الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
240 - (52) باب بيان كيفية السجود وصفته
996 -
(453)(113) حدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ. حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "اعْتَدِلُوا فِي السُّجُودِ. وَلا يَبْسُطْ أَحَدُكُمْ ذِرَاعَيهِ انْبِسَاطَ الْكَلْبِ"
ــ
240 -
(52) باب بيان كيفية السجود وصفته
996 -
(453)(113)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة) الكوفي (حدثنا وكيع) بن الجراح الكوفي (عن شعبة) بن الحجاج البصري (عن قتادة) بن دعامة البصري (عن أنس) بن مالك البصري رضي الله عنه، وصرح في الترمذي سماع قتادة له عن أنس. وهذا السند من خماسياته رجاله ثلاثة منهم بصريون واثنان كوفيان (قال) أنس (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اعتدلوا) أي توسطوا بين الافتراش والقبض (في السجود) بوضع الكفين على الأرض ورفع المرفقين عنها وعن الجنبين والبطن عن الفخذ إذ هو أشبه بالتواضع وأبلغ في تمكين الجبهة وأبعد من هيئات الكسالى فإن المنبسط يشبه الكسالى ويشعر حاله بالتهاون لكن لو تركه صحت صلاته، نعم يكون مسيئًا مرتكبًا لنهي التنزيه والله أعلم اهـ قسطلاني. قال ابن دقيق العيد: لعل المراد بالاعتدال هنا وضع هيئة السجود على وفق الأمر لأن الاعتدال الحسي المطلوب في الركوع لا يتأتى هنا فإنه هناك استواء الظهر والعنق، والمطلوب هنا ارتفاع الأسافل على الأعالي، قال: وقد ذكر الحكم هنا مقرونًا بعلته فإن التشبه بالأشياء الخسيسة يناسب تركه في الصلاة انتهى، قال الحافظ: والهيئة المنهي عنها أيضًا مشعرة بالتهاون وقلة الاعتناء بالصلاة (ولا يبسط) من بسط الثلاثي من باب نصر فمصدره البسط أي لا يفرش (أحدكم) في السجود (ذراعيه) أي ساعديه على الأرض (انبساط الكلب) صفة لمصدر محذوت أي بسطًا مثل انبساط الكلب وافتراشه ذراعيه على الأرض عند اضطجاعه ونومه أي لا يجعل ذراعيه على الأرض كالفراش، والبساط كما يجعلهما الكلب، قال القرطبي: لا شك في كراهة هذه الهيئة ولا في استحباب نقيضها اهـ. ويحتمل أن يكون انبساط الكلب مفعولًا مطلقًا لعامل ملاق له في الوزن تقديره ولا يبسط أحدكم ذراعيه فينبسط انبساط الكلب أي فيفترش افتراش الكلب ففي الكلام تشبيه بليغ. وفي القرطبي: انبساط مصدر غير ملاق لبسط لكن لما كان انبسط من بسط جاء المصدر عليه كقوله: {وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا}
997 -
(00)(00) حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَابْنُ بَشَّارٍ. قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ. ح قَال: وَحَدَّثَنِيهِ يَحْيَى بْنُ حَبِيبٍ. حَدَّثَنَا خَالِدٌ، (يَعْنِي ابْنَ الْحَارِثِ)، قَالا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، بِهذَا الإِسْنَادِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ جَعْفَرٍ:"وَلا يَتَبَسَّطْ أَحَدُكُمْ ذِرَاعَيهِ انْبِسَاطَ الْكَلْبِ"
ــ
كأنه قال: أنبتكم فنبتم نباتًا، ومثل هذا الحديث نهيه صلى الله عليه وسلم أن يفترش الرجل ذراعيه افتراش السبع، ولا شك في كراهية هذه الهيئة، واستحباب نقيضها وهو التجنيح المذكور في الأحاديث بعد هذا من فعله صلى الله عليه وسلم وهو التفريج والتخوية، والحكمة في كراهية تلك واستحباب هذه أنه إذا جنح كان اعتماده على يديه فيخف اعتماده على وجهه ولا يتأثر أنفه ولا جبينه ولا يتأذى بملاقاة الأرض فلا يتشوش هو في الصلاة بخلاف ما إذا بسط يديه فإنه يكون اعتماده على وجهه وحينئذٍ يتأذى ويخاف عليه التشويش.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [3/ 115 و 177] والبخاري [532] وأبو داود [897] والترمذي [276] والنسائي [2/ 211 - 212] وابن ماجه [892].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أنس رضي الله عنه فقال:
