الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تتميم:
يقرب مما تقدم عن عائشة - رضي الله تعالى عنها - ما أخرجه الإمام أحمد في مسنده وابن أشته في المصاحف، من طريق إسماعيل المكي، عن أبي خلف مولى بني جمح، أنه دخل مع عبيد بن عمير على عائشة فقال: جئت أسألك عن آية في كتاب الله تعالى كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها؟ فقالت: أيةُ آيةٍ؟ قال: (والذين يؤتون مآ ءاتوا)[المؤمنون: 60] أو (والذين يأتون مآ ءاتوا)، فقالت: أيهما أحب إليك؟ قلت: والذي نفسي بيده لإحداهما أحب إلي من الدنيا جميعاً، فقالت: أيتهما؟ قلت: (والذين يؤتون مآ ءاتوا) فقالت: أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك يقرؤها، وكذلك أنزلت، ولكن الهجاء حرف.
وما أخرجه ابن جرير وسعيد بن منصور في سننه من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما -، في قوله تعالى: (حتى تستأنسوا
وتسلموا) [النور: 27] قال: إنما هي خطأ من الكتاب " حتى تستأذنوا وتسلموا ". أخرجه ابن أبي حاتم بلفظ: هو فيما أحسب مما أخطأت به الكتاب.
وما أخرجه ابن الأنباري من طريق عكرمة عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - أنه قرأ: أفلم يتبين الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعاً.
فقيل له: إنها في المصحف: (أفلم يايئس الذين ءامنوا)[الرعد: 31] فقال: أظن الكاتب كتبها وهو ناعس.
وما أخرجه سعيد بن منصور من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما -: أنه كان يقول في قوله تعالى: (وقضى ربك)[الإسراء: 23]: أنما هي " ووصى ربك " التزقت الواو بالصاد.
وأخرجه عن طريق الضحاك عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - أنه كان يقرأ: " ووصى ربك " ويقول: أمر ربك، إنهما واوان التصقت إحدهما بالصاد.
وأخرجه من طريق آخر عن الضحاك أنه قال: كيف تقرأ هذا الحرف؟ قال: (وقضى ربك). قال: ليس كذلك نقرؤها نحن ولا ابن عباس، إنما هي " ووصى ربك ". وكذلك كانت تقرأ وتكتب، فاستمد كاتبكم فاحتمل القلم مداداً كثيراً، فالتزقت الواو بالصاد؛ ثم قرأ (ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله) [النساء: 131]، ولو كانت قضاء من الرب لم يستطع أحد رد قضاء الرب، ولكنه وصية أوصى بها العباد.
وأما ما أخرجه سعيد بن منصور وغيره من طريق عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما -: أنه كان يقرأ: (ولقد ءاتينا موسى وهارون الفرقان وضيآء)[الأنبياء: 48] ويقول خذوا هذه الواو واجعلوها هنا: (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم)[آل عمران: 173] الآية.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق الزبير بن خريت عن عكرمة عن ابن
عباس - رضي الله تعالى عنهما - قال: انزعوا هذه الواو فاجعلوها في (الذين يحملون العرش ومن حوله)[غافر: 7].
وما أخرجه ابن أشته، وابن أبي حاتم من طريق عطاء عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - في قوله تعالى:(مثل نوره)[النور: 35] قال: هي خطأ من الكاتب؛ هو أعظم من أن يكون نوره مثل نور المشكاة، إنما هي " مثل نور المؤمن كالمشكاة ".
وقد أجاب ابن أشته عن هذه الآثار كلها، بيأن المراد أخطئوا في الاختيار، وما هو الأولى لجمع الناس عليه من الأحرف السبعة، لا أن الذي كتب خطأ خارج عن القرآن.
قال: فمعنى قول عائشة - رضي الله تعالى عنها -: (حرف الهجاء) ألقي إلى الكاتب هجاء غير ما كان الأولى أن يلقى إليه من الأحرف السبعة.
قال: وكذا معنى قول ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما -: كتبها وهو ناعس، يعني فلم يتدبر الوجه الذي هو أولى من الآخر. وكذا سائرها.
وأما ابن الأنباري، فإنه جنح إلى تضعيف الروايات ومعارضتها بروايات
أخرى عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - وغيره بثبوت هذه الأحرف في القراءة والجواب الأول أولى وأعقد.
ثم قال ابن أشته: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أنبأنا أبو داود، أنبأنا ابن أبي الأسود، أنبأنا يحيى بن آدم، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن خارجة بن زيد، قال: قالوا لزيد: يا أبا سعيد أوهمت، إنما هي ثمانية أزواج، من الضأن اثنين اثنين، ومن المعز اثنين اثنين، ومن الإبل اثنين اثنين، ومن البقر اثنين اثنين. قال: لأن الله جل