المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌220 - (32) باب الأمر بتسوية الصفوف وتعديلها وإتمامها وبيان من يلي الإمام من القوم - الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج - جـ ٧

[محمد الأمين الهرري]

فهرس الكتاب

- ‌ كتاب الصلاة

- ‌190 - (1) باب بدء الأذان

- ‌191 - (2) -باب: الأمر بشفع الأذان وإيتار الإقامة

- ‌192 - (3) باب: صفة الأذان أي كيفيته وصيغته

- ‌193 - (4) باب: استحباب اتخاذ مؤذنَين للمسجد الواحد

- ‌194 - (5) باب جواز أَذان الأَعمى إذا كان معه بصير

- ‌195 - (6) باب: الأذان أمان من الإِغارة

- ‌196 - (7) باب فضل حكاية الأذان ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعدها وسؤال الوسيلة له صلى الله عليه وسلم

- ‌197 - (8) - باب: فضل الأذان وهرب الشيطان عند سماعه

- ‌197 - (9) باب رفع اليدين في الصلاة ومتى يرفعهما وإلى أين يرفع ومتى يترك الرفع

- ‌198 - (10) - باب: التكبير في كل خفض ورفع إلا الرفع من الركوع

- ‌199 - (11) باب القراءة في الصلاة وأنه لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب

- ‌200 - (12) باب الجهر والإسرار في الصلاة

- ‌201 - (13) باب تعليم الصلاة وكيفيتها لمن لا يحسنها

- ‌202 - (14) باب: نهي المأموم عن جهره بالقراءة خلف إمامه

- ‌203 - (15) باب: حجة من قال لا يجهر بالبسملة

- ‌204 - (16) باب: حجة من قال: إن البسملة آية من أول كل سورة، سوى براءة

- ‌205 - (17) باب: وضع يده اليمنى على اليسرى بعد تكبيرة الإحرام على صدره ووضعهما في السجود على الأرض حذو منكبيه

- ‌206 - (18) باب: التشهد في الصلاة

- ‌207 - (19) باب بيان كيفية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد

- ‌208 - (20) باب: التسميع والتحميد والتأمين

- ‌209 - (21) باب: ائتمام المأموم بالإمام

- ‌210 - (22) باب: النهي عن مبادرة الإمام بالتكبير وغيره

- ‌211 - (23) باب إنما الإمام جنة

- ‌212 - (24) باب: استخلاف الإمام إذا مرض وجواز ائتمام القائم بالقاعد

- ‌213 - (25) باب مراجعة عائشة رضي الله تعالى عنها النبي صلى الله عليه وسلم في استخلافه أباها في الصلاة

- ‌214 - (26) بابٌ العملُ القليلُ في الصلاة لا يضرُّها

- ‌215 - (27) باب من نابه شيء في الصلاة فليسبح

- ‌216 - (28) باب تقديم الجماعة من أرادوا ليصلي بهم إذا تأخر الإمام الراتب

- ‌217 - (29) باب الأمر بتحسين الصلاة وإتمام الركوع والسجود

- ‌218 - (30) باب النهي عن سبق الإمام بركوع أو سجود أو غيرهما وعن رفع البصر إلى السماء في الصلاة

- ‌219 - (31) باب الأمر بالسكون في الصلاة والنهي عن الإشارة فيها والأمر بإتمام الصُّفُوف الأُول والتراصّ فيها

- ‌220 - (32) باب الأمرِ بِتَسْويَةِ الصفوف وتعديلها وإتمامها وبيان من يلي الإمام من القوم

- ‌221 - (33) باب فضل الصف الأول والاستهام عليه وخيريته للرجال

- ‌222 - (34) باب نهي النساء المصليات خلف الرجال عن رفع رؤوسهن حتى يرفع الرجال

- ‌223 - (35) باب النهي عن منع المرأة من الخروج إلى المساجد إذا استأذنت ولم تترتب عليه مفسدة

- ‌224 - (36) باب نهي النساء عن الطيب عند الخروج إلى المساجد

- ‌225 - (37) باب التوسط بين الجهر والأسرار في قراءة صلاة الجهر إذا خاف مفسدة من الجهر

- ‌226 - (38) باب استماع القراءة من المعلم وكذا من الإمام

- ‌227 - (39) باب الجهر بالقراءة في الصبح واستماع الجن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌228 - (40) باب: القراءة في الظهر والعصر

