الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
231 - (43) باب: القراءة في العشاء
931 -
(425)(85) حدَّثنا عُبَيدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ. حَدَّثَنَا أَبِي. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَدِيٍّ. قَال: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ أَنَّهُ كَانَ فِي سَفَرٍ. فَصَلَّى الْعِشَاءَ الآخِرَةَ. فَصَلَّى فِي إِحْدَى الرَّكْعَتَينِ: {وَالتِّينِ وَالزَّيتُونِ} [التين: 1].
932 -
(. .)(. .) حدَّثنا قُتَيبَةُ بْنُ سَعِيدٍ. حَدَّثَنَا لَيثٌ عَنْ يَحْيَى، (وَهُوَ ابْنُ سَعِيدٍ)، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ،
ــ
231 -
(43) باب القراءة في العشاء
931 -
(425)(85)(حدثنا عبيد الله بن معاذ) التميمي (العنبري) أبو عمرو البصري، قال (حدثنا أبي) معاذ بن معاذ العنبري أبو المثنى البصري، ثقة، من (9)(حدثنا شعبة) بن الحجاج العتكي البصري، ثقة، من (7)(عن عدي) بن ثابت الأنصاري الكوفي، وثقه أحمد والعجلي والنسائيُّ، وقال في التقريب: ثقة، من (4) روى عنه في (9) أبواب (قال: سمعت البراء) بن عازب بن الحارث بن عدي الأنصاري الأوسي أبا عمارة الكوفي، له (305) أحاديث. وهذا السند من خماسياته رجاله ثلاثة منهم بصريون واثنان كوفيان؛ أي سمعت البراء حالة كونه (يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه كان في سفر فصلى العشاء الآخرة فصلى في إحدى الركعتين) وفي رواية النسائي في الركعة الأولى سورة ({وَالتِّينِ وَالزَّيتُونِ} [التين: 1]) بالواو على الحكاية.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [4/ 291] والبخاري [769] وأبو داود [1221] والترمذي [310] والنسائيُّ [2/ 173].
وإنما قرأ صلى الله عليه وسلم في العشاء بقصار المفصل لكونه كان مسافرًا، والسفر يطلب فيه التخفيف لأنه مظنة المشقة وحينئذٍ فيحمل حديث أبي هريرة السابق على الحضر فلذا قرأ فيها بأوساط المفصل اهـ قسط.
ثمَّ ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث البراء رضي الله عنه فقال:
932 -
(. .)(. .)(حدثنا قتيبة بن سعيد) البلخي (حدثنا ليث) بن سعد المصري (عن يحيى وهو ابن سعيد) بن قيس الأنصاري المدني (عن عدي بن ثابت) الأنصاري
عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ؛ أَنَّهُ قَال: صَلَّيتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْعِشَاءَ. فَقَرَأَ بِالتِّينِ والزَّيتُونِ.
933 -
(. .)(. .) حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيرٍ. حَدَّثَنَا أَبِي. حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ عَدِيٍّ بْنِ ثَابِتٍ. قَال: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ قَال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَرَأَ فِي الْعِشَاءِ بالتين والزيتون. فَمَا سَمِعْتُ أَحَدًا أَحْسَنَ صَوْتًا مِنْهُ.
934 -
(426)(86) حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ. حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْروٍ،
ــ
الكوفي (عن البراء بن عازب) الأنصاري الكوفي رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته رجاله اثنان منهم كوفيان وواحد مدني وواحد مصري وواحد بلخي، وغرضه بسوقه بيان متابعة يحيى بن سعيد لشعبة في رواية هذا الحديث عن عدي بن ثابت (أنَّه قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء) الآخرة (فقرأ بالتين والزيتون).
ثمَّ ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث البراء بن عازب رضي الله عنهما فقال:
933 -
(. .)(. .)(حدثنا محمَّد بن عبد الله بن نمير) الهمداني الكوفي، قال (حدثنا أبي) عبد الله بن نمير الهمداني الكوفي (حدثنا مسعر) بن كدام الهلالي الكوفي (عن عدي بن ثابت) الكوفي (قال سمعت البراء بن عازب) الكوفي. وهذا السند من خماسياته، ومن لطائفه أن رجاله كلهم كوفيون، وغرضه بسوقه بيان متابعة مسعر ليحيى بن سعيد في رواية هذا الحديث عن عدي بن ثابت (قال) البراء (سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في العشاء بالتين والزيتون فما سمعت أحدًا) من الناس (أحسن صوتًا منه) صلى الله عليه وسلم، وكرر متن الحديث لما في هذه الرواية من المخالفة للرواية الأولى ولما فيها من زيادة قوله وما سمعت أحدًا. . . الخ.
