الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
293 - (8) باب: الأمر بأداء الصَّلاة في وقتها المختار إذا أخرها الإمام والصلاة معه إذا صَلَّى
1357 -
(612)(23) حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ. حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيدٍ. ح قَال: وَحَدَّثَنِي أَبُو الربِيعِ الزَّهْرَانِيُّ وَأَبُو كَامِل الْجَحْدَرِيُّ. قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبي ذَرٍّ؛ قَال: قَال لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "كَيفَ أَنْتَ إِذَا كَانَتْ عَلَيكَ أُمَرَاءُ يُؤَخرُونَ الصَّلاةَ عَنْ وَقْتِهَا، أَوْ يُمِيتُونَ الصَّلاةَ عَنْ وَقْتِهَا؟ "
ــ
293 -
(8) باب: الأمر بأداء الصَّلاة في وقتها المختار إذا أخرها الإمام والصلاة معه إذا صَلَّى
1357 -
(612)(23)(حدَّثنا خلف بن هشام) بن ثعلب -بالمثلثة والمهملة- البزار آخره راء، أبو محمَّد البغدادي المقرئ، ثقة، من (10) روى عنه في (3) أبواب (حدَّثنا حماد بن زيد) بن درهم الأزدي أبو إسماعيل البصري، ثقة، من (8) روى عنه في (14) بابا (ح قال: وحدثني أبو الرَّبيع) سليمان بن داود العتكي (الزهراني) البصري، ثقة، من (10) روى عنه في (7) أبواب (وأبو كامل الجحدري) فضيل بن حسين البصري، ثقة، من (10) وأتى بحاء التحويل لبيان اختلاف كيفية سماعه من شيخيه (قالا) أي قال أبو ربيع وأبو كامل (حدَّثنا حماد) بن زيد البصري (عن أبي عمران الجوني) -بفتح الجيم- نسبة إلى جون بن عوف بطن من الأزد عبد الملك بن حبيب الأزدي البصري مشهور بكنيته، ثقة، من (4) روى عنه في (12) بابا (عن عبد الله بن الصَّامت) الغفاري البصري، وثقه النَّسائيّ، وقال في التقريب: ثقة، من (3) مات بعد السبعين (70) روى عنه في (4) أبواب (عن أبي ذر) الغفاري جندب بن جنادة المدني. وهذا السند من خماسياته رجاله أربعة منهم بصريون وواحد مدني أو ثلاثة بصريون وواحد مدني وواحد بغدادي (قال) أبو ذر (قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أنت) أي كيف حالك وشأنك وعملك (إذا كانت) والين (عليك أمراء) جمع أمير ومنع صرفه لألف التأنيث، وعليك خبر كانت أي كانوا أئمة مستولين عليك (يؤخرون الصَّلاة عن) أول (وقتها أو) قال أبو ذر أو من دونه إذا كانت عليك أمراء (يميتون الصَّلاة) أي يؤخرونها (عن وقتها) فيجعلونها كالميت الذي خرجت روحه وأو للشك من الراوي،
قَال: قُلْتُ: فَمَا تَأمُرُنِي؟ قَال: "صَلِّ الصَّلاةَ لِوَقْتِهَا. فَإِنْ أَدْرَكْتَهَا مَعَهُمْ فَصَلِّ. فَإِنَّهَا لَكَ نَافِلَةٌ". وَلَمْ يَذْكُرْ خَلَفٌ: عَنْ وَقْتِهَا