- ‌229 - (41) باب: القراءة في الصبح والظهر والعصر

- ‌230 - (42) باب القراءة في المغرب

- ‌231 - (43) باب: القراءة في العشاء

- ‌232 - (44) باب: أمر الأئمّة بالتخفيف في تمام

- ‌233 - (45) باب: اعتدال أفعال الصلاة وتقارب أركانها

- ‌234 - (46) باب: متابعة الإمام والعمل بعده

- ‌235 - (47) باب: ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع

- ‌236 - (48) باب: النهي عن القراءة في الركوع والسجود

- ‌237 - (49) باب: ما يقال في الركوع والسجود والأمر بإكثار الدعاء فيه

- ‌238 - (50) باب: فضل السجود والحث عليه

- ‌239 - (51) بَابُ عَلَى كَمْ يَسْجُدُ، وَالنَّهْيُ عَنْ كَفِّ الثَّوْبِ والشَّعْر وَعَقْصِهِ فِي الصلاة

- ‌240 - (52) باب بيان كيفية السجود وصفته

- ‌241 - (53) باب بيان صفة صلاته صلى الله عليه وسلم وبيان ما يفتتح به وما يختم به فيها

الفصل: ‌220 - (32) باب الأمر بتسوية الصفوف وتعديلها وإتمامها وبيان من يلي الإمام من القوم

‌220 - (32) باب الأمرِ بِتَسْويَةِ الصفوف وتعديلها وإتمامها وبيان من يلي الإمام من القوم

866 -

(396)(57) حدَّثنا أَبُو بَكْرٍ بْنُ أَبِي شَيبَةَ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ وَأَبُو مُعَاوَيةَ وَوَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيرٍ التَّيمِيِّ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ؛ قَال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُ مَنَاكِبَنَا في الصَّلَاةِ

ــ

220 -

(32) باب الأمرِ بِتَسْويَةِ الصفوف وتعديلها وإتمامها وبيان من يلي الإمام من القوم

866 -

(396)(57)(حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي شيبة) العبسي الكوفي (حَدَّثَنَا عبد الله بن إدريس) بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي أبو محمد الكوفي، ثقة، حجة، إمام من أئمة المسلمين من الثامنة، مات سنة (192) روى عنه في (17) بابا (وأبو معاوية) محمد بن خازم الضرير التميمي مولاهم الكوفي، ثقة، من (9)(ووكيع) بن الجراح الكوفي من (9)(عن الأعمش) سليمان بن مهران الكوفي (عن عمارة بن عمير) بضم العين فيهما (التيمي) تيم الله الكوفي، روى عن أبي معمر في الصلاة، والأسود بن يزيد في الصلاة، وأبي عطية مالك بن عامر، وعبد الرحمن بن يزيد في الحج والصوم، وقيس بن السكن في الصوم، وإبراهيم بن أبي موسى في الحج، والحارث بن سويد في التوبة، ووهب بن ربيعة في النفاق، فجملة ما روى عنه فيه خمسةُ أبوابٍ، ويروي عنه (ع) والأعمش والحكم وحبيب بن أبي ثابت، وثقه أحمد وابن معين وَأبو حاتم والنسائي، وقال في التقريب: ثقة ثبت، من الرابعة، مات بعد المائة (150) وقيل قبلها بسنتين (عن أبي معمر) الأزدي أو الأسدي عبد الله بن سخبرة الكوفي، ثقة، من الثانية مات في إمارة عبد الله بن الزبير، روى عنه في (5) أبواب (عن أبي مسعود) الأنصاري البدري عقبة بن عمرو بن ثعلبة الصحابي المشهور رضي الله عنه، روى عنه في (3) أبواب له (102) حديثًا اتفقا على (9) وانفرد (خ) بـ (1) و (م) بـ (9) وهذا السند من سداسياته، ومن لطائفه أن رجاله كلهم كوفيون إلَّا أبا مسعود فإنه بدري أو مدني وأنه اجتمع فيه ثلاثة من التابعين (قال) أبو مسعود (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح مناكبنا في الصلاة) أي يسوي مناكبنا في الصفوف ويعدِّلُنا فيها، قال القاضي: وتسويتها سنة عمل بها الخلفاء بعده صلى الله عليه وسلم وشددوا فيها حتَّى وكلوا بالصفوف من يسويها فإذا

ص: 231

وَيَقُولُ: "اسْتَوُوا وَلا تَخْتَلِفُوا، فَتَختَلِفَ قُلُوبُكُمْ، لِيَلِنِي مِنْكُمْ أُوْلُو الأَحْلَامِ وَالنُّهَى، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ. ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ"

