الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في هذه المدرسة، فقررتُ أن أسافر، وبالفعل في آخر الليل ذهبتُ وأحد تلاميذي إلى نيجيريا.
تيتمت مبكّرًا
وكيف تلقّيت العلم الشرعي هناك؟
نشأتُ يتيمًا، وعشت اليتم مبكرًا؛ حيث توفي والدي حينما كان عمري ثلاث سنوات.. فأخذني خالي المدرس فأدخلني في مدرسته.. وكان الطالب يبدأ دراساته منذ صغره بتعلم الحروف الهجائية على الترتيب الأندلسي لا على الترتيب المشرقي.
وبعد ذلك يبدأُ الطالبُ بقراءة القرآن؛ فبعض الطلاّب يستمع القرآن المقروء ليحفظه، والبعضُ الآخر يقرأ القرآن على الألواح؛ لأنه لم تكن هناك كتب كثيرة، حيث أن الكتاب الواحد يشترك فيه عدة أساتذة؛ أما أنا فلم أترك دارسة القرآن حتى حفظته كله على اللوح.
وبعد ذلك أمرني خالي أن أبدأ بدارسة التوحيد؛ فقرأت "مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني" وهي عقيدة سلفية، ثم أمرني خالي ببداية دراسة اللغة العربية.. الإعراب، ثم "ألفية ابن مالك"، ثم "زوائد الكافية"، وهكذا؛ وكنتُ أحفظُ بسهولة.
وبعد إكمال دراسة اللغة العربية صار عمري 15 سنة، وحينذاك أمرني خالي أن أبدأ دراسة الفقه لأتسلم أحكام الصلاة، وبالفعل درست الفقه؛ فأكملت دراسة عدة رسالة على اللوح.
وبعد ذلك درستُ البلاغة مثل "الجوهر المكنون"، والبيان، والمعاني، والبديع.
ثم بعد ذلك درستُ أصول الفقه؛ وحيث أنه لم تكن توجد أية مؤلفات للفقه المالكي في منطقة مالي آنذاك؛ فلجأنا إلى أصول الفقه للشافعية، فدرست "الورقات" لإمام الحرمين نظما ونثرًا، ثم درست "جمع الجوامع" رغم تعقيداته؛ ونظمتُ منه عدة أبواب صعبة مثل القياس والتصوّف.
ودرست التنجيم
ويضيف: وبعد دراستي لأصول الفقه رأى المشايخ أن أعمل في التفسير بعد دراستي للغة والنحو والبلاغة؛ ولم يكن يوجد لدينا من مؤلفات التفسير إلا الجلالين والبغوي والخازن وكلها مخطوطة غير مطبوعة؛ فاشتغلتُ بالتفسير، ودرست الجلالين والبغوي واكتفيتُ بهما.
ثم انتقلتُ إلى الحديث فدرستُ الموطأ وأبو داود ومختصر صحيح البخاري للتشيدي.
ثم بعد ذلك درست التنجيم؛ حيث أنه كان مفروضا علينا دراسة التنجيم الذي كان على قسمين: تنجيم التنسيق، وتنجيم التقدير؛ فدرسنا تنجيم التنسيق الذي يدلُّنا على معرفة الطرقات والنجوم والفصول؛ ودرستُ كتابا في التنجيم يسمى كتاب التنجيم للأسوقي؛ وهو كتابٌ مفيد للتنجيم، ولا يوجد عندنا كتابٌ غيره في هذا المجال؛ ولا أزالُ أحفظُ هذا الكتاب.
وهذا هو المنهج الدراسي الذي كان متبعًا في المنطقة الشرقية في مالي، والتي كانت كل مناطقها السابقة آنذاك يتوارد سكانها على المنطقة الشرقية للدارسة في المدرسة التي بناها خاصة، وأنها مفتوحة لكل من يريد أن يلتحق بمن مناطق مالي ونيجيريا وغانا.
وعندما خرجت من مالي كان يوجد في هذه المدرسة نحو (400) طالب، أغلبهم من خارج المنطقة الشرقية.