الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3410 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما - قَالَ خَرَجَ عَلَيْنَا النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا قَالَ «عُرِضَتْ عَلَىَّ الأُمَمُ، وَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الأُفُقَ فَقِيلَ هَذَا مُوسَى فِي قَوْمِهِ» . أطرافه 5705، 5752، 6472، 6541
34 - باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ) إِلَى قَوْلِهِ (وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ)
ــ
فإن قلتَ: في طريق المناظرة كان القياس أن تكون الغلبة لموسى؛ لأن الإنسان مؤاخذ بفعله؛ لأنه مختار في فعله، وعلى ذلك بناء التكليف؟ قلتُ: أجاب النووي بأن موسى كان عالمًا بأن الله تاب عليه واجتباه، وبعد التوبة لا يُلام، فمن لامَهُ كان محجوجًا في الشرع، وفيه نظر؛ لأن آدم إنما حَجَّه بالقدر، وليس ذلك مذهبًا، بل الجواب أن هذا كان في عالم الملكوت وانقطاع التكليف، فلم يكن في ذلك اللوم فائدة، وأيضًا كان ذلك مع أبيه، وليس للولد أن يواجه أباه بما فيه فظاظة، وأما قول الخطابي: إنما حَجَّه آدم في دفع اللوم؛ إذ ليس لأحدٍ من الآدميين أن يلوم أحدًا، فليس بصحيح على الإطلاق.
3410 -
(حصَين بن نُمير) كلاهما مصغر (عُرضتْ عليَّ الأمَم) أي: ليلة المعراج، وقد سلف الكلام عليه.
باب قول الله: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ} [التحريم: 11]
قال ابن الأثير: ضرب المثل هو اعتبار الشيء بغيره وتمثيله به، ومعنى ضرب الله المَثَل بامرأة فرعون للذين آمنوا أن يسعوا في الأعمال التي تحلت بها امرأة فرعون، وأن يتحلَّى كلُّ مؤمن خلاها.
3411 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِىِّ عَنْ أَبِى مُوسَى - رضى الله عنه - قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَاّ آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ» . أطرافه 3433، 3769، 5418
ــ
3411 -
(مُرَّة) بضم الميم وتشديد [الراء](الهمداني) -بفتح الهاء وسكون الميم- قبيلة من عرب اليمن (كَمُل من الرجال كثير) قال الجوهري: كمال الشيء تمامُهُ، ويقال فيه بالحركات الثلاث في الميم، قال: والكسر أرداها (وإن فَضْلَ عائشة على النساء كفضل الثريد على الطعام) الثريد: كِسَر الخبز في المرق، وهو أفخر طعام العرب، قالوا: ومن فوائده أنه يجذب رسم المرق، ولا يحتاج في تناوله إلى المضغ، وهو سريع الهضم، وأما قول الشاعر:
إذا ما الخبز تأدمه بلحمٍ
…
فذاك أمانة الله الثريدُ
فلا يجوز حمل الحديث عليه؛ لأن غرض الشاعر أن هذا هو الحقيق باسم الثريد من المتعارف.
فإن قلت: فيلزم أن تكون عائشة أفضل النساء على الإطلاق؟ قلت: هو الظاهر، ولا نَصَّ بخلافه.
فإن قلت: قد جاء: "خير نسائها خديجة"؟ قلتُ: الضمير للعرب، هذا وإذا نظر إلى ما به الفضل والكمال من العلم والتُّقى وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها، وسائر ما به يقع التفاضل، فلا نجد من يوازيها.
فإن قلتَ: ففاطمة؟ قلت: هي بضعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك خرجتْ من هذا العموم، وكذا مريم، لأنها أفضل من فاطمة، أو مساوية لها، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في فاطمة: