الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[خطبة في الحث على تكميل الصلاة]
3 -
خطبة في الحث على تكميل الصلاة الحمد لله الذي جعل الصلاة أعظم شرائع الإسلام، ووعد من حافظ عليها بالثواب الجزيل في الدنيا وفي دار السلام، وأوعد من ضيعها بالعقوبات المتنوعة والآلام.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ذو الجلال والإكرام.
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، سيد الأنام، اللهم صل وسلم على محمد وعلى آله وأصحابه البررة الكرام.
أما بعد: أيها الناس، اتقوا الله وحافظوا على الصلوات في أوقاتها، وإياكم والتفريط في واجباتها ومكملاتها. حافظوا على الطمأنينة والسكون في القيام والقعود، والركوع والسجود، واجتهدوا في حضور القلب والخشوع للملك المعبود. وإياكم والالتفات، فإنه نقص واختلاس من الشيطان، واحذروا كثرة الحركة، فإنها موجبة للخلل والنقصان. وإياكم ورفع البصر وإقعاء كإقعاء الكلب في القعود، ولا تفترشوا الذراعين، ومكنوا
الأعضاء السبعة في السجود، ولا تضعوا اليدين على الخاصرة أو تتمايلوا تمايل اليهود. ولا تستقبلوا أو تستصحبوا ما يشغل ويلهي، ولا تمسحوا الجباه ومواضع السجود، فإن كان لا بد فواحدة تكفي. ولا تسابقوا الإمام، فمن سابق إمامه فلا وحده صلى، ولا بإمامه اقتدى، ولا بنبيه اهتدى. وإذا ركع الإمام فاركعوا، وإذا سجد الإمام فاسجدوا، وإذا رفع الإمام فارفعوا، واقتدوا بإمامكم، ولا تتقدموا عليه ولا تأخروا. وإذا قرأ القرآن جهرة فاستمعوا له وأنصتوا. وإياكم والمرور بين يدي المصلين، فمن فعل ذلك فهو من الآثمين الظالمين، ومن أراد أن يمر بين يدي أحدكم فليدافعه فإن معه القرين، يريد أن يؤثم الفاعل وينقص أجر المصلين، فإن مر بين يدي المصلي حمار أو امرأة أو كلب أسود بطلت الصلاة، إلا لمن هو وراء السترة أو مع الإمام، فإن سترته سترة لمن خلفه، وهذا من فوائد الجماعات. ومن كان حاقنا أو محتاجا إلى طعام أو غيره فليذهب لحاجته، فإن أدرك الجماعة وإلا فقد تم أجره بنيته وعذره وراحته. ومن جاء والإمام راكع فليكبر تكبيرة الإحرام وهو قائم، فمن كبرها أو أكملها وهو يهوى فصلاته باطلة، وهو آثم. ومن فاته شيء من الصلاة مع الإمام فلا يستعجل بالقيام لقضاء ما فاته قبل تكميل
السلام، وذلك لوجوب الاقتداء والائتمام. فمن حافظ على الصلاة وأكملها قبلت وصعدت إلى الله ولها نور وبرهان، ومن أخل بها ضرب بها وجه صاحبها وآلت إلى البطلان أو النقصان. كيف تهون عليك صلاتك وهي رأس مالك وبها يصح الإيمان؟ تقدم عليها حظوظ النفس وهي أكبر حظ لمن وفق للإحسان؟! {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: 238] بارك الله لي ولكم.