الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
202 - (14) باب: نهي المأموم عن جهره بالقراءة خلف إمامه
781 -
(360)(23) حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَقُتَيبَةُ بْنُ سَعِيدٍ. كِلاهُمَا عَنْ أَبِي عَوَانَةَ. قَال سَعِيدٌ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أوْفَى، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَينٍ؛ قَال: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الظُّهْرِ (أَو الْعَصْرِ) فَقَال: أَيُّكُمْ قَرَأَ خَلْفِي بِـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} ؟ فَقَال رَجُلٌ:
ــ
202 -
(14) باب نهي المأموم عن جهره بالقراءة خلف إمامه
781 -
(360)(23)(حدثنا سعيد بن منصور) بن شعبة أبو عثمان الخراساني نزيل مكة ثقة مصنف، من (10) مات سنة (227) روى عنه في (15) بابا (وقتيبة بن سعيد) بن طريف الثقفي البلخي ثقة، من (10) مات سنة (240) عن (90) سنة (كلاهما) رويا (عن) الوضاح بن عبد الله اليشكري (أبي عوانة) الواسطي مشهور بكنيته ثقة ثبت، من (7) مات سنة (176) وليس عندهم من اسمه الوضاح إلا هذا الثقة، وأتى بجملة قوله (قال سعيد حدثنا أبو عوانة) تورعًا من الكذب عليه (عن قتادة) بن دعامة بن قتادة السدوسي أبي الخطاب البصري ثقة ثبت حافظ مفسر مدلس، من (4) مات سنة (117) روى عنه في (25) بابا (عن زرارة) بضم أوله (بن أوفى) العامري الحرشي بمهملة وراء مفتوحتين ثم معجمة نسبة إلى بني الحريش بن كعب بن ربيعة أبي حاجب البصري، وثقه النسائي وابن سعد، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال العجلي: بصري ثقة، وقال في التقريب: ثقة عابد، من (3) مات فجأة في الصلاة سنة (93) روى عنه في (6) أبواب (عن عمران بن حصين) بن عبيد الخزاعي أبي نجيد مصغرًا البصري كان من علماء الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، مات سنة (52) بالبصرة.
وهذا السند من خماسياته رجاله ثلاثة منهم بصريون وواحد واسطي وواحد إما خراساني أو بلخي وفيه التحديث والعنعنة.
(قال) عمران (صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الظهر أو) قال قتادة: صلى بنا صلاة (العصر) والشك من أبي عوانة كما يعلم مما سيأتي، قال القاضي عياض: جاء في أكثر طرقه الظهر دون شك (فـ) لما فرغ من الصلاة (قال أيكم قرأ خلفي) أي ورائي جهرًا (بـ) سورة (سبح اسم ربك الأعلى، فقال رجل) من المصلين معه
أَنَا. وَلَمْ أُرِدْ بِهَا إِلَّا الْخَيرَ، قَال:"قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ بَعْضَكُمْ خَالجَنِيهَا"
ــ
(أنا) قرأتها يا رسول الله (ولم أُرِد بها) أي لم أقصد بقراءتها (إلا الخير) أي إلا إرادة الخير والأجر لا التشويش عليك (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: والله (قد علمت) وتيقنت في صلاتى (أن بعضكم) أيها المصلون معي (خالجنيها) أي نازعني قراءة هذه السورة وجاذبنيها وخالطنيها وشاركنيها كأنه ينزع هذه السورة من لساني وأنا أنزع من لسانه وخلَّط علي قراءتَها بجهره قراءتها وشوش قراءتي علي وخبطني فيها والمخالجة هي المجاذبة والمنازعة، قال الخطابي: وقد تكون المنازعة بمعنى المشاركة والمناوبة وخطاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هنا خرج مخرج التثريب واللوم لمن فعل ذلك.
قال القاضي: وقد يحتج بهذا الحديث من يمنع القراءة جملة خلف الإمام ولا حجة له فيه لأنه لم ينه عنها، وإنما أنكر مجاذبته للسورة ومشاركته في قراءتها بالجهر في قراءتها فقال:"وقد علمت أن بعضكم خالجنيها" أي شاركني في قراءتها وخبطها علي ولم ينههم عن القراءة بالجملة كما نهاهم في صلاة الجهر وأمرهم بالإنصات، وإنما ينصت لما يسمع بل في هذا الحديث حجة على أنهم كانوا يقرؤون خلفه، ولعل إنكار النبي صلى الله عليه وسلم كان لجهر الآخر عليه فيها أو ببعضها حين خلَّط ولبَّسَ عليه قراءته وشوشه فيها لقوله خالجنيها وأن نهيه أن يقرأ معه إنما كان فيما جهر فيه، ففي هذا الحديث القراءة في صلاة الظهر والعصر، وقد جاء في هذا الحديث من أكثر الطرق صلاة الظهر بغير شك، وفيه حجة لتطويل القراءة في الظهر وأنه لا يقرأ فيها بقصار المفصل، وقصار المفصل عند المالكية والشافعية والحنابلة هي من الضحى إلى آخر القرآن، وعند الحنفية من البينة إلى آخر القرآن اهـ من إكمال المعلم.
قال السندي على النسائي: والظاهر أنه قال ذلك نهيًا وإنكارًا عليه، نعم هو إنكار لما سوى الفاتحة دونها والله أعلم اهـ. قال النواوي: ومعنى هذا الكلام الإنكار عليه، والإنكار في جهره أو رفع صوته بحيث أسمع غيره لا عن أصل القراءة بل فيه أنهم كانوا يقرؤون السورة في الصلاة السرية، وفيه إثبات قراءة السورة في الظهر للإمام والمأموم وهذا الحكم عندنا، ولنا وجه شاذ ضعيف أنه لا يقرأ المأموم السورة في السرية كما لا يقرؤها في الجهرية وهذا غلط لأنه في الجهرية يؤمر بالإنصات وهنا لا يسمع فلا معنى لسكوته من غير استماع ولو كان في الجهرية بعيدًا عن الإمام لا يسمع قراءته فالأصح أنه يقرأ السورة لما ذكرناه والله أعلم.
