الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الوقت كتاب في أصول الفقه المالكي مثل الفرائض؛ ولهذا درس أصول الفقه الشافعي، ودرس "الكوكب الساطع نظم جمع الجوامع" للسيوطي، مع عرضه على الأصل؛ وأصول الفقه حفظ كتبه.
ثم انتقل إلى البلاغة ودرس "الجوهر المكنون" وهي خمسمائة بيت حفظها غيبًا.
ثم بعد البلاغة درس المنطق وحفظه أيضًا، ودرس "السلم المرونق في علم المنطق"؛ ثم علم التنجيم؛ وهذه العلوم تحفظ غيبًا، وهو من التنجيم المشروع الذي يتحدّث عن الفصول الأربعة والبرد والحر، ومعرفة القبلة.
وبعدَ هذا بدأ بالحديث؛ لأن البلاد كانت في ذلك الوقت يقرأون الحديث تبرّكًا؛ حيث كانوا يأتون بـ"صحيح البخاري" ويقرأ وهم يستمعون إليه؛ وهذه من الأسباب التي أخرجته من أفريقيا كونهم لا يركزون على قراءة الحديث كما يركزون على قراءة الفنون الأخرى؛ وهنا رأى أنه لا بد من الخروج من هذه البلاد والبحث عن البلاد التي تعتمد على الحديث؛ وخرج من البلاد سنة خمس وستين هجرية (65هـ) وهو ابنُ 18 سنة؛ وهذه هي حياتُه في أفريقيا.
أفنى حياته في سبيل العلم ونشره
توفي الشيخ حماد بن محمد الأنصاري: أحد علماء المدينة المنورة، ورئيس قسم السنة والعقيدة سابقًا بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. عن عمر يناهز (74) عامًا، قضى أكثرَها ما بين طلب العلم والبحث والتحقيق حتى أنه كان يعدّ حجة في الحديث الشريف بالإضافة العلوم الشرعية الأخرى كعلم الفرائض، والتوحيد، وأصول الفقه.
ولد الشيخ حماد الأنصاري ببلدة (تاد مكة) عام 1344هـ، ونشأ به وترعرع؛ حيث عاش في وسط يحفّه الالتزام بهدى الإسلام ويحوطه التطلُّع إلى
العلم الشرعي، حيث تعلم مبادئ القراءة والكتابة منذ نعومة أظافره على علماء بلده؛ فحفظ القرآن الكريم وهو ابن عشر سنين، وظهرت عليه أمارات الذكاء والنجابة منذ حداثته؛ ولما بلغ أشدّه أكثر من الرحلة والتنقّل في طلب العلم؛ حيث انتقل إلى بلاد الحرمين الشريفين، فتلقى علوم الدين واللغة على كبار المشايخ هناك في ذلك الوقت؛ فأخذ في مكة المكرمة عن العلامة الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة، والشيخ حسن المشّاط.
واستجاز جماعةً من العلماء الواردين على مكة المكرمة كالشيخ المحدث عبد الشكور الهندي، والشيخ عبد الحق العمري، والشيخ محمد بن عيسى الفاداني، والشيخ عبد الحفيظ الفلسطيني، وغيرهم.
كما درَس "رحمه الله" في دار العلوم الشرعية بالمدينة المنورة على الشيخ عمر بري؛ يحث درس عليه الفقه الحنفي، و "صحيح مسلم"، و "ديوان المتنبي"، و "ألفية ابن مالك"، ودرس على الشيخ محمد بن تركي النجدي "الموطأ" للإمام مالك، و "المغني" لابن قدامة.
ومن الشيوخ الذين تركوا أثرًا طيّبًا أيضًا في حياتِه الشيخ محمد عبد الله بن محمود المدني إمام المسجد النبوي، والشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي السعودية سابقًا "رحمهم الله تعالى".
ولم يكتفِ بذلك، بل راح ينمي معارفَه ويدرّس كل ما يقع عليه بصرُه من مؤلفات ومصنفات حديثيّة، وكتب فقهية، وعلوم عربية، ومخطوطات في الحديث والعقيدة؛ حتى صار علَمًا من أعلام المحدِّثين مما أهّله إلى أن يتبوّأ عددًا من المناصب العلمية؛ ففي عام 1374هـ انتقل إلى الرياض حيث عمل فيها مدرّسًا في المعهد العلمي؛ وفي عام 1375هـ انتقل إلى معهد إمام الدعوة، وفي عام 1385هـ انتقل إلى الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة؛ واستمرّ بالتدريس