997 -
(00)(00)(حدثنا محمد بن المثنى) العنزي البصري (و) محمد (بن بشار) العبدي البصري (قالا حدثنا محمد بن جعفر) الهذلي البصري (ح قال وحدثنيه يحيى بن حبيب) بن عربي الحارثي أبو زكرياء البصري، ثقة، من (10)(حدثنا خالد يعني ابن الحارث) بن عبيد الهجيمي مصغرًا نسبة إلى الهجيم بن عمرو أبو عثمان البصري، ثقة ثبت، من (8)(قالا) أي قال كل من محمد بن جعفر وخالد بن الحارث (حدثنا شعبة) بن الحجاج، والجار والمجرور في قوله (بهذا الإسناد) يعني عن قتادة عن أنس متعلق بما عمل في المتابع كما مر مرارًا، والغرض بسوق هذين السندين بيان متابعة محمد بن جعفر وخالد بن الحارث لوكيع في رواية هذا الحديث عن شعبة (و) لكن (في حديث) محمد (بن جعفر ولا يتبسط أحدكم) من التبسط من باب تفعل الخماسي أي لا يفترش أحدكم (ذراعيه) أي ساعديه على الأرض ولا ينبسط (انبساط الكلب) أي انبساطًا مثل انبساط الكلب، قال النواوي: قوله (ولا يتبسط) معناه ولا يتخذهما بساطًا فينبسط انبساط الكلب اهـ.
998 -
(454)(114) حدَّثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى. قَال: أَخْبَرَنَا عُبَيدُ اللهِ بْنُ إِيَادٍ عَنْ إِيَادٍ، عَنِ الْبَرَاءِ؛ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا سَجَدْتَ فَضَعْ كَفيكَ وَارْفَعْ مِرْفَقَيكَ".
999 -
(455)(115) حدَّثنا قُتَيبَةُ بْنُ سَعِيدٍ. حَدَّثنَا بَكْرٌ، (وَهُوَ ابْنُ
ــ
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث أنس بحديث البراء رضي الله تعالى عنهما فقال:
998 -
(454)(114)(حدثنا يحيى بن يحيى) التميمي النيسابوري (قال) يحيى (أخبرنا عبيد الله بن إياد) بن لقيط السدوسي أبو السليل بفتح المهملة وكسر اللام الكوفي، روى عن أبيه في الصلاة وكليب بن وائل، ويروي عنه (م د ت س) ويحيى بن يحيى وجعفر بن حميد وابن مهدي وغيرهم، قال ابن معين: ثقة، وكان عريف قومه، وقال النسائي: ثقة، وقال مرة: ليس به بأس، وقال العجلي: ثقة، وقال في التقريب: صدوق لينه البزار وحده، من السابعة، مات سنة (169) تسع وستين ومائة (عن) أبيه (إياد) بكسر الهمزة ثم تحتانية بن لقيط بفتح فكسر السدوسي، أبي عبيد الله الكوفي، روى عن البراء بن عازب والحارث بن حسان العامري وأبي رِمْثَة وغيرهم، ويروي عنه (م د ت س) وابنه عبيد الله في الصلاة ومسعر والثوري وغيرهم، وثقه النسائي وابن معين، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال في التقريب: ثقة، من الرابعة (عن البراء) بن عازب بن الحارث بن عدي الأنصاري الأوسي أبي عمارة الكوفي الصحابي الجليل رضي الله عنه، له (305) أحاديث، روى عنه في (5) أبواب. وهذا السند من رباعياته رجاله ثلاثة منهم كوفيون وواحد نيسابوري (قال) البراء (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا سجدت) يا براء أي إذا أردت السجود في الصلاة مثلًا (فضع كفيك) على الأرض (وارفع مرفقيك) عنها.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [4/ 283 و 294] والترمذي [271].
