنْ دَوَابِّ الْجَنَّةِ»
(1)
.
وقال صلى الله عليه وسلم: «الْغَنَمُ بَرَكَةٌ»
(2)
.
وقال صلى الله عليه وسلم لأم هانئ: «اتَّخِذِي غَنَمًا فَإِنَّ فِيهَا بَرَكَةً»
(3)
.
قال القرطبي: «وجوه البركة في الغنم ما فيها من اللباس والطعام والشراب وكثرة الأولاد، فإنها تلد في العام ثلاث مرات
(4)
، إلى ما يتبعها من السكينة، وتحمل صاحبها على خفض الجناح، ولين الجانب»
(5)
.
(1)
سنن البيهقي الكبرى (5/ 187)، برقم 4416، وحسنه الشيخ الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة برقم 1128.
(2)
سبق تخريجه ص 505.
(3)
سنن ابن ماجه برقم 2304، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة (2/ 417).
(4)
والمشهور لدينا في هذه الأزمان: أنها تلد في السنة مرتين، فلعل ما ذكره القرطبي في بعض البلاد أو بعض الأصناف.
(5)
تفسير القرطبي (10/ 80).