الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النوع الرابع عشر
علم المكي والمدني
النوع الرابع عشر
علم المكي والمدني
قد أفردهذا العلم بالتأليف جماعة، منهم مكي، والشيخ عبد العزيز الديريني.
وفائدة هذا العلم: معرفة ما تقدم وما تأخر، فيعرف الناسخ من المنسوخ.
وقد اختلف الناس في تعريف المكي والمدني، فالمشهور أن ما نزل قبل الهجرة فهو مكي، سواء كان بمكة أم في غيرها، وما نزل بعد الهجرة فهو مدني سواء نزل بالمدينة أم بغيرها.
واعلم أن هذا العلم له نفع عظيم لا يكاد يستغني عنه المفسر لكتاب الله أبداً، وتحت هذا العلم نحو خمسة وعشرين نوعاً:
قال أبو القاسم الحسن بن بن محمد النيسابوري: من أشرف علوم القرآن علم نزوله وجهاته وترتيب ما نزل بمكة والمدينة، وما نزل بمكة وحكمه مدني، وما نزل بالمدينة وحكمه مكي، وما نزل بمكة في أهل المدينة، وما نزل بالمدينة في أهل مكة، وما يشبه نزول المكي في المدني، وما يشبه نزول المدني في المكي، وما نزل بالجحفة، وما نزل ببيت المقدس، وما نزل بالطائف، وما نزل بالحديبية، وما نزل ليلاً، وما نزل نهاراً، وما نزل مشيعاً، وما نزل مفرداً، والآيات المدنيات في السور المكيات، والآيات المكيات في السور المدنيات، وما حمل من مكة إلى المدينة، وما حمل من المدينة إلى مكة، وما حمل من المدينة إلى الحبشة، وما نزل مجملاً، وما نزل مفسراً، وما اختلف فيه فقال بعضهم: مدني، وقال بعضهم: مكي.
فهذه خمسة وعشرون وجهاً من لم يعرفها ويميز بينها، لم يحل له أن يتكلم في كتاب الله تعالى. انتهى.
وسنذكر في هذا العلم كل نوع من هذه الأنواع:
فأما ما نزل بمكة أو المدينة، فذكر النسفي في " بحر
العلوم "، والزركشي في " البرهان ": أن عدة السور التي نزلت بمكة خمس وثمانون.
وقال ابن سعد في" الطبقات ": أنبأنا الواقدي: حدثني قدامة بن موسى عن أبي سلمة الحضرمي قال: سمعت ابن عباس رضي الله عنهما: قال: سألت أبي بن كعب عما نزل من القرآن بالمدينة، قال: نزل بها سبع وعشرون سورة، وسائرها بمكة. انتهى.
فعلى ما تقدم عن النسفي والزركشي، يكون المدني تسعاً وعشرين، وعلى حديث أبي يكون المكي سبعاً وثمانين.
وقال الحسن بن الحصار في كتاب " الناسخ والمنسوخ ": المدني بالاتفاق عشرون سورة، والمختلف فيه اثنا عشر، وما عدا ذلك مكي. انتهى. فيكون المكي على قوله اثنين وثمانين سورة. والحاصل: أن الذي
استقرت عليه الروايات أن المكي خمس وثمانون، كما تقدم عن الزركشي، والمدني تسع وعشرون، فهذه مائة وأربعة عشر سورة.