ــ

استوت كبروا اهـ (و) كان رسول الله صلى الله عليه وسلم (يقول) لنا (استووا) صفوفكم وعدلوا مناكبكم (ولا تختلفوا) بمناكبكم بالتقدم والتأخر (فتختلف قلوبكم) بالفتن كما وقع بعد، قاله الأبي. والمناكب جمع منكب وهو ما بين الكتف والعضد، ويقول أيضًا (ليلني منكم) أي ليكن واليًا متصلًا بي قريبًا مني (أولو الأحلام والنهى) أي أصحاب البلوغ والعقل أي البالغون العقلاء، والأحلام والنهى بمعنى واحد وهي العقول واحدها نهية لأنه ينهى صاحبه عن الرذائل وإنما خص صلى الله عليه وسلم هذا النوع بالتقديم لأنه الَّذي يتأتى منهم التبليغ وأن يستخلف منهم إن احتاج إليهم، وفي التنبيه على سهو إن طرأ ولأنهم أحق بالتقدم ممن سواهم لفضيلة العلم والعقل اهـ قرطبي. وقوله (ليلني) أمر من الولي وهو القرب أي ليقرب مني فالياء ساقطة للام الأمر، قال النواوي: ويجوز إثبات الياء مع تشديد النون على التوكيد اهـ ملا علي.

والمعنى: ليلني أصحاب الألباب والعقول، قال ابن الأثير: والأحلام جمع حلم بالكسر وهي الأناة والتثبت في الأمور وذلك من شعار العقلاء اهـ، فالحلم ليس في الحقيقة هو العقل بل من مسبباته ولهذا فسروا قوله تعالى:{أَمَّ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُمْ} بعقولهم فيسوغ عطف النهي عليه، ومفرد النهي النهية كالمدى جمع المدية سمي بالنهية لنهيه عن القبائح.

قال النواوي: ليلني هو بكسر اللامين وتخفيف النون من غير ياء قبل النون ويجوز إثبات الياء مع تشديد النون على التوكيد وأولو الأحلام هم العقلاء وقيل البالغون، والنهى بضم النون العقول فعلى قول من يقول أولو الأحلام العقلاء يكون اللفظان بمعنى فلما اختلف اللفظ عطف أحدهما على الآخر تأكيدًا وعلى الثاني معناه البالغون العقلاء.

(ثم الذين يلونهم) أي الذين يقربون منهم في هذا الوصف، قال الأبي: والأظهر أنَّه على الترتيب في أهل الصف الأول لا في الصفوف اهـ أي يلي إلى جهة الإمام من أهل الصف الأول أولو الأحلام للأسباب السابقة (ثم الذين يلونهم) أي يلون من قبلهم من أهل المرتبة الثانية، وقال بعض الفقهاء: أولو الأحلام والنهى الرجال البالغون، والذين يلونهم الصبيان والذين يلونهم النساء، وهذا إنما يكون في ترتيبهم في الصفوف

ص: 232

قَال أَبُو مَسْعُودٍ: فَأَنْتُمُ الْيَوْمَ أَشَدُ اخْتِلَافًا.

867 -

(00)(00)(00) وحدَّثناه إِسْحَاقُ. أَخْبَرَنَا جَرِير. ح قَال: وَحدَّثَنَا ابْنُ خَشْرَمٍ، أَخْبَرَنَا عِيسَى، (يَعْنِي ابْنَ يُونُسَ)، ح قَال: وَحدَّثَنَا ابْنُ أبِي عُمَرَ، حدَّثنَا ابْنُ عُيَينَةَ، بِهَذَا الإِسْنَادِ، نَحْوَهُ

ــ

(قال أبو مسعود) بالسند السابق (فأنتم اليوم) أيها المسلمون (أشد اختلافًا) بينكم بسبب كثرة الفتن كما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم. قال النواوي: وفي هذا تقديم الأفضل فالأفضل إلى الإمام لأنه أولى بالإكرام ولأنه ربما احتاج الإمام إلى استخلاف فيكون هو أولى ولأنه يتفطن لتنبيه الإمام على السهو لما لا يتفطن له غيره وليضبطوا صفة الصلاة ويحفظوها وينقلوها ويعلموها الناس وليَقْتَدِيَ بأفعالهم منْ وَراءهم ولا يختص هذا التقديم بالصلاة بل السنة أن يقدم أهل الفضل في كل مجمع إلى الإمام وكبير المجلس كمجلس العلم والقضاء والذكر والمشاورة ومواقف القتال وإمامة الصلاة والتدريس والإفتاء وإسماع الحديث ونحوها ويكون الناس فيها على مراتبهم في العلم والدين والعقل والشرف والسن والكفاءة في ذلك الباب، والأحاديث الصحيحة متعاضدة على ذلك، وفيه تسوية الصفوف واعتناء الإمام بها والحث عليها اهـ. وتقدم في أول الكتاب حديث:"نَزِّلُوا النَّاسَ منازلَهم" قال (5) وذلك هو السنة.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [4/ 122] وأبو داود [674] والنسائي [2/ 90].

ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أبي مسعود رضي الله عنه فقال:

867 -

(00)(00)(00)(وحدثناه إسحاق) بن إبراهيم بن راهويه الحنظلي المروزي (أخبرنا جرير) بن عبد الحميد بن قرط الضبي الكوفي، ثقة، من (8)(ح) أي حول المؤلف السند و (قال وحدثنا) أيضًا علي (بن خشرم) بوزن جعفر بن عبد الرحمن بن عطاء بن هلال أبو الحسن المروزي، ثقة، من (10) قال (أخبرنا عيسى يعني ابن يونس) بن أبي إسحاق السبيعي الكوفي، ثقة، من (8)(ح قال وحدثنا) محمد بن يحيى (بن أبي عمر) العدني المكي، قال (حَدَّثَنَا) سفيان (بن عيينة) الكوفي ثم المكي كل من الثلاثة أعني جريرًا وعيسى بن يونس وابن عيينة رووا عن الأعمش (بهذا الإسناد) يعني عن عمارة عن أبي معمر عن أبي مسعود (نحوه) أي نحو ما حدث عبد الله بن

ص: 233

868 -

(397)(58) حدَّثنا يَحْيَى بْنُ حَبِيبٍ الْحَارِثِيُّ وَصَالِحُ بْنُ حَاتِمٍ بْنِ وَرْدَانَ. قَالا: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُريعٍ. حَدَّثَنِي خَالِدٌ الْحذَّاءُ عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ؛ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لِيَلِنِي مِنْكُمْ أولُو الأَحْلَامِ وَالنُّهَى،

ــ

إدريس، عن الأعمش، وغرضه بسوق هذه الأسانيد بيان متابعة هؤلاء الثلاثة لعبد الله بن إدريس في رواية هذا الحديث عن الأعمش، والله أعلم.

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث أبي مسعود بحديث عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنهما فقال:

868 -

(397)(58)(حَدَّثَنَا يحيى بن حبيب) بن عربي (الحارثي) أبو زكرياء البصري، ثقة، من (10) مات سنة (248) روى عنه في (5) أبواب (وصالح بن حاتم بن وردان) أبو محمد البصري، روى عن يزيد بن زريع في الصلاة والجهاد، وأبيه، وحماد بن زيد، ويروي عنه (م) وأبو يعلى والبغوي، وقال في التقريب: صدوق، من العاشرة، مات سنة (236) ست وثلاثين ومائتين، وذكره ابن حبان في الثقات، روى عنه في (2) فقط (قالا حَدَّثَنَا يزيد بن زريع) التيمي أبو معاوية البصري، ثقة ثبت، من (8) مات سنة (182) روى عنه في (12) بابا، قال (حدثني خالد) بن مهران المجاشعي (الحذاء) أبو المنازل البصري، ثقة يرسل، من (5) مات سنة (142) اثنتين وأربعين ومائة، روى عنه في (14) بابًا (عن أبي معشر) زياد بن كليب الحنظلي الكوفي، ثقة، من (4) مات سنة (119) تسع عشرة ومائة (عن إبراهيم) بن يزيد بن قيس النخعي الكوفي، ثقة، من (3) مات سنة (96)(عن علقمة) بن قيس النخعي الكوفي، ثقة مخضرم، من (2) مات سنة (62)(عن عبد الله بن مسعود) الهذلي أبي عبد الرحمن الكوفي رضي الله عنه، وهذا السند من سباعياته رجاله أربعة منهم كوفيون وثلاثة بصريون (قال) ابن مسعود (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليلني منكم) أيها المؤمنون (أولو الأحلام والنهى) وعطف النهي على الأحلام من عطف الشيء على نفسه مع اختلاف اللفظ للتأكيد، وقيل أولو الأحلام البالغون فهو من عطف المغاير، وقال (ع) وواحد النهي بضم النون نهية بضم النون أيضًا كظلمة وظلم من النهي ضد الأمر لأنها تنهى صاحبها عن الرذائل كتسمية العقل عقلًا من عقال البعير لأنه يعقل صاحبه أي يمنع صاحبه ويحبسه عنها كما

ص: 234

ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ - ثَلَاثًا - وَإِيَّاكُمْ وَهَيشَاتِ الأَسْوَاقِ".

