الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقيل إن الناس في ذلك الزمان على مثل الفترة محتاجين إلى مذكر ومجدد لما درس من الدين كما كانت الأمم تذكر بالأنبياء، لكن لما كان نبينا خاتم الأنبياء وصار الزمان المذكور يشبه زمان الفترة عوضوا بما منعوا من النبوة بعده بالرؤيا الصالحة التي هي جزء من النبوة الآتية بالتبشير والإنذار (1).
ويقول ابن القيم رحمه الله: وهي - أي الرؤيا - عند اقتراب الزمان لا تكاد تخطئ، كما قال صلى الله عليه وآله وسلم وذلك لبعد العهد بالنبوة وآثارها فيتعوض المؤمنون بالرؤيا.
وأما في زمن قوة نور النبوة، ففي ظهور نورها وقوته ما يغني عن الرؤيا، ونظر هذه الكرامات التي ظهرت بعد عصر الصحابة، ولم تظهر عليهم لاستغنائهم عنها بقوة إيمانهم، واحتياج من بعدهم إليها لضعف إيمانهم وقد نص أحمد على هذا المعنى (2).
المسألة الخامسة: أسباب صدق الرؤيا الصالحة:
دلت النصوص الشرعية على أسباب يستطيع المسلم بها أن يتحرى الرؤيا الصالحة فمن ذلك: تحقيق ولاية الله سبحانه، وتحري الصدق في الحديث، والتحرز من الشيطان.
قال ابن عبد البر رحمه الله: (فمن خلصت له نيته في عيادة الله، ويقينه وصدق حديثه كانت رؤياه أصدق، وإلى النبوة أقرب)(3).
(1) انظر فتح الباري (12/ 405) قاله ابن بطال رحمه الله.
(2)
مدارج السالكين (1/ 62، 63).
(3)
التمهيد (1/ 283).
وقال ابن القيم رحمه الله: (ومن أراد أن تصدق رؤياه فليتحرَّ الصدق، وأكل الحلال، والمحافظة على الأمر والنهي، ولينم على طهارة كاملة، مستقبل القبلة، ويذكر الله حتى تغلبه عيناه، فإن رؤياه لا تكاد تكذب البتة» (1)
ولهذا ذكر العلماء رحمهم الله في أسباب اختلاف الروايات في أجزاء النبوة التي نست لها الرؤيا الصالحة، أن هذا الاختلاف بحسب حال الرائي من صدق الحديث، وأداء الأمانة، والدين المتين، وحسن اليقين، فمن كان على هذه الحال فرؤياه أصدق، وإلى النبوة أقرب (2).
وإليك تفصيل هذه الأسباب.
السبب الأول: تحقيق ولاية الله تعالى (3):
ويدل على ذلك قوله تعالى: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ
(1) مدارج السالكين (1/ 63).
(2)
انظر: التمهيد لابن عبد البر (1/ 283) والجامع لأحكام القرآن (9/ 123).
(3)
قال الجوهري في الصحاح (6/ 2530) الوِلاية بالكسر السلطان والوَلاية والوِلاية: النصرة، وعلى هذا فيجوز فتح الواو وكسرها.
وقال ابن فارس في معجم مقاييس اللغة (6/ 140) الواو واللام والياء، أصل صحيح يدل على قرب، وقال الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب في كتابه تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد (ص395): وأصل الولاية المحبة والقرب وانظر في موضوع ولاية الله، كتاب "الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان" لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله و"تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد"(ص394 - 398) وكتاب "قطر الولي على حديث الولي" لشوكاني، وكتاب "ولاية الله والطريق إليها" دراسة وتحقيق لكتاب "قطر الولي" تأليف إبراهيم هلال، تقديم عبد الرحمن الوكيل، دار الكتب الحديثة و"الولاية والأولياء في الإسلام" تأليف عبد الرحمن أحمد سالم، ماجستير في جامعة أم القرى 1401هـ.
* الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [يونس: 62 - 64].
والبشرى في الحياة الدنيا جاء تفسيرها في الأحاديث الصحيحة بأنها الرؤيا الصالحة كما مر معنا في حديث أبي الدرداء وأبي هريرة وعبادة بن الصامت وعبد الله بن عمرو وتفسير ابن عباس ومجاهد ويحيي بن أبي كثير وغيرهم.
