الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
311 - (24) باب: جواز التخلف عن الجمعة والجماعة لعذر المطر وغيره
1491 -
(663)(73) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى. قَال: قَرَأتُ عَلَى مَالِكِ عَنْ نَافِعٍ؛ أن ابْنَ عُمَرَ أَذَّنَ بِالصلاةِ فِي لَيلَةٍ ذَاتِ بَرْدٍ وَرِيحٍ. فَقَال: أَلا صَلوا فِي الرِّحَالِ. ثُم قَال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأمُرُ الْمُؤَذنَ، إِذَا كَانَت لَيلَةٌ بَارِدَةٌ ذَاتُ مطَرٍ، يَقُولُ: أَلا صَلوا فِي الرحَالِ.
1492 -
(00)(00) حَدَّثَنَا مُحَمدُ بن عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيرٍ
ــ
311 -
(24) باب جواز التخلف عن الجمعة والجماعة لعذر المطر وغيره
1491 -
(663)(73)(حدثنا يحيى بن يحيى) التميمي النيسابوري (قال: قرأت على مالك) بن أنس الأصبحي المدني (عن نافع) العدوي مولاهم المدني (أن ابن عمر) رضي الله عنهما. وهذا السند من رباعياته رجاله اثنان منهم مدنيان وواحد مكي وواحد نيسابوري (أذن بالصلاة) أي نادى للصلاة بالفاظ الأذان (في ليلة ذات برد) -بفتح الباء وسكون الراء- ضد الحر، وبفتحتين حبوب المطر أي صاحبة برودة (وريح) شديدتين (فقال) ابن عمر بعدما فرغ من الأذان (ألا) أي انتبهوا واستمعوا ما أقول لكم وهو قولي (صلوا) أي أدوا صلاتكم (في الرحال) أي في الدور والمنازل والمساكن، جمع رحل، يقال لمنْزل الإنسان ومسكنه رحله، وانتهينا إلى رحالنا أي إلى منازلنا اهـ نهاية، أي أدوا صلاتكم في منازلكم (ثم) بعد قوله ألا صلوا (قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر المؤذن) أي مؤذنه يعني بلالا (إذا كانت) وحصلت (ليلة باردة ذات مطر) أن (يقول ألا) أيها الناس (صلوا في الرحال) أي في رحالكم ومنازلكم. وهذا الحديث شارك المؤلف في روايته أحمد [2/ 10 و 53] والبخاري [632] وأبو داود [1060 - 1064] والنسائي [2/ 15] وابن ماجه [937].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث ابن عمر رضي الله عنهما فقال:
1492 -
(00)(00)(حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير) الهمداني الكوفي
حَدَّثَنَا أَبِي. حَدَّثَنَا عُبَيدُ اللهِ. حَدثَنِي نَافِع عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ أَنهُ نَادَى بِالصلاةِ فِي لَيلَةٍ ذَاتِ بَرْدٍ وَرِيحٍ وَمَطَرٍ. فَقَال فِي آخِرِ نِدَائِهِ: أَلا صَلوا فِي رِحَالِكُمْ. أَلا صَلوا فِي الرحَالِ. ثُم قَال: إِن رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَأمُرُ الْمُؤَذنَ، إِذَا كَانَت لَيلَة بَارِدَة أَوْ ذَاتُ مَطَر، فِي السفَرِ، أَنْ يَقُولَ: ألا صَلوا فِي رِحَالِكُمْ.