قال ابن الضريس في " فضائل القرآن ": حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي جعفر الرازي ' حدثنا عمر بن هارون، حدثنا عثمان بن عطاء الخراساني عن أبيه عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - قال: كانت إذا نزلت فاتحة سورة بمكة كتبت بمكة، ثم يزيد الله فيها ما يشاء. ز كان أول ما نزل من القرآن:(اقرأ باسم ربك)، ثم (نون)[القلم]، ثم (يا أيها المزمل)، ثم (يا أيها المدثر)، ثم (تبت يدآ أبي لهب) [المسد: 1]، ثم:(إذا الشمس كورت)[التكوير: 1]، ثم:(سبح اسم ربك الأعلى)[الأعلى: 1]، ثم:(والليل إذا يغشى)
[الليل: 1]، ثم (والفجر)، ثم (والضحى)، ثم (ألم نشرح)، ثم (والعصر)، ثم (والعاديات)، ثم (إنا أعطيناك الكوثر) [الكوثر: 1]، ثم (ألهاكم التكاثر) [التكاثر: 1]، ثم (أرأيت الذي يكذب بالدين) [الماعون: 1]، ثم (قل يا أيها الكافرون) [الكافرون: 1]، ثم (ألم تر كيف فعل ربك) [الفيل: 1]، ثم (قل أعوذ برب الفلق) [الفلق: 1]، ثم (قل أعوذ برب الناس) [الناس: 1]، ثم (قل هو الله أحد) [الإخلاص: 1]، ثم (النجم)، ثم (عبس)، ثم (إنا أنزلناه في ليلة القدر) [القدر: 1]، ثم (والشمس وضحاها) [الشمس: 1]، ثم (والسماء ذات البروج) [البروج: 1]، ثم (التين)، ثم (لإيلاف قريش)، ثم (القارعة)، ثم (لآ أقسم بيوم القيامة) [القيامة: 1]، ثم (ويل لكل همزة) [الهمزة: 1]، ثم (والمرسلات)، ثم (ق)، ثم (لآ أقسم بهذا البلد) [البلد: 1]، ثم (والسماء والطارق)
[الطارق: 1]، ثم (اقتربت الساعة) [القمر: 1]، ثم (ص)، ثم (الأعراف)، ثم (قل أوحي)، ثم (يس)، ثم (الفرقان)، ثم (الملآئكة)، ثم (كهيعص) [مريم: 1]، ثم (طه)، ثم (الواقعة)، ثم (طسم الشعراء)، ثم (النمل)، ثم (القصص)، ثم (بنو إسرائيل)، ثم (يونس)، ثم (هود)، ثم (يوسف)، ثم (الحجر)، ثم (الأنعام)، ثم (الصافات)، ثم (لقمان)، ثم (سبأ)، ثم (الزمر)، ثم (حم المؤمن)، ثم (حم السجدة)، ثم (حم. عسق)، ثم (حم الزخرف)، ثم (حم الدخان)، ثم (الجاثية)، ثم (الأحقاف)، ثم (والذاريات)، ثم (الغاشية)، ثم (الكهف) ثم (النحل)، ثم (إنا أرسلنا نوحاً) [نوح: 1]، ثم سورة (إبراهيم)، ثم (الأنبياء)، ثم (المؤمنون)، ثم (تنزيل السجدة)، ثم (الطور)، ثم (تبارك الملك)، ثم (الحآقة)، ثم (سأل)، ثم (عم)، ثم (النازعات)، ثم (إذا السماء انفطرت) [الانفطار: 1]، ثم (إذا السماء انشقت) [الانشقاق: 1]، ثم (الروم)، ثم (العنكبوت)، ثم (ويل للمطففين).
فهذا ما أنزل الله تعالى بمكة، ثم أنزل بالمدينة:(البقرة)، ثم
(الأنفال)، ثم (آل عمران)، ثم (الأحزاب)، ثم (الممتحنة)، ثم (النساء)، ثم (إذا زلزلت)، ثم (الحديد)، ثم (القتال)، ثم (الرعد)، ثم (الرحمن)، ثم (الإنسان)، ثم (الطلاق)، ثم (لم يكن)، ثم (الحشر)، ثم (إذا جاء نصر الله)، ثم (النور)، ثم (الحج)، ثم (المنافقون)، ثم (المجادلة)، ثم (الحجرات)، ثم (التحريم)، ثم (الجمعة)، ثم (التغابن)، ثم (الصف)، ثم (الفتح)، ثم (المائدة)، ثم (برءاة). انتهى ما ذكره ابن الضريس.
ولم يذكر الفاتحة لا في المكي ولا في المدني، وقد اختلف فيها، والصحيح أنها مكية على ما سيأتي. فعلى هذا يكون المكي ست وثمانون، والمدني ثمان وعشرون، ومنهم من يقدم (المائدة) على (التوبة) فهذه ثمان وعشرون سورة نزلت بالمدينة، فالجملة مائة
وأربع عشرة سورة.