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا لحديث أنس رضي الله عنه بحديث ابن بحينة رضي الله عنهما فقال:
999 -
(455)(115)(حدثنا قتيبة بن سعيد) الثقفي البغلاني (حدثنا بكر وهو ابن
مُضَرَ)، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَالِكِ ابْنِ بُحَينَةَ؛ أن رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ، إِذَا صَلَّى فَرَّجَ بَينَ يَدَيهِ، حَتَّى يَبْدُوَ بَيَاضُ إِبْطَيهِ
ــ
مضر) بن محمد أبو محمد المصري، ثقة، من (8) روى عنه في (9) أبواب (عن جعفر بن ربيعة) بن شرحبيل الكندي أبي شرحبيل المصري، ثقة، من (5) روى عنه في (4) أبواب (عن الأعرج) عبد الرحمن بن هرمز الهاشمي مولاهم أبي داود المدني القارئ، ثقة، من (3) روى عنه في (7) أبواب (عن عبد الله بن مالك) بن القِشْبِ بكسر القاف وسكون المعجمة بعدها موحدة، واسمه جندب بن فضلة الأزدي الأسدي من أزد شنوءة وكان حليفًا لهم، أبي محمد المدني، وكان قد نزل ريمًا على ثلاثين ميلًا من المدينة له صحبة من النبي صلى الله عليه وسلم المعروف بـ (ابن بحينة) اسم أمه وهي بنت الأرت وهو الحارث بن عبد المطلب بن عبد مناف صحابي مشهور، له (27) سبعة وعشرون حديثًا، اتفقا على أربعة، ويروي عنه (ع) والأعرج في الصلاة، وحفص بن عاصم في الصلاة، مات بعد (50) الخمسين ببطن ريم، قال النواوي:(مالك) يقرأ بالتنوين لأنه اسم أبيه فيكون لفظ ابن فيه صفة أولى لعبد الله، ويكتب ألف ابن في قوله ابن بحينة لأنه صفة ثانية لعبد الله، نظيره قولهم (عن إسماعيل بن إبراهيم بن علية) لا صفة لمالك (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى) أي سجد كما في الرواية الآتية (فرج) بالتشديد من التفريج أي فرق ووسع وباعد (بين يدَيهِ) وجَنْبَيهِ أي نَحَّى كل يد عن الجنب الذي يليها، قال الأبي: يريد وجنبيه فهو من حذف المعطوف كقوله تعالى: {تَقِيكُمُ الْحَرَّ} أي والبرد وهو المسمى بالاكتفاء عند البديعيين، ويبعد أن تكون يديه تثنية يد وجنب على التغليب كالعمرين (حتى يبدو) ويظهر (بياض إبطيه) لمن نظر إليه، وأنه أشبه بالتواضع وأبلغ في تمكين الجبهة والأنف من الأرض، قال النواوي: معنى التفريج والتجنيح والتخوية واحد؛ وهو مباعدة المرفقين والعضدين عن الجنبين في السجود.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري رواه في الصلاة [37 و 38] عن يحيى بن بكير، وفي صفة النبي صلى الله عليه وسلم في المناقب [23 - 24] عن قتيبة كلاهما عن بكر بن مضر، والنسائي في الصلاة [298 - 300] عن قتيبة اهـ من تحفة الأشراف.
1000 -
(00)(00) حدَّثنا عَمْرُو بْنُ سَوَّادٍ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ. أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَاللَّيثُ بْنُ سَعْدٍ. كِلاهُمَا عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ بِهَذَا الإِسْنَادِ.