1493 -
(00)(00) وَحَدثَنَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ. حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ
ــ
(حدثنا أبي) عبد الله بن نمير الكوفي (حدثنا عبيد الله) بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر العدوي المدني (حدثني نافع) العدوي أبو عبد الله المدني (عن ابن عمر) رضي الله تعالى عنهما. وهذا السند من خماسياته رجاله اثنان منهم مدنيان واثنان كوفيان وواحد مكي، غرضه بسوقه بيان متابعة عبيد الله لمالك بن أنس، وكرر المتن لما بين الروايتين من المخالفة (أنه) أي أن ابن عمر (نادى بالصلاة في ليلة ذات برد) شديد (وريح) عاصفة (ومطر) كثير (فقال) ابن عمر (في آخر ندائه) أي بعد فراغه من أذانه، وهذا نص في أنه فعله بعد تمام الأذان خلاف ما يأتي لابن عباس، وفيه التخلف عن الجماعة لعذر اهـ إكمال المعلم (ألا) أيها الناس (صلوا في رحالكم) أي في منازلكم (ألا صلوا في الرحال) أي في المساكن والدور، وأل فيه عوض عن المضاف إليه فهو توكيد لفظي لما قبله (ثم) بعد فراغه من ذلك (قال) حين عرف إنكار الناس عليه (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر المؤذن إذا كانت) أي وجدت (ليلة باردة) أي ذات برد (أو ذات مطر في السفر أن يقول ألا صلوا في رحالكم) فلي أسوة حسنة برسول الله صلى الله عليه وسلم، قال أهل اللغة: الرحال المنازل سواء كانت من حجر أو مدر أو خشب أو شعر أو صوف أو وبر أو غيرها، واحدها رحل كما مر آنفًا، قال الكرماني: هل يكفي المطر فقط أو الريح أو البرد في رخصة ترك الجماعة أم يحتاج إلى ضم أحد الأمرين إلى المطر؟ فأجاب بأن كل واحد منها عذر مستقل في ترك الحضور إلى الجماعة فإن كلمة أو فيها للتنويع لا للشك نظرًا إلى العلة وهو المشقة اهـ منه.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث ابن عمر رضي الله عنهما فقال:
1493 -
(00)(00) وحدثناه) أي وحدثنا الحديث المذكور يعني حديث ابن عمر (أبو بكر بن أبي شيبة) الكوفي (حدثنا أبو أسامة) حماد بن أسامة الكوفي
حَدَّثَنَا عُبَيدُ اللهِ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ أَنهُ نَادَى بِالصلاةِ بِضَجْنَانَ ثُم ذَكَرَ بِمِثْلِهِ، وَقَال: أَلا صلوا فِي رِحَالِكُمْ. وَلَم يُعِدْ، ثَانِيَةً: أَلا صلوا فِي الرحَالِ، مِنْ قَوْلِ ابْنِ عُمَرَ.
1494 -
(00)(00) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى. أَخْبَرَنَا أبُو خَيثَمَةَ عَنْ أَبِي الزبَيرِ، عَنْ جَابِرٍ. ح وَحَدثَنَا أَحَمْدُ بْنُ يُونُسَ. قَال: حَدَّثَنَا زُهَيرٌ. حَدَّثَنَا أَبُو الزبَيرِ عَنْ جَابِر؛ قَال: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَمُطِرْنَا. فَقَال:"لِيُصَلِّ مَن شَاءَ مِنْكُمْ فِي رَحْلِهِ"
ــ
(حدثنا عبيد الله) بن عمر (عن نانع عن ابن عمر) رضي الله عنهما. وهذا السند أيضًا من خماسياته، غرضه بسوقه بيان متابعة أبي أسامة لعبد الله بن نمير (أنه) أي أن ابن عمر (نادى) وأذن (بالصلاة بضجنان) -بضاد معجمة مفتوحة ثم جيم ساكنة ثم نون- جبل على بريد من مكة (ثم ذكر) أبو أسامة (بمثله) أي بمثل حديث عبد الله بن نمير (وقال) أبو أسامة (ألا صلوا في رحالكم) مرة واحدة (ولم يعد) أبو أسامة -بضم الياء وكسر العين من أعاد الرباعي- أي لم يذكر مرة (ثانية) لفظة (ألا صلوا في الرحال) حالة كونها (من قول ابن عمر) كما ذكرها عبد الله بن نمير في روايته آنفًا وهذا بيان لمحل المخالفة بين الروايتين.
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث ابن عمر بحديث جابر رضي الله عنهما فقال:
1494 -
(664)(74)(حدثنا يحيى بن بحيى) التميمي النيسابوري (أخبرنا أبو خيثمة) زهير بن معاوية الجعفي الكوفي (عن أبي الزبير) الأسدي محمد بن مسلم بن تدرس المكي (عن جابر) بن عبد الله الأنصاري ثم السلمي بفتحتين، رضي الله عنهما (ح وحدثنا أحمد) بن عبد الله (بن يونس) نسب إلى جده لشهرته به ابن عبد الله بن قيس التميمي الكوفي، ثقة، من (10) وأتى بحاء التحويل لاختلاف كيفية سماع شيخيه عن شيخهما (قال حدثنا زهير حدثنا أبو الزبير عن جابر قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر) من أسفاره (فمطرنا) بالبناء للمفعول أي أصبنا بالمطر (فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (ليصل من شاء منكم) التخلف عن الجماعة (في رحله) أي في
1495 -
(665)(75) وَحَدثَنِي عَلِيُّ بْنُ حُجْر السعْدِي حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ صَاحِبِ الزيَادِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَباس؛ أَنهُ قَال، لِمُؤَذِّنِهِ فِي يَوْم مَطِيرٍ: إِذَا قُلْتَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَه إِلا اللهُ أَشْهَدُ أن مُحَمدًا رَسُولُ اللهِ، فَلَا تَقُلْ: حَيَّ عَلَى الصلاةِ. قُلْ: صَلوا فِي بُيُوتِكُمْ. قَال: فَكَان الناسَ اسْتَنْكَرُوا ذَاكَ. فَقَال: أتعجَبُونَ
ــ
منزله، ومن شاء حضور الجماعة فليأت إلينا ففي هذا دليل على أن الصلاة لعذر المطر ونحوه رخصة ليست بعزيمة. وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أبو داود [1065] والترمذي [409].