869 -

(397)(59) حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَابْنُ بَشَّارٍ. قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. قَال: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحدِّثُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "سَوُّوا صُفُوفَكُم، فَإِنَّ تَسْويَةَ الصَّفِّ مِنْ تَمَامِ الصَّلَاةِ"

ــ

يحبس العقال البعير عن الذهاب اهـ.

ويحتمل كون النهي من الانتهاء وهو الوقوف عند الغاية وعدم التجاوز لأنها تنتهي بصاحبها إلى ما أمر به ولا تتجاوزه، والانتهاء من النهي بكسر النون وفتحها وهو المكان الَّذي يستقر الماء عنده، قال الفارسي: ويحتمل النُّهى أنَّه مصدر كالهُدى لا جمع نهية اهـ.

(ثم) قال النبي صلى الله عليه وسلم (الذين يلونهم ثلاثًا) أي ثلاث مرات (وإياكم) أي باعدوا أنفسكم (وهيشات الأسواق) أي عن مثل الأصوات المختلطة في الأسواق والمنازعة والمخاصمة والأصوات المرتفعة الواقعة فيها أي لا تفعلوا مثلها عند تسويتكم الصفوف في الصلاة بالمخاصمة والمنازعة وارتفاع الأصوات.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [1/ 457] وأبو داود [675] والترمذي [228].

ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث أبي مسعود بحديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنهما فقال:

869 -

(397)(59)(حَدَّثَنَا محمد بن المثنى) العنزي البصري (و) محمد (بن بشار) بن عثمان العبدي البصري كلاهما (قالا حَدَّثَنَا محمد بن جعفر) الهذلي البصري المعروف بغندر ربيب شعبة، قال (حَدَّثَنَا شعبة) بن الحجاج بن الورد العتكي البصري (قال) شعبة (سمعت قتادة) بن دعامة السدوسي البصري حالة كونه (يحدث عن أنس بن مالك) بن النضر الأنصاري رضي الله عنه أبي حمزة البصري. وهذا السند من خماسياته، ومن لطائفه أن رجاله كلهم بصريون (قال) أنس (قال رسول إله صلى الله عليه وسلم: سووا) أيها المصلون معي (صفوفكم) وعدلوها بتسوية مناكبكم وأقدامكم (فإن تسوية) جنس (الصف) الصادق بالواحد وما فوق (من) أسباب (تمام) ثواب (الصلاة) الزائد مع

ص: 235

870 -

(00)(00) حدَّثنا شَيبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، (وَهُوَ ابْنُ صُهَيبٍ)، عَنْ أَنَسٍ؛ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَتِمُّوا الصُّفُوفَ، فَإِنِّي أَرَاكُمْ خَلْفَ ظَهْرِي".

871 -

(398)(60) حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ. حدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزاقِ

ــ

الجماعة، وفي الآخر من حسن الصلاة، فيكون الأمر بها من السنة، وترتيب الوعيد عليه يقتضي وجوبه فليتأمل.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [3/ 177 و 254] والبخاري [719] وأبو داود [667 - 671] والنسائي [2/ 21] وابن ماجة [993].

ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أنس رضي الله عنه فقال:

870 -

(00)(00)(00)(حَدَّثَنَا شيبان بن فروخ) الحبطي بفتحتين مولاهم أبو محمد الأبلي، قال أحمد: ثقة، وقال في التقريب: صدوق يهم، من صغار التاسعة، مات سنة (236) روى عنه في (11) بابا (حَدَّثَنَا عبد الوارث) بن سعيد بن ذكوان التميمي أبو عبيدة البصري، ثقة ثبت، من (8) مات سنة (180)(عن عبد العزيز وهو ابن صهيب) البناني مولاهم البصري، ثقة، من (4) مات سنة (135)(عن أنس) بن مالك الأنصاري البصري رضي الله عنه، وهذا السند من رباعياته رجاله كلهم بصريون إلَّا شيبان فإنه أبلي، وغرضه بسوقه بيان متابعة عبد العزيز لقتادة في رواية هذا الحديث عن أنس، وكرر المتن لما في هذه الرواية من المخالفة (قال) أنس (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتموا الصفوف) أي كملوا الصفوف الأول فالأول منها وعدلوها بتسوية المناكب والأقدام (فإني أراكم) أيها الحاضرون للصلاة معي (خلف ظهري) أي وراء ظهري فاطلع على إتمامكم إياها وعدمه، والمعنى إني أبصركم بعيني المعهودة وأنتم خلف ظهري كما أبصركم وأنتم بين يدي، والفاء للسببية، وتقدم معنى هذا الحديث في الباب قبله. ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثالثًا بحديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:

