الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[خطبة في حفظ اللسان]
10 -
خطبة في حفظ اللسان الحمد لله الذي له الحمد كله، وله الملك كله، وبيده الخير كله، وإليه يرجع الأمر كله. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ذاته وأسمائه وصفاته، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أفضل مخلوقاته، اللهم صل وسلم على محمد وعلى آله وأصحابه، المقتدين به في كل حالاته.
أما بعد: أيها الناس، اتقوا الله بالمحافظة على مراضيه، وحفظ الجوارح كلها عن مساخطه ومناهيه. واعلموا أن أهم ما يجب حفظه والعناية به اللسان، فإنه يكب صاحبه إذا لم يحفظه في النيران، وقد يرقيه إلى أعلى مراتب الإيمان. قال صلى الله عليه وسلم:«إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها رضوانه، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يظن أن تبلغ ما بلغت يهوى بها في النار أبعد مما بلاد المشرق والمغرب» ، وقال صلى الله عليه وسلم: «عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، ولا يزال الرجل يصدق
ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا. وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا» ، وقال صلى الله عليه وسلم:«تجدون شر الناس ذا الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه» ، وقال عليه الصلاة والسلام:«أتدرون ما أكثر ما يدخل الناس الجنة؟ تقوى الله وحسن الخلق، أتدرون ما أكثر ما يدخل الناس النار؟ الأجوفان: الفم والفرج» ، وقال صلى الله عليه وسلم:«إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان، وتقول: اتق الله فينا، فإن استقصت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا» ، وقال صلى الله عليه وسلم:«ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء» . وقال صلى الله عليه وسلم: «لا تلاعنوا بلعنة الله ولا بغضب الله ولا بالنار» . وقال صلى الله عليه وسلم: «لا تظهر الشماتة بأخيك فيرحمه الله ويبتليك» . وقال صلى الله عليه وسلم: «اضمنوا لي ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة: أصدقوا إذا حدثتم، وأدوا إذا ائتمنتم، وأوفوا إذا وعدتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم» ، وقال صلى الله عليه وسلم: «ما تعدون المفلس فيكم "؟ قالوا: من لا درهم له ولا متاع، فقال: "إن المفلس الذي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وصدقة، ويأتي
وقد ظلم هذا، وضرب هذا، وشتم هذا، وأخذ مال هذا، فيأخذ هذا من حسناته، وهذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته أخذ من سيئاتهم فألقيت عليه ثم طرح في النار» . {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا - يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70 - 71]