الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومن الأندلس:
عبد الله أبو محمد الأصيلي
هو عبد الله بن إبراهيم أصله من كورة شذونة ورحل به أبوه إلى أصيلا من بلاد العدوة فسكنها ونشأ أبو محمد بها وطلب العلم بالآفاق وتفقه بقرطبة منذ صباه بشيخيها: اللؤلؤي وأبي إبراهيم وسمع من بن المشاط والقاضي أبي سليم وأبان بن عيسى ونظرائهم وأخذ عن وهب بن مسرة بوادي الحجارة وعن بن مخلوف وغيرهم.
ورحل إلى المشرق فلقي شيوخ إفريقية كأبي العباس الإبياني وأبي العرب وعلي بن مسرور وعبد الله بن أبي زيد وكتب عنه بن أبي زيد عن شيوخه الأندلسيين ولقي بمصر القاضي أبا الطاهر البغدادي وابن شعبان والنيسابوري وغيرهم وحج فلقي بمكة سنة ثلاث وخمسين أبا زيد المروزي وسمع منه البخاري وأبا بكر الآجري وبالمدينة قاضيها أبا مروان المالكي وسار إلى العراق فلقي بها الأبهري رئيس المالكية وأخذ عنه الأبهري أيضاً وحدث عن الدارقطني واضطرب في المشرق نحو ثلاثة عشر عاماً وسمع ببغداد عرضته الثانية في البخاري من أبي زيد وسمعه - أيضاً - من أبي أحمد الجرجاني وهما شيخاه في البخاري وعليهما يعتمد فيه ثم انصرف إلى الأندلس بأثر موت الحكم فبقي بها إلى أن مات وابن أبي عامر على غاية التعظيم له وإليه انتهت الرئاسة بالأندلس في المالكية وألف كتاباً على الموطأ سماه بالدليل ذكر فيه خلاف
مالك والشافعي وأبي حنيفة وكان متفنناً نبيلاً عارفاً بالحديث والسنة.
قال الدارقطني: حدثني أبو محمد الأصيلي ولم أر مثله وقال غيره: كان من حفاظ مذهب مالك والتكلم على الأصول وترك التقليد من أعلم الناس بالحديث وأبصرهم بعلله ورجاله وله نوادر حديث: خمسة أجزاء.
وولي قضاء سرقسطة وقام بالشورى بقرطبة حتى كان نظير بن أبي زيد بالقيروان على هديه - إلا أنه كان فيه ضجر شديد يخرجه أوقات الغيظ إلى غير صفته توفي رحمه الله يوم الخميس لإحدى عشرة ليلة بقيت من ذي الحجة سنة اثنين وتسعين وثلاثمائة. وكان جمعه مشهوداً وأوصى أن يكفن في خمسة أثواب وكان آخر ما سمع منه حين احتضر: اللهم إنك قد وعدت الجزاء على المصيبة ولا مصيبة علي أعظم من نفسي فأحسن جزائي فيها يا أرحم الراحمين.
وكان كثيراً ما يذكر الأربعمائة وما يكون فيها من الفتن ويدعو الله عز وجل أن يقبضه قبلها فأجاب الله دعاءه.