ــ
والمراد بإماتة الصَّلاة تأخيرها عن الوقت المختار لا عن كل وقتها لأنه لم ينقل أن الأمراء المتقدمين تركوا الصَّلاة قاله ابن الملك، وهذا منه صلى الله عليه وسلم من أعلام نبوته إذ قد أخبر بأمر غيبي وقع على نحو ما أخبر وقد وقع ذلك في أمراء بني أميَّة وشوهد وعرف (قال) أبو ذر (قلت) يا رسول الله (فما) ذا (تأمرني) به حينئذ؛ أي فما الذي تأمرني به أن أفعله في ذلك الوقت (قال) النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم لأبي ذر (صلِّ الصَّلاة) المفروضه حينئذ (لوقتها) الأفضل أو المختار (فإن أدركتها) أي فإن أدركت تلك الصَّلاة التي صليت وحدك، وتمكنت من الصَّلاة (معهم) يعني في الوقت (فصلـ) ـلها معهم جمعًا بين فضيلتي أول الوقت والجماعة، وفيه الحث على موافقة الأمراء في غير معصية، لئلا تتفرق الكلمة وتقع الفنتة، ولهذا قال في الرِّواية الأخرى "إن خليلي أوصاني أن أسمع وأطيع وإن كان عبدًا مجدع الأطراف"؛ أي مقطوع الأعضاء، والمجدع أردأ العبيد لقلة قيمته ومنفعته ونفرة النَّاس منه اهـ نواوي (فإنها) أي الصَّلاة التي صليت معهم (لك نافلة) أي زيادة في الثواب والعمل، وفيه تصريح بأن الأولى كانت فريضة بخلاف الصَّلاة التي في قصة معاذ المتقدمة في باب القراءة في العشاء فإنَّها كانت نفلًا كما مر بيانه، قال ابن الملك: والأوقات التي يكره بعد صلاتها النوافل كالصبح والعصر تكون مستثناة من هذا الحكم اهـ (ولم يذكر خلف) بن هشام في روايته لفظة (عن وقتها) في قوله "يؤخرون الصَّلاة عن وقتها". وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أبو داود [431] والترمذي [176] والنَّسائيُّ [2/ 75] وابن ماجه.
قال الشوكاني: معنى الحديث صلِّ في أول الوقت وتصرف في شغلك فإن صادفتهم بعد ذلك وقد صلوا أجزأتك صلاتك، وإن أدركت الصَّلاة معهم فصل معهم، وتكون هذه الثَّانية لك نافلة، والحديث يدل على مشروعية الصَّلاة لوقتها وترك الاقتداء بالأمراء إذا أخروها من أول وقتها، وأن المؤتم يصليها منفردًا ثم يصليها مع الإمام فيجمع بين فضيلة أول الوقت وطاعة الأمير، ويدل على وجوب طاعة الأمراء في غير معصية لئلا تتفرق الكلمة وتقع الفنتة، ويدل على أنَّه لا بأس بإعادة الصبح والعصر وسائر الصلوات، لأنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم أطلق الأمر بالإعادة ولم يفرق بين صلاة وصلاة فيكون مخصصًا لحديث "لا صلاة بعد العصر وبعد الفجر" اهـ.