871 -

(398)(60)(حَدَّثَنَا محمد بن رافع) القشيري مولاهم أبو عبد الله النيسابوري، ثقة، من (11) روى عنه في (11) بابا (حَدَّثَنَا عبد الرزاق) بن همام الحميري مولاهم أبو بكر الصنعاني، ثقة، من (9) مات سنة (211) روى عنه في (7)

ص: 236

حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ. قَال: هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيرَةَ عَن رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَذَكَرَ أَحَادِيثَ مِنْهَا. وَقَال: "أَقِيمُوا الصَّفِّ في الصَّلَاةِ. فَإِن إِقَامَةَ الصَّفِّ مِن حُسْنِ الصَّلَاةِ".

872 -

(399)(61) حدَّثنا أَبُو بَكْرٍ بْنُ أَبِي شَيبَةَ. حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ. ح وَحدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَابْنُ بَشَّارٍ. قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ. قَال: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ أَبِي الْجَعْدِ الْغَطَفَانِيَّ. قَال: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ

ــ

أبواب (حَدَّثَنَا معمر) بن راشد الأزدي أبو عروة البصري، ثقة، من (7) مات سنة (154) روى عنه في (9) أبواب (عن همام بن منبه) بن كامل اليماني أبي عقبة الصنعاني، ثقة، من (4) مات سنة (132) (قال) همام (هذا) الحديث الَّذي أذكره لكم (ما حَدَّثَنَا أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر) همام (أحاديث) كثمرة (منها) أي من تلك الأحاديث الكثيرة أن أبا هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا (وقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (أقيموا الصف) وعدلوه بتسوية المناكب والأقدام وتراصوا فيه (في) قيامكم لِي (الصَّلاةِ فإن إقامة الصف) وتعديله وتسويتَه، وقيل هي سَدُّ الفُرج التي فيه (مِنْ حسن) إقامة (الصلاة) جماعةً؛ يعني من الأمور المحسنة لها فيكون الأمر للاستحباب اهـ ابن الملك.

انفرد المؤلف رحمه الله برواية هذا الحديث عن أصحاب الأمهات وشاركه أحمد [2/ 314]. ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى رابعًا بحديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما فقال:

872 -

(399)(61)(حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي شيبة حَدَّثَنَا غندر) محمد بن جعفر (عن شعبة ح وحدثنا محمد بن المثنى و) محمد (بن بشار قالا حَدَّثَنَا محمد بن جعفر حَدَّثَنَا شعبة عن عمرو بن مرة) بن عبد الله بن طارق الهمداني أبي عبد الله الكوفي الأعمى، ثقة، عابد، من (5) مات سنة (118) روى عنه في (13) بابا (قال) عمرو (سمعت سالم بن أبي الجعد) رافع (الغطفاني) الأشجعي مولاهم الكوفي، ثقة وكان يرسل، من (3) مات سنة (150) روى عنه في (7)(قال سمعت النعمان بن بشير) الأنصاري الخزرجي المدني، وهذان السندان من سداسياته الأول منهما رجاله ثلاثة

ص: 237

قَال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَتُسَوُّن صُفُوفَكُمْ، أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللهُ بَينَ وُجُوهِكُمْ".

873 -

(00)(00)(00) حدَّثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى. أَخْبَرَنَا أَبُو خَيثَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ. قَال:

ــ

منهم كوفيون واثنان بصريان وواحد مدني، والثاني منهما ثلاثة منهم بصريون واثنان كوفيان وواحد مدني (قال) النعمان (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول) عباد الله والله (لتسون) بضم التاء والواو المشددة أصله لتُسوُّونن مضارع مبني للفاعل مسند إلى واو الجماعة مرفوع بثبات النون المحذوفة لتوالي الأمثال وواو الفاعل حذفت لالتقاء الساكنين لبقاء دالها كما هو مقرر في محله أي لتعدلن (صفوفكم) بتسوية المناكب والأقدام (أو ليخالفن الله) أي أو ليوقعن الله المخالفة (بين وجوهكم) أي قلوبكم، وقوله (ليخالفن الله) من باب المفاعلة ولكن لا يقتضي المشاركة لأن معناه ليوقعن الله المخالفة بقرينة لفظ بين وأو لأحد الأمرين: إما إقامة الصفوف، وإما إيقاع المخالفة بين الوجوه إن لم تقيموها، قال النووي: والأظهر أن معناه يوقع بينكم العداوة والبغضاء واختلاف القلوب كما يقال تغير وجه فلان عليّ أي ظهر لي من وجهه كراهة لي وتغير علي قلبه لأن مخالفتهم في الصفوف مخالفة في ظواهرهم واختلاف الظواهر سبب لاختلاف البواطن اهـ والمذكور في المشارق: القلوب بدل الوجوه لكن لم توجد تلك الرواية في الصحيحين كما في المبارك، قال: ومعنى مخالفة الوجوه مسخها فيكون محمولًا على التهديد، ويحتمل أن يراد منها وجوه القلوب اهـ.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [4/ 271 و 272] والبخاري [717] وأبو داود [662 و 663] والترمذي [227] والنسائي [2/ 89].

ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما فقال:

873 -

(00)(00)(00)(حَدَّثَنَا يحيى بن يحيى) بن بكير التميمي النيسابوري من (10)(أخبرنا أبو خيثمة) زهير بن معاوية بن حديج الجعفي الكوفي، ثقة ثبت، من (7) مات سنة (173) روى عنه في (10) أبواب (عن سماك بن حرب) بن أوس الذهلي أبي المغيرة الكوفي، صدوق، من (4) مات سنة (123) روى عنه في (14)(قال) سماك

ص: 238

سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُسَوِّي صُفُوفَنَا. حَتَّى كَأَنَّمَا يُسَوِّي بِهَا الْقِدَاحَ، حَتى رَأَى أَنَّا قَدْ عَقَلْنَا عَنْهُ. ثُمَّ خَرَجَ يَوْمًا فَقَامَ حَتَّى كَادَ يُكَبِّرُ، فَرَأَى رَجُلًا بَادِيًا صَدْرُهُ مِنَ الصَّفِّ. فَقَال: "عِبَادَ اللهِ، لَتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ، أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللهُ

ــ

(سمعت النعمان بن بشير) رضي الله عنهما الأنصاري أبا عبد الله المدني. وهذا السند من رباعياته رجاله اثنان منهم كوفيان وواحد مدني وواحد نيسابوري، وغرضه بسوقه بيان متابعة سماك بن حرب لسالم بن أبي الجعد في رواية هذا الحديث عن النعمان، وكرر متن الحديث لما فيها من الزيادة التي لا تقبل الفصل، والله أعلم (يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسوي) أي يعدل (صفوفنا) بتعديل مناكبنا وأقدامنا أي يبالغ في تسويتها (حتَّى كأنما يسوي بها القداح) أي يبالغ في تسويتها حتَّى تصير كأنها السهام لشدة استوائها أي يبالغ في تسويتها حتَّى كأنه يشبه بمن يعدل القداح وينحتها، والقداح بكسر القاف هي خشب السهام حين تنحت وتبرى، واحدها قدح بكسر القاف وسكون الدال، قال ابن الملك: والقداح السهام التي يستقسمون بها أو التي يرمى بها عن القوس، وفي حديث ابن عمر على ما ذكر في النهاية (كان يقومهم في الصف كما يقوم القَدَّاح القدح) والقدّاح بالتشديد صانع القدح اهـ.

وقوله (حتَّى رأى) وظن (أنا قد عقلنا) وفهمنا (عنه) ما يريد من التسوية بدل من حتَّى الأولى مع مدخولها أي يسوي صفوفنا حتَّى ظن أنا قد عقلنا عنه ما يريد وفعلناه وكلمة ثم في قوله (ثم خرج يومًا) للترتيب الذكري أي ثم بعد ما ذكرت أقول إنه خرج يومًا من الأيام إلى المسجد للصلاة بنا (فقام) في موضعه للإحرام (حتَّى كاد) وقرب أن (يكبر) للإحرام بحذف أن المصدرية في خبر كاد لأن الكثير حذفها مع كاد كقوله تعالى: {وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ} ويقل اقترانه بها كقوله: كادت النفس أن تَفِيضَ عليه، أي قَرُبَت الروحُ أن تَخْرج حزنًا عليه أي على الميت كما قال ابن مالك:

وكونه بدون أن بعد عسى

نزر وكاد الأمر فيه عكسا

(فرأى رجلًا باديًا) أي خارجًا (صدره من الصف فقال) يا (عباد الله) والله (لتسون) بضم التاء وفتح السين وضم الواو المشددة وتشديد النون المؤكدة (صفوفكم) باعتدال القائمين بها على سمت واحد أو بسد الخلل فيها (أو ليخالفن الله) بالرفع على الفاعلية

ص: 239

بَيْنَ وُجُوهِكُم".

