الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عند ورك
(1)
الناقة، ثم تقدمت حتى كنت عند ورك الجمل، ثم تقدمت حتى أخذت بخطام
(2)
الجمل فأنخته، فلما وضع ركبته في الأرض اخترطت
(3)
سيفي، فضربت رأس الرجل، فندر
(4)
، ثم جئت بالجمل أقوده، عليه رحله وسلاحه، فاستقبلني رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس معه، فقال:«مَنْ قَتَلَ الرَّجُلَ؟» .
قالوا: ابن الأكوع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«لَهُ سَلَبُهُ أَجْمَعُ»
(5)
.
الرسول صلى الله عليه وسلم يبحث عن خالد بن الوليد رضي الله عنه
-:
تقدم في بداية أمر حنين هزيمة المسلمين، وأن هوازن استطاعت من خلال الكمائن أن تضرب مقدمة المسلمين مما أدى إلى فرارهم، ومن بين الذين جُرحوا وسقطوا من شدة الجراح خالد بن الوليد رضي الله عنه، فلما أنزل الله نصره على المؤمنين، وفرت هوازن، أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل عن خالد بن الوليد رضي الله عنه، فقد روى ابن حبان في صحيحه بسند صحيح عن عبدالرحمن بن أزهر رضي الله عنه قال: أن خالد بن الوليد رضي الله عنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1)
الورك: ما فوق الفخذ، انظر النهاية (5/ 153).
(2)
خطام الناقة: أن يؤخذ حبل من ليف أو شعر أو كتان، فيجعل في أحد طرفيه حلقة، ثم يشد فيه الطرف الآخر حتى يصير كالحلقة، ثم تقاد الناقة، انظر النهاية (2/ 48).
(3)
اخترط سيفه: أي سله من غمده، انظر النهاية (2/ 23).
(4)
ندر: سقط ووقع، انظر النهاية (5/ 30).
(5)
أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، كتاب الجهاد والسير، باب استحقاق القاتل سلب القتيل برقم 1754.
يوم حنين، فكان على خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول:«مَنْ يَدُلُّ عَلَى رَحْلِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ؟» .
قال ابن الأزهر: فمشيت، أو قال: سعيت بين يديه، وأنا محتلم أقول: من يدل على رحل خالد بن الوليد؟
حتى دُللنا على رحله، فإذا هو قاعد مستند إلى مؤخر رحله، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنظر إلى جرحه، قال الزهري: وحسبت أنه قال: ونفث فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1)
.
وظل المسلمون يتبعون الكفار حتى تفرقوا في كل وجه، لا يلوي أحد على أحد، وأسلم عند ذلك ناس كثير من أهل مكة - وهم الطلقاء - لما رأوا من نصر الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم، وأنزل الله تعالى في يوم حنين قوله تعالى:{لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ (25) ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (26)} [التوبة: 25 - 26].
وهكذا انهزم الكفار هزيمة منكرة، وغَنِمَ المسلمون
(1)
أخرجه ابن حبان في صحيحه، كتاب إخباره صلى الله عليه وسلم عن مناقب الصحابة، باب ذكر خالد بن الوليد رضي الله عنه برقم 7048، وقال محققوه: صحيح لغيره.