وقد فسر ابن عبد البر رحمه الله الآية بذلك ثم قال: (وهو أولى اعتقده العالم في تأويل قوله عز وجل {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا})(1).
فأولياء الله لهم البشرى التي هي الرؤيا الصالحة، وأولياء الله هم كما بينهم الله عز وجل في هذه الآية {الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} .
ومعنى الآية: أن العبد الذي آمن بالله عز وجل أي صدق به وبما جاء عنه سبحانه في كتابه العزيز وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وآله وسلم والتزم بشرعه ظاهرًا وباطنًا ثم داوم على ذلك بمراقبة الله سبحانه وملازمة التقوى والحذر من الوقوع فيما يسخطه عليه من تقصير في واجب أو ارتكاب لمحرم، هذا العبد هو ولي الله سبحانه وتعالى يحبه وينصره ويبشره برضوانه وجنته.
وعند فراقه للدنيا يرتفع عنه الخوف والحزن لما يكشف له من رحمة الله وبشارته (2).
(1) التمهيد (5/ 59).
(2)
انظر: كتاب كرامات الأولياء للالكائي تحقيق الدكتور: أحمد سعد الحمدان، مدخل الكتاب (ص8).
وهذا المعنى يؤكده الحديث القدسي الذي يرويه النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن ربه كما أخرج ذلك البخاري رحمه الله: «إن الله قال: من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي حتى أحبه، فإذا أحببته، كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذ بي لأعيذنه
…
» الحديث (1).
فالحديث تضممن المعاني التي في الآية الكريمة.
جانب العبد: وهو أداء الفرائض ثم التقرب بالنوافل.
وجانب الرب عز وجل: وهو محبته لذلك العبد، ونصرته وتأييده، ورعايته له في كل موقف وحفظه لجوارحه فيصبح عبدًا محفوظًا في جميع جوارحه (2).
وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما: «يا غلام احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك» (3).
فالعبد الذي يحفظ الله عز وجل يحفظ حقوقه والقيام بأوامره واجتناب نواهيه واستمرار التدرج في عبوديته لخالقه، فإن الله سبحانه يحفظه في جوارحه ويوفقه.
ثم إن سأله شيئًا أعطاه عطاء الغني الكريم لعبده الضعيف المحتاج.
قال ابن جرير الطبري رحمه الله تعريف الولي: (هو من كان بالصفة التي
(1) صحيح البخاري كتاب الرقائق 38 - باب التواضع الحديث (6502)(4/ 192).
(2)
انظر: مقدمة تحقيق كتاب كرامات الأولياء للالكائي: تحقيق الحمدان (ص8 - 9).
(3)
أخرجه الإمام أحمد في مسنده (1/ 207)، والترمذي في جامعه رقم (2516).
وصفة الله بها وهو الذي آمن واتقى) (1).
ويقول ابن كثير رحمه الله: (يخبر تعالى أن أولياءه هم الذين آمنوا وكانوا يتقون كما فسرهم ربهم فكل من كان تقيًا كان وليًا لله تعالى)(2).
ويقول ابن رجب رحمه الله: (فأولياء الله هم الذين يتقربون إليه بما يقربهم منه، وأعداؤه الذين أبعدهم منه بأعمالهم المقتضية لطردهم وإبعادهم، فقسم أولياءه إلى قسمين:
أحدهما: من تقرب إليه بأداء الفرائض، ويشمل ذلك فعل الواجبات وترك المحرمات، لأن ذلك كله من فرائض الله التي افترضها على عباده.
والثاني: من تقرب إلى الله بعد الفرائض بالنوافل.
فظهر بذلك إلى أن دعوى طريقة توصل إلى الله تعالى، أو موالاته ومحبته سوى طاعته التي شرعها على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن ادعى ولاية الله ومحبته بغير هذا الطريق تبين أنه كاذب في دعواه (3).
ويقول ابن أبي العز الحنفي رحمه الله: (فولي الله: هو من والى الله بموافقة محبوباته، والتقرب إليه بمرضاته)(4).