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا بحديث ابن عباس رضي الله عنهما فقال:
1495 -
(665)(75)(وحدثني علي بن حجر) بن إياس (السعدي) أبو الحسن المروزي ثقة، من صغار (9)(حدثنا إسماعيل) بن إبراهيم بن مقسم الأسدي البصري المعروف بابن علية (عن عبد الحميد) بن دينار (صاحب الزيادي) البصري، قال عمرو بن علي هو عبد الحميد بن واصل، روى عن عبد الله بن الحارث في الصلاة، وأنس بن مالك في ذكر أبي جهل وأبي رجاء، ويروي عنه (خ م دس) وإسماعيل بن علية وحماد بن زيد وشعبة، وثقه أحمد وابن معين، وقال في التقريب: ثقة، من الرابعة (عن عبد الله بن الحارث) الأنصاري نسيب ابن سيرين أبي الوليد البصري التابعي، ثقة، من (3) روى عنه في (4) أبواب (عن عبد الله بن عباس) رضي الله عنهما. وهذا السند من خماسياته رجاله ثلاثة منهم بصريون وواحد طائفي وواحد مروزي (أنه) أي أن ابن عباس (قال لمؤذنه في يوم مطير) أي صاحب المطر (إذا قلت) في الأذان (أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدًا رسول الله فلا تقل حي على الصلاة) بل (قل) قبل قوله (صلوا في بيوتكم) ومساكنكم. فإن (قلت) بين حديث ابن عباس وحديث ابن عمر معارضة لأن حديث ابن عباس يدل على أنه يقوله في وسط الأذان، وحديث ابن عمر يدل على أنه يقوله بعد الفراغ من الأذان (قلت) لا معارضة بينهما لأن هذا جرى في وقت وذلك في وقت آخر وكلاهما صحيح (قال) عبد الله بن الحارث (فكان الناس) الحاضرين عنده (استنكروا ذاك) أي أنكروا قول ألا صلوا في وسط الأذان (فقال) ابن عباس (أتعجبون)
مِنْ ذَا؟ قَدْ فَعَلَ ذَا مَنْ هُوَ خَيرٌ مِني. إِن الْجُمُعَةَ عَزْمَة. وَإِني كَرِهْتُ أَنْ أُحْرِجَكُمْ، فَتَمْشُوا فِي الطينِ وَالدحْضِ
ــ
أيها الناس (من ذا) القول في الأذان وتستغربونه وتنكرونه، لا تعجبوا منه بل (قد فعل) هـ (ذا) القول أي أمر بقوله (من هو خير) وأفضل (مني) ممن لا تسعكم مخالفته يعني النبي صلى الله عليه وسلم وإنما أمرت بذلك القول لـ (إن الجمعة عزمة) -بفتح العين وسكون الزاي- أي واجبة متحتمة، فلو قال المؤذن حي على الصلاة لكلفتم المجيء إليها ولحقتكم المشقة (وإني كرهت أن أحرجكم) -بضم الهمزة وسكون الحاء المهملة وكسر الراء- من الإحراج من الحرج وهو المشقة، أي أن أحملكم مشقة الخروج إلى الجمعة، وفي بعض النسخ أن أخرجكم بسكون الخاء المعجمة (فتمشوا في الطين والدحض) -بفتح الدال وسكون الحاء المهملة والضاد المعجمة آخره- وهو الزلق، وفي الرواية الآتية (الدحض والزلل) هكذا باللامين، والدحض والزلل والزلق والردغ -بفتح الراء وإسكان الدال المهملة وبالغين المعجمة- كله بمعنى واحد، ورواه بعض رواة مسلم رزغ بالزاي بدل الدال المهملة بفتحها وإسكانها وهو الصحيح؛ وهو بمعنى الردغ، وقيل هو المطر الذي يبل وجه الأرض اهـ نواوي. وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [1/ 277] والبخاري [901] وأبو داود [1066] وابن ماجه [939].
