الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الرابع
تعلُّق الرؤيا بالروح
البحث في حقيقة الرؤيا الصالحة وصفاتها وعلامتها مرتبط بمعرفة صفات الروح وخصائصها، ولذلك سوف أبين إن شاء الله، بشيء من الإيجاز صفات الروح وخصائصها وعلاقتها بالرؤيا الصالحة، وذلك من خلال المسائل التالية:
المسألة الأولى: تعريف الروح وصفاتها وخصائصها
.
المسألة الثانية: هل روح النائم تفارق جسده في المنام؟
المسألة الثالثة: هل تتلاقى أرواح الأحياء وأرواح الأموات في المنام؟
المسألة الأولى: تعريف الروح وصفاتها وخصائصها
البحث في صفات الروح جائز بما دل عليه الكتاب والسنة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وليس في الكتاب والسنة أن المسلمين نهوا أن يتكلموا في الروح بما دل عليه الكتاب والسنة، لا في ذاتها ولا في صفاتها، وأما الكلام بغير علم فذلك محرم في كل شيء (1).
فإذا كان الأمر كذلك، فإن الروح التي فينا قد وصفت بصفات عديدة، فقد أخبرت النصوص الصحيحة أنها:
موجودة، حية، عالمة، قادرة، سميعة، بصيرة، وتفيض، وتخرج، وتصعد من سماء إلى سماء، وتنزل، وتذهب، وتجيء، ويشار إليها، ويتبعها بصر الميت، وتتكلم، وتسل كما تسل الشعرة من العجينة، ونحو ذلك من صفاتها (2).
(1) ضمن جواب لشيخ الإسلام عندما سئل عن الروح مجموع الفتاوى (4/ 231).
(2)
انظر: التدمرية (50 - 56) تحقيق: الدكتور محمد بن عودة السعودي وشرح حديث النزول (25).
كما أخرج الإمام أحمد في مسنده والإمام مسلم في صحيحه وابن ماجه في سننه من حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة وقد شَقَّ بصره فأغمضه. ثم قال: «إن الرُّوح إذا قُبض تبعه البصر» (1).
وأخرج الإمام أحمد في مسنده من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث طويل «إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر، ثم يجيء ملك الموت عليه السلام حتى يجلس عند رأسه فيقول:
أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان.
قال: فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء فيأخذها، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها في ذلك الكفن، وفي ذلك الحنوط، ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض.
قال: فيصعدون بها
…
» الحديث (2).
وأخرج مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وفيه قال: «إذا خرجت روح المؤمن تلقاها ملكان يصعدانها» (3).
(1) مسند الإمام أحمد (6/ 297) وصحيح مسلم (2/ 634) وسنن ابن ماجه (1/ 467).
(2)
مسند الإمام أحمد (4/ 287، 295، 296) وأبو داود (2/ 281) والحاكم (1/ 37 - 40) وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، وأقره الذهبي ووافقهما الألباني كما في كتاب أحكام الجنائز (159).
(3)
صحيح مسلم كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، (17) باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار، وإثبات عذاب القبر، والتعوذ منه (4/ 2202)(2872).