فتبين من كلام هؤلاء العلماء أن الولي لا يصل إلى ولاية الله إلا بالإيمان والتقوى.
ثم ليعلم أنه ليس كل من حصل له رؤيا صالحة يجب أن يكون من أولياء الله فليس حصول الرؤيا الصالحة دليلا على ولاية الله، بل إن الشخص قد
(1) تفسير الطبري (11/ 132).
(2)
تفسير القرآن العظيم (2/ 422).
(3)
جامع العلوم والحكم (ص262).
(4)
شرح العقيدة الطحاوية (ص406).
يكون وليًا لله وإن لم يحصل له شيء من ذلك إذا كان مؤمنًا تقيًا، وعدم ذلك لا يضره في دينه ولا ينقص ذلك في مرتبته عند الله (1).
فلا يكن مقصود المؤمن التقي، من إيمانه وتقواه تحصيل هذه الأمور، فإن ذلك من دقائق الشرك، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:(الإنسان قد يكون مقصوده نيل العلم والحكمة، أو نيل المكاشفات والتأثيرات، أو نيل تعظيم الناس له ومدحهم إياه، أو غير ذلك من المطالب، وقد عرف أن ذلك يحصل بالإخلاص لله وإرادة وجهه، فإذا قصد أن يطلب ذلك بالإخلاص لله وإرادة وجهه كان متناقضًا، لأن من أراد شيئًا لغيره فالثاني هو المراد المقصود بذاته والأول يراد لكونه وسيلة إليه، فإذا قصد أن يخلص لله ليصير عالمًا أو عارفًا أو ذا حكمة أو متشرفًا بالنسبة إليه، أو صاحب مكاشفات وتصرفات ونحو ذلك، فهو هنا لم يرد الله، بل جعل الله وسيلة له إلى ذلك المطلوب الأدنى)(2).
السبب الثاني: أن يحرص أن يكون صادقًا في حديثه:
وهذا السبب من الأسباب التي يتحرى بها المسلم الرؤيا الصادقة، وهو وإن كان داخلاً في السبب الأول، لكنه خص لأهميته، والخصوص بعد العموم يدل على أهمية الشيء، فقد جاء الحديث ببيان أن أصدق الناس رؤيا أصدقهم حديثًا.
(1) انظر: شرح العقيدة الطحاوية (2/ 747 - 755) تحقيق: الدكتور عبد الله التركي وشعيب الأرناؤوط، وتيسير العزيز الحميد (ص394 - 398).
(2)
"درء تعارض العقل والنقل"(6/ 66، 67) تحقيق الدكتور محمد رشاد سالم، وانظر في هذه المسألة "الموافقات للشاطبي"(1/ 219، 220) و"تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد"(534، 538) باب "من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا"، و"فتح المجيد شرح كتاب التوحيد"(ص537).
كما أخرج الإمام أحمد في مسنده والإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثًا» .
وهذا الحديث على إطلاقه، وأن أصدق الناس رؤيا أصدقهم حديثًا وهذا في كل زمان ومكان، وذلك لأن غير الصادق في حديثه يتطرق الخلل إلى رؤياه وحكايته إياها (1).
فكلما كان الإنسان حريصًا على تحري الصدق والبعد عن الكذب أو المبالغة أو التهويل فيما يقول، كان ذلك أدعى أن يرى الصدق في منامه.
وكلما كان الإنسان متوسعًا في الكذب في الروايات والأخبار وربما مختلق للأكاذيب، فإنه يكون أبعد الناس عن الصدق في رؤياه.
السبب الثالث: أن يحرز نفسه من الشيطان عند النوم:
ومن ذلك أن يراعي آداب النوم التي جاءت في السنة النبوية، وخاصة الآيات والأذكار التي تكون حرزًا له من الشيطان فمن ذلك:
1 -
أن ينام على طهارة كما أخرج البخاري في صحيحه من حديث البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن وقل: اللهم أسلمت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت، فإن متت مت على الفطرة، فاجعلهن آخر ما تقول» فقلت
(1) انظر: شرح صحيح مسلم للنووي (15/ 20).
استذكرهن، وبرسولك الذي أرسلت قال:«لا، وبنبيك الذي أرسلت» (1).