وأما ما اختلف فيه، هل هو مكي أو مدني، فذكر الشيخ السيوطي - رحمه الله تعالى - في كتاب " الإتقان ": إنها إحدى وثلاثون سورة ما اختلف فيها، منها:
سورة (الفاتحة) الأكثرون أنها مكية، وقال مجاهد: إنها مدنية، وذهب بعضهم إلى أنها نزلت مرتين بمكة حين فرضت الصلاة، وبالمدينة حين حولت القبلة، وفيها قول رابع: أن نصفها نزل بمكة ونصفها بالمدينة. نقله في " الإتقان " عن أبي الليث السمرقندي.
ومنها سورة (النساء) الصحيح أنها مدنية. وقيل: إنها مكية لقول الله سبحانه وتعالى: (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها)[النساء: 58]، لكون هذه الآية نزلت بمكة في شأن مفتاح الكعبة. وليس في ذلك دليل، لأنه لا يلزم من نزول آية من سورة كون السورة كلها مكية.
ومنها سورة (يونس) المشهور أنها مكية.
ومنها سورة (الرعد) فيها خلاف، قال السيوطي - رحمه الله تعالى -: والذي يجمع به بين الاختلاف أنها مكية إلا آيات منها.
ومنها سورة (الحج) قيل مكية، وقيل مدنية، وقيل: هي مختلطة فيها المكي والمدني، وهو قول الجمهور لما فيها من الآيات الكثيرة التي نزلت بالمدينة.
ومنها سورة (الفرقان)، الجمهور أنها مكية، وقال الضحاك: مدنية.
ومنها سورة (يس) المشهور أنها مكية.
ومنها سورة (ص) المشهور أنها مكية.
ومنها سورة (محمد) المشهور أنها مدنية، وحكى النسفي قولاً غريباً أنها مكية.
ومنها سورة (الحجرات) حكي قول شاذ أنها مكية.
ومنها سورة (الرحمن) المشهور على أنها مكية.
ومنها سورة (الحديد) الجمهورعلى أنها مدنية، وقيل: مكية، وسيأتي في علم أسباب النزول أن بعضها مكي وبعضها مدني.
ومنها سورة (الصف) الجمهور على أنها مدنية.
ومنها سورة (الجمعة) الصحيح أنها مدينة.
ومنها سورة (التغابن) قيل مدنية وقيل مكية إلا آخرها.
ومنها سورة (الملك) فيها قول غريب، إنها مدينة.
ومنها سورة (الإنسان) قيل: مدينة، وقيل: مكية إلا قوله سبحانه وتعالى: (ولاتطع منها آثماً أو كفوراً)[24].
ومنها سورة (المطففين) فيها قولان.
ومنها سورة (الأعلى) الجمهور أنها مكية، وقيل: مدنية.
ومنها سورة (الفجر) الجمهور أنها مكية.
ومنها سورة (البلد) الصحيح أنها مكية.
ومنها سورة (الليل) المشهور أنها مكية، وقيل: مدنية. وقيل: فيها المكي والمدني.
ومنها سورة (لم يكن) فيها قولان.
ومنها سورة (الزلزلة) فيها قولان.
ومنها سورة (العاديات) فيها قولان.
ومنها سورة (ألهاكم) المشهور أنها مكية، وقيل: مدنية.
ومنها سورة (أرأيت) فيها قولان.
ومنها سورة (الكوثر) الصحيح: أنها مدنية.
ومنها سورة (الإخلاص) فيها قولان.
ومنها سورة (المعوذتان) المختار أنهما مدنيتان.
وإذا تأملت حقيقة هذا الخلاف وجدته في أكثر السور لفظياً، لأن من يقول السور مكية - مثلاً - فإما أن يكون لكونه علم أن بعض آيات منها نزلت
بمكة فيحكم على السور أنها مكية، وكذا من يقول إنها مدنية. أو يكون يرى أن المكي ما نزل بمكة قبل الهجرة أو بعدها. والمخالف لا يرى المكي إلا ما نزل قبل الهجرة فيرجع الخلاف في الغالب إلى اللفظي.