ثمَّ استشهد المؤلف لحديث البراء بحديث جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهم فقال:
934 -
(426)(86)(حدثنا محمَّد بن عباد) بن الزِّبْرقَانِ المكيُّ نزيلُ بغداد، صدوق يَهِمُ، من العاشرة، روى عنه في (4) أبواب (حدثنا سفيان) بن عيينة الهلالي المكي، ثقة إمام حجة، من (8)(عن عمرو) بن دينار الجمحي المكي، ثقة ثبت، من
عَنْ جَابِرٍ؛ قَال: كَانَ مُعَاذٌ يُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. ثُمَّ يَأْتِي فَيَؤُمُّ قَوْمَهُ. فَصَلَّى لَيلَةً مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْعِشَاءَ. ثُمَّ أَتَى قَوْمَهُ فَأَمَّهُمْ. فَافْتَتَحَ بِسُورَةِ الْبَقَرَةِ. فَانْحَرَفَ رَجُلٌ
ــ
(4)
روى عنه في (22) بابا (عن جابر) بن عبد الله بن عمرو الأنصاري السلمي المدني رضي الله عنه. وهذا السند من رباعياته رجاله كلهم مكيون إلا جابرًا فإنَّه مدني (قال) جابر (كان معاذ) بن جبل رضي الله عنه (يصلي) الصلاة (مع النبي صلى الله عليه وسلم ثمَّ يأتي) أي يرجع من عند النبي صلى الله عليه وسلم (فيؤم قومه) بني سلمة أي يصلي بهم تلك الصلاة التي صلاها مع النبي صلى الله عليه وسلم واستدل به الشافعية على صحة اقتداء المفترض بالمتنفل لأنَّ فرض معاذ هو الأول وهذا قول أحمد واختاره ابن المنذر وجماعة من السلف خلافًا للحنفية والمالكية (فصلى) معاذ (ليلة) من الليالي (مع النبي صلى الله عليه وسلم العشاء ثمَّ أتى قومه) بني سلمة (فأمهم) أي فصلى بهم صلاة العشاء إمامًا لهم (فافتتح) أي ابتدأ في الركعة الأولى (بـ) قراءة (سورة البقرة) فيه جواز قول سورة البقرة وسورة النساء وسورة المائدة ونحوها ومنعه بعض السلف وزعم أنَّه لا يقال إلا السورة التي يذكر فيه البقرة ونحو هذا، وهذا خطأ صريح، والصواب جوازه، وقد ثبت ذلك في الصحيح في أحاديث كثيرة من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلام الصحابة والتابعين وغيرهم، وفي هامش بعض المتون قوله (كان معاذ يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم) أي في مسجده صلى الله عليه وسلم (ثمَّ يأتي) أي مسجد الحي (فيؤم قومه) أي في تلك الصلاة كما يأتي التصريح به، وعن هذا قيل: الحديث يدل على جواز اقتداء المفترض بالمتنفل فإن من أدى فرضًا ثمَّ أعاد يقع المعاد نفلًا، قال ابن الملك وبه قال الشافعي ومنعه أبو حنيفة لئلا يلزم اتباع القوي الضعيف، وحمل الحديث على أن معاذًا كان يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم نفلًا اهـ أي ناويًا له بدليل قوله صلى الله عليه وسلم حين شكوا إليه تطويله بهم "يا معاذ لا تكن فتانًا إما أن تصلي معي وإما أن تخفف على قومكم" رواه الإمام أحمد، ولو كان يصلي معه الفرض لم يكن لهذا الكلام معنى فعلم بهذا أن معاذًا كان يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم النافلة ليتعلم منه سنة الصلاة ويتبارك بها ويدفع عن نفسه تهمة النفاق، ثمَّ يأتي قومه فيصلي بهم الفرض لحيازة الفضيلتين مع أن تأخير العشاء أفضل على الأصح اهـ من الزيلعي بزيادة من مرقاة ملا علي (فانحرف رجل) من قومه أي مال عن الصف أو انحرف
فَسَلَّمَ. ثُمَّ صَلَّى وَحْدَهُ وَانْصَرَفَ. فَقَالُوا لَهُ: أَنَافَقْتَ يَا فُلانُ، قَال: لا. وَاللهِ، وَلآتِيَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَلأُخْبِرَنَّهُ. فَأَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَال: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا أَصْحَابُ نَوَاضِحَ. نَعْمَلُ بِالنَّهَارِ. وَإِنَّ مُعَاذًا صَلَّى مَعَكَ الْعِشَاءَ. ثُمَّ أَتَى فَافْتَتَحَ بِسُورَةِ الْبَقَرَةِ. فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى مُعَاذٍ
ــ
من صلاته عن القبلة أو أراد الانحراف (فسلم) سلام القطع لصلاته معهم وذلك الرجل من الأنصار كما يظهر من رواية "فانصرف رجل منا" فيما يأتي اسمه حازم أو حزم أو حزام على ما ذكر في أسد الغابة، قال ابن حجر: أي قطع صلاته لا أنَّه قصد قطعها بالسلام كما يفعله بعض العوام لأنَّ محل السلام آخرها فلا يجوز تقديمه على محله، وقال ملا علي: وإنما يفعله الخواص من العلماء تبعًا لما فعله ذلك الصحابي رضي الله تعالى عنه، وإن اختلفوا في أن مريد القطع هل يسلم قائمًا بتسليمة واحدة أو بتسليمتين أو يعود إلى القعدة ثمَّ يسلم؟ فالتسليم بما ورد أسلم، والله سبحانه وتعالى أعلم اهـ.
أي فانحرف رجل من قومه عن الصف فسلم سلام القطع لصلاته لا سلام الفراغ من الصلاة (ثمَّ) أحرم بالصلاة فـ (صلى وحده و) سلم سلام الفراغ من صلاته و (انصرف) أي انطلق وذهب إلى جهة حاجته والقوم في الصلاة (فقالوا) أي فقال القوم الذين صلوا مع معاذ بعد فراغهم من صلاتهم (له) أي لذلك الرجل الذي قطع الصلاة معهم (أنافقت) بهمزة الاستفهام التوبيخي؛ أي أفعلت (يا فلان؟ ) ما فعله المنافق من الميل والانحراف عن الجماعة والتخفيف في الصلاة، قالوه تغليظًا وتشديدًا عليه اهـ مرقاة (قال) الرجل (لا) أي ما نافقت (والله) ولكني عجزت عن القيام معكم لطوله (و) الله (لآتين رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأخبرنه) صلى الله عليه وسلم صنيعي وصنيعكم ووقوعكم فِيَّ (فأتى) ذلك الرجل (رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إنا أصحاب نواضح نعمل بالنهار) أي نشتغل في النهار بسقي زروعنا وأشجارنا بالنواضح، جمع ناضحة في الأنثى، وناضح في الذكر؛ وهي الإبل التي يستقى عليها الزرع والنخل (وإن معاذًا) ابن جبل (صلى معك العشاء) في مسجدك (ثمَّ أتى) مسجد قومنا فصلى بهم (فافتتح بسورة البقرة) فعجزت عن القيام معهم لشدة ألم عمل النهار وفارقتهم وصليت وحدي وانطلقت فقالوا لي: إنه منافق (فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على معاذ)
فَقَال: "يَا مُعَاذُ، أَفَتَّانٌ أَنْتَ؟ اقْرَأْ بِكَذَا، وَاقْرَأْ بِكَذَا".
قَال سُفْيَانُ: فَقُلْتُ لِعَمْروٍ: إِنَّ أَبَا الزُّبَيرِ حَدَّثَنَا عَنْ جَابِرٍ؛ أَنَّهُ قَال: "اقْرَأْ: والشمس وضحاها، والضحى والليل إذا يغشى، وسبح اسم ربك الأعلى". فَقَال عَمْروٌ: نَحْوَ هَذَا.
935 -
(. .)(. .) وحدّثنا قُتَيبَةُ بْنُ سَعِيدٍ. وَلَيثٌ. ح قَال: وَحَدَّثَنَا ابْنُ رُمْحٍ
ــ
بعدما أرسل إليه وحضر (فقال: يا معاذ أفتان أنت) للناس أي منفر لهم عن الدين وصادٌّ لهم عنه وهو صفة واقعة بعد الاستفهام رافعة للضمير البارز فيجوز أن يكون مبتدأ، وأنت ساد مسد الخبر، ويجوز أن يكون أنت مبتدأ تقدم خبره أي أموقع للناس في الفتنة، وتطردهم عن ربهم. ذكر ملا علي: أن الفتنة صرف الناس عن الدين وحملهم على الضلالة، قال تعالى:{مَا أَنْتُمْ عَلَيهِ بِفَاتِنِينَ} [الصافات: 162] أي بمضلين، قال ابن الملك: عبر عنه بالفتان تشديدًا في الإنكار عليه، والاستفهام فيه للتوبيخ والإنكار والتنبيه على كراهة صنيعه لأنه أفضى إلى مفارقة الجماعة اهـ، وذكر البخاري رواية "أفاتن أنت" أيضًا وكلاهما صفة واقعة بعد الاستفهام رافعة للضمير البارز اهـ.
إذا أممت للناس فـ (اقرأ) يا معاذ (بـ) سورة (كذا واقرأ بـ) سورة (كذا) وكذا كناية عن أوساط المفصل كما يعلم من رواية أبي الزبير (قال سفيان) بن عيينة بالسند السابق (فقلت لعمرو) بن دينار (إن أبا الزبير) المكي محمَّد بن مسلم (حدثنا عن جابر) بن عبد الله (أنَّه) صلى الله عليه وسلم (قال) لمعاذ (اقرأ والشمس وضحاها، والضحى) والليل إذا سجى (والليل إذا يغشى، وسبح اسم ربك الأعلى، فقال عمرو) لسفيان: نعم، قال لنا جابر (نحو هذا) الذي ذكرته عن أبي الزبير من السور المذكورة.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [3/ 299 و 308] والبخاري [701] وأبو داود [790] والنسائيُّ [2/ 97 - 98] وابن ماجه [986].
ثمَّ ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث جابر رضي الله عنه فقال:
935 -
(. .)(. .)(وحدثنا قتيبة بن سعيد) الثقفي البغلاني (وليث) بن سعد الفهمي المصري (ح قال) المؤلف (وحدثنا) محمَّد (بن رمح) بن المهاجر المصري
أَخْبَرَنَا اللَّيثُ عَنْ أَبِي الزُّبَيرِ، عَنْ جَابِرٍ؛ أَنَّهُ قَال: صَلَّى مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ الأَنْصَارِيُّ لأَصْحَابِهِ الْعِشَاءَ. فَطَوَّلَ عَلَيهِمْ. فَانْصَرَفَ رَجُلٌ مِنَّا. فَصَلَّى. فَأُخْبِرَ مُعَاذٌ عَنْهُ. فَقَال: إِنَّهُ مُنَافِقٌ. فَلَمَّا بَلَغَ ذلِكَ - الرَّجُلَ، دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرَهُ مَا قَال مُعَاذٌ. فَقَال لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"أَتُرِيدُ أَنْ تَكُونَ فَتَّانًا يَا مُعَاذُ؟ إِذَا أَمَمْتَ النَّاسَ فَاقْرَأْ بالشمس وضحاها، وسبح اسم ربك الأعلى، واقرا باسم ربك، والليل إذا يغشى"
ــ
(أخبرنا الليث) بن سعد (عن أبي الزبير) محمَّد بن مسلم بن تدرس المكي (عن جابر) بن عبد الله الأنصاري. وهذان السندان أيضًا من رباعياته، غرضه بسوقهما بيان متابعة أبي الزبير لعمرو بن دينار في رواية هذا الحديث عن جابر (أنَّه) أي أن جابر بن عبد الله (قال: صلى معاذ بن جبل الأنصاري) إمامًا (لأصحابه) أي لقومه بني سلمة (العشاء) الآخرة (فطول عليهم) الصلاة بقراءة سورة البقرة، قال جابر (فانصرف رجل منا) أي من الأنصار تقدم لك أنَّه حازم أو حزام أي فارقهم، وصلى وحده وذهب وهم في الصلاة (فصلى فأخبر معاذ) بالبناء للمجهول؛ أي أخبر الناس الذين صلوا مع معاذ بعدما فرغوا من الصلاة (عنه) أي عن صنيع الرجل الذي فارقهم (فقال) معاذ (إنه) أي إن ذلك الرجل الذي فارقهم (منافق) أي فاعل فعل المنافقين (فلما بلغ) ووصل (ذلك) الكلام الذي قاله معاذ (الرجل) الذي فارقهم (دخل) ذلك الرجل (على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره) صلى الله عليه وسلم (ما قال) فيه (معاذ) من قوله إنه منافق (فقال له) أي لمعاذ (النبي صلى الله عليه وسلم أتريد) الهمزة للاستفهام التوبيخي أي أتفعل ذلك يا معاذ وتريد (أن تكون فتانًا يا معاذ) أي صادًا للناس عن جماعة الصلاة، ففيه الإنكار على من ارتكب ما ينهى عنه وإن كان مكروهًا غير محرم، وفيه جواز الاكتفاء في التعزير بالكلام، وفيه الأمر بتخفيف الصلاة والتعزير على إطالتها إذا لم يرض المأمومون اهـ نواوي.
(إذا أممت الناس) أي إذا صرت إمامًا للناس فيما يستقبل (فاقرأ بالشمس وضحاها وسبح اسم ربك الأعلى و) سورة (اقرأ باسم ربك، والليل إذا يغشى) أي أو نحوها من قصار المفصل كما في بعض الروايات، وقصار المفصل من الضحى إلى آخر القرآن، وأوساطه من النبأ إلى الضحى، وطواله من الحجرات إلى النبأ، زاد في رواية البخاري "فإنَّه يصلي وراءك الكبير والضعيف وذو الحاجة".
936 -
(. .)(. .) حدَّثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى. أَخْبَرَنَا هُشَيمٌ عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ كَانَ يُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْعِشَاءَ الآخِرَةَ. ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى قَوْمِهِ فَيُصَلِّي بِهِمْ تِلْكَ الصَّلاةَ.
937 -
(. .)(. .) حدَّثنا قُتَيبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَأَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ. قَال أَبُو الرَّبِيعِ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ. حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ. عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ قَال: كَانَ مُعَاذٌ يُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللهِ
ــ
ثمَّ ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث جابر رضي الله عنه فقال:
936 -
(. .)(. .)(حدثنا يحيى بن يحيى) التميمي النيسابوري (أخبرنا هشيم) بن بشير بن القاسم السلمي الواسطي (عن منصور) بن زاذان - بزاي وذال معجمة - الواسطي أبي المغيرة الثقفي مولاهم، ثقة، من (6) روى عنه في (4) أبواب (عن عمرو بن دينار) الجمحي المكي (عن جابر بن عبد الله) بن عمرو بن حرام الأنصاري السلمي أبي عبد الله المدني. وهذا السند من خماسياته، وغرضه بسوقه بيان متابعة منصور بن زاذان لسفيان بن عيينة في رواية هذا الحديث عن عمرو بن دينار (أن معاذ بن جبل) الأنصاري رضي الله عنه (كان يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء الآخرة) قيد بالآخرة احترازًا من المغرب كما تقدمت الإشارة إليه، وفي بعض النسخ (عشاء الآخرة) من إضافة الموصوف إلى صفته (ثمَّ يرجع إلى قومه فيصلي بهم تلك الصلاة) التي صلاها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثمَّ ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثالثًا في حديث جابر رضي الله عنه فقال:
937 -
(. .)(. .)(حدثنا قتيبة بن سعيد) بن طريف الثقفي البغلاني (وأبو الربيع) سليمان بن داود (الزهراني) العتكي البصري (قال أبو الربيع حدثنا حماد) بن زيد بن درهم الأزدي البصري (حدثنا أيوب) بن أبي تميمة السختياني البصري (عن عمرو بن دينار) الجمحي المكي (عن جابر بن عبد الله) الأنصاري المدني. وهذا السند من خماسياته، غرضه بسوقه بيان متابعة أيوب السختياني لمنصور بن زاذان في رواية هذا الحديث عن عمرو بن دينار (قال) جابر (كان معاذ) بن جبل (يصلي مع رسول الله
- صلى الله عليه وسلم الْعِشَاءَ. ثُمَّ يَأْتِي مَسْجِدَ قَوْمِهِ فَيُصَلِّي بِهِمْ
ــ
صلى الله عليه وسلم العشاء) الآخرة في مسجده صلى الله عليه وسلم (ثمَّ يأتي مسجد قومه) بني سلمة (فيصلي بهم) تلك الصلاة إمامًا لهم.
واستنبط من الحديث صحة اقتداء المفترض بالمتنفل لأنَّ معاذًا كان فرضه الأول، والثانية نفل له لزيادة وقعت في الحديث عند الشافعي وعبد الرزاق والدارقطني "هي له تطوع ولهم فريضة" وهو حديث صحيح رجاله رجال الصحيح، وصرح ابن جريج في رواية عبد الرزاق بسماعه فانتفت تهمة تدليسه، وهذا مذهب الشافعية والحنابلة خلافًا للحنفية والمالكية، واستنبط منه أيضًا تخفيف الصلاة مراعاة لحال المأمومين، والله أعلم.
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب حديثان الأول حديث البراء وذكر فيه متابعتين، والثاني حديث جابر ذكره للاستشهاد وذكر فيه ثلاث متابعات.
***