فتضمن هذا الحديث ثلاث سنن:
إحداها: الوضوء عند النوم، وإن كان متوضئًا كفاه لأن المقصود النوم على طهارة.
ثانيتها: النوم على اليمين.
ثالثتها: الختم بذكر الله.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: وأخرج ابن حبان في صحيحه عن ابن عمر رفعه: «من بات طاهرًا بات في شعاره ملك فلا يستيقظ إلا قال الملك: اللهم اغفر لعبدك فلان» وأخرج الطبراني في الأوسط من حديث ابن عباس نحوه بسنده جيد (2).
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فوائد هذا الحديث ومنها أن يكون أصدق رؤياه وأبعد من تلعب الشيطان به (3).
2 -
التعوذ والقراءة عند النوم، وقد ورد في القراءة عند النوم عدة أحاديث صحيحة منها:
(أ) قراءة آية الكرسي: كما أخرج البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آت فجعل يحثو في الطعام، فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقص
(1) صحيح البخاري، كتاب الدعوات 6 - باب "إذا بات طاهرًا"(ص6311)(4/ 155).
(2)
فتح الباري (11/ 109) والإحسان في تقريب صحيح ابن حبان (3/ 328) ومجمع الزوائد (1/ 231).
(3)
المرجع السابق (11/ 110).
الحديث فقال: دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها، قلت: ما هن، قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي: {اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 255] حتى تختم الآية، فإنك لا يزال عليك من الله حافظ ولا يقربنك شيطان حتى تصبح فخليت سبيله، فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ما فعل أسيرك البارحة؟» قلت: يا رسول الله زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله؟ قال: «ما هي» قلت: قال لي إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية: {اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} وقال لي: لا يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح، وكانوا أحرص الناس على الخير فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«أما إنه صدقك وهو كذوب، تعلم من تخاطب مذ ثلاث ليال يا أبا هريرة؟» قال: لا: قال: «ذاك شيطان» (1).
ففي هذا الحديث بيان أن من قرأ آية الكرسي لا يقربنه شيطان حتى يصبح، وبهذا يسلم من تحزين الشيطان وتهويله له في المنام.
(ب) قراءة الآيتين من آخر سورة البقرة: أخرج البخاري رحمه الله في صحيحه من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه» (2).
قوله: "كفتاه" قيل: كفتاه من كل سوء، وقيل: شر الشيطان، وقيل: دفعتا عنه
(1) صحيح البخاري، كتاب الوكالة (2311)(2/ 149) وكتاب بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده (3275)(2/ 438) وكتاب فضائل القرآن 10 - باب فضل سورة البقرة (5010)(3/ 42 - 3).
(2)
صحيح البخاري كتاب فضائل القرآن 10 - باب فضل سورة البقرة، الحديث رقم (5009)(3/ 342).
شر الإنس والجن، ويحتمل الجمع والله أعلم (1).
(ج) قراءة المعوذات: أخرج البخاري رحمه الله من حديث عائشة رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا أخذ مضجعه نفث في يديه وقرأ بالمعوذات، ومسح بهما جسده (2).
وورد في التعوذ أيضًا عدة أحاديث منها:
(أ) ما أخرجه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال يا رسول الله، ما لقيت من عقرب لدغتْني البارحة فقال صلى الله عليه وآله وسلم «أما لو قلت حين أمسيت أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق لم تضرك» (3).
(ب) ما أخرج أبو داود والترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يأمرنا إذا أخذ أحدنا مضجعه أن يقول: «اللهم رب السموات ورب الأرض» الحديث، وفي لفظ:«اللهم رب السموات والأرض عالم الغيب والشهادة رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان الرجيم وشركه» (4).
(ج) أخرج أبو داود من حديث علي يرفعه، كان يقول عند مضجعه:
(1) انظر: فتح الباري (9/ 56).
(2)
صحيح البخاري كتاب الدعوات 12 - باب التعوذ والقراءة عند المنام الحديث رقم (6419)(4/ 157).
(3)
صحيح مسلم كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (4/ 2081)(2709).
(4)
سنن أبي داود (2/ 737) وجامع الترمذي (5/ 472) وصححه الألباني في صحيح الترمذي (3632).