الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الرحلات الأنصارية ونتائجها
رحلة سوريا
…
الرحلات الأنصارية ونتائجها
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه ثقتي
رحلة سوريا
رحلة طلاّبية إلى سوريا استغرقت خمسة عشر يومًا.
الحمد لله وكفى، وصلى الله وسلم على النبي المصطفى.
وبعد:
ففي يوم الاثنين الموافق 7/4/1399هـ توجّهنا في رحلة طلاّبية استطلاعية إلى دمشق الشام (سوريا) ، توجهنا مساءً في طائرة بوينج سعودية من مطار المدينة النبوية في الساعة 2.5 زوالي.
وكان في مقدمة الرحلة الدكتور علي ناصر فقيهي أمير الرحلة، وعميد المكتبات بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، والأخ لطفي السوري الدمشقي المشرف الاجتماعي في الإشراف، والأخ حمود الرحيلي مسجل الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية، وكاتب هذه السطور أبو عبد اللطيف حماد بن محمد الأنصاري، وكان معنا كوكبةٌ من طلاّب الدراسات العليا في مختلف الشُّعَب، يبلغ تعدادهم أربعة عشر طالبا، كلهم من السنة الثالثة، وينتمون إلى اثنتى عشرة دولة من سعودي، ويمني، وإيراني، وأفريقي، وباكستاني، وغير ذلك.
وفي الساعة الرابعة إلاّ ثلثاً هبطت بنا طائرتنا في مطار دمشق الدولي، فلما أنهينا الإجراءات القانونية في المطار التي لم تكلفنا كبير وقت توجهنا في حافلة أحضرها على حساب الرحلة رائدانا اللذان تقدما قبلنا لحجز الفندق والسيارة.
سرنا في تلك الحافلة إلى دمشق عاصمة سوريا، وكانت المسافة بين المطار ودمشق أربعين كيلو متر.
وبعد نزولنا في فندق يسمى (فندق الجمهورية الكبير (خرجنا إلى صلاة المغرب في المسجد الأحمدي قرب سوق الحميدية في وسط دمشق، فصلينا خلف شخص شافعي يرتدي بنطلوناً وقميصا على زيّ الأتراك، علاوةً على أنه حالق لحيته، ونستغفر الله ونتوبُ إليه.
ولما أتم الصلاة تأخّر كثيرًا في مصلاه دون أن ينصرف إلى المأمومين، ثم قام فتسنن في نفس المصلّى خلاف السنة.
وبعد الصلاة تجولنا في أسواق المدينة، وفي أثناء التجوال مررنا على سوق الحميدية، وهي سوق كبيرة على طابع الأسواق العربية القديمة، وقد شبهته بشارع قابل بجدة.
ثم عرجنا على قبر صلاح الدين الأيوبي القريب من السوق شرقا، فمكتبة الظاهرية والمجمع اللغوي، ومن هنا رجعنا لصلاة العشاء والعشاء.
وفي أثناء الطريق إلى الفندق وقفنا على مسجد يسمى مسجد الدرويشية فصلينا فيه العشاء خلف إمام شافعي زيه زي السوريين الأصلي، وبعد الصلاة توجهنا صوب الفندق للعشاء والنوم.
وفي الطريق قابلنا المطعم الأموي فتعشينا فيه بما تيسّر، ثم مضى بنا السيرُ إلى فندقنا المتواضع.
وعند أذان الفجر خرجنا إلى مسجد قريب منا فاقتدينا فيه بإمام عليه سمتُ أهل الصلاح، وصلى بنا على مذهب الإمام الشافعي في بسملته جهرًا وقنوته. هذا كله في فجر يوم الثلاثاء الموافق 8/4/1399هـ.
وفي نفس اليوم انتقلنا إلى الفندق الأموي بجوارنا، وهو فندق من الدرجة الثانية (ب) ، واقعٌ في وسط العاصمة، إلاّ أنه تنقصُه أمور هامة سبب في ذلك قدمه.
وبعد الاستقرار فيه انطلقنا إلى المكتبة الظاهرية والمجمع العلمي المتقابلين للاطلاع على المخطوطات التي تراكمت في المكتبة، وللاستفسار عن الموجود من مطبوعات المجمع.
ومع الأسف لم ندرك فيها الشيخ الألباني، إذْ سبقنا فخرج قبل حضورنا في هذا اليوم.
ولما استوى الطلبة في المكتبة توجهتُ أنا وأمير الرحلة إلى المجمع فالتقينا في هذا المجمع مع الدكتور فؤاد سزكين التركي مؤلف التراث العربي، وقدَّمنا إلى مدير المجمع (حسني سبح (وطلبنا منه مطبوعات المجمع العلمي، إذْ هي مطبوعات قيِّمة، فوعدنا بالموجود منها، وفعل وأمر بجزئين من تاريخ دمشق، فاستلمناهما أنا وأمير الرحلة.
ثم رجعنا إلى المكتبة للتعاون مع الطلبة فقيّدنا ما راق لنا في ذلك اليوم، على أنا سنرجع في يوم الأربعاء.
وعند انتهاء الدوام ذهبنا إلى الجامع الأموي الواقع على جنوب المكتبة، وهو جامع كبير من الطراز الأول، يزعمون أن القبّة التي وسطه تتضمن قبر النبي يحيى عليه السلام، هذا الجامع في الحقيقة متحف من متاحف النصيرية.
وفي مساء الثلاثاء تجولنا في المكتبات التجارية، منها: مكتبة عبيد الواقعة قرب سوق الحميدية من ناحية الجنوب، ومكتبة دار المأمون الواقعة في شارع الجمهورية قرب الحلبوني في غربي دمشق.