وَفِي رِوَايَةِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا سَجَدَ، يُجَنِّحُ فِي سُجُودِهِ، حَتَّى يُرَى وَضَحُ إِبْطَيهِ.
وَفِي روَايَةِ اللَّيثِ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا سَجَدَ، فَرَّجَ يَدَيهِ عَنْ إِبْطَيهِ، حَتَّى إِنِّي لأَرَى بَيَاضَ إِبْطَيهِ.
1001 -
(456)(116) حدَّثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى
وَ
ــ
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث عبد الله بن بحينة رضي الله عنه فقال:
1000 -
(00)(00)(حدثنا عمرو بن سواد) بن الأسود العامري ثقة، من (11)(أخبرنا عبد الله بن وهب) المصري (أخبرنا عمرو بن الحارث والليث بن سعد) المصريان (كلاهما عن جعفر بن ربيعة) الكندي المصري (بهذا الإسناد) يعني عن الأعرج، عن ابن بحينة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وغرضه بسوق هذا السند بيان متابعة عمرو بن الحارث والليث لبكر بن مضر في رواية هذا الحديث عن جعفر بن ربيعة (و) لكن (في رواية عمرو بن الحارث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد) أي أراد السجود (يجنح) أي يباعد مرفقيه وعضديه عن جنبيه (في سجوده حتى) يكون كالشيء الذي له جناح فـ (يرى وضح إبطيه) أي بياضهما (وفي رواية الليث) بن سعد (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد) أي أراد السجود (فرج يديه) أي باعد عضديه (عن إبطيه حتى إني لأرى بياض إبطيه).
هذا بيان لمحل المخالفة بين الراوين تحرزًا من الكذب على أحدهما وهو اختلاف لفظي.
ثم استشهد المؤلف ثالثًا لحديث أنس بحديث ميمونة رضي الله تعالى عنهما فقال:
1001 -
(456)(116)(حدثنا يحيى بن يحيى) التميمي النيسابوري (و) محمد بن
ابْنُ أَبِي عُمَرَ. جَمِيعًا عَنْ سُفْيَانَ. قَال يَحْيَى: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَينَةَ عَنْ عُبَيدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الأَصَمِّ، عَنْ عَمِّهِ يَزِيدَ بْنِ الأصَمِّ، عَنْ مَيمُونَةَ؛ قَالتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا سَجَدَ، لَوْ شَاءَتْ بَهْمَةٌ أَنْ تَمُرَّ بَينَ يَدَيهِ لَمَرَّتْ
ــ
يحيى (بن أبي عمر) العدني أبو عبد الله المكي، صدوق، من (10)(جميعًا) أي كلاهما (عن سفيان) بن عيينة الهلالي الكوفي (قال يحيى أخبرنا سفيان بن عيينة) بتصريح السماع (عن عبيد الله بن عبد الله بن الأصم) العامري الكوفي، روى عن عمه يزيد بن الأصم في الصلاة، ويروي عنه (م د س ق) وابن عيينة ومروان بن معاوية وجماعة، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال في التقريب: مقبول، من السادسة (6)(عن عمه يزيد بن الأصم) اسم الأصم عمرو بن عدس بن معاوية بن عبادة بن البكاء بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري البكائي أبي عوف الكوفي نزيل الرقة، وأمه برزة بنت الحارث الهلالية أخت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم يقال له رؤية، وثقه النسائي وأبو زرعة، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال في التقريب: ثقة، من (3) مات سنة (103) في إمارة هشام بن عبد الملك (عن) خالته (ميمونة) بنت الحارث الهلالية زوج النبي صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين المدنية. وهذا السند من خماسياته رجاله ثلاثة منهم كوفيون وواحد مدني وواحد إما نيسابوري أو مكي (قالت) أم المؤمنين (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد لو شاءت بهمة) أي سخلة أي ولد ضأن أو معز (أن تمر بين يديه) أي تحت إبطيه، كما هو رواية أبي داود ذكره في المشكاة (لمرت) تحت يديه لمباعدته مرفقيه وعضديه عن جنبيه، وهذا الحديث يدل على شدة رفع بطنه عن الأرض وتجنيحه، والبهمة ولد الضأن والمعز على ما يفهم من القاموس ذكرًا كان أو أنثى، وقال أبو عبيدة وغيره من أهل اللغة: البهمة بفتح الباء واحدة البُهم بضمها وهي أولاد الغنم من الذكور والإناث، وجمع البُهم بِهام بكسر الباء، وهي في الحديث أنثى بدليل تأنيث الفعل أفاده ملا علي.