1358 -
(00)(00) حدَّثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيى. أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيمَانَ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أبِي ذَرٍّ؛ قَال: قَال لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَا أَبَا ذَرً، إِنَّهُ سَيَكُونُ بَعْدِي أُمَرَاءُ يُمِيتُونَ الصَّلاةَ. فَصَلِّ الصَّلاةَ لِوَقْتِهَا. فَإِنْ صَلَّيتَ لِوَقْتِهَا كَانَتْ لَكَ نَافِلَةً. وَإلا كُنْتَ قَد أَحْرَزْتَ صَلاتَكَ"
ــ
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أبي ذر رضي الله عنه فقال:
1358 -
(00)(00)(حدَّثنا يَحْيَى بن يَحْيَى) بن بكر التميمي النيسابوري (أخبرنا جعفر بن سليمان) الضبعي -بضم المعجمة وفتح الموحدة- نسبة إلى ضبيعة، أبو سليمان البصري الزَّاهد صدوق، من (8) روى عنه في (8) أبواب (عن أبي عمران الجوني) البصري عبد الملك بن حبيب الأزدي (عن عبد الله بن الصَّامت) الغفاري البصري (عن أبي ذر) الغفاري المدني. وهذا السند من خماسياته رجاله ثلاثة منهم بصريون وواحد مدني وواحد نيسابوري، غرضه بسوقه بيان متابعة جعفر بن سليمان لحماد بن زيد في رواية هذا الحديث عن أبي عمران الجوني (قال) أبو ذر (قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا ذر إنَّه) أي إن الشأن والحال (سيكون بعدي أمراء يميتون الصَّلاة) أي يؤخرونها عن وقتها المختار، وفيه علم من أعلام النبوة كما مر، وفيه إشعار بقرب زمان ذلك لأنَّه عبر بالسين التي لاستقبال القريب، والفاء في قوله (فصل الصَّلاة لوقتها) الأفضل وهو أول الوقت للإفصاح لأنَّها أفصحت عن جواب شرط مقدر تقديره إذا عرفت ما قلته لك وأردت بيان ما هو الأصلح لك فأقول لك صلِّ الصَّلاة لوقتها الأفضل (فإن صليت) معهم (لوقتها) أي في وقتها (كانت) الثَّانية التي صليت معهم (لك نافلة) أي زيادة خير وأجر لك، وعليهم نقصان أجر بتأخيرها، وهذا صريح في أن الفريضة الأولى والنافلة الثَّانية (وإلا) أي وإن لم تصل معهم (كنت قد أحرزت) وحفظت (صلاتك) في حرزها بصلاتك في أول وقتها أي فعلتها وصليتها في وقتها وأديتها على ما يجب أداؤها، وفيه جواز فعل الصَّلاة مرتين، ويحمل النَّهي عن إعادة الصَّلاة على إعادتها من غير سبب، وأفاد النواوي في صورة الاقتصار على إحداهما استحباب الانتظار إن لم يفحش التأخير لينال ثواب الجماعة.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث أبي ذر رضي الله عنه فقال:
1359 -
(00)(00) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بن إِدْرِيسَ عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي عِمرَانَ، عَنْ عَبدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ؛ قَال: إِن خَلِيلِي أَوْصَانِي أَنْ أَسمَعَ وَأُطِيعَ. وَإِنْ كَانَ عَبْدًا مُجَدَّعَ الأَطْرَافِ. وَأَن أُصَلِّيَ الصَّلاةَ لِوَقْتِهَا. "فَإِنْ أَدْرَكْتَ الْقَومَ وَقَد صَلَّوْا كُنْتَ قَدْ أَحْرَزْتَ صَلاتَكَ. وإلا كَانَتْ لَكَ نَافِلَةً"
ــ
1359 -
(00)(00)(حدَّثنا أبو بكر بن أبي شيبة) العبسي الكوفيّ (حدَّثنا عبد الله بن إدريس) بن يزيد الأودي أبو محمَّد الكوفيّ، ثقة ثقة، من (8)(عن شعبة) بن الحجاج العتكي البصري، ثقة إمام، من (7)(عن أبي عمران) الجوني الأزدي البصري (عن عبد الله بن الصَّامت) البصري (عن أبي ذر) الغفاري المدني رضي الله عنه. وهذا السند من سداسياته، رجاله ثلاثة منهم بصريون واثنان كوفيان وواحد مدني، غرضه بيان متابعة شعبة لحماد بن زيد في رواية هذا الحديث عن أبي عمران، وفائدتها بيان كثرة طرقه (قال) أبو ذر (إن خليلي) وحبيبي وقدوتي محمدًا صلى الله عليه وسلم (أوصاني) أي أمرني (أن أسمع) الأمير فيما يقول (وأطيع) الأمير فيما يأمر (وإن كان) الذي أمر علي (عبدًا مجدع الأطراف) أي مُقطَّع الأعضاء غيا به لأنَّه أردأ العبيد وأخسهم لخسته في جسمه وقلة قيمته ومنفعته ونفرة النَّاس منه، كما مر آنفًا (و) أوصاني أيضًا (أن أصلي الصَّلاة) المكتوبة (لوقتها) الأفضل، وقال لي (فإن أدركت القوم) يصلون مع الإمام في الوقت وصليت معهم (كانت) صلاتك معهم زيادة لك في الأجر والعمل وإلا أي وإن لم تصل معهم (وقد) أدركتهم (صلوا كنت قد أحرزت صلاتك) أي حصلتها وحفظتها وأديتها في أول الوقت فلا بأس عليك، ففي هذه الرِّواية تقديم وتأخير وتقدير قول، وأصلها (وأن أصلي الصَّلاة لوقتها، وقال لي: فإن أدركت القوم كانت لك نافلة، وإلا وقد صلوا كنت قد أحرزت صلاتك) ورواية التِّرمذيِّ (فصل الصَّلاة لوقتها فإن صليت) أي صلاة الأمراء (لوقتها) أي في وقتها (كانت لك نافلة) أي كانت الصَّلاة التي صليت مع الأمراء نافلة لك (وإلا كنت قد أحرزت صلاتك) أي حصلتها، قال النواوي: معناه إذا علمت من حالهم تأخيرها عن وقتها المختار فصلها لأول وقتها، ثم إن صلوها لوقتها المختار فصلها أيضًا وتكون صلاتك معهم نافلة، وإلا كنت قد أحرزت صلاتك بفعلك في أول الوقت أي حصلتها وصنتها واحتطت لها اهـ.
1360 -
(00)(00) وَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ حَبِيبٍ الْحَارِثيُّ. حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ بُدَيلٍ. قَال: سَمِعْتُ أَبَا الْعَالِيَةِ يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ؛ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَضَرَبَ فَخِذِي:"كَيفَ أَنْتَ إِذَا بَقِيتَ فِي قَوْمِ يُؤَخرُونَ الصَّلاةَ عَنْ وَقْتِهَا؟ " قَال: قَال: مَا تَأْمُرُ؟ قَال: "صَلِّ الصَّلاةَ لِوَقْتِهَا. ثُمَّ اذْهَبْ لِحَاجَتِكَ. فَإِنْ أُقِيمَتِ الصَّلاةُ وَأَنْتَ فِي الْمَسْجِدِ، فَصَلِّ"
ــ
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثالثًا في حديث أبي ذر رضي الله عنه فقال:
1360 -
(00)(00)(وحدثني يَحْيَى بن حبيب) بن عربي (الحارثي) البصري (حدَّثنا خالد بن الحارث) بن عبيد الهجيمي البصري (حدَّثنا شعبة) بن الحجاج البصري (عن بديل) بن ميسرة العقيلي البصري، ثقة، من (5)(قال سمعت أبا العالية) البراء -بتشديد الراء- البصري زياد بن فيروز القرشي مولاهم، سمي بالبراء لأنَّه كان يبري النبل، روى عن عبد الله بن الصَّامت في الصَّلاة، وابن عباس في الحج، وابن عمرو ابن الزُّبير وأنس وغيرهم، ويروي عنه (خ م س) وبديل بن ميسرة وأيوب وغيرهم، قال أبو زرعة: ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال العجلي: بصري تابعي ثقة، وقال ابن سعد: كان قليل الحديث، وقال في التقريب: ثقة، من الرابعة (يحدث عن عبد الله بن الصَّامت) الغفاري البصري (عن أبي ذر) الغفاري المدني رضي الله عنه. وهذا السند من سباعياته، ومن لطائفه أن رجاله كلهم بصريون إلَّا أبا ذر فإنَّه مدني، غرضه بسوقه بيان متابعة أبي العالية لأبي عمران الجوني في رواية هذا الحديث عن عبد الله بن الصَّامت (قال) أبو ذر (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم و) قد (ضرب فخذي) لينبهني على الاستعداد لقبول ما يلقي إلي من الكلام (كيف أنت) أي كيف الحال والأمر بك (إذا بقيت) حيًّا (في قوم يؤخرون الصَّلاة) المكتوبة (عن وقتها) الأفضل أو المختار (قال) عبد الله بن الصَّامت (قال) أبو ذر قلت له (ما تأمر) في به يا رسول الله إن أدركت أولئك القوم (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أدركتهم (صلِّ الصَّلاة لوقتها) أي في وقتها الأفضل وهو أول الوقت (ثم اذهب لحاجتك) وتصرف في شغلك ولا تنتظرهم لتصلي معهم في آخر الوقت (فإن أقيمت الصَّلاة) أي صلاة النَّاس مع الإمام (وأنت) حاضر (في المسجد فصل) معهم نافلة لك.
1361 -
(00)(00) وحدّثني زُهَيرُ بْنُ حَرْب. حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَيوبَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الْبَرَّاءِ؛ قَال: أَخَّرَ ابْنُ زِيَادٍ الصَّلاةَ. فَجَاءَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ الصَّامِتِ. فَأَلْقَيتُ لَهُ كُرْسِيًّا. فَجَلَسَ عَلَيهِ. فَذَكَرْتُ لَهُ صَنِيعَ ابْنِ زِيادٍ. فَعضَّ عَلَى شَفَتِهِ وَضَرَبَ عَلى فَخِذِي. وَقَال: إِنِّي سَأَلْتُ أَبَا ذَرٍّ كَمَا سَأَلْتَنِي. فَضَرَب فَخِذِي كَمَا ضَرَبْتُ فَخِذَكَ وَقَال: إِنِّي سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَمَا سَأَلْتَنِي، فَضَرَبَ فَخِذِي كَمَا ضَرَبْتُ فَخِذَكَ وَقَال: "صَلِّ
ــ
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة رابعًا في حديث أبي ذر رضي الله عنه فقال:
1361 -
(00)(00)(وحدثني زهير بن حرب) النَّسائيّ (حدَّثنا إسماعيل بن إبراهيم) بن مقسم القرشي الأسدي مولاهم أبو بشر البصري المعروف بابن علية، ثقة، من (8)(عن أيوب) بن أبي تميمة السختياني العنَزي أبي بكر البصري، ثقة، من (5)(عن أبي العالية البراء) -بتشديد الراء- زياد بن فيروز القرشي البصري، ثقة، من (4)(قال) أبو العالية (أخر) عبيد الله (بن زياد) الأموي من أمراء بني أميَّة، وهو أمير لمعاوية إذ ذاك على البصرة، وهو الذي دخل على معقل بن يسار رضي الله عنه يعوده فحدثه معقل حديث "ما من عبد يسترعيه الله رعية .. " الحديث تقدم في أوائل كتاب الإيمان أي آخر ابنُ زياد (الصَّلاة) المكتوبة عن وقتها الأفضل أو المختار (فجاءني عبد الله بن الصَّامت) الغفاري البصري (فألقيت) أي وضعت (له) أي لعبد الله (كرسيًا) ليجلس عليه (فجلس) عبد الله (عليه) أي على الكرسي، قال أبو العالية (فذكرت له) أي لعبد الله بن الصَّامت (صنيع) عبيد الله (بن زياد) الأمير على البصرة من تأخيره الصلاة عن وقتها (فعض) عبد الله بن الصَّامت بأسنانه (على شفته) تأسفًا على صنيعه (وضرب) عبد الله بيده (على فخذي) لينبهني على استماع ما يقول (وقال) عبد الله (إنِّي سألت أبا ذر) عن الأمراء الذين يؤخرون الصلاة (كما سألتني) أنت الآن (فضرب) أبو ذر (فخذي كما ضربت فخذك) الآن (وقال) لي أبو ذر (إنِّي سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول فما تأمرني حين قال لي كيف أنت إذا بقيت في قوم يؤخرون الصَّلاة (كما سألتني) الآن يا عبد الله (فضرب) رسول الله صلى الله عليه وسلم (فخذي كما ضربت فخذك) الآن فالحديث من المسلسل بضرب الفخذ (وقال) لي رسول الله صلى الله عليه وسلم (صلِّ
الصَّلاةَ لِوَقْتِهَا. فَإِن أَدْرَكَتْكَ الصَّلاةُ مَعَهُم فَصَلِّ. وَلا تَقُلْ: إِنِّي قَدْ صَلَّيتُ فَلا أُصلِّي".