قال القرطبي: وظاهر هذين الحديثين جواز التخلف عن الجماعة والجمعة للمشقة اللاحقة من المطر والريح والبرد وما في معنى ذلك من المشاق المحرجة في الحضر والسفر وهذا في غير الجمعة قريب إذ ليس غيرها بواجب على أصولنا، وأما في الجمعة ففيه إشكال وقد اختلف الناس في جواز التخلف عنها لعذر المطر والوحل، فذهب أحمد بن حنبل إلى جواز التخلف عنها للمطر الوابل وبمثله قال مالك في المطر الشديد والوحل في أحد القولين عنه، وروي عنه أنه لا يجوز، وحديث ابن عباس حجة واضحة على الجواز.
[فرع]: وعلى القول بالجواز عن مالك تترك لعذر تمريض المشرف على الهلاك القريب والزوجة والمملوك، وقال أبو القاسم: ولجنازة أخ من إخوانه ينظر في أمره، وقال ابن حبيب: ولغسل ميت عنده اهـ من المفهم.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث ابن عباس رضي الله عنهما فقال:
1496 -
(00)(00) وَحَدثَنِيهِ أَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِي. حَدَّثَنَا حَمادٌ، يَعْنِي ابْنَ زَيدٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ. قَال: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الحارِثِ قَال: خَطَبَنَا ابنُ عَباسٍ، فِي يَوْمٍ ذِي رَدْغٍ. وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِمَعْنَى حَدِيثِ ابْنِ عُلَيةَ. وَلَم يَذكُرِ الْجُمُعَةَ. وَقَال: قَدْ فَعَلَهُ مَنْ هُوَ خَير مِني. يَعْنِي النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم. وَقَال أَبُو كَامِلٍ: حَدَّثَنَا حَماد عَن عَاصِم، عَنْ عَبدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، بِنَحْوهِ.
1497 -
(00)(00) وَحَدثَنِيهِ أَبُو الربِيعِ الْعَتَكِي، هُوَ الزهْرَانِي،
ــ
1496 -
(00)(00)(وحدثنيه) أي حدثني الحديث المذكور يعني حديث ابن عباس (أبو كامل) فضيل بن حسين بن طلحة (الجحدري) نسبة إلى جحدر أحد أجداده البصري (حدثنا حماد يعني ابن زيد) بن درهم الأزدي البصري، ثقة، من (8)(عن عبد الحميد) بن دينار صاحب الزيادي البصري (قال سمعت عبد الله بن الحارث) البصري (قال خطبنا ابن عباس في يوم ذي ردغ) أي صاحب طين ووحل كثير والردغ -بفتح الراء وسكون الدال وفتحها- الطين، والوحل الكثير يجمع على ردغ بفتحتين ورداغ بكسر الراء. وهذا السند من خماسياته، ومن لطائفه أن رجاله كلهم بصريون إلا ابن عباس، غرضه بيان متابعة حماد بن زيد لإسماعيل بن علية (وساق) حماد بن زيد (الحديث بمعنى حديث ابن علية ولم يذكر) حماد بن زيد (الجمعة وقال) حماد في روايته بدل قول إسماعيل قد فعل ذا (قد فعله من هو خير مني يعني النبي صلى الله عليه وسلم وقال أبو كامل) أيضًا (حدثنا حماد) هذا الحديث (عن عاصم) بن سليمان الأحول (عن عبد الله بن الحارث بنحوه) أي بنحو ما حدث عبد الحميد صاحب الزيادي، غرضه بيان متابعة عاصم لعبد الحميد صاحب الزيادي.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما فقال:
1497 -
(00)(00)(وحدثنيه أبو الربيع) سليمان بن داود (العتكي هو الزهراني) قال النواوي: جمع هنا بين العتكي والزهراني وتارةً يقول العتكي فقط، وتارةً يقول الزهراني فقط، ولا يجتمع العتك وزهران إلا في جدهما لأنهما ابنا عم وليس أحدهما من بطن الآخر، لأن زهران هو ابن حجر بن عمران بن عمرو، والعتك هو ابن أحد بني عمرو، وقد سبق التنبيه على هذا في أوائل الكتاب اهـ، قال الأبي: فلعله
حَدَّثَنَا حَمادٌ، يَعْنِي ابْنَ زَيدٍ، حَدَّثَنَا أَيوبُ وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ، بِهَذَا الإِسْنَادِ، وَلَمْ يَذْكُرْ فِي حَدِيثِهِ: يَعْنِي النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.
1498 -
(00)(00) وَحَدثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ. أَخْبَرَنَا ابْنُ شُمَيلٍ. أخْبَرَنَا شُعْبَةُ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ صَاحِبُ الزيَادِي. قَال: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْحَارِثِ قَال: أَذنَ مُؤَذنُ ابْنِ عَباسٍ يَوْمَ جُمُعَةٍ فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ ابْنِ عُلَيةَ. وَقَال: وَكَرِهْتُ أَنْ تَمْشُوا فِي الدحْضِ وَالزلَلِ.
1499 -
(00)(00) وَحَدثَنَاهُ عَبدُ بْنُ حُمَيدٍ. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ
ــ
صُلْبِيَّةٌ في النسبِ لأحدهما وكان حليفًا للآخر أو جارًا له اهـ (حدثنا حماد يعني ابن زيد حدثنا أيوب) السختياني (وعاصم) بن سليمان (الأحول بهذا الإسناد) يعني عن عبد الله عن ابن عباس (ولم يذكر) أبو الربيع (في حديثه) أي في روايته لفظة (يعني النبي صلى الله عليه وسلم غرضه بسوق هذا السند بيان متابعة أبي الربيع لأبي كامل في رواية هذا الحديث عن حماد بن زيد.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثالثًا في حديث ابن عباس رضي الله عنهما فقال:
1498 -
(00)(00) وحدثني إسحاق بن منصور) بن بهرام الكوسج أبو يعقوب التميمي المرزوي، ثقة، من (11)(أخبرنا) النضر (بن شميل) المازني أبو الحسن البصري، ثقة، من (9)(أخبرنا شعبة) بن الحجاج البصري (حدثنا عبد الحميد) بن دينار (صاحب الزيادي) البصري (قال) عبد الحميد (سمعت عبد الله بن الحارث قال) عبد الله بن الحارث (أذن مؤذن ابن عباس يوم جمعة في يوم مطير فذكر) شعبة (نحو حديث) إسماعيل (بن علية) عن عبد الحميد صاحب الزيادي. وهذا السند من سداسياته رجاله أربعة منهم بصريون وواحد طائفي وواحد مروزي، غرضه بسوقه بيان متابعة شعبة لإسماعيل بن علية (وقال) شعبة في روايته (وكرهت أن تمشوا في الدحض والزلل) بدل قول إسماعيل بن علية فتمشوا في الطين والدحض.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة رابعًا في حديث ابن عباس رضي الله عنهما فقال:
1499 -
(00)(00)(وحدثناه عبد بن حميد) الكسي (حدثنا سعيد بن عامر)
عَنْ شُعْبَةَ. ح وَحَدثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيدٍ. أخْبَرَنَا عَبْدُ الرزاقِ. أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ. كِلاهُمَا عَنْ عَاصِمٍ الأحوَلِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ؛ أَن ابْنَ عَباسٍ أَمَرَ مُؤَذنَهُ، فِي حَدِيثِ مَعْمَرٍ، فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ فِي يَومٍ مَطِير، بِنَحْو حَدِيثِهمْ. وَذَكَرَ فِي حَدِيثِ مَعْمَرٍ: فَعَلَهُ مَنْ هُوَ خَيرٌ مِني. يَعْنِي النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.