874 -

(00)(00)(00) حدَّثنا حَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ وَأَبُو بَكْرٍ بْنُ أَبِي شَيبَةَ. قَالا: حدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ

ــ

وفتح اللام الأولى مؤكدة وكسر الثانية وفتح الفاء أي ليوقعن الله المخالفة (بين وجوهكم) بتحويلها عن مواضعها إن لم تقيموا الصفوف جزاءًا وفاقًا، ولأحمد من حديث أبي أمامة (لتسون الصفوف أو لتطمسن الوجوه) أو المراد وقوع العداوة والبغضاء واختلاف القلوب، واختلاف الظاهر سبب لاختلاف الباطن كما مر عن النواوي، وفي رواية أبي داود وغيره بلفظ (أو ليخالفن الله بين قلوبكم) أو المراد تفترقون فيأخذ كل واحد وجهًا غير الَّذي يأخذه صاحبه لأن تقدم الشخص على غيره مظنة للكبر المفسد للقلب الداعي للقطيعة، وعزي هذا الأخير للطبراني، واحتج ابن حزم للقول بوجوب التسوية بالوعيد المذكور لأنه يقتضيه لكن قوله في الحديث الآخر (فإن تسوية الصفوف من تمام الصلاة يصرفه إلى السنة) وهو مذهب الشافعي وأبي حنيفة ومالك فيكون الوعيد للتغليظ والتشديد اهـ قسطلاني.

قال النواوي: وفي الحديث جواز الكلام بين الإقامة والدخول في الصلاة وهذا مذهبنا ومذهب جماهير العلماء، ومنعه بعض العلماء والصواب الجواز وسواء كان الكلام لمصلحة الصلاة أو لغيرها أو لا لمصلحة خلافًا لأبي حنيفة في أنَّه يجب عليه التكبير إذا قال: قد قاصت الصلاة، وقد اختلف العلماء في جواز الكلام حينئذٍ وكراهته.

ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما فقال:

874 -

(00)(00)(00)(حَدَّثَنَا حسن بن الربيع) بن سليمان البجلي أبو علي الكوفي الحصار الخشاب المعروف بالبوراني، روى عن أبي الأحوص في الصلاة، وعبد الله بن المبارك ومهدي بن ميمون في الصلاة، وأبي إدريس في الجنائز والطلاق، وعبد الواحد بن زياد وحماد بن زيد في الجهاد، ويروي عنه (خ م د) وعثمان الدارمي وعلي البغوي، وثقه أبو حاتم وابن خراش، وقال في التقريب: ثقة، من (10) مات سنة (221) إحدى وعشرين ومائتين (و) حَدَّثَنَا (أبو بكر بن أبي شيبة) الكوفي كلاهما (قالا حَدَّثَنَا أبو الأحوص) سلام بن سليم الحنفي مولاهم الكوفي، ثقة متقن، من (7) مات

ص: 240

ح وَحدَّثَنَا قُتَيبَةُ بن سَعِيدٍ. حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، بِهَذَا الإِسنَادِ، نَحْوَهُ

ــ

سنة (179) روى عنه في (12) بابا (ح و) قال (حَدَّثَنَا قتيبة بن سعيد) البغلاني قال (حَدَّثَنَا أبو عوانة) الوضاح بن عبد الله اليشكري الواسطي البزاز، ثقة ثبت، من (7) مات سنة (176) روى عنه في (19) بابا، كلاهما أي كل من أبي الأحوص وأبي عوانة رويا (بهذا الإسناد) يعني عن سماك بن حرب عن النعمان بن بشير (نحوه) أي نحو ما حدَّث أبو خيثمة عن سماك. وهذان السندان من رباعياته، وغرضه بسوقهما بيان متابعة أبي الأحوص وأبي عوانة لأبي خيثمة في رواية هذا الحديث عن سماك بن حرب، والله أعلم.

وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب خمسة أحاديث الأول منها حديث أبي مسعود ذكره للاستدلال به على الترجمة وذكر فيه متابعة واحدة، والثاني حديث ابن مسعود ذكره للاستشهاد، والثالث حديث أنس ذكره للاستشهاد وذكر فيه متابعة واحدة، والرابع حديث أبي هريرة ذكره للاستشهاد، والخامس حديث النعمان بن بشير ذكره للاستشهاد وذكر فيه متابعتين، والله سبحانه وتعالى أعلم.

***

ص: 241