الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
محاضرة بعنوان لقاء مفتوح في مسجد اليحيوي بالمدينة النبوية
.
مع فضيلة الشيخ حماد الأنصاري.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فمعنا في هذه الليلة فضيلة الوالد الشيخ أبو عبد اللطيف حمّاد بن محمد الأنصاري. الأستاذ بالجامعة الإسلامية، وهو أحد شيوخ الجامعة الكبار الذين تخرّج عليه عددٌ من المشايخ وطلبة العلم، وهو من المتخصّصين بعلوم كثيرة غلب عليها علم الحديث وعلومه.
والشيخ أبو عبد اللطيف حفظه الله ممن نذرَ نفسَه لخدمة العلم وطلاّبه، وشاهد ذلك: فتحه مكتبته العامرة كل يوم صباحًا وعصرًا، فهو أحدُ كنوز المدينة المنورة الذي يجب على طلبة العلم اغتنام هذه الفرصة والتتلمذ على يديه.
وقد شرّفنا حفظه الله في هذه الليلة بلقاء مفتوح مع فضيلته في علم الحديث وعلومه. نسأل الله تعالى أن يكتب له الخطى، وأن يجزل له المثوبة والأجر، وأن يسكننا وإيّاه فسيح جنّاته، إنّه وليّ ذلك والقادرُ عليه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإنّ أصدق الحديث: كتاب الله، وخير الهدْي: هدْيُ محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، وشرّ الأمور: محدَثاتُها، وكلّ محدثة بدعة، وكلّ بدعة ضلالة، وكلّ ضلالة في النار.
ما شاء الله لا قوّة إلاّ بالله.
أيها الإخوة الكرام.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في هذه الليلة المباركة أستغلّ هذه الفرصة لمدارسة ما تيسّر من العلوم النافعة التي في مقدّمتها علم الحديث، أعني: علم الحديث رواية ودراية، لأنّ علم الحديث ينقسم قسمين كما تعرفون علم الحديث رواية، وعلم الحديث دراية، فرأيتُ في هذه المناسبة أن أبدأَ بالحديث القدسي الذي يتضمّن مسائل عديدة لا بدّ لمن يرغب في العلم من أن يأخذ بطرفٍ منها، ألا وهو حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي أخرجَه الإمام مالك في (موطئه) قال أبو هريرة قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يقول الله عز وجل: "من قال: {الحمد لله رب العالمين} قال الله عز وجل: حمدني عبدي، وإذا قال العبدُ: {الرحمن الرحيم} قال الله عز وجل: أثنى عليّ عبدي، وإذا قال العبدُ: {مالك يوم الدين} قال الله عز وجل: مجّدني عبدي وفي قراءة: إذا قال العبد: {ملك يوم الدين} قراءتان متواترتان، قال الله: مجّدني عبدي، وإذا قال العبدُ: {إياك نعبد وإياك نستعين} يقول الله عز وجل: هذا لي ولعبدي ما سأل" أي: {إياك نعبد} له، و {إياك نستعين} للعبد وللعبد ما سأل،
"وإذا قال العبد: {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} يقول الله عز وجل: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل".
هذا الحديث يسمّى عند أهل الحديث: (الحديث القدسي) ومعنى كونه أو تسميته بهذا اللقب أنّ هذا الحديث فيه تقديس الله عز وجل وتنزيهه عن مشابهة ذاته وصفاته وأسمائه بذات وصفات وأسماء المخلوقات، ويتضمن سورة عظيمة بتفاصيل ما فيها من هذه المعاني الجليلة، لأن الله عز وجل سمى هذه السورة التي شرحها هذا الحديث القدسي في سورة الحجر بقوله:{ولقد آتيناك سبعًا من المثاني والقرآن العظيم} القرآن العظيم هو الفاتحة التي فصلها هذا الحديث القدسي.