1362 -
(00)(00) وَحَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ النَّضْرِ التَّيمِيُّ. حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي نَعَامَةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ؛ قَال: قَال "كَيفَ أنْتُمْ"، أَوْ قَال: "كَيفَ أَنْتَ إِذَا بَقِيتَ فِي قَوْمٍ يُؤَخِّرُونَ الصَّلاةَ عَنْ وَقْتِهَا
ــ
الصَّلاة لوقتها) أي في وقتها الأفضل ولا تؤخرها لانتظار النَّاس المؤخرين لها (فإن أدركتك) بتاء التأنيث أي وافقت وصادفت إياك (الصَّلاة معهم) وأمكنت لك لحضور جماعتهم (فصل) معهم مرَّة ثانيةً (ولا تقل) لنفسك (إنِّي قد صليت) في أول وقتها (فلا أصلي) معهم هذه المؤخرة فإنها لك نافلة، نهاه عن إظهار خلاف الأئمة ولذلك قال إن خليلي أوصاني أن أسمع وأطيع وإن كان عبدًا مجدع الأطراف. وهذا السند من سداسياته، رجاله أربعة منهم بصريون وواحد مدني وواحد نسائي، غرضه بسوقه بيان متابعة أيوب السختياني لبديل بن ميسرة في رواية هذا الحديث عن أبي العالية، وكرر المتن لما بين الروايتين من المخالفة.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة خامسًا في حديث أبي ذر رضي الله عنه فقال:
1362 -
(00)(00)(وحدثنا عاصم بن النضر) بن المنتشر الأحول (التيمي) أبو عمرو البصري، صدوق، من (10) روى عنه في (3) أبواب (حدَّثنا خالد بن الحارث) الهجيمي البصري (حدَّثنا شعبة) بن الحجاج البصري (عن أبي نعامة) السعدي عبد ربه البصري، روى عن عبد الله بن الصَّامت في الصَّلاة، وأبي عثمان النهدي في الدعاء، ويروى عنه (م د ت س) وشعبة ومرحوم بن عبد العزيز، ثقة، من الرابعة (عن عبد الله بن الصَّامت عن أبي ذر) الغفاري رضي الله عنه. وهذا السند من سداسياته، رجاله كلهم بصريون إلَّا أبا ذر فإنَّه مدني، غرضه بسوقه بيان متابعة أبي نعامة لأبي العالية في رواية هذا الحديث عن عبد الله بن الصَّامت (قال) أبو ذر (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (كيف أنتم) أيها الأصحاب (أو قال) عبد الله بن الصَّامت كيف أنت) يا أبا ذر والشك عن أبي نعامة (إذا بقيت) يا أبا ذر (في قوم يؤخرون الصَّلاة عن وقتها) الأفضل أو المختار، قال أبو ذر: فقلت له صلى الله عليه وسلم فما تأمرني
فَصَلِّ الصَّلاةَ لِوَقتِهَا. ثُمَّ إِنْ أُقِيمَتِ الصَّلاةُ فَصَلِّ مَعَهُمْ. فَإِنَّهَا زِيادَةُ خَيرٍ".
