الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على بدء نعود ظلال على التعريف:
ونعود بعد هذا إلى محاولة تعريف الدعوة الإسلامية مستخدمين الذاتية الإسلامية منهاجا.
الدعوة عملية إحياء لنظام ما لتنتقل الأمة بها من محيط إلى محيط.
والدعوة الإسلامية على هذا حركة إحياء للنظام الإلهي الذي أنزله الله عز وجل على نبيه الخاتم.
هذا النظام الإلهي قد اتخذ له مجرى في الحياة الإنسانية فكان له: تاريخ يحفظ للدعوة منهاجا.
ودعاة حملوها للناس بمنهاجها الفاضل.
وكان لها غايات حققت بها للبشر حياة ربانية.
فاكتمل لهذه الدعوة في الوجود الإنساني بناء دولة قامت على أسس الإسلام فحققت عبودية الإنسان لربه ونشرت العدل والرخاء والبر للبشر عامة، وصانت الأمن النفسي، والاجتماعي، والسياسي، وأكرمت بني الإنسان قاطبة له، لا فرق بين أبيضهم وأسودهم إلا بالتقوى ورعاية حقوق الله وقد انزوى في ظلالها كل لون للتعصب، وأفلس الشيطان وكسدت بضاعته، وبات حظ الماجنين فيها ضعيفا.
فانتشر فيها عبير الخلق الفاضل وشاع فيها الخير والتوادد والبر والتعاطف والتراحم والإيثار، فأدى الإنسان وظيفته التي خلقه الله لها:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} 1.
وسجدت لله فيها جباه عزت بطاعة ربها، وهدي بها إلى سبيل الحق وطريق الله خلق كثير.
هذه الدعوة في دولتها الإسلامية الأولى هوجمت في صورة الدولة الإسلامية، هوجمت من عناصر التعصب القومي، والتعصب الديني اليهودي، والمسيحي، والتعصب بالخشوع للفكر غير الإسلامي فتصدعت، تصدعت الدولة الأولى وهي في شرخ صباها ورواء فتوتها فتلاشت بهذا التصدع ركيزة العدل وإن بقي للدعوة أصولها إنجازا لوعد الله تعالى:
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} 2.
ومن هنا فإن المفهوم الذي نتصوره ونراه لائقا بتاريخ الوجود الإسلامي هو:
أولا:
جانب الدعوة في مبادئ النظام الإلهي الذي بعث بها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن الله.
وأساس هذا الجانب في التصور هو: القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
1 الآية رقم 56 من سورة الذاريات.
2 الآية رقم 9 من سورة الحجر.
وملخص هذا الجانب: إحياء الإسلام، وبعثه من أصوله الثقافية النظرية إلى سلوك عمل أخلاقي في الحركة والعمل والتعايش الإنساني ومهمة هذا الجانب، عرض الدعوة كفكرة.
وتطبيقها كسلوك.
وتحتاج هذه المهمة إلى منهاج يستخدم في العرض، وتحتاج كذلك إلى غاية تكون مقياسا صحيحا لمجال التطبيق ومداه.
كما تحتاج إلى داعية يتشرف بالاضطلاع بأعباء العمل في سبيل الله.
ثانيا:
جانب الدعوة في لقائها مع الخصوم:
أ- الخصوم التاريخيين: الذين التقوا بها في حروب الصليب وكان من نتائجها:
1-
الاستعمار الثقافي.
2-
التبشير المسيحي.
3-
الاستشراق.
4-
الاستعمار العسكري.
5-
الصهيونية العالمية ويهودها.
ب- الخصوم الفكريين: الذين يجابهون الدعوة الإسلامية بمناهج ومبادئ عقدية ضالة مثل:
1-
الشيوعية وأسرتها.
2-
الوجودية وأخواتها.
3-
المبادئ الوضعية بتمامها: القاديانية، البهائية، البابية، النصيرية
…
إلخ.
هذان الجانبان:
جانب الدعوة في إحياء مبادئ النظام الإلهي.
وجانب الدعوة في مواجهة الخصوم. لهما هدف.
هذا الهدف هو:
تنفيذ الرسالة الإسلامية، وبعث الوجود الإسلامي لتعود الدعوة الأستاذة. دولة الإسلام إلى سيرتها الأولى، تخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربها مرة أخرى، تخرجهم من الحيرة إلى الطمأنينة، ومن الجهل إلى العلم، ومن الظلم في صورة العدل، إلى العدل في صورة الإحسان ومن الضعف إلى القوة، ومن الذلة إلى العزة، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، ومن عبادة الإنسان إلى عبادة الرحمن.
إن الظلال التي ألقيت على التعريف في هذه المحاولة تتلخص في هذه النقاط لتوضيح المراد من اصطلاح: الدعوة الإسلامية:
أ- الحركة التنفيذية للمبادئ الإسلامية القائمة على أساس من القرآن الكريم والسنة المطهرة.