الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
324 - (36) باب: في أي وقت يصلي النبي صلى الله عليه وسلم من الليل وكيف حاله مع أهله
1619 -
(706)(116) وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ. حَدَّثَنَا زُهَيرٌ. حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ. ح وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى. أَخْبَرَنَا أَبُو خَيثَمَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ. قَال: سَأَلْتُ الأَسْوَدَ بْنَ يَزِيدَ عَمَّا حَدَّثَتْهُ عَائِشَةُ عَنْ صَلاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالتْ: كَانَ يَنَامُ أَوَّلَ اللَّيلِ وَيُحْيِي آخِرَهُ. ثُمَّ إِنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ إِلَى أَهْلِهِ قَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ يَنَامُ، فَإِذَا كَانَ عِنْدَ النِّدَاءِ الأَوَّلِ، - (قَالتْ) -: وَثَبَ - (وَلَا وَاللَّهِ مَا قَالتْ): قَامَ
ــ
324 -
(36) باب في أي وقت يصلي النبي صلى الله عليه وسلم من الليل وكيف حاله مع أهله
1619 -
(706)(116)(وحدثنا أحمد) بن عبد الله (بن يونس) بن عبد الله بن قيس التميمي أبو عبد الله الكوفي، ثقة، من (10) روى عنه في (6) أبواب (حدثنا زهير) بن معاوية بن حديج -بمهملة في أوله وجيم في آخره مصغرًا- الجعفي أبو خيثمة الكوفي، ثقة، من (7) روى عنه في (10) أبواب (حدثنا أبو إسحاق) السبيعي عمرو بن عبد الله الكوفي، ثقة تابعي، من (3)(ح وحدثنا يحيى بن يحيى) التميمي النيسابوري (أخبرنا أبو خيثمة) زهير بن معاوية الكوفي (عن أبي إسحاق) السبيعي (قال) أبو إسحاق (سألت الأسود بن يزيد) بن قيس النخعي أبا عمرو الكوفي، ثقة مخضرم فقيه، من (2)(عما حدّثته عائشة) أم المؤمنين رضي الله تعالى عنهما (عن) أوقات (صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الليل قال الأسود (قالت) لي عائشة في بيان ذلك (كان) صلى الله عليه وسلم (ينام أول الليل ويحيي آخره) بالصلاة والأذكار (ثم) بعد فراغه من صلاة الليل (إن كانت له حاجة) استمتاعية (إلى أهله) وزوجاته (قضى حاجته) منهن (ثم ينام فإذا كان عند النداء) أي الأذان (الأول) قبل الفجر (قالت) عائشة (وثب) أي نهض وقام بسرعة من مضجعه، قال الأسود (ولا) قالت (والله ما قالت) لي عائشة لفظة (قام) إشعارًا بأنه قام من مضجعه بسرعة، قال النواوي: قوله (وثب) أي قام بسرعة ففيه الاهتمام بالعبادة والإقبال عليها بنشاط وهو بعض معنى الحديث الصحيح "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف " اهـ.
- فَأَفَاضَ عَلَيهِ الْمَاءَ - (وَلا وَاللهِ مَا قَالتِ: اغْتَسَلَ، وَأَنَا أَعْلَمُ مَا تُرِيدُ) - وَإِنْ لَمْ يَكُنْ جُنُبًا تَوَضَّأَ وُضُوءَ الرَّجُلِ لِلصَّلاةِ. ثُمَّ صَلَّى الرَّكْعَتَينِ.
1620 -
(00)(00) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ وَأَبُو كُرَيبٍ. قَالا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رُزَيقٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ؛
ــ
قال القرطبي: وقول عائشة (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينام أول الليل ويحيي آخره) تعني أن هذا كان آخر فعله أو أغلب حاله وإلا فقد قالت (من كل الليل قد أوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أوله وأوسطه وآخره فانتهى وتره إلى السحر) كما سيأتي وقولها (إن كانت له حاجة إلى أهله قضى حاجته ثم ينام) يُفهم منه جواز نوم الجنب من غير أن يتوضأ فإنها لم تذكر وضوءًا عند النوم وذكرت أنه إن لم يكن جنبًا توضأ وضوء الصلاة اهـ من المفهم، أي وثب من مضجعه (فأفاض) أي صب (عليه الماء) بكثرة، وقال الأسود (ولا) قالت (والله ما قالت اغتسل وأنا أعلم ما تريد) عائشة بقولها (فأفاض عليه الماء) يعني أن مرادها بأفاض الاغتسال (وإن لم يكن جنبًا توضأ وضوء الرجل) أي توضأ وضوءًا كوضوء الرجل (للصلاة ثم صلى الركعتين) سنة الصبح. وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [6/ 102 و 253]، والبخاري [1146]، والنسائي [3/ 218]، وابن ماجه [1365].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث عائشة هذا رضي الله تعالى عنها فقال:
1620 -
(00)(00)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة) الكوفي (وأبو كريب) محمد بن العلاء الهمداني الكوفي (قالا حدثنا يحيى بن آدم) بن سليمان الأموي مولاهم أبو زكرياء الكوفي، ثقة، من (9) روى عنه في (9) أبواب (حدثنا عمار بن رزيق) بتقديم الراء مصغرًا الضبي أو التميمي أبو الأحوص الكوفي، وثقه ابن معين وأبو زرعة وابن المديني، وقال في التقريب: لا بأس به، من (8) مات سنة (159)(عن أبي إسحاق) السبيعي (عن الأسود) بن يزيد النخعي الكوفي (عن عائشة) رضي الله تعالى عنها، وهذا السند من سداسياته رجاله كلهم كوفيون، غرضه بيان متابعة عمار بن رزيق لزهير بن معاوية في رواية هذا الحديث عن أبي إسحاق، وفيه التحديث والعنعنة والمقارنة، وفيه رواية تابعي عن
قَالتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مِنَ اللَّيلِ، حَتَّى يَكُونَ آخِرَ صَلاتِهِ الْوتْرُ.
1621 -
(707)(117) حَدَّثَنِي هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَسْرُوقٍ. قَال: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ عَمَلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالتْ: كَانَ يُحِبُّ الدَّائِمَ
ــ
تابعي عن صحابية (قالت) عائشة (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل حتى يكون آخر صلاته الوتر) قال النواوي: فيه دليل لما قدمناه من أن السنة جعل آخر صلاة الليل وترًا، وبه قال العلماء كافة، وتقدم تأويل الركعتين بعده جالسًا اهـ.
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث عائشة بحديث آخر لها رضي الله تعالى عنها فقال:
1621 -
(707)(117)(حدثني هناد بن السري) -بفتح المهملة وكسر الراء المخففة بعدها ياء مشددة- بن مصعب التميمي الدارمي أبو السري الكوفي، ثقة، من (10) روى عنه في (6) أبواب (حدثنا أبو الأحوص) سلام بن سليم الحنفي الكوفي، ثقة، من (7)(عن أشعث) بن أبي الشعثاء سليم بن الأسود المحاربي الكوفي، ثقة، من (6) روى عنه في (6) أبواب (عن أبيه) سليم بن أسود بن حنظلة المحاربي أبي الشعثاء الكوفي، ثقة، من (3) روى عنه في (2) بابين الوضوء والصلاة (عن مسروق) بن الأجدع بن مالك الهمداني أبي عائشة الكوفي، ثقة فقيه مخضرم، من (2) روى عنه في (11) بابا (قال سألت عائشة) رضي الله تعالى عنها، وهذا السند من سداسياته رجاله كلهم كوفيون إلا عائشة، وفيه رواية تابعي عن تابعي (عن عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبادته (فقالت كان) رسول الله صلى الله عليه وسلم (يحب) العمل (الدائم) أي الذي يدوم عليه صاحبه وإن قل كما في رواية أخرى، والمراد بالدوام الدوام العرفي لا شمول الأزمنة لأنه متعذر، وهذا الحديث من أفراد المؤلف ولكنه شاركه أحمد [6/ 279] وسبب محبته صلى الله عليه وسلم للدائم من العمل إن فاعله لا ينقطع من عمل الخير ولا ينقطع عنه الثواب والأجر، ويجتمع منه الكثير وأن قل العمل في الزمان الطويل، ولا تزال صحائفه مكتوبة بالخير ومصعد عمله معمورًا بالبر ويحصل به مشابهة الملائكة في الدوام والله سبحانه وتعالى أعلم اهـ من المفهم.
قَال: قُلْتُ: أَيَّ حِينٍ كَانَ يُصَلِّي؟ فَقَالتْ: كَانَ إِذَا سَمِعَ الصَّارِخَ، قَامَ فَصَلَّى.
1622 -
(708)(118) حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيبٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ بِشْرٍ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ. قَالتْ: مَا أَلْفَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم السَّحَرُ الأَعْلَى فِي بَيتِي، أَوْ عِنْدِي، إِلَّا نَائِمًا
ــ
قال النواوي: فيه الحث على القصد في العبادة، وأنه ينبغي للإنسان أن لا يتحمل من العبادة إلا ما يطيق الدوام عليه ثم يحافظ عليه اهـ (قال) مسروق (قلت) لعائشة (أي حين) وزمن (كان) صلى الله عليه وسلم (يصلي) صلاة الليل (فقالت) عائشة (كان) صلى الله عليه وسلم (إذا سمع) صياح (الصارخ) أي الديك سُمي بذلك لكثرة صياحه اهـ نووي، وفي المصباح: يقال صرخ يصرخ من باب قتل، صراخًا فهو صارخ، وصريخ إذا صاح وصرخ فهو صارخ إذا استغاث اهـ منه، قال ابن ناصر: وأول ما يصيح نصف الليل غالبًا وهذا موافق لقول ابن عباس نصف الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل، وقال ابن بطال: يصرخ عند ثلث الليل اهـ قسط (قام) جواب إذا أي استيقظ من نومه (فصلى) ما كتب له من صلاة الليل لأنه وقت نزول الرحمة والسكون وهدوء الأصوات.
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا لحديثها بحديث آخر لها رضي الله تعالى عنها فقال:
1622 -
(708)(118)(حدثنا أبو كريب) محمد بن العلاء الهمداني الكوفي (أخبرنا) محمد (بن بشر) العبدي الكوفي (عن مسعر) بن كدام بن ظهير الهلالي أبي سلمة الكوفي، ثقة، من (7) روى عنه في (9) أبواب (عن سعد) بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني، ثقة، من (5)(عن) عمه (أبي سلمة) بن عبد الرحمن بن عوف، ثقة فقيه، من (3)(عن عائشة) أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها، وهذا السند من سداسياته رجاله ثلاثة منهم مدنيون وثلاثة كوفيون (قالت) عائشة (ما ألفى) ماض رباعي من الإلفاء (رسول الله صلى الله عليه وسلم مفعول به مقدم على فاعله (السحر الأعلى) أي السحر الأخير فاعل، والسحر الأعلى من آخر الليل ما قبيل الصبح، يقال لقيته بأعلى السحرين أي قبيل الصبح وهو فاعل ألفى أسند إليه مجازًا أي ما وجد السحر الأعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حالة كونه (في بيتي) وحجرتي (أو) قالت عائشة حالة كونه (عندي) والشك من الراوي عنها (إلا) استثناء مفرغ (نائمًا) مفعول ثان لألفى أي ما
1623 -
(709)(119) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ وَنَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ وَابْنُ أَبِي عُمَرَ. قَال أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَينَةَ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ؛ قَالتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا صَلَّى رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، فَإِنْ كُنْتُ مُسْتَيقِظَةً، حَدَّثَنِي، وَإِلَّا اضْطَجَعَ
ــ
جاء السحر الأعلى إلا حالة كونه نائمًا بعد القيام الذي مبدؤه عند سماع الصارخ، جمعًا بينه وبين رواية مسروق السابقة، وهل المراد حقيقة النوم أو اضطجاعه على جنبه لقولها في الحديث الآخر فإن كنت يقظى حدثني وإلا اضطجع أو كان نومه خاصًّا بالليالي الطوال وفي غير رمضان دون القصار لكن يحتاج إخراجها إلى دليل. وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري وأبو داود وابن ماجه.
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثالثًا لحديثها الأول بحديث آخر فقال:
1623 -
(709)(119)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ونصر بن علي) الأزدي أبو عمر البصري الجهضمي (و) محمد بن يحيى (بن أبي عمر) العدني أبو عبد الله المكي (قال أبو بكر: حدثنا سفيان بن عيينة) الكوفي ثم المكي (عن أبي النضر) سالم بن أبي أمية التيمي مولاهم المدني، ثقة، من (5) روى عنه في (9) أبواب (عن أبي سلمة) بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني (عن عائشة) رضي الله تعالى عنها، وهذا السند من خماسياته رجاله ثلاثة منهم مدنيون واثنان كوفيان أو كوفي وبصري أو كوفي ومكي، وفيه التحديث والعنعنة والمقارنة (قالت) عائشة:(كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى ركعتي) سنة (الفجر فإن كنت مستيقظة) أي غير نائمة (حدثني) أي تحدث معي وكلمني، وفي بعض النسخ (حدثني) حدثيني بصيغة أمر المؤنث فنقدر القول (وإلا) أي وإن لم أكن متيقظة (اضطجع) على شقه الأيمن ليستريح من تعب قيام الليل.
وفيه دليل على جواز الحديث بعد ركعتي الفجر وهذا مذهب الجمهور، وقد كرهه الكوفيون ورُوي مثله عن ابن مسعود وبعض السلف لما جاء أنه وقت الاستغفار وما ذكرناه أولى لأن الأصل الإباحة لفعل النبي صلى الله عليه وسلم، وكونه وقت استحباب الاستغفار لا يمنع من الكلام والله أعلم.
وهذا الحديث من أفراد المؤلف ولكنه شاركه أحمد [6/ 121 و 254].
1624 -
(00)(00) وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ. حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَتَّابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ.
1625 -
(710)(120) وَحَدَّثَنَا زُهَيرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيرِ، عَنْ عَائِشَةَ. قَالتْ:
ــ
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في هذا الحديث فقال:
1624 -
(00)(00)(وحدثنا) محمد بن يحيى (بن أبي عمر) العدني المكي (حدثنا سفيان) بن عيينة الكوفي (عن زياد بن سعد) بن عبد الرحمن الخراساني الأصل أبي عبد الرحمن المكي نزيل مكة ثم اليمن، ثقة، من (6) قال ابن عيينة: كان أثبت أصحاب الزهري، من السادسة (عن ابن أبي عتاب) بمهملة مفتوحة ومثناة فوقية مشددة آخره موحدة اسمه زيد بن أبي عتاب، ويقال زيد أبو عتاب، ويقال عبد الرحمن بن أبي عتاب الشامي الأموي مولاهم مولى معاوية بن أبي سفيان أو أخته أم حبيبة، روى عن أبي سلمة بن عبد الرحمن في الصلاة، ويروي عنه (م د س ق) وزياد بن سعد، ثقة، من الثالثة (عن أبي سلمة) بن عبد الرحمن المدني (عن عائشة) رضي الله تعالى عنها (عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله) مفعول لما عمل في المتابع وهو ابن أبي عتاب؛ أي روى ابن أبي عتاب عن أبي سلمة مثل ما روى أبو النضر عن أبي سلمة، غرضه بيان متابعة ابن أبي عتاب لأبي النضر في رواية هذا الحديث عن أبي سلمة.
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى رابعًا لحديثها الأول بحديث آخر لها رضي الله عنها فقال:
1625 -
(710)(120)(وحدثنا زهير بن حرب) الحرشي النسائي (حدثنا جرير) بن عبد الحميد بن قرط الضبي الكوفي (عن الأعمش) سليمان بن مهران الكوفي (عن تميم بن سلمة) السلمي من أنفسهم الكوفي، روى عن عروة في الصلاة، وعبد الرحمن بن هلال في الزكاة، وشريح وجماعة، ويروي عنه (م د س ق) والأعمش ومنصور، وثقه ابن معين والنسائي وابن سعد، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال في التقريب: ثقة من الثالثة، مات سنة (100) مائة (عن عروة بن الزبير عن عائشة) رضي الله تعالى عنها، وهذا السند من سداسياته رجاله ثلاثة منهم كوفيون واثنان مدنيان وواحد نسائي (قالت) عائشة
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مِنَ اللَّيلِ. فَإِذَا أَوْتَرَ قَال: "قُومِي، فَأَوْتِرِي يَا عَائِشَةُ".
1626 -
(00)(00) وَحَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الأَيلِيُّ. حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ. أَخْبَرَنِي سُلَيمَانُ بْنُ بِلالٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ،
ــ
(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من) نوافل (الليل فإذا أوتر) أي إذا أراد الوتر (قال) لها (قومي) من النوم (فأوتري يا عائشة) فكان يوقظها للوتر، وهذا الحديث من أفراد المؤلف ولكنه شاركه أحمد [6/ 152 و 205] وفي هذا الحديث دلالة على مشروعية تنبيه النائم للصلاة إذا خيف عليه خروج وقت الصلاة، ولا يبعد أن يقال إن ذلك واجب في الصلاة الواجبة لأن النائم وإن لم يكن مكلفًا في حال نومه لكن مانعه سريع الزوال فهو كالغافل ولا شك أنه يجب تنبيه الغافل اهـ من المفهم، وفيه يستحب جعل الوتر آخر الليل سواء كان للإنسان تهجد أم لا إذا وثق بالاستيقاظ آخر الليل إما بنفسه وإما بإيقاظ غيره، وأن الأمر بالنوم على وتر إنما هو في حق من لم يثق الاستيقاظ، وقد سبق التنبيه عليه في حديثي أبي هريرة وأبي الدرداء اهـ.
واختلف في حكم الوتر فذهب مالك وجمهور العلماء إلى أنه سنة مؤكدة ولا يُؤَثم تاركها من حيث هو تارك، وقال مالك: إنه يحرج تاركه، وذهب أبو حنيفة إلى أنه واجب يأثم تاركه ولم يسمه فرضًا بناء منه على أن الفرض هو الذي يقطع بلزومه أو ما وجب بالقرآن أو ما يكفر من خالف فيه هذه عبارات أصحاب مذهبه والمعنى متقارب وهذا الفرق إن ادعاه لغة أو شرعًا منعناه وطالبناه بالدليل عليه وإن كان اصطلاحًا من جهته سلمناه ولم نناقشه عليه، ونستدل بعد ذلك على أن الوتر ليس بواجب بأدلة قد تقدمت في باب الإسراء، وفي باب التنفل على الراحلة اهـ من المفهم.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في هذا الحديث فقال:
1626 -
(00)(00)(وحدثني هارون بن سعيد) بن الهيثم السعدي مولاهم أبو جعفر (الأيلي) ثقة، من (10)(حدثنا) عبد الله (بن وهب) المصري (أخبرني سليمان بن بلال) التيمي مولاهم أبو محمد المدني، ثقة، من (8)(عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن) فروخ التيمي مولاهم أبي عثمان المدني، ثقة، من (5)(عن القاسم بن محمد) بن أبي
عَنْ عَائِشَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي صَلاتَهُ بِاللَّيلِ، وَهِيَ مُعْتَرِضَةٌ بَينَ يَدَيهِ. فَإِذَا بَقِيَ الْوتْرُ أَيقَظَهَا فَأَوْتَرَتْ.
1627 -
(711)(121) وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى. أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَينَةَ، عَنْ أَبِي يَعْفُورٍ، وَاسْمُهُ وَاقِدٌ، وَلَقَبُهُ وَقْدَانُ. ح وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ وَأَبُو كُرَيبٍ. قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاويَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، كِلاهُمَا عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالتْ: مِنْ كُلِّ اللَّيلِ
ــ
بكر الصديق التيمي أبي محمد المدني، ثقة، من (3)(عن عائشة) رضي الله تعالى عنها، وهذا السند من سداسياته رجاله أربعة منهم مدنيون وواحد مصري وواحد أيلي، غرضه بيان متابعة القاسم بن محمد لعروة بن الزبير (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي صلاته بالليل وهي) أي والحال أن عائشة (معترضة) أي نائمة مضطجعة عرضًا (بين يديه) أي قدامه صلى الله عليه وسلم (فإذا بقي) عليه (الوتر) وأراد أن يصليه (أيقظها) من النوم (فأوترت) معه صلى الله عليه وسلم.
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى خامسًا لحديث عائشة الأول رضي الله تعالى عنها فقال:
1627 -
(711)(121)(وحدثنا يحيى بن يحيى) التميمي النيسابوري (أخبرنا سفيان بن عيينة) الهلالي الكوفي (عن أبي يعفور واسمه واقد ولقبه وقدان) العبدي الكوفي الكبير مشهور بكنيته، ثقة، من (4) روى عنه في (3) أبواب (ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو معاوية) محمد بن خازم الضرير الكوفي (عن الأعمش) سليمان بن مهران الكوفي (كلاهما) أي كل من أبي يعفور والأعمش رويا (عن مسلم) بن صبيح مصغرًا الهمداني مولاهم أبي الضحى العطار الكوفي، ثقة، من (4) روى عنه في (5) أبواب (عن مسروق) بن الأجدع بن مالك الهمداني أبي عائشة الكوفي، ثقة فقيه مخضرم، من (2)(عن عائشة) رضي الله تعالى عنها، وهذان السندان من سداسياته رجال الأول منهما أربعة منهم كوفيون وواحد مدني وواحد نيسابوري، ورجال الثاني منهما خمسة منهم كوفيون وواحد مدني، وفيه التحديث والإخبار والعنعنة والمقارنة، وفيه ثلاثة من التابعين روى بعضهم عن بعض الأعمش عن مسلم عن مسروق (قالت) عائشة (من كل الليل) أي من كل أجزاء الليل من أوله وأوسطه وآخره أي في كل
قَدْ أَوْتَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَانْتَهَى وتْرُهُ إِلَى السَّحَرِ.
1628 -
(00)(00) وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ وَزُهَيرُ بْنُ حَرْبٍ، قَالا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ،
ــ
أجزائه في أوقات مختلفة (قد أوتر) أي قد فعل الوتر (رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتهى) أي وَصَلَ (وتره إلى السحر) بفتح السين والحاء المهملتين، أي كان آخره الإيتار في السحر والمراد به آخر الليل كما قالت في الروايات الأخرى.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري [996]، وأبو داود [1435 و 1437]، والترمذي [456]، والنسائي [3/ 230]، وابن ماجه [1185].
ففيه جواز الإيتار في جميع أوقات الليل بعد دخول وقته، وفيه أيضًا استحباب الإيتار آخر الليل، وقد تظاهرت الأحاديث الصحيحة عليه، واختلفوا في أول وقته فالصحيح في مذهبنا والمشهور عن الشافعي والأصحاب أنه يدخل وقته بالفراغ من صلاة العشاء ويمتد إلى طلوع الفجر الثاني، وفي قول يمتد إلى صلاة الصبح وقيل إلى طلوع الشمس، وفي وجه لا يصح الإيتار بركعة إلا بعد نافلة العشاء اهـ من النواوي، ولا معارضة بين وصية أبي هريرة بالوتر قبل النوم وبين قول عائشة وانتهى وتره إلى السحر لأن الأول لإرادة الاحتياط، والآخر لمن علم من نفسه قوة كما ورد في حديث جابر عند المؤلف ولفظه "من طمع منكم أن يقوم آخر الليل فليوتر من آخره فإن صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل، ومن خاف منكم أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر من أوله" اهـ من فتح الباري.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في هذا الحديث فقال:
1628 -
(00)(00)(وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة) الكوفي (وزهير بن حرب) الحرشي النسائي (قالا حدثنا وكيع) بن الجراح الرؤاسي الكوفي (عن سفيان) بن سعيد الثوري الكوفي (عن أبي حصين) مكبرًا، عثمان بن عاصم بن حصين الأسدي الكوفي، ثقة، من (4) روى عنه في (5) أبواب (عن يحيى بن وثاب) بتشديد المثلثة، الأسدي مولاهم الكوفي المقرئ، روى عن مسروق في الصلاة، وابن عباس وابن عمرو وزر بن حبيش وغيرهم، ويروي عنه (خ م ت س ق) وطلحة بن مصرف وأبو حصين وأبو إسحاق والأعمش وعدة، وثقه النسائي وابن حبان، وقال العجلي: كوفي تابعي ثقة وكان مقرئ
عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ. قَالتْ: مِنْ كُلِّ اللَّيلِ قَدْ أَوْتَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، مِنْ أَوَّلِ اللَّيلِ وَأَوْسَطِهِ وَآخِرِهِ، فَانْتَهَى وتْرُهُ إِلَى السَّحَرِ.
1629 -
(00)(00) حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ. حَدَّثَنَا حَسَّانُ، قَاضِي كِرْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ،
ــ
أهل الكوفة، وقال في التقريب: ثقة عابد، من الرابعة، مات سنة (103) ثلاث ومائة (عن مسروق) بن الأجدع الكوفي، ثقة، من (2)(عن عائشة) رضي الله تعالى عنها، وهذا السند من سباعياته رجاله كلهم كوفيون إلا عائشة أو زهير بن حرب، غرضه بيان متابعة يحيى بن وثاب لمسلم بن صبيح في رواية هذا الحديث عن مسروق (قالت) عائشة (من كل) أجزاء (الليل قد أوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقوله (من أول الليل وأوسطه وآخره) بدل من كل الليل بدل تفصيل من مجمل (فانتهى وتره إلى السحر) آخر الليل، حين مات كما في رواية أبي داود.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث عائشة هذا رضي الله تعالى عنها فقال:
1629 -
(00)(00)(حدثني علي بن حجر) بن إياس السعدي أبو الحسن المروزي، ثقة، من (9)(حدثنا حسان) بن إبراهيم بن عبد الله العنَزي -بفتح العين والنون- نسبة إلى عنَزة بن أسد أبو هاشم (قاضي كرمان) وثقه أحمد وأبو زرعة، وقال في التقريب: صدوق يخطئ، من (8) مات سنة (186) وفي القاموس: وكرمان بفتح أوله وكسره مع سكون ثانيه اسم بلد بينه وبين حدود الهند أربعة أيام واسم إقليم بين فارس وسجستان، قال بن خرداذيه: هي مائة وثمانون فرسخًا في مثلها، افتتحها عبد الرحمن بن سمرة بن جندب رضي الله عنه اهـ (عن سعيد بن مسروق) بن عدي الثوري من ثور بن عبد مناة بن أن بن طابخة التميمي أبي سفيان الكوفي، روى عن أبي الضحى في الصلاة، وسلمة بن كهيل في الصلاة، وعباية بن رفاعة في الزكاة والضحايا والطب، وعبد الرحمن بن أبي نعم في الزكاة، والشعبي في الصيد، ويزيد بن حيان في الفضائل، وخيثمة في عذاب القبر، ويروي عنه (ع) وحسان بن إبراهيم الكرماني وأبو الأحوص وابناه عمر وسفيان وشعبة وإسماعيل بن مسلم وزائدة وعدة، وثقه ابن معين وأبو حاتم والعجلي والنسائي وابن المديني، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال في
عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ. قَالتْ: كُلَّ اللَّيلِ قَدْ أَوْتَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَانْتَهَى وتْرُهُ إِلَى آخِرِ اللَّيلِ
ــ
التقريب: ثقة، من السادسة، مات سنة (126) ست وعشرين ومائة (عن أبي الضحى) مسلم بن صبيح الهمداني الكوفي (عن مسروق) بن الأجدع بن مالك الهمداني الكوفي (عن عائشة) رضي الله تعالى عنها، وهذا السند من سداسياته رجاله ثلاثة منهم كوفيون وواحد مدني وواحد مروزي وواحد كرماني، غرضه بيان متابعة سعيد بن مسروق لأبي يعفور وسليمان الأعمش في رواية هذا الحديث عن أبي الضحى، وفائدتها بيان كثرة طرقه (قالت) عائشة كل الليل) أي في جميع أثلاث الليل (قد أوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتهى وتره) حين مات كما في أبي داود (إلى آخر الليل) والمعنى كان آخر أمره الإيتار في آخر الليل والله أعلم.
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب من الأحاديث ستة: الأول حديث عائشة الأول ذكره للاستدلال وذكر فيه متابعة واحدة، والثاني حديث عائشة الثاني ذكره للاستشهاد، والثالث حديثها الثالث ذكره للاستشهاد، والرابع حديثها الرابع ذكره للاستشهاد وذكر فيه متابعة واحدة، والخامس حديثها الخامس ذكره للاستشهاد ذكر فيه متابعة واحدة، والسادس حديثها السادس ذكره للاستشهاد وذكر فيه متابعتين والله سبحانه وتعالى أعلم.
***