1500 -
(00)(00) وَحَدثَنَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيدٍ. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ
ــ
الضبعي -بضم الضاد المعجمة وفتح الموحدة- أبو محمد البصري، روى عن شعبة في الصلاة واللباس، وسعيد بن أبي عروبة في الأيمان، وجويرية بن أسماء في فضائل عمر، ويروي عنه (ع) وعبد بن حميد وعقبة بن مكرم وإسحاق الحنظلي (عن شعبة) بن الحجاج البصري (ح وحدثنا عبد بن حميد) أيضًا (أخبرنا عبد الرزاق) بن همام الحميري الصنعاني (أخبرنا معمر) بن راشد الأزدي البصري كلاهما) أي كل من شعبة ومعمر رويا (عن عاصم) بن سليمان (الأحول) البصري (عن عبد الله بن الحارث) الأنصاري البصري (أن ابن عباس) رضي الله عنهما. وهذان السندان من سداسياته رجال الأول منهما أربعة منهم بصريون وواحد طائفي وواحد كسي، ورجال الثاني منهما ثلاثة منهم بصريون وواحد طائفي وواحد صنعاني وواحد كسي، وغرضه بسوقهما بيان متابعة شعبة ومعمر لإسماعيل بن علية وحماد بن زيد وشعبة بن الحجاج في السند السابق في رواية هذا الحديث عن عبد الله بن الحارث ولكنها متابعة ناقصة لأن إسماعيل وحماد بن زيد وشعبة في السند السابق رووا عن عبد الله بن الحارث بواسطة عبد الحميد صاحب الزيادي، وأما شعبة هنا ومعمر بن راشد فرويا عن عبد الله بن الحارث بواسطة عاصم الأحول (أمر موذنه) لكن (في حديث معمر) وروايته (في يوم جمعة) بزيادة حرف الجر (في يوم مطير بنحو حديثهم) متعلق بما عمل في المتابع وهو معمر وشعبة، أي كل من شعبة ومعمر رويا عن عبد الله بن الحارث بواسطة عاصم بنحو حديث إسماعيل وحماد وشعبة في السند الأول (وذكر) عبد الرزاق (في حديث معمر) وروايته لفظة (فعله من هو خير مني يعني النبي صلى الله عليه وسلم.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة خامسًا في حديث ابن عباس رضي الله عنهما فقال:
1500 -
(00)(00)(وحدثناه عبد بن حميد) الكسي (حدثنا أحمد بن إسحاق)
الحَضْرَميُّ. حَدَّثَنَا وُهَيبٌ. حَدَّثَنَا أيوبُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ -قَال وُهَيبٌ: لَمْ يَسْمَعْهُ مِنْهُ- قَال: أَمَرَ ابْنُ عَباسٍ مُؤَذنَهُ فِي يَوْمِ جُمُعَةِ، فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ، بِنَحْو حَدِيثِهِمْ
ــ
ابن زيد بن عبد الله بن أبي إسحاق (الحضرمي) -بفتح الحاء المهملة والراء، بينهما ضاد ساكنة- نسبة إلى حضرموت بلدة باقصى اليمن، أخو يعقوب بن إسحاق، وكان أكبر من أخيه، أبو إسحاق البصري، روى عن وهيب بن خالد في الصلاة والزكاة وصفة الحشر والفتن، وهمام بن يحيى في الحج، وأبي عوانة في فضائل الصحابة، وعبد العزيز بن المختار في الفتن، ويروي عنه (م دت س) وعبد بن حميد وأبو بكر بن أبي شيبة وأحمد بن سعيد الدارمي وزهير بن حرب، وثقه أبو حاتم وغيره، وقال في التقريب: ثقة حافظ، من التاسعة، مات سنة (211) إحدى عشرة ومائتين (حدثنا وهيب) بن خالد بن عجلان الباهلي مولاهم أبو بكر البصري، ثقة ثبت، من (7) روى عنه في (12) بابا (حدثنا أيوب) السختياني البصري (عن عبد الله بن الحارث) البصري (قال وهيب لم يسمعه) أي لم يسمع أيوب هذا الحديث (منه) أي من عبد الله بن الحارث (قال) عبد الله بن الحارث (أمر ابن عباس مؤذنه في يوم جمعة في يوم مطير) وقوله (بنحو حديثهم) أي بنحو حديث إسماعيل وحماد وشعبة ومعمر متعلق بحدثنا وهيب، غرضه بيان متابعة وهيب لهؤلاء الأربعة في رواية هذا الحديث، عن عبد الله بن الحارث ولكنها متابعة ناقصة لأن وهيبًا روى عن عبد الله بن الحارث بواسطة أيوب وأولئك الأربعة رووا عن عبد الله بن الحارث بواسطة مشايخهم، قال النواوي: وفي هذا الحديث دليل على سقوط الجمعة بعذر المطر ونحوه وهو مذهبنا ومذهب آخرين، وعن مالك رحمه الله تعالى خلافه، والله سبحانه وتعالى أعلم.
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب ثلاثة أحاديث؛ الأول حديث ابن عمر ذكره للاستدلال وذكر فيه متابعتين، والثاني حديث جابر ذكره للاستشهاد، والثالث حديث ابن عباس ذكره للاستشهاد وذكر فيه خمس متابعات.
***