782 -
(00)(00)(00) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ. قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ. قَال: سَمِعْتُ زُرَارَةَ بْنَ أَوْفَى يُحَدِّثُ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَينٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى الظُّهْرَ. فَجَعَلَ رَجُلٌ يَقْرَأُ خَلْفَهُ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى. فَلَمَّا انْصَرَفَ قَال: "أَيُّكُمْ قَرَأَ وَرائِي؟ " أَوْ "أَيُّكُمُ الْقَارِئُ" فَقَال رَجُلٌ: أَنَا. فَقَال: "قَدْ ظَنَنْتُ أَنَّ بَعْضَكُمْ خَالجَنِيهَا"
ــ
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [4/ 431] وأبو داود [828 و 829] والنسائي [2/ 140].
ثم ذكر المؤلف المتابعة في حديث عمران رضي الله عنه فقال:
782 -
(00)(00)(00)(حدثنا محمد بن المثنى) بن عبيد العنزي أبو موسى البصري ثقة، من (10)(ومحمد بن بشار) بن عثمان العبدي أبو بكر البصري ثقة من (10)(قالا حدثنا محمد بن جعفر) الهذلي أبو بكر البصري المعروف بغندر ثقة، من (9)(حدثنا شعبة) بن الحجاج بن الورد العتكي أبو بسطام البصري أحد أئمة الإسلام ثقة متقن، من (7)(عن قتادة) بن دعامة السدوسي البصري (قال) قتادة (سمعت زرارة بن أوفى) العامري البصري (يحدث عن عمران بن حصين) أبي نجيد البصري رضي الله عنه.
وهذا السند من سداسياته، ومن لطائفه أن رجاله كلهم بصريون، وفيه التحديث والسماع والعنعنة، وغرضه بسوقه بيان متابعة شعبة لأبي عوانة في رواية هذا الحديث عن قتادة، وفائدتها تقوية السند الأول وتصريح سماع قتادة عن زرارة، وكرر متن الحديث لما فيها من المخالفة، قال النواوي: وفي هذا السند فائدة وهي أن قتادة مدلس، وقد قال في الرواية الأولى عن، والمدلس لا يحتج بعَنْعَنَتِهِ إلَّا أن يثبت سماعه لذلك الحديث ممن عنعن عنه في طريق آخر.
(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الظهر) ساقه هنا بلا شك فدَلَّ على أن الشك في السند الأول من أبي عوانة كما مر (فجعل) أي شرع (رجل) من المصلين معه أن (يقرأ خلفه بسبح اسم ربك الأعلى فلما انصرف) وفرغ من صلاته (قال أيكم قرأ ورائي أو) قال الراوي (أيكم القارئ فقال رجل) من الحاضرين (أنا) القارئ يا رسول الله وما قصدت إلا الخير (فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (قد ظننت) وعلمت في صلاتي (أن بعضكم خالجنيها) أي شاركني في قراءة هذه السورة وخَلَّطنِيها
783 -
(00)(00)(00) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ. حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ. ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى. حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ. كِلاهُمَا عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، بِهَذَا الإِسْنَادِ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى الظُّهْرَ. وَقَال:"قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ بَعْضَكُمْ خَالجَنِيهَا"
ــ
عليَّ؛ يريد إنكار رفع الصوت بها حتى يشوش عليه قراءته لتلك السورة لا إنكار أصل القراءة عليه.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث عمران بن حصين رضي الله عنه فقال:
783 -
(00)(00)(00)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة) العبسي الكوفي، قال (حدثنا إسماعيل) بن إبراهيم بن مقسم الأسدي المعروف بـ (ابن علية) اسم أمه أبي بشر البصري ثقة، من (8)(ح وحدثنا محمد بن المثنى) العنزي، قال (حدثنا) محمد (بن) إبراهيم (أبي عدي) السلمي مولاهم أبو عمرو البصري (كلاهما) أي كل من إسماعيل وابن أبي عدي رويا (عن) سعيد (بن) مهران (أبي عروبة) اليشكري مولاهم أبي النضر البصري ثقة حافظ كثير التدليس، له تصانيف من أثبت الناس في قتادة، من (6) مات سنة (156) روى عنه في (7) أبواب (عن قتادة) بن دعامة البصري، وقوله (بهدا الإسناد) متعلق بما عمل في المتابع وهو ابن أبي عروبة، واسم الإشارة راجع إلى ما بعد شيخ المتابع وهو شعبة، والتقدير: حدثنا ابن أبي عروبة عن قتادة بهذا الإسناد يعني عن زرارة عن عمران (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى) بالناس (الظهر) بلا شك فجعل رجل يقرأ خلفه إلى آخر الحديث (وقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (قد علمت أن بعضكم خالجنيها) وهذا بيان لمحل المخالفة بين الروايتين.
وهذان السندان من سداسياته رجال الأول منهما كلهم بصريون إلا أبا بكر بن أبي شيبة فإنه كوفي، ورجال الثاني منهما كلهم بصريون، وغرضه بسوقهما بيان متابعة ابن أبي عروبة لشعبة بن الحجاج في رواية هذا الحديث عن قتادة، وفائدتها بيان كثرة طرقه.