الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السبت، ولكن بصفة خاصة سيفتح لنا المكتبة.
وفي يوم الأحد الموافق 19/3/1398هـ رجعنا إلى اسكوريال فوجدنا المدير ينتظرنا حسب وعده، فتم الاتفاق ووقّع كل من الطرفين على العقد، ومن ثم توجهنا إلى مدريد استعدادًا للسفر إلى المغرب مرة أخرى.
المركز الإسلامي بمدريد:
يقع هذا المركز في قلب مدريد وفي أحد الأحياء الشعبية تقريبا، وفي مساء يوم الأحد توجهنا إليهما في البيت الذي يسكنون، فاجتمعنا معهم في جناح من هذا البيت خصصوه للصلاة، فعقدنا معهم قبيل صلاة المغرب ندوة علمية تتضمن ما يلي:
1-
كلمة ترحيب بالوفد ارتجلها بعض أعضاء المركز: عبد الله جمال الدين المصري.
2-
كلمة ردّ التحية تفضّل بها أمير الوفد: صالح المحيسن عميد كلية الدعوة وأصول الدين.
3-
كلمةٌ ألقاها كاتب هذه السطور: حماد بن محمد الأنصاري، تشتمل على شرح الحديث القدسي عن أبي هريرة: (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين
…
) الحديث في (الموطأ) وغيره.
وبعد صلاة المغرب تابعنا الندوة بالأسئلة من أعضاء المركز والإجابة عليها من الوفد، وبعد صلاة العشاء وتناول الشاهي والحلويات ودعناهم وودعونا على أننا سنسافر في مساء يوم الاثنين الموافق:20/3/1398هـ، وعلى أن يكون هذا اليوم آخر مطافنا بأسبانيا التي واجهتنا فيها مشاكل من أهمها:
1-
أنك لا تجد مكانا للصلاة جماعة في تلك البلاد المتسخة بالكفر
وبغض الإسلام وأهله.
2-
لا تكاد تدخل في مطعم من مطاعم إلا ويستقبلك الخمر والخنزير المعلّق على المشجب بعفونته ونتنه وقذارته مع التبرّج والسفور. نستغفر الله ونتوب إليه.
3-
وصلنا إلى بلاد لا نحسن لغتهم ولا يحسنون لغتنا، بل لا تجد من يحسن منهم اللغة الانجليزية والفرنسية إلاّ نادرًا، ولكن قيّض الله لنا من الإخوان الذين وجدنا عددًا قليلاً منهم في أسبانيا من ترجم لنا ما يقولون عند الحاجة.
وفي مساء يوم الاثنين الموافق 20/3/1398هـ توجهنا راجعين إلى المغرب الأقصى في طائرة بيونج مغربية عن طريق مطار طنجة بوخريس عند مدخل الأندلس في العدوة التي تلي المغرب على شاطئ البحرين الأبيض والأطلس ينطحها كل من البحرين، فالأبيض من جهة الشرق والأطلسي من جهة الغرب، ولما وصلت بنا طائرتُنا إلى المطار المذكور أعلاه قبيل المغرب وقفت فيه مقدار أربعين دقيقة ثم واصلت سيرها إلى مطار النواصر بالدار البيضاء، وقد قطعت بنا بين المطارين نصف ساعة، فلما هبطت بنا في النواصر بعد غروب الشمس توجهنا بعد الإجراءات اللازمة في المطار إلى (فندق البحر المحيط الأطلسي) بالدار البيضاء، وبتنا فيه إلى الصباح، وعند رجوعنا هذا إلى المغرب من أسبانيا صادفنا أيضًا مناسبة أخرى وهي الاستعداد الكامل للاحتفال بجلوس الملك على العرش، حيث تغلق جميع الدوائر والمكتبات ثلاثة أيام.
وفي صباح يوم الثلاثاء الموافق: 21/3/1398هـ امتطينا حافلتنا إلى مدينة مرّاكش الحمراء جنوب الدار البيضاء، وتبعد هذه المدينة عن الدار البيضاء مائتين وستين كيلو، فوصلنا إلى مرّاكش قبيل الظهر.
ومن حين وصولنا إلى المدينة الجديدة توجهنا إلى المدرسة الثانوية التي
يدرس فيها محمد عبد الرحمن المغراوي المتخرّج في الجامعة الإسلامية، فاستقبلنا فيها مديرها، وبعد تعريفه بالوفد ومهمّته دخلنا بمعيته في مكتبة المدرسة فتجولنا في أرجائها، وهي مكتبة غنية بمهمات المطبوعات العربية، ثم استمرّ التجوال إلى كلية اللغة التي بجانبها خزانة ابن يوسف، فلما دخلنا فيها استقبلنا نائب المدير (فاخر) وتجول معنا في مكتبها أي: في مكتبة الكلية، ثم مرّ بنا إلى الخزانة التي بلصقها، فوجدنا هذه الخزانة مشتملة على مخطوطات كثيرة عليها آثار القدم والإهمال بجانب ما فيها من المطبوعات فاستعرضنا فهرسها الكبير، ولكن لم نجد فيه شيئًا يلفت النظر إلاّ كتابًا واحدًا باسم:(أسباب نزول القرآن) للحافظ ابن حجر، وجدنا هذا الكتاب وافيًا في موضوعه، فقيّدناه برقمه، وقد منعنا من تصويره هو وغيره من الكتب التي وجدناها في الخزانة العامة بالرباط، وبالمكتبة العليا منعنا من تصوير هذه الكتب الأمور التالية:
أ- أننا صادفنا المغرب وهم مستعدون تمام الاستعداد بجميع مدنه وقراه للاحتفال بالمولد، ولذا أعلنوا أن المكتبات والدوائر الحكومية تغلق في مدة أربعة أيام، وهذا هو السبب في تغير برنامج الرحلة حيث صرفناه عن المغرب إلى أسبانيا.
ب- عدم وجود آلة تصوير في تلك المكتبات إلاّ آلة واحدة في الخزانة العامة بالرباط العاصمة، وجدنا هذه الآلة عليها زحمة بحيث لا نتمكن من تصوير ما قيدناه من المخطوطات في تلك المكتبات، فمن ثَمّ اقترح بعض المسؤولين الكبار في الرباط وغيره أن نرفع إلى الجامعة الإسلامية أن المكتبات بالمغرب في حاجة ماسّة إلى إيجاد آلة تصوير كبيرة تُقَوَّمُ بمائة ألف ريال سعودي.
وقد سبق عرضُ هذا المشروع من قبل المسؤولين هناك على جامعة الملك عبد العزيز فأسهمت فيه بستين ألف وبقي من القيمة أربعون ألفا، وهذا المبلغُ
الباقي يقترحون أن تتحمله الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية. وفعلاً وافقت الجامعة الإسلامية على دفع هذا المبلغ لكي يتيسر تصوير ذلك التراث المخزون بالمغرب لحفظه لمن أراد ذلك.
فلما انتهينا من استعراض الفهرس المذكور أعلاه انطلقنا بعضنا إلى المطعم قبيل الظهر بعد انتهاء الدوام لتناول الغداء وانطلق البعض إلى فندق المرابطين بمرّاكش القديمة، وتقيلنا في تلك البلدة إلى أن صلينا العصر، ثم توجهنا راجعين إلى الدار البيضاء فوصلناها بعد العشاء فنزلنا في فندق يسمى فندق المنصور في وسط البلد وهو فندقٌ كبير من الدرجة الأولى من فنادق الدار البيضاء.
ولما أصبحنا يوم الأربعاء الموافق: 22/3/1398هـ رأينا أن نستريح يومنا ذلك ليقضي كل من أراد منا حاجته في البلد براحة، وفي صباح يوم الخميس الموافق 23/3/1398هـ توجهنا إلى مطار النواصر الدولي بالمملكة المغربية بعد الفطور بالتوقيت المغربي للتوجه إلى أرض الوطن، ولما انتهت الإجراءات اللازمة من الجوازات والجمرك ووزن العفش أقلتنا طائرة سعودية من طراز بونج (77) الساعة العاشرة والنصف زوالاً إلى جدّة مارِّين على الجزائز وليبيا، وقد وقفت بنا في كل من ليبيا والجزائر مقدار خمس وأربعين دقيقة، ثم استمرت مواصلة سيرها في جبال من السحب المتراكمة إلى أن وصلنا جدة بعد العشاء الساعة الحادية عشر ليلاً، فوجدنا مندوب الجامعة الإسلامية باكريم ينتظرنا في المطار بسيارتين أعدهما لحمل العفش والوفد، وقد حجز لنا جناحًا في فندق الرحاب، فبتنا في هذا الفندق ليلة الجمعة الموافق 25/3/1398هـ منتظرين الطائرة التي تتوجه إلى المدينة المنورة بعد المساء، وبعد صلاة العصر يوم الجمعة توجهنا إلى مطار جدة، فأقلتنا طائرة بوينج سعودية إلى المدينة النبوية، فوصلنا بسلامة الله ورعايته وحفظه قبل المغرب ليلة السبت الموافق 25/3/1398هـ.