الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
5 - باب مَا ذُكِرَ مِنْ دِرْعِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَعَصَاهُ وَسَيْفِهِ وَقَدَحِهِ وَخَاتَمِهِ وَمَا اسْتَعْمَلَ الْخُلَفَاءُ بَعْدَهُ مِنْ ذَلِكَ مِمَّا لَمْ يُذْكَرْ قِسْمَتُهُ، وَمِنْ شَعَرِهِ وَنَعْلِهِ وَآنِيَتِهِ، مِمَّا يَتَبَرَّكُ أَصْحَابُهُ وَغَيْرُهُمْ بَعْدَ وَفَاتِهِ
3106 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِىُّ قَالَ حَدَّثَنِى أَبِى عَنْ ثُمَامَةَ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ - رضى الله عنه - لَمَّا اسْتُخْلِفَ بَعَثَهُ إِلَى الْبَحْرَيْنِ، وَكَتَبَ لَهُ هَذَا الْكِتَابَ وَخَتَمَهُ، وَكَانَ نَقْشُ الْخَاتَمِ ثَلَاثَةَ أَسْطُرٍ مُحَمَّدٌ سَطْرٌ، وَرَسُولُ سَطْرٌ، وَاللَّهِ سَطْرٌ. طرفه 1448
3107 -
حَدَّثَنِى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِىُّ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ طَهْمَانَ قَالَ أَخْرَجَ إِلَيْنَا أَنَسٌ نَعْلَيْنِ جَرْدَاوَيْنِ لَهُمَا قِبَالَانِ، فَحَدَّثَنِى ثَابِتٌ الْبُنَانِىُّ بَعْدُ عَنْ أَنَسٍ أَنَّهُمَا نَعْلَا النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. طرفاه 5857، 5858
ــ
باب مَا ذُكِرَ مِنْ دِرْعِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَعَصَاهُ وَسَيْفِهِ وَقَدَحِهِ وَخَاتَمِهِ وَمَا اسْتَعْمَلَ الْخُلَفَاءُ بَعْدَهُ مِنْ ذَلِكَ مِمَّا لَمْ يُذْكَرْ قِسْمَتُهُ، وَمِنْ شَعَرِهِ وَنَعْلِهِ وَآنِيَتِهِ، مِمَّا يَتَبَرَّكُ أَصْحَابُهُ وَغَيْرُهُمْ بَعْدَ وَفَاتِهِ
وفي بعضها: يتبرك (وغيرهم بعد وفاته) قال القاضي: للأصيلي: الشركة، ولغيره: التبرك، وكلّ منهما يناسب، والشين أنسب.
3106 -
(عن ثمامة) بضم الثاء (عن أنس أن أبا بكر لما استخلف بعثه إلى البحرين بهذا الكتاب) أي: الذي فيه مقادير الصدقات (وختمه بخاتم النبي صلى الله عليه وسلم) هذا موضع الدلالة على الترجمة.
3107 -
(طهمان) بفتح الطّاء وسكون الهاء (أخرج إلينا أنس نعلين جرداوتين) وفي بعضها: جرادوين، وهذا هو الصواب، مثل: حمراوين وأمثاله، أي: لا شعر عليهما، وقيل: عتيقتين لهما قبالان -بكسر القاف- السير الذي بين الإصبعين.
