الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[خطبة في قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله]
12 -
خطبة
في قوله تعالى
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ} [الحديد: 28] الآية
الحمد لله الذي جعل القيام بطاعته خير الوسائل، وحصول مغفرته ورحمته أفضل المقاصد والمطالب الكوامل.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا ند ولا مماثل. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المبعوث بالحق الظاهر وأوضح الدلائل. اللهم صل وسلم على محمد وعلى آله وأصحابه، أولي المقامات العالية والفضائل.
أما بعد: أيها الناس، اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون. قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الحديد: 28] فوعد من قام بالإيمان والتقوى ثلاثة أمور؛ وعدهم المغفرة والرحمة، والمضاعفة، والعلم الذي هو النور. فيالها من ثلاثة ما أجلها وأعلاها، وما أعظم حظ من نالها وتبوأ علاها. أتدرون ما هو الإيمان؟ وما هي التقوى؟ اللذان من قام بهما نال النجاة وفاز برضى المولى. الإيمان: أن تؤمنوا بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر
والقدر خيره وشره. وأما التقوى: فأن تعملوا بطاعة الله على نور من الله، ترجون ثواب الله، وأن تتركوا معصية الله على نور من الله، تخشون عقاب الله. إذا وقر الإيمان في القلب: صدقته الأعمال، وإذا استقام العبد صلحت له جميع الأقوال والأفعال. ليس الإيمان بالتسمي الخالي من الحقيقة والبرهان، إنما الإيمان هو اعتقاد القلوب وأعمالها، وأعمال الأركان، والقيام بشرائع الإسلام وأصول الإيمان وحقائق الإحسان. قال تعالى: إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون {الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ - أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} [الأنفال: 3 - 4]
رزقنا الله وإياكم إيمانا كاملا ويقينا، ووهب لنا من تقواه ما يقربنا إليه ويدنينا. إنه جواد كريم.