1363 -
(00)(00) وَحَدَّثَنِي أَبُو غَسَّانَ الْمِسْمَعِيُّ. حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، (وَهُوَ ابْنُ هِشَامٍ)، حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ مَطَر، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الْبَرَّاءِ؛ قَال قُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ: نُصَلِّي يَوْمَ الْجُمُعَةِ خَلْفَ أُمَرَاءَ، فَيُؤَخِّرُونَ الصَّلاةَ. قَال فَضَرَبَ فَخِذِي ضَرْبَةً أَوْجَعَتْنِي. وَقَال: سَألْتُ أَبَا ذَرٍّ عَنْ ذلِكَ. فَضَرَبَ فَخِذِي. وَقَال: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذلِكَ. فَقَال: "صَلُّوا الصَّلاةَ لِوَقتِهَا وَاجْعَلُوا صَلاتَكُمْ مَعَهُمْ نَافِلَةً". قَال: وَقَال عَبْدُ اللهِ:
ــ
(فـ) ـقال لي (صلِّ الصَّلاة لوقتها) أي في وقتها الأفضل (ثم إن أقيمت الصَّلاة) مع الإمام وأنت حاضر معهم (فصل معهم) مرَّة ثانية (فإنها) أي فإن صلاتك معهم (زيادة خير) وأجر لك.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة سادسًا في حديث أبي ذر رضي الله عنه فقال:
1363 -
(00)(00)(وحدثني أبو غسان) مالك بن عبد الواحد (المسمعي) نسبة إلى أحد أجداده البصري، ثقة، من (10)(حدَّثنا معاذ وهو ابن هشام) بن أبي عبد الله سنبر الدستوائي البصري، صدوق، من (9)(حدثني أبي) هشام بن سنبر الدستوائي البصري (عن مطر) بن طهمان الورَّاق أبو رجاء السلمي البصري، صدوق، من (6) (عن أبي العالية البراء) زياد بن فيروز البصري (قال) أبو العالية (قلت لعبد الله بن الصَّامت: نصلي يوم الجمعة خلف أمراء فيؤخرون) أي الأمراء (الصَّلاة) عن وقتها الأفضل أو المختار (قال) أبو العالية (فضرب) عبد الله بن الصَّامت (فخذي ضربة) شديدة (أوجعتني) أي آلمتني لينبهني على الإقبال على ما يقول (وقال) عبد الله (سألت أبا ذر عن ذلك) الأمر الذي سألتني عنه من تأخير الأئمة الصَّلاة (فضرب) أبو ذر (فخذي وقال) لي أبو ذر (سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك) الحكم الذي سألتني عنه (فقال) لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم (صلوا) أيها الرعايا (الصَّلاة) لأنفسكم (لوقتها) أي في وقتها الأفضل، ثم صلوا مع الأئمة اتقاء من فتنتهم وحذرًا من تفريق الكلمة (واجعلوا صلاتكم معهم) أي مع الأمراء مرَّة ثانية (نافلة) لكم أي اقصدوا بها نافلة، دل بمنطوقه على أن الفرض هي الأولى (قال) أبو العالية (وقال عبد الله) بن
ذُكِرَ لِي أَن نَبِي اللهِ صلى الله عليه وسلم ضَرَبَ فَخِذَ أَبِي ذَرٍّ
ــ
الصَّامت (ذكر لي أن نبي الله صلى الله عليه وسلم ضرب فخذ أبي ذر) فيكون الحديث من المسلسل بضرب الفخذ. وهذا السند من سباعياته، رجاله كلهم بصريون إلَّا أبا ذر، غرضه بسوقه بيان متابعة مطر الورَّاق لأيوب السختياني في رواية هذا الحديث عن أبي العالية، ولو قدم هذا السند على سند أبي نعامة المذكور قبله لكان أولى وأوضح. ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلَّا حديث أبي ذر وذكر فيه ست متابعات والله سبحانه وتعالى أعلم.
***