3108 -
حَدَّثَنِى مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ عَنْ أَبِى بُرْدَةَ قَالَ أَخْرَجَتْ إِلَيْنَا عَائِشَةُ - رضى الله عنها - كِسَاءً مُلَبَّدًا وَقَالَتْ فِي هَذَا نُزِعَ رُوحُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. وَزَادَ سُلَيْمَانُ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَبِى بُرْدَةَ قَالَ أَخْرَجَتْ إِلَيْنَا عَائِشَةُ إِزَارًا غَلِيظًا مِمَّا يُصْنَعُ بِالْيَمَنِ، وَكِسَاءً مِنْ هَذِهِ الَّتِى يَدْعُونَهَا الْمُلَبَّدَةَ. طرفه 5818
3109 -
حَدَّثَنَا عَبْدَانُ عَنْ أَبِى حَمْزَةَ عَنْ عَاصِمٍ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضى الله عنه - أَنَّ قَدَحَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم انْكَسَرَ، فَاتَّخَذَ مَكَانَ الشَّعْبِ سِلْسِلَةً مِنْ فِضَّةٍ. قَالَ عَاصِمٌ رَأَيْتُ الْقَدَحَ وَشَرِبْتُ فِيهِ. طرفه 5638
3110 -
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَرْمِىُّ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا أَبِى أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ كَثِيرٍ حَدَّثَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ الدُّؤَلِىِّ حَدَّثَهُ أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ حَدَّثَهُ أَنَّ عَلِىَّ بْنَ حُسَيْنٍ حَدَّثَهُ أَنَّهُمْ حِينَ قَدِمُوا الْمَدِينَةَ مِنْ عِنْدِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ مَقْتَلَ حُسَيْنِ بْنِ عَلِىٍّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ
ــ
3108 -
(بشار) بفتح الباء وتشديد الشين (حُميد) بضم الحاء مصغر (أخرجت لنا عائشة كساء ملبدًا) قال ابن الأثير: أي: مرقعًا، من اللبدة، وهي الرقعة وقيل: ثخن من اللبس حتى صار كاللّباد، وقيل: قوي النسيج.
3109 -
(عبدان) على وزن شعبان، عبد الله المروزي (عن أبي حمزة) بالحاء محمد بن ميمون (عن أنس بن مالك أن قدح النبي صلى الله عليه وسلم انكسر فاتخذ مكان الشعب سلسلة) -بفتح الشين وسكون العين- الشق، وفاعل اتخذ أنس.
3110 -
(سعيد بن محمد الجَرمي) بفتح الجيم نسبة إلى القبيلة، قال الجوهري: جرم بطنان، أحدهما: من قضاعة، والآخر، من طي (عمرو بن حلحلة الدؤلي) نسبة إلى جده دئل بن بكر بن كنانة، قال الجوهري: ويقال فيه الديلي بكسر الدال (علي بن حسين) الإمام زين العابدين (مقتل حسين) أي: زمان قتله، عام إحدى وستين يوم عاشوراء
لَقِيَهُ الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ فَقَالَ لَهُ هَلْ لَكَ إِلَىَّ مِنْ حَاجَةٍ تَأْمُرُنِى بِهَا فَقُلْتُ لَهُ لَا. فَقَالَ لَهُ فَهَلْ أَنْتَ مُعْطِىَّ سَيْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَإِنِّى أَخَافُ أَنْ يَغْلِبَكَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ، وَايْمُ اللَّهِ، لَئِنْ أَعْطَيْتَنِيهِ لَا يُخْلَصُ إِلَيْهِمْ أَبَدًا حَتَّى تُبْلَغَ نَفْسِى، إِنَّ عَلِىَّ بْنَ أَبِى طَالِبٍ خَطَبَ ابْنَةَ أَبِى جَهْلٍ عَلَى فَاطِمَةَ عليها السلام فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ النَّاسَ فِي ذَلِكَ عَلَى مِنْبَرِهِ هَذَا وَأَنَا يَوْمَئِذٍ مُحْتَلِمٌ فَقَالَ «إِنَّ فَاطِمَةَ مِنِّى، وَأَنَا أَتَخَوَّفُ أَنْ تُفْتَنَ فِي دِينِهَا» . ثُمَّ ذَكَرَ صِهْرًا لَهُ مِنْ بَنِى عَبْدِ شَمْسٍ، فَأَثْنَى عَلَيْهِ فِي مُصَاهَرَتِهِ إِيَّاهُ قَالَ «حَدَّثَنِى فَصَدَقَنِى، وَوَعَدَنِى فَوَفَى لِى، وَإِنِّى لَسْتُ أُحَرِّمُ حَلَالاً وَلَا أُحِلُّ حَرَامًا، وَلَكِنْ وَاللَّهِ لَا تَجْتَمِعُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَبِنْتُ عَدُوِّ اللَّهِ أَبَدًا» . طرفه 926
ــ
(لقيه المسور بن مخرمة) بكسر الميم في الأول وفتحها في الثاني (هل أنت معطي سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم؟) الظاهر أنه ذو الفقار المعروف، فإنه سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم أصابه يوم بدر (فإني أخاف أن يغلبك القوم عليه) أي: يزيد وأتباعه (وايم الله لئن أعطيتنيه لا يخلص إليه أبدًا) على بناء المجهول (حتى تبلغ نفسي) أي: الموت (إن علي بن أبي طالب خطب بنت أبي جهل).