وفي الكشاف في تفسير سورة النمل: أن قتادة دخل الكوفة فالتفَّ عليه الناس فقالوا: سلوا ما شئتم، وكان أبو حنيفة حاضرًا وهو غلام حدث فقال: سلوه عن نملة سليمان أكانت ذكرًا أم أنثى فسألوه فأقحم، فقال أبو حنيفة: كانت أنثى، فقيل له: من أين عرفت؟ قال: من كتاب الله، وهو قوله:{قَالتْ نَمْلَةٌ} ولو كانت ذكرًا لقال قال
1002 -
(457)(117) حدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ. أَخْبَرَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاويَةَ الْفَزَارِيُّ. قَال: حَدَّثَنَا عُبَيدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الأَصَمِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ؛ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ عَنْ مَيمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ قَالتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا سَجَدَ خَوَّى بِيَدَيهِ (يَعْنِي جَنَّحَ)، حَتَّى يُرَى وَضَحُ إِبْطَيهِ مِنْ وَرَائِهِ. وَإِذَا قَعَدَ اطْمَأَنَّ عَلَى فَخِذِهِ الْيُسْرَى
ــ
نملة، وذلك أن النملة مثل الحمامة والشاة في وقوعها على الذكر والأنثى فيميز بينهما بعلامة نحو قولهم حمامة ذكر وحمامة أنثى وهو وهي اهـ وما نحن فيه نظيره.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [6/ 332 و 335] والنسائي وابن ماجه كما ذكره المنذري.
ثم استشهد المؤلف لحديث أنس بحديث آخر لميمونة رضي الله تعالى عنهما فقال:
1002 -
(457)(117)(حدثنا إسحاق بن إبراهيم) بن راهويه (الحنظلي) المروزي (أخبرنا مروان بن معاوية) بن الحارث (الفزاري) أبو عبد الله الكوفي، ثقة، من (8)(قال) مروان (حدثنا عبيد الله بن عبد الله بن الأصم) الكوفي (عن يزيد بن الأصم) الكوفي (أنه) أي أن يزيد (أخبره) أي أخبر لعبيد الله (عن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وهذا السند أيضًا من خماسياته رجاله ثلاثة منهم كوفيون وواحد مدني وواحد مروزي (قالت) أم المؤمنين (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد) أي أراد السجود (خوّى) أي باعد ونحى (بيديه) أي بمرفقيه وعضديه عن جنبيه (يعني) الراوي وهو ميمونة بقوله خوى (جنح) أي جعلهما كالجناح (حتى يرى) بالبناء للمفعول (وضح إبطيه) أي بياضهما لمن خلفه (مِنْ ورائه) متعلق بيرى أي من خلفه (وإذا قعد) أي جلس بين السجدتين (اطمأن) أي جلس مطمئنًا ساكنًا (على فخذه) وأليته (اليسرى) مفترشًا لها، وقال القرطبي:(ووضح الإبطين) بياضهما وهذا إنما كان يبصر منه ذلك إذا كان في ثوب يلتحف ويعقد طرفيه خلفه فإذا سجد جافى عضديه عن إبطيه فيرى وضحهما، ويحتمل أن يريد الراوي موضع وضحهما لو لم يكن عليه ثوب والله تعالى أعلم، وفي العون: وفي الحديث دليل على أنه لم يكن عليه قميص لانكشاف إبطيه، وتعقب باحتمال أن يكون القميص واسع الأكمام، وقد روى الترمذي في الشمائل عن أم
1003 -
(00)(00) حدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ وَعَمْرٌو النَّاقِدُ. وَزُهَيرُ بْنُ حَرْبٍ وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، (وَاللَّفْظُ لِعَمْرٍو). (قَال إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا. وَقَال الآخَرُونَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ)، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ عَنْ يَزِيد بْنِ الأصَمِّ، عَنْ مَيمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ؛ قَالتْ: كانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا سَجَدَ، جَافَى حَتَّى يَرَى مَنْ خَلْفَهُ
ــ
سلمة: "وكان أحب الثياب إلى النبي صلى الله عليه وسلم القميص" واستدل به على أن إبطيه صلى الله عليه وسلم لم يكن عليهما شعر، وفيه نظر فقد حكى المحب الطبري في الاستسقاء من الأحكام له أن من خصائصه صلى الله عليه وسلم أن الإبط من جميع الناس متغير اللون غيره كذا في فتح الباري اهـ.
