الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النوع الحادي والثلاثون
علم أسماء سور القرآن
النوع الحادي والثلاثون
علم أسماء سور القرآن
وهذا النوع لم يفرده الحافظ السيوطي - رحمه الله تعالى -، بل ذكره في ضمن النوع السابق.
قال القتبي: السورة تهمز ولاتهمز، فمن همزها جعلها من (أسأرت) أي: أفضلت، من السؤر، وهو ما بقي من الشراب في الإناء؛ كأنها قطعة من القرآن. ومن لم يهمز جعلها من المعنى المتقدم وسهل همزها.
ومنهم من شبهها بسور البناء، أي: القطعة منه. وقيل: من سور المدينة، لإحاطتها بآياتها واجتماعها كاجتماع البيوت بالسور.
وقيل: لارتفاعها؛ لأنها كلام الله. والسورة: المنزلة الرفيعة.
قال النابغة:
ألم تر أن الله أعطاك سورة
…
ترى كل ملك دونها يتذبذب
وقيل: لتركيب بعضها على بعض، من التسور بمعنى التصاعد والتركيب، ومنه قوله تعالى:(وإذ تسوروا المحراب)[ص: 21].
قال الجعبري: حد السورة قرآن يشتمل على [آي ذي] فاتحة وخاتمة، وأقلها ثلاث آيات.
وقال غيره: السورة الطائفة المترجمة توقيفاً، أي: المسماة باسم خاص من النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد ثبت جميع أسمائها عن النبي صلى الله عليه وسلم بالأحاديث والآثار.
وقد كره بعضهم أن يقال: سورة كذا. لما روى الطبراني والبيهقي عن أنس رضي الله عنه مرفوعاً: لا تقولوا سورة (البقرة) ولا سورة (آل عمران) ولا سورة (النساء) وكذلك القرآن كله، ولكن قولوا: السورة التي تذكر فيها البقرة، والتي يذكر فيها آل عمران.
قال الحافظ السيوطي - رحمه الله تعالى -: وإسناده ضعيف، بل ادعى ابن الجوزي فيه الوضع، وقال البيهقي: إنما يعرف موقوفاً على ابن عمر. ثم أخرجه عنه بسند صحيح.
أقول: وقد صح إطلاق سورة (البقرة) وغيرها عنه عليه السلام. انتهى.
أخرج مسلم والترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: " لكل شيء سنام، وأن سنام القرآن سورة (البقرة) ". الحديث.
فلهذا جاز التسمية بسورة (البقرة) وسورة (آل عمران) وجميع السور، ولم يكره ذلك الجمهور. انتهى.