فإن قلت: أيُّ مناسبة لهذا الكلام في هذا المقام؟ قلت: قيل: أراد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحترز مما يجدد الكدورة بين الأقرباء، فأنت أيضًا لا تجدد الكدورة بسبب السيف، أو كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يراعي جانب بني أعمامه العبشمية، فأنت أيضًا يجب أن تراعي جانب بني أعمامك النوفلية، وهذا كلام لغو ينادي على فساده السياف بعد قتل الحسين [ولا] كدورة فوقه، أو يقول عاقل: أعطني سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم فإني ابن عمك؟ والصواب أنه أراد حفظ السيف لزين العابدين، فإنه كان صغيرًا، خاف أن يؤخذ منه ظلمًا، وأورد قصة علي مع بنت أبي جهل لدلالتها على أن فاطمة كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكان، فيجب على كل مؤمن حب أولادها، والله الموفق.
على أن اتفاق الثقات أن المسور زهري لا نوفلي، وإنما التبس عليه من جد المسور، فإنه ابن مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بنت زهرة، وأما نوفل الذي توهمه هذا.
3111 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ عَنْ مُنْذِرٍ عَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ لَوْ كَانَ عَلِىٌّ - رضى الله عنه - ذَاكِرًا عُثْمَانَ - رضى الله عنه - ذَكَرَهُ يَوْمَ جَاءَهُ نَاسٌ فَشَكَوْا سُعَاةَ عُثْمَانَ، فَقَالَ لِى عَلِىٌّ اذْهَبْ إِلَى عُثْمَانَ فَأَخْبِرْهُ أَنَّهَا صَدَقَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَمُرْ سُعَاتَكَ يَعْمَلُونَ فِيهَا. فَأَتَيْتُهُ بِهَا فَقَالَ أَغْنِهَا عَنَّا. فَأَتَيْتُ بِهَا عَلِيًّا فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ ضَعْهَا حَيْثُ أَخَذْتَهَا.
طرفه 3112
3112 -
قَالَ الْحُمَيْدِىُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ قَالَ سَمِعْتُ مُنْذِرًا الثَّوْرِىَّ عَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ أَرْسَلَنِى أَبِى، خُذْ هَذَا الْكِتَابَ فَاذْهَبْ بِهِ إِلَى عُثْمَانَ، فَإِنَّ فِيهِ أَمْرَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الصَّدَقَةِ. طرفه 3111
ــ
3111 -
(قتيبة بن سعيد) بضم القاف مصغر.
(عن محمد بن سوقة) بضم السين.
(عن منذر) اسم فاعل من الإنذار.
(عن ابن الحنيفة) هو محمد بن علي، اشتهر بأمه خولة من سبي بني حنيفة.
(لو كان علي ذاكرًا عثمان) أي: بما لا يليق ذكره.
(لذكره يوم جاء ناس فشكوا سقاة عثمان، فقال: اذهب بها) كأنها كانت مكنونة عنده.
(إنها صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم فمر سعاتك يعملوا بها فأتيته بها فقال: أغنها عنا) -بهمزة القطع وغين معجمة- أي: اصرفها عنا، ومنه قوله تعالى:{لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} [عبس: 37] ويروى بهمزة الوصل من غني، على وزن علم، أي: اتركها، فيحتاج إلى التضمين، أي: اتركها مجانبًا عنا.
فإن قلت: كيف جاز لعثمان ردُّ ذلك؟ قلت: كان له علم بما فيها.
فإن قلت: لم يذكر الدِّرع في الباب؟ قلت: تقدم ذكرها مرارًا، وهي داخلة في الصدَّقة، غايته أنه لم يلبسها أحد بعده احترامًا، وكل حديث رواه في الباب دال على أن ما تركه رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يورث، ولذلك كان تُنقل آثاره من شخص إلى شخص.