وهذا الحديث شارك المؤلف في روايته أحمد [6/ 333] وأبو داود [898] والنسائي [2/ 213].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث ميمونة هذا رضي الله تعالى عنها فقال:
1003 -
(00)(00)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة) العبسي الكوفي (وعمرو) بن محمد بن بكير بن شابور (الناقد) أبو عثمان البغدادي (وزهير بن حرب) بن شداد الحرشي أبو خيثمة النسائي (وإسحاق بن إبراهيم) بن راهويه الحنظلي المروزي (واللفظ) الآتي (لعمرو) الناقد (قال إسحاق أخبرنا وقال الآخرون حدثنا وكيع) بن الجراح الرؤاسي الكوفي (حدثنا جعفر بن برقان) بضم الباء وكسرها وسكون الراء بعدها قاف الكلابي مولاهم الجزري أبو عبد الله الرقيُّ، وثقه ابن معين وأحمد وأبو زرعة وأبو حاتم وابن المديني، وقال في التقريب: صدوق يهم في حديث الزهري، من (7) مات سنة (154) روى عنه في (7) أبواب (عن يزيد بن الأصم) الكوفي (عن ميمونة بنت الحارث) زوج النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا السند من خماسياته رجاله ثلاثة منهم كوفيون وواحد مدني وواحد رقي أو كوفيان وبغدادي أو كوفيان ونسائي أو كوفيان ومروزي، غرضه بسوقه بيان متابعة جعفر بن برقان لعبد الله في رواية هذا الحديث عن يزيد بن الأصم (قالت) ميمونة (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد جافى) وباعد يديه عن جنبيه (حتى يرى) بفتح الياء بالبناء للفاعل فاعله (مَنْ خَلْفَه) ووراءه بفتح الميم
وَضَحَ إِبْطَيهِ.
قَال وَكِيعٌ: يَعْنِي بَيَاضَهُمَا
ــ
موصولة (وضح إبطيه قال وكيع يعني بياضهما) وهذه الأحاديث تدل على شدة رفع بطنه عن الأرض وتجنيحه وهذا كله حكم الرجال، فأما النساء فحكمهن عند مالك حكم الرجال إلا أنه يستحب لهن الانضمام والاجتماع وخيّرهن أبو حنيفة في الانفراج والانضمام، وذهب السلف إلى أن سنتهن التربع وحكم الفرائض والنوافل في هذا سواء اهـ قرطبي.
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب خمسة أحاديث الأول حديث أنس ذكره للاستدلال وذكر فيه متابعة واحدة، والثاني حديث البراء ذكره للاستشهاد، والثالث حديث عبد الله بن بحينة ذكره للاستشهاد وذكر فيه متابعة واحدة، والرابع حديث ميمونة الأول ذكره للاستشهاد، والخامس حديث ميمونة الثاني ذكره للاستشهاد وذكر فيه متابعة واحدة، والله سبحانه تعالى أعلم.
***