الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[خطبة في آداب الأكل واللباس]
11 -
خطبة في آداب الأكل واللباس الحمد لله الملك الوهاب، الذي شرع لنا أكمل الشرائع وأحسن الآداب، في العبادات والمعاملات واللباس والطعام والشراب.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك التواب، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله خير الخلق ولب الألباب، اللهم صل وسلم على محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم إلى يوم الحشر والمآب.
أما بعد: أيها الناس، اتقوا الله حق تقواه، وراقبوه مراقبة من يعلم أنه يسمعه ويراه، وتأدبوا بآداب نبيكم واهتدوا بهداه. فقد قال صلى الله عليه وسلم:«اجتمعوا على طعامكم وسموا الله يبارك لكم فيه» ، وقال صلى الله عليه وسلم:«إن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها» ، وقال صلى الله عليه وسلم:«إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه وإذا شرب فليشرب بيمينه فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله، وإنه ليستحل الطعام الذي لا يذكر اسم الله عليه» ، وقال صلى الله عليه وسلم: «إذا دخل أحدكم بيته فذكر
الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان: أدركتم المبيت والعشاء» ، وأمر صلى الله عليه وسلم بلعق الأصابع بعد الطعام، ونهى عن الأكل والشرب والإنسان متكئ. وكان لا يذم الطعام، بل إن اشتهاه أكله، وإلا تركه. وقال:«كلوا من جوانب الصحفة ولا تأكلوا من وسطها، فإن البركة تنزل في وسطها» ، وكان صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من طعامه قال:«الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين» . وكان يتنفس إذا شرب ثلاث مرات، يبين الإناء من فمه، ويحمد الله ويسمي. وقال:«أغلقوا الأبواب إذا أمسيتم، واذكروا اسم الله، فإن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا، وأوكوا قربكم واذكروا اسم الله، وخمروا أوانيكم واذكروا اسم الله، ولو أن تعرضوا عليه عودا وأطفؤا مصابيحكم واذكروا اسم الله» . وقال صلى الله عليه وسلم: «من جر إزاره خيلاء لم ينظر الله إليه، وما كان أسفل من الكعبين فهو في النار. ومن أكل طعاما فقال: الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه. ومن لبس ثوبا فقال: الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه» . وقال صلى الله عليه وسلم: «من لبس ثوبا جديدا
فقال: الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي، وأتجمل به في حياتي، ثم عمد إلى الثوب الذي خلق فتصدق به: كان في كنف الله، وفي حفظ الله، وفي ستر الله، حيا وميتا» . وقال:«كلوا واشربوا وتصدقوا، والبسوا من غير إسراف ولا مخيلة، إن الله إذا أنعم على عبد أحب أن يرى أثر نعمته عليه، إن الله طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف: 31] » . بارك الله لي ولكم.