الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
18 - باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى (وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا)
(كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ) مَوْضِعُ ثَمُودَ، وَأَمَّا (حَرْثٌ حِجْرٌ) حَرَامٌ، وَكُلُّ مَمْنُوعٍ فَهْوَ حِجْرٌ مَحْجُورٌ، وَالْحِجْرُ كُلُّ بِنَاءٍ بَنَيْتَهُ، وَمَا حَجَرْتَ عَلَيْهِ مِنَ الأَرْضِ فَهْوَ حِجْرٌ وَمِنْهُ سُمِّىَ حَطِيمُ الْبَيْتِ حِجْرًا، كَأَنَّهُ مُشْتَقٌّ مِنْ مَحْطُومٍ، مِثْلُ قَتِيلٍ مِنْ مَقْتُولٍ، وَيُقَالُ لِلأُنْثَى مِنَ الْخَيْلِ الْحِجْرُ. وَيُقَالُ لِلْعَقْلِ حِجْرٌ وَحِجًى. وَأَمَّا حَجْرُ الْيَمَامَةِ فَهْوَ مَنْزِلٌ.
3377 -
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِىُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنَ زَمْعَةَ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم. وَذَكَرَ الَّذِى عَقَرَ النَّاقَةَ قَالَ «انْتَدَبَ لَهَا رَجُلٌ ذُو عِزٍّ وَمَنَعَةٍ فِي قُوَّةٍ كَأَبِى زَمْعَةَ» . أطرافه 4942، 5204، 6042
ــ
باب {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا} [هود: 61]
هذا على طريقة العرب، يسمون قد كان مِن قومٍ أخا القومِ، والحجر موضعٌ بقرب وادي القرى، ثم ذكر له معانٍ أُخر تشتمل على معنى المنع (ومنه سُمي حطيم البيت حجرًا كأنه مشتق من محطوم) أصل الحطم الكسرُ، قال ابن الأثير: إنما سُمي حطيمًا؛ لأنه رفع البيت وترك.
فإن قلت: إذا كان فعيلًا بمعنى المفعول فهو محطوم، فما معنى قوله: مشتق من محطوم؟ قلتُ: فيه تسامح، كأنه قال هو بمعناه، وأيضًا إذا كان أحد اللفظين في معنى، يجعلون الآخرَ مشتقًا منه، كما فعله صاحب "الكشاف" فإنه قال: [
…
] مشتق من [
…
] (وأما حِجر اليمامة فهو المنزل) هذا ظاهر في أنه بكسر الحاء، ونقل الحازمي وغيره أنه بالفتح.
3377 -
(الحُميدي) بضم الحاء مصغر (زَمَعة) بفتح الزاي والميم (ذكر الذي عقر الناقة، فقال: انتدب لها رجلٌ ذو عزةٍ ومَنَعة) -بفتح النون- أي: قوة وشوكة، يقال: ندبت فلانًا فانتدب، أي: دعوتُه فأجاب، قال السهيلي: كان ولد الزنا واسمه قدار، لقبه أحمر ثمود، يُضرب به المثلُ في الشؤم، أشقى الناس هو وقاتل علي (كأبي زمعة) هو الأسود بن المطلب الأسدي، وزمعة ابنه قُتل كافرًا يوم بدر، وكان أحد المطعمين، وأبوه الأسود، كان من المستهزئين، فرماه جبرئيل بورقة فأعماه.
3378 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِسْكِينٍ أَبُو الْحَسَنِ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ بْنِ حَيَّانَ أَبُو زَكَرِيَّاءَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضى الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا نَزَلَ الْحِجْرَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ أَمَرَهُمْ أَنْ لَا يَشْرَبُوا مِنْ بِئْرِهَا، وَلَا يَسْتَقُوا مِنْهَا فَقَالُوا قَدْ عَجَنَّا مِنْهَا، وَاسْتَقَيْنَا. فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَطْرَحُوا ذَلِكَ الْعَجِينَ وَيُهَرِيقُوا ذَلِكَ الْمَاءَ. وَيُرْوَى عَنْ سَبْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ وَأَبِى الشُّمُوسِ أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِإِلْقَاءِ الطَّعَامِ. وَقَالَ أَبُو ذَرٍّ عَنِ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم «مَنِ اعْتَجَنَ بِمَائِهِ» . طرفه 3379
3379 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ - رضى الله عنهما - أَخْبَرَهُ أَنَّ النَّاسَ نَزَلُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَرْضَ ثَمُودَ الْحِجْرَ، فَاسْتَقَوْا مِنْ بِئْرِهَا، وَاعْتَجَنُوا بِهِ، فَأَمَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُهَرِيقُوا مَا اسْتَقَوْا مِنْ بِئْرِهَا، وَأَنْ يَعْلِفُوا الإِبِلَ الْعَجِينَ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَسْتَقُوا مِنَ الْبِئْرِ الَّتِى كَانَ تَرِدُهَا النَّاقَةُ. تَابَعَهُ أُسَامَةُ عَنْ نَافِعٍ. طرفه 3378
ــ
3378 -
(حسان بن حَيَّان) بتشديد المثناة تحت (غزوة تبوك) -غير منصرف- عَلَمُ البقعة، قريةٌ بناحية الشام بينها وبين وادي القرى مراحل (أمرهم أن لا يَشْربوا من بئرها) لأنها محلٌّ غضوب (فأمرهم أن يطرحوا ذلك العجين) لِما ذكرنا.
فإن قلت: طرْحُ العجين إتلافٌ للمال؟ قلتُ: ليس كذلك، بل هو بمثابة النجس وأقبح، وأيضًا أمرهم أن يطعموه الدواب.
(عن سَبْرة بن مَعْبد) بفتح السين والميم، وسكون الباء فيهما (وأبي الشموس) -بفتح الشين المعجمة- واسمه عبدٌ، صحابي مُكَرَّم بلوي، وإنما نقل الحديث عنهما تعليقًا، لأن رجاله لم يكن على شرطه، وحديث سبرة أسنده أبو داود، وحديث البلوي أسنده الطبراني.
3379 -
(إبراهيم بن المنذِر) بكسر الذال (أنس بن عياض) بالضاد المعجمة (فأمرهم أن يُهريقوا) بضم الياء وفتح الهاء واسكانها.