الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مَنْ سَيَّبَ السَّوَائِبَ». طرفه 4623
10 - باب قِصَّةِ إِسْلَامِ أَبِى ذَرٍّ الْغِفَارِىِّ رضى الله عنه
11 - باب قِصَّةِ زَمْزَمَ
3523 -
حَدَّثَنَا زَيْدٌ - هُوَ ابْنُ أَخْزَمَ - قَالَ أَبُو قُتَيْبَةَ سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنِى مُثَنَّى بْنُ سَعِيدٍ الْقَصِيرُ قَالَ حَدَّثَنِى أَبُو جَمْرَةَ قَالَ لَنَا ابْنُ عَبَّاسِ أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِإِسْلَامِ أَبِى ذَرٍّ قَالَ قُلْنَا بَلَى. قَالَ قَالَ أَبُو ذَرٍّ كُنْتُ رَجُلاً مِنْ غِفَارٍ، فَبَلَغَنَا أَنَّ رَجُلاً قَدْ خَرَجَ بِمَكَّةَ، يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِىٌّ، فَقُلْتُ لأَخِى انْطَلِقْ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ كَلِّمْهُ وَأْتِنِى بِخَبَرِهِ. فَانْطَلَقَ فَلَقِيَهُ، ثُمَّ رَجَعَ فَقُلْتُ مَا عِنْدَكَ فَقَالَ وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلاً يَأْمُرُ بِالْخَيْرِ وَيَنْهَى عَنِ الشَّرِّ. فَقُلْتُ لَهُ لَمْ تَشْفِنِى مِنَ الْخَبَرِ. فَأَخَذْتُ جِرَابًا وَعَصًا، ثُمَّ أَقْبَلْتُ إِلَى مَكَّةَ فَجَعَلْتُ لَا أَعْرِفُهُ، وَأَكْرَهُ أَنْ أَسْأَلَ عَنْهُ، وَأَشْرَبُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ وَأَكُونُ فِي الْمَسْجِدِ. قَالَ فَمَرَّ بِى عَلِىٌّ فَقَالَ كَأَنَّ الرَّجُلَ غَرِيبٌ. قَالَ قُلْتُ نَعَمْ. قَالَ
ــ
مهملة، أمعاءه (وكان أول من سيب السوائب) أي: هو الذي ضع هذه البدعة الملعونة، وقد أسلفنا عنه أنه هو الذي أدخل عبادة الأصنام في أرض العرب، وأول صنم في العرب هبل الذي اشتراه من أرض الشام، وهو أول من بدّل شريعة إبراهيم خليل الله، فقد فاز بالرقيب والمعلي في مضمار الشقاوة، عفانا الله منها بمنه وكرمه، وثبَّت قلوبنا وأقدامنا على صراطه المستقيم.
باب قصة إسلام أبي ذر
وفي بعض النسخ قصة زمزم وحديث الباب واحد وإنما الاختلاف في الترجمة لا غير.
3523 -
(ابن أخزم) بالخاء والراء المعجمتين (أبو قتيبة) بضم القاف، اسمه: سلم بفتح السين وسكون اللام (أبو جمرة) بالجيم، نصر بن عمران (ألا أخبركم بإسلام أبي ذر) واسمه جندب (فقلت لأخي: انطلق إلى هذا) اسم أخيه أنيس مصغر (فجعلت لا أعرفه) من الأفعال الناقصة، فكنت لا أعرف (وكنت أكره أن أسأل عنه) لئلا يُخبقر أحد بخلاف ما هو عليه، أو يصاب بمكروه (فمرّ بي عليٌّ، فقال: كأن الرجل غريب؟).
فإن قلت: في رواية مسلم: أنه لقي رسول الله يطوف بالليل بعد أن أقام ثلثين بين يوم
فَانْطَلِقْ إِلَى الْمَنْزِلِ. قَالَ فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ لَا يَسْأَلُنِى عَنْ شَىْءٍ، وَلَا أُخْبِرُهُ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ غَدَوْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ لأَسْأَلَ عَنْهُ، وَلَيْسَ أَحَدٌ يُخْبِرُنِى عَنْهُ بِشَىْءٍ. قَالَ فَمَرَّ بِى عَلِىٌّ فَقَالَ أَمَا نَالَ لِلرَّجُلِ يَعْرِفُ مَنْزِلَهُ بَعْدُ قَالَ قُلْتُ لَا. قَالَ انْطَلِقْ مَعِى. قَالَ فَقَالَ مَا أَمْرُكَ وَمَا أَقْدَمَكَ هَذِهِ الْبَلْدَةَ قَالَ قُلْتُ لَهُ إِنْ كَتَمْتَ عَلَىَّ أَخْبَرْتُكَ. قَالَ فَإِنِّى أَفْعَلُ. قَالَ قُلْتُ لَهُ بَلَغَنَا أَنَّهُ قَدْ خَرَجَ هَا هُنَا رَجُلٌ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِىٌّ، فَأَرْسَلْتُ أَخِى لِيُكَلِّمَهُ فَرَجَعَ وَلَمْ يَشْفِنِى مِنَ الْخَبَرِ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَلْقَاهُ. فَقَالَ لَهُ أَمَا إِنَّكَ قَدْ رَشَدْتَ، هَذَا وَجْهِى إِلَيْهِ، فَاتَّبِعْنِى، ادْخُلْ حَيْثُ أَدْخُلُ، فَإِنِّى إِنْ رَأَيْتُ أَحَدًا أَخَافُهُ عَلَيْكَ، قُمْتُ إِلَى الْحَائِطِ، كَأَنِّى أُصْلِحُ نَعْلِى، وَامْضِ أَنْتَ، فَمَضَى وَمَضَيْتُ مَعَهُ، حَتَّى دَخَلَ وَدَخَلْتُ مَعَهُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ
ــ
وليلة؟ قلت: هذه الرواية أيضًا رواها مسلم، ووجه الجمع أنه أقام على ذلك ثلثين يومًا ولم يتفق له الاجتماع به إلا مع علي، ويدل على ذلك قوله هنا: وأشرب ماء زمزم، وأكون في المسجد، ثم أردفه بمرور علي عليه.
فإن قلت: في رواية مسلم: إني تضعفت رجلًا، فقلت: أين هذا الذي دعوني الصابئ؟ فوقع عليَّ أهل الوادي فضربوني؟ قلت: قصة علي بعد هذا، فإنه أسلم فعاد وخرج عنهم بالتوحيد.
فإن قلت: ذكر في رواية أيضًا أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وضيفة من زبير لطائف، وقال: ذاك أول طعام أكلته بمكة، وفي رواية ابن عباس أن عليًّا أضافه ثلاثة أيام؟ قلت: ليس في روايته أنه أكل عنده شيئًا.
فإن قلت: إذا كانت قصة عليٍّ متقدمة فما معنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من أنت"؟ قلت: كان ليلًا لم يَرَ شخصه.
هذا ملخص كلام شيخنا، والظاهر أن قصة عليٍّ بعد هذا، فإنه سأله من أنت؟ فقال نبي، وأسلم وليس في قصة أبي بكر ذكر إسلامه، وأيضا كونه في بيت عليٍّ ثلاث ليال ولم يأكل عنده طعامًا في غاية البعد. (أما نال للرجل) ويروى: إن وكذا يروي: أَنِيَ، والكل بمعنى القرب (هذا وجهي إليه) أي: توجهي وذهابي (ودخلت معه على النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: