الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
303 - (17) باب: من كانت داره عن المسجد أبعد كان ثوابه في إتيانه أكثر
1405 -
(629)(40) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَرَّادِ الأشعَرِيُّ وَأَبُو كُرَيبٍ. قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيدٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى؛ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِن أَعْظَمَ الناسِ أَجْرًا فِي الصَّلاةِ أَبْعَدُهُمْ إِلَيهَا مَمْشى، فَأبْعَدُهُمْ، وَالَّذِي يَنْتَظِرُ الصَّلاةَ حَتَّى يُصَلِّيَهَا مَعَ الإِمَامِ أَعْظَمُ أَجْرًا مِن الَّذِي يُصَلِّيهَا ثُمَّ
ــ
303 -
(17) باب من كانت داره عن المسجد أبعد كان ثوابه في إتيانه أكثر
1405 -
(629)(40)(حدثنا عبد الله بن براد) -بفتح الموحدة والراء المشددة- ابن يوسف بن أبي بردة بن أبي موسى (الأشعري) أبو عامر الكوفي (وأبو كريب) محمد بن العلاء الهمداني الكوفي (قالا حدثنا أبو أسامة) حماد بن أسامة الكوفي (عن بريد) بن عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري أبي بردة الصغير الكوفي، ثقة، من (6)(عن أبي بردة) الكبير عامر بن أبي موسى الأشعري الكوفي، ثقة، من (2)(عن أبي موسى) عبد الله بن قيس الأشعري رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته، ومن لطائفه أن رجاله كلهم كوفيون (قال) أبو موسى (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أعظم الناس) وأكثرهم (أجرًا في الصلاة أبعدهم إليها) أي إلى مواضع الصلاة، متعلق بقوله (ممشى) لأنه مصدر ميمي وهو منصوب على التمييز باسم التفضيل أي إن أكثر الناس أجرًا في الصلاة أشدهم بعدًا في المشي إليها (فأبعدهم) أيضًا بالنسبة إلى ما بعده، قال العيني: والفاء هنا بمعنى ثم أي أبعدهم ممشى أي أبعدهم مسافة إلى المسجد لأجل كثرة الخطأ إليه لما في ذلك من المشقة، وفي بعض الهوامش: قوله: (ممشى) بفتح الميم الأولى وسكون الثانية تمييز؛ أي مكانًا يمشي فيه، يريد أبعدهم مسافة إلى المسجد فيكون اسم مكان، قوله (فأبعدهم) معطوف على أبعدهم والعطف بالفاء في الصفات يشعر بالتفاوت في معانيها، فالمعنى إن الأجر يتزايد بتزايد البعد اهـ.
(والذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الإمام) ولو في آخر الوقت (أعظم أجرا) أي أكثر ثوابًا (من الذي يصليها) في وقت الاختيار وحده أو مع الإمام من غير انتظار (ثم
يَنَامُ". وَفِي رِوَايَةِ أَبِي كُرَيبٍ: "حَتَّى يُصَلِّيَهَا مَع الإِمَامِ فِي جَمَاعَةٍ".
1406 -
(630)(41) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا عَبْثَرٌ، عَنْ سُلَيمَانَ التَّيمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ؛ قَال: كَانَ رَجُلٌ، لا أَعْلَمُ رَجُلًا أَبْعَدَ مِنَ الْمَسْجِدِ مِنْهُ. وَكَانَ لا تُخْطِئُهُ صَلاةٌ. قَال: فَقِيلَ لَهُ، أَوْ قُلْتُ لَهُ: لَو اشْتَرَيتَ حِمَارًا تَرْكَبُهُ فِي الظَّلْمَاءِ وَفِي الرَّمْضَاءِ
ــ
ينام) أي كما أن بعد المكان مؤثر في زيادة الأجر لكثرة الخطأ المشتملة على المشقة كذلك طول الزمان مؤئر فيه، وفائدة قوله (ثم ينام) الإشارة إلى الاستراحة المقابلة للمشقة التي في ضمن الانتظار اهـ من تيسير المناوي (وفي رواية أبي كريب حتى يصليها مع الإمام في جماعة) بزيادة لفظة "في جماعة" وهو تصريح بما علم من قوله مع الإمام.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري [651] فقط.
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث أبي موسى الأشعري بحديث أبي بن كعب رضي الله تعالى عنهما فقال:
1406 -
(630)(41)(حدثنا يحيى بن يحيى) التميمي النيسابوري (أخبرنا عبثر) ابن القاسم الزبيدي الكوفي، ثقة، من (8)(عن سليمان) بن طرخان (التيمي) البصري، ثقة، من (4)(عن أبي عثمان النهدي) بفتح النون وسكون الهاء نسبة إلى نهد بن زيد من قضاعة كما في اللباب عبد الرحمن بن مل -بتثليث الميم ولام مشددة- ابن عمرو بن عدي، مشهور بكنيته الكوفي، ثقة مخضرم، من (2)(عن أبي بن كعب) بن قيس بن عبيد الأنصاري الخزرجي أبي المنذر المدني سيد القراء. وهذا السند من خماسياته رجاله اثنان منهم كوفيان وواحد مدني وواحد بصري وواحد نيسابوري (قال) أبي بن كعب (كان رجل) من الأنصار (لا أعلم) أنا (رجلًا) من الناس (أبعد) بيتًا (من المسجد) النبوي (منه وكان) ذلك الرجل (لا تخطئه) ولا تفوته (صلاة) أي جماعة في صلاة من الصلوات، وأصل الإخطاء عدم الإصابة، ونفي النفي إئبات، والنكرة في سياق النفي تعم أي وكان تصيبه كل صلاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم (قال) أبي بن كعب (فقيل له) أي لذلك الرجل الأبعد (أو) قال أبي (قلت له) أي لذلك الرجل، والشك من أبي عثمان فيما قال أبي (لو اشثريت حمارًا تركبه في الظلماء) أي في الليالي المظلمة عند العشاء والصبح (وفي الرمضاء) أي في الرمال، الحامية من حر الشمس عند الظهر
قَال: مَا يَسُرُّنِي أَنَّ مَنْزِلِي إِلَى جَنْبِ الْمَسْجِدِ. إِنِّي أُرِيدُ أَنْ يُكْتَبَ لِي مَمْشَايَ إِلَى الْمَسْجِدِ. وَرُجُوعِي إِذَا رَجَعْتُ إِلَى أَهْلِي. فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "قَدْ جَمَعَ اللهُ لَكَ ذَلِكَ كُلَّهُ".
1407 -
(00)(00) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، حَدَّثَنَا المُعْتَمِرُ. ح وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. قَال: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ. كِلاهُمَا عَنِ التَّيمِيِّ، بِهَذَا الإِسْنَادِ بِنَحْوهِ
ــ
والعصر، وجواب لو الشرطية محذوف تقديره لكان خيرًا لك، ويصح أن تكون لو بمعنى لولا التحضيضية، والتحضيض الطلب بعنف وشدة أي هلا اشتريت حمارًا يقيك من الحرارة (قال) الرجل:(ما يسرني) ولا يبشرني (أن منزلي إلى جنب المسجد) النبوي أي كون منزلي قريبًا من المسجد النبوي (إني أريد) وأقصد (أن يكتب لي) عند الله (ممشاي) وذهابي (إلى المسجد ورجوعي) منه إلى البيت (إذا رجعت إلى أهلي) ومنزلي أي أن يكتب ثواب مجيئي إليه ماشيًا وثواب رجوعي منه إلى أهلي ماشيًا (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد جمع الله لك ذلك كله) قال النواوي: فيه إثبات الثواب في الخطا في الرجوع من الصلاة كما يثبت في الذهاب إليها. وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أبو داود [557] وابن ماجه [783].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أبي رضي الله عنه فقال:
1407 -
(00)(00)(وحدثنا محمد بن عبد الأعلى) القيسي أبو عبد الله الصنعاني ثم البصري، ثقة، من (10) روى عنه في (3) أبواب (حدثنا المعتمر) بن سليمان التيمي أبو محمد البصري، ثقة، من (9) روى عنه في (10) أبواب (ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم) الحنظلي المروزي (قال أخبرنا جرير) بن عبد الحميد بن قرط الضبي الكوفي، ثقة، من (8) روى عنه في (16) بابا (كلاهما) أي كل من المعتمر وجرير رويا (عن) سليمان بن طرخان (التيمي بهذا الإسناد) يعني عن أبي عثمان النهدي عن أبي بن كعب (بنحوه) أي بنحو ما حدث عبثر بن القاسم عن سليمان التيمي.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث أبي بن كعب رضي الله عنه فقال:
1408 -
(00) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ. حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ. حَدَّثَنَا عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَال: كَانَ رَجُل مِنَ الأَنْصَارِ بَيتُهُ أَقْصَى بَيتٍ فِي الْمَدِينَةِ. فكَانَ لا تُخْطِئُهُ الصَّلاةُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَال: فَتَوَجَّعْنَا لَهُ. فَقُلْتُ لَهُ: يَا فُلانُ، لَوْ أَنَّكَ اشْتَرَيتَ حِمَارًا يَقِيكَ مِنَ الرَّمْضَاءِ وَيَقِيكَ مِنْ هَوَامِّ الأَرْضِ. قَال: أَمَ وَاللهِ، مَا أُحِبُّ أَنَّ بَيتِي مُطَنَّبٌ بِبَيتِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم
ــ
1408 -
(00)(00)(حدثنا محمد بن أبي بكر) بن علي بن عطاء بن مقدم الثقفي (المقدمي) أبو عبد الله البصري، ثقة، من (10) روى عنه في (5) أبواب (حدثنا عباد بن عباد) بن حبيب بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي العتكي المهلبي أبو معاوية البصري، ثقة، من (7) روى عنه في (8) أبواب (حدثنا عاصم) بن سليمان الأحول التميمي مولاهم أبو عبد الرحمن البصري، ثقة، من (4) روى عنه في (17) بابا (عن أبي عثمان) النهدي الكوفي (عن أبي بن كعب) المدني. وهذا السند من خماسياته، رجاله ثلاثة منهم بصريون وواحد مدني وواحد كوفي، غرضه بسوقه بيان متابعة عاصم الأحول لسليمان التيمي في رواية هذا الحديث عن أبي عثمان النهدي، وكرر متن الحديث لما بين الروايتين من المخالفة (قال) أبي بن كعب (كان رجل من الأنصار بيته) أي منزله (أقصى بيت) أي أبعد بيت (في المدينة) من المسجد النبوي (فـ) مع ذلك (كان) الرجل (لا تخطئه) أي لا تفوته (الصلاة) المكتوبة جماعة (مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال) أبي بن كعب (فتوجعنا) أي تألمنا معاشر المؤمنين (له) أي لذلك الرجل وتأسفنا لبعده ومشقته، قال أبي بن كعب (فقلت) أنا (له) أي لذلك الرجل الأبعد بيتًا (يا فلان) لم أر من ذكر اسمه (لو أنك اشتريت حمارا) تركبه فـ (يقيك) أي يكون بك وقاية وسترًا (من) حرارة (الرمضاء) أي الرمال الحامية في النهار (وبقيك) أي يكون لك وقاية (من) إذاية (هوام الأرض) وحشراتها في الليلة الظلماء كالعقرب والحيات (قال) الرجل الأبعد بيتًا لأبي بن كعب (أم والله) كذا بإسقاط ألف أما في أكثر النسخ، وفي بعضها بإثباتها، وأمَّا بالفتح والتخفيف حرف استفتاح بمنزلة ألا يكثر استعماله قبل القسم؛ أي انتبه واستمع ما أقول لك أقسمت لك بالإله الذي لا إله غيره على أني (ما أحب أن بيتي مطنَّب) بصيغة اسم مفعول من التطنيب أي مشدود مربوط بالأطناب؛ وهي حبال الخيمة على الأرض (بـ) جنب (بيت محمد صلى الله عليه وسلم فأكون أقرب الناس إلى
قَال: فَحَمَلْتُ بِهِ حِمْلًا. حَتَّى أتَيتُ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخبَرْتُهُ. قَال: فَدَعَاهُ. فَقَال لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، وَذَكَرَ لَهُ أَنَّهُ يَرْجُو فِي أَثَرِهِ الأجْرَ. فَقَال لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ لَكَ مَا احْتَسَبْتَ".
1409 -
(00)(00) وحدّثنا سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو الأَشْعَثِيُّ
ــ
المسجد؛ يعني ما أحب أن يكون بيتي إلى جانب بيته صلى الله عليه وسلم ولا أن يكون بيتي ملصقًا بالأطناب ببيت محمد صلى الله عليه وسلم، لأني أحتسب عند الله كثرة خطاي من بيتي إلى المسجد ومنه إلى بيتي (قال فحملت) على ظهر قلبي (به) بسبب قول ذلك الرجل مع مشقته ببعد بيته من المسجد (حملًا) ثقيلًا من الهم؛ أي استعظمت قوله واستغربته مع مشقته وأهمني حاله وشأنه، وفي السنوسي قوله (حملًا) ثقيلًا بكسر الحاء؛ أي حملت بسبب قوله هذا حملًا ثقيلًا عظيمًا شبه ما اعتراه من استعظام مقالته وثقلها عليه بحمل محسوس يحمله على ظهره اهـ. وفي بعض الهوامش (قوله فحملت به) كذا وجد مضبوطًا في النسخ المعتمدة بالتخفيف وبالبناء للفاعل، ولو ضبط بتشديد الميم مع البناء للمفعول لكان أوضح لأن التحميل يتضمن معنى التثقيل فيكون لتعديته بالباء وجهًا كما يعلم ذلك بمراجعة لسان العرب، والمعنى كما في النواوي عن القاضي أنه عظم علي حاله وثقل واستعظمت قوله لبشاعة لفظه وأهمني ذلك، وليس المراد به هنا الحمل على الظهر اهـ. أي حملت به همًا شديدًا (حتى أتيت نبي الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته) صلى الله عليه وسلم حاله وقوله؛ أي عراني ثقل قوله وكلامه واشتد علي حتى أتيت بسببه النبي صلى الله عليه وسلم، ويحتمل أن تكون الباء للتعدية، أي حتى سقت خبره إلى النبي صلى الله عليه وسلم اهـ سنوسي (قال) أبي بن كعب (فدعاه) أي فدعا النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الرجل فسأله عن حاله (فقال) ذلك الرجل (له) صلى الله عليه وسلم (مثل ذلك) أي مثل ما قال لي من قوله ما أحب أن بيتي مطنب الخ (وذكر) الرجل (له) صلى الله عليه وسلم (أنه) أي أن ذلك الرجل (يرجو) من الله سبحانه أن يكتب له (في أثره) وخطاه (الأجر) والثواب (فقال له) أي لذلك الرجل (النبي صلى الله عليه وسلم أن لك) على آثارك (ما احتسبت) على الله من الأجر ورجوت منه.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثالثًا في حديث أبي بن كعب رضي الله عنه فقال:
1409 -
(00)(00)(وحدثنا سعيد بن عمرو) بن سهل الكندي (الأشعثي) أبو
وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، كِلاهُمَا عَنِ ابْنِ عُيَينَةَ. ح وَحَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَزْهَرَ الْوَاسِطِيُّ. قَال: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ. حَدَّثَنَا أَبِي. كُلُّهُمْ عَنْ عَاصِمٍ، بِهذَا الإِسْنَادِ، نَحْوَهُ.
1410 -
(631)(42) وَحَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ الشَاعِرِ. حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ. حَدَّثنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ إِسْحَاقَ. حَدَّثنَا أَبُو الزُّبَيرِ. قَال:
ــ
عثمان الكوفي، ثقة، من (10) روى عنه في (5) أبواب (ومحمد) بن يحيى (بن أبي عمر) العدني المكي (كلاهما عن) سفيان (بن عيينة) الكوفي (ح وحدثنا سعيد) بن يحيى (بن أزهر) بن نجيح نسب إلى جده لشهرته به، أبو عثمان (الواسطي) روى عن وكيع في الصلاة، وأبي معاوية في الدعاء، وابن عيينة وأبي بكر بن عياش، ويروي عنه (م ق) وعمران بن موسى السختياني، وثقه علي بن الجنيد، وقال في التقريب: ثقة، من العاشرة، مات سنة (243) ثلاث وأربعين ومائتين (قال حدثنا وكيع) بن الجراح الكوفي (حدثنا أبي) الجراح بن مليح بن عدي الرؤاسي -بضم الراء بعدها واو بهمزة وبعد الألف مهملة- نسبة إلى رؤاس بطن من بني عامر بن صعصة أبو وكيع الكوفي، روى عن عاصم الأحول في الصلاة، ومنصور وقيس بن مسلم وسماك، ويروي عنه (م ت ق) وابنه وكيع وابن مهدي ومسدد وغيرهم، وقال عثمان الدارمي والنسائي والعجلي: لا بأس به، وقال في التقريب: صدوق يهم، من السابعة، مات سنة (176) ست وسبعين ومائة، وقوله (كلهم) تحريف من النساخ، والصواب (كلاهما) أي كل من ابن عيينة والجراح رويا (عن عاصم) الأحول (بهذا الإسناد) يعني عن أبي عثمان عن أبي بن كعب (نحوه) أي نحو ما حدث عباد بن عباد عن عاصم، غرضه بسوق هذا السند بيان متابعة ابن عيينة والجراح بن مليح لعباد بن عباد في رواية هذا الحديث عن عاصم الأحول.
ثم استشهد المؤلف رحمه الله ثانيًا لحديث أبي موسى بحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهم فقال:
1410 -
(631)(42)(وحدثنا حجاج) بن يوسف بن حجاج الثقفي المعروف بـ (ابن الشاعر) أبو محمد البغدادي، ثقة، من (11) ورى عنه في (13) بابا (حدثنا روح بن عبادة) بن العلاء بن حسان القيسي أبو محمد البصري، ثقة، من (9) روى عنه في (14)(حدثنا زكرياء بن إسحاق) المكي، ثقة، من (6) وروى عنه في (6) أبواب (حدثنا أبو الزبير) المكي محمد بن مسلم بن تدرس الأسدي، صدوق، من (4)(قال) أبو الزبير
سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ قَال: كَانَتْ دِيَارُنَا نَائِيَةً عَنِ الْمَسْجِدِ، فَأَرَدْنَا أَنْ نَبِيعَ بُيُوتَنَا فَنَقْتَرِبَ مِنَ الْمَسْجِدِ. فَنَهَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَال:"إِنَّ لَكُمْ بِكُلِّ خُطْوَةٍ دَرَجَةً".
1411 -
(00)(00) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ. قَال: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ. قَال: حَدَّثَنِي الْجُرَيرِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَال: خَلَتِ الْبِقَاعُ حَوْلَ
ــ
(سمعت جابر بن عبد الله) الأنصاري المدني رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته رجاله اثنان منهم مكيان وواحد مدني وواحد بصري وواحد بغدادي (قال) جابر بن عبد الله (كانت ديارنا) ومنازلنا معاشر بني سلمة (نائية) أي قاصية بعيدة (عن المسجد) النبوي (فأردنا) قصدنا (أن نبيع بيوتنا فـ) نشتري بيوتًا بأقرب مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم (نقترب من المسجد) النبوي (فنهانا) أي منعنا وزجرنا (رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك البيع والاقتراب (فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيان حكمة نهيه لنا (إن لكم) أيها السلميون (بكل خطوة) تخطونها إلى المسجد للصلاة جماعة (درجة) أي حسنةً، وهذا الحديث انفرد به المؤلف عن الكتب الستة.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث جابر رضي الله عنه فقال:
1411 -
(00)(00)(حدثنا محمد بن المثنى) العنزي البصري (حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث) بن سعيد العنبري أبو سهل البصري، صدوق، من (9) روى عنه في (16) بابا (قال سمعت أبي) عبد الوارث بن سعيد بن ذكوان العنبري أبا عبيدة البصري، ثقة، من (8) روى عنه في (8) أبواب حالة كونه (يحدث) هذا الحديث الآتي (قال) أبي في تحديثه (حدثني الجريري) سعيد بن إياس أبو مسعود البصري، ثقة، من (5) روى عنه في (10) أبواب (عن أبي نضرة) المنذر بن مالك بن قطعة العبدي البصري، ثقة، من (3) روى عنه في (11) بابا (عن جابر بن عبد الله) الأنصاري المدني رضي الله عنه. وهذا السند من سداسياته، ومن لطائفه أن رجاله كلهم بصريون إلا جابر ابن عبد الله، غرضه بسوقه بيان متابعة أبي نضرة لأبي الزبير المكي، في رواية هذا الحديث عن جابر بن عبد الله، وكرر متن الحديث لما بين الروايتين من المخالفة في مساق الحديث وبالزيادة في هذه الرواية (قال) جابر بن عبد الله (خلت البقاع حول
الْمَسْجِدِ. فَأَرَادَ بَنُو سَلِمَةَ أَنْ يَنْتَقِلُوا إِلَى قُرْبِ الْمَسْجِدِ فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَال لَهُمْ: "إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَنْتَقِلُوا قُرْبَ الْمَسْجِدِ" قَالُوا: نَعَمْ. يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ أَرَدْنَا ذَلِكَ. فَقَال:"يَا بَنِي سَلِمَةَ، دِيَارَكُمْ. تُكْتَبْ آثَارُكُمْ، دِيَارَكُمْ. تُكْتَبْ آثَارُكُمْ"
ــ
المسجد) النبوي أي صارت خالية من الدور، والبقاع جمع بقعة؛ والبقعة من الأرض القطعة منها، قال الفيومي: وتضم الباء في الأكثر فتجمع على بقع مثل غرفة وغرف، وتفتح فتجمع على بقاع مثل كلبة وكلاب اهـ (فأراد) قومنا (بنو سلمة) بكسر اللام مع فتح السين هم بطن كبير من الأنصار ومنهم جابر بن عبد الله الأنصاري (أن ينتقلوا) أي أن يتحولوا من منازلهم (إلى) موضع (قرب المسجد) أي إلى محل قريب إلى المسجد الشريف (فبلغ ذلك) أي وصل خبر ذلك الذي أرادوا من التحول إلى قرب المسجد (رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم) رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنه) أي إن الشأن والحال قد (بلغني) أي وصل إليَّ خبر (أنكم) يابني سلمة (تريدون أن تنتقلوا) وتتحولوا (قرب المسجد) الشريف وتعروا منازلكم من السكان (قالوا: نعم يا رسول الله، قد أردنا ذلك) الانتقال إلى قرب المسجد (فقال) لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا بني سلمة دياركم) بالنصب على الإغراء بعامل محذوف جوازًا (تكتب) بالجزم بالطلب السابق (آثاركم) أي خطاكم إلى المسجد لأجل الصلاة جماعة، وقوله ثانيًا (دياركم تكتب آثاركم) توكيد لفظي لما قبله، والمعنى الزموا دياركم ومنازلكم فإنكم إذا لزمتموها كتبت آثاركم وخطاكم الكثيرة إلى المسجد، والمراد بكتبها كتبها في صحائف الأعمال أو في سير الصالحين فتكون سببًا في اجتهاد الناس في حضور الجماعة، ومن سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها، زاد البخاري (وكره أن تعرى المدينة) أي أن تخلو ناحيتها من الحرس، وهذه علة أخرى للنهي؛ أي ففيه التنبيه على سبب المنع وهو بقاء جهات المدينة عامرة بسكانها، واستفادوا بذلك كثرة الأجر لكثرة الخطا في المشي إلى المسجد الشريف وشارك المؤلف في هذه الرواية البخاري [656] ولكنَّه جعلها من حديث أنس رضي الله عنه. وهذا الحديث والأحاديث التي قبله تدل على أن البعد من المسجد أفضل فلو كان بجوار مسجد فهل له أن يجاوزه للأبعد؟ اختلف فيه فروي عن أنس كان يجاوز المحدَث إلى القديم، وروي عن غيره أنه قال: الأبعد فالأبعد من المسجد أعظم أجرًا، وكره الحسن وغيره هذا، وقال: لا يدع مسجدًا قربه ويأتي غيره
1412 -
(00)(00) حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ النَضْرِ التَّيمِيُّ. حَدَّثنَا مُعْتَمِرٌ. قَال: سَمِعْتُ كَهْمَسًا يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ قَال: أَرَادَ بَنُو سَلِمَةَ أَنْ يَتَحَوَّلُوا إِلَى قُرْبِ الْمَسْجِدِ. قَال: وَالْبِقَاعُ خَالِيَةٌ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَال:"يَا بَنِي سَلِمَةَ، دِيَارَكُمْ. تُكْتَبْ آثارُكُمْ". فَقَالُوا: مَا كَانَ يَسُرُّنَا أَنَّا كُنَّا تَحَوَّلْنَا
ــ
وهو مذهبنا، وفي المذهب عندنا في تخطي مسجده إلى مسجده الأعظم قولان.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما فقال:
1412 -
(00)(00)(حدثنا عاصم بن النضر) بن المنتشر الأحول (التيمي) أبو عمرو البصري، وقيل هو عاصم بن محمد بن النضر، صدوق، من (10) روى عنه في (3) أبواب (حدثنا معتمر) بن سليمان التيمي أبو محمد البصري، ثقة، من (9)(قال) معتمر (سمعت كهمسًا) ابن الحسن التميمي أبا الحسن البصري، ثقة، من (5)(يحدث عن أبي نضرة) المنذر بن مالك بن قطعة العبدي البصري (عن جابر بن عبد الله) رضي الله تعالى عنهما. وهذا السند من خماسياته، ومن لطائفه أن رجاله كلهم بصريون إلا جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، غرضه بسوقه بيان متابعة كهمس لسعيد الجريري في رواية هذا الحديث عن أبي نضرة، وكرر متن الحديث لما بين الروايتين من بعض المخالفة والزيادة (قال) جابر (أراد بنو سلمة أن يتحولوا) وينتقلوا من ديارهم (إلى) البقاع والأراضي الفاضية التي كانت بـ (قرب المسجد) النبوي (قال) جابر (والبقاع) التي بقرب المسجد (خالية) أي فارغة من البيوت وقتئذ (فبلغ ذلك) التنقل الذي أرادوه (النبي صلى الله عليه وسلم وكرهه (فقال) النبي صلى الله عليه وسلم زجرًا لهم عن التحول (يا بني سلمة) الزموا (دياركم) أي منازلكم ولا تتحولوا عنها إن لزمتموها (تكتب) لكم عند الله تعالى (آثاركم) أي خطاكم الكثيرة إلى المسجد للصلاة فتؤجرون على كل خطوة (فقالوا) أي قال بنو سلمة (ما كان يسرنا) ويبشرنا (أنا كنا تحولنا) أي تحولنا من ديارنا إلى قرب المسجد، وتكتب رُوي بالجزم على الجواب، ويجوز الرفع على الاستئناف أي فهو تكتب لكم آثاركم، والآثار جمع أثر، وأثر الشيء بقاء ما يدل على وجوده، قال الأبي: ليس في العرب بنو سلمة بكسر اللام غيرهم، وكانت ديارهم على بعد من
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
المسجد النبوي، وكانت وراء جبل سلع فأرادوا النقلة إلى قربه فكره صلى الله عليه وسلم أن تعرى المدينة فرغبهم فيما عند الله من الأجر على كثرة الخطا فقال لهم: الزموا دياركم، وهو تغبيط لمن بعدت داره عن المسجد فلا يترجح أن يؤثر الإنسان شراء الدار البعيدة منه اهـ منه.
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب من الأحاديث ثلاثة الأول حديث أبي موسى ذكره للاستدلال، والثاني حديث أبي بن كعب ذكره للاستشهاد وذكر فيه ثلاث متابعات، والثالث حديث جابر ذكره للاستشهاد وذكر فيه متابعتين.
***