والأحاديث القدسية كثيرة، ولكن أغلبها إمّا مكذوبة موضوعة وإمّا ضعيفة جدًّا وإمّا ضعيفة فقط، وهذا هو الأغلب على هذا النوع من علم الحديث، وهو ما يسمّى بالأحاديث القدسية.
والحديث القدسي إذا صحّ وثبت سندُه يجب أن تقول: إنه كلام الله بلّغه عنه نبيّه صلى الله عليه وسلم، لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم يقول، يقول أبو هريرة أولاً: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يقول الله، القولُ إذا أُطلق فهو يشمل اللفظ والمعنى، أما ما يقولُه الخرافيّون أو المعطِّلون أو المشبِّهون أو المؤوِّلون من أنّ القول يأتي غير شامل للفظ والمعنى: فهذا قولٌ في غاية من البطلان، ليس بصحيح، هذا قولٌ تذرّعوا إليه أو به إلى إنكار ما أثبت الله عز وجل وما أثبته رسول الله عليه الصلاة والسلام لله عز وجل من صفاته العلى وأسمائه الحسنى.
فهذا الحديث القدسي أفرده بعض العلماء بالتأليف في مقدمتهم الحافظ ابن عبد البر حافظ المغرب والأندلس أفرده بتأليف سماه (الإنصاف في الاختلاف في البسملة) ، وهو مطبوع ومنتشر، وينبغي لمن كان يرغب التحقيق
في هذه المسألة التي أشار إليها الحافظ ابن عبد البر بهذا العنوان أن يطلع على هذا الكتاب، وهو ليس بكبير ولا بصغير بل متوسّط فابن عبد البر كغيره من المحققين يعرف أن العلماء اختلفوا هل البسملة من الفاتحة؟، هل البسملة في كل سورة من السور أم لا؟.
يريد أن يعطينا فكرة مدعومة بالنصوص القرآنية والنصوص النبوية في الراجح من القولين في هذه الرسالة الجيدة التي ما رأينا أحدًا ألّف مثلَها في هذا الموضوع، فينبغي أن يطلع عليها من يرغب في تحقيق هذه المسألة.
وأنا لماذا آثرت أنا أقدِّم بهذا الحديث الشريف الصحيح الذي أخرجه عددٌ كبيرٌ من المحدِّثين، ولكن كلهم عن طريق الإمام مالك، وهو حديثٌ صحيح وقلّ أن تجد حديثًا صحيحًا قدسيًّا إلا أعدادًا تعدّ باللسان، إلاّ أنهم ألّفوا فيها كتبًا كثيرة، ولكن إذا نظرتَ فيها وأنت من أهل الخبرة بهذا العلم تجد أن عشرة في المائة هو الصحيح وما سوى ذلك إمّا موضوع وإما ضعيف وإما ضعيف فقط.
فهذا الحديث الشريف الذي يشتمل على معاني عديدة معاني لا يستغني عنها طالب علم أولاً: أن الحديث تفصيل لما تضمّنته سورة الفاتحة بجميع أنواعه وإن كنا لا يوجد عندنا وقت واسعٌ للمرور على عُشر ذلك، فنحن نطبق الآية الكريمة:{فاتقوا اللهَ ما استطعتم} ، وهذه الآية نسخت كثيرًا من الآيات {فاتقوا الله ما استطعتم} فأنت إذا كنت عاجزًا على أن تعمل عملاً ينبغي لك أن تستحضر هذه الآية:{فاتقوا الله ما استطعتم} إذا عملت ما استطعت من العمل كتبه الله لك كله فإن الله كريمٌ ما يعطيك بعضه لأنك عجزت على أن تفعله كاملاً، فإن الله عز وجل كريم، يقول أبو هريرة رضي الله عنه الصحابي الجليل الذي ظلمه بعض الناس وليس لأبي هريرة ذنب يستحق أن توجه إليه التّهم أو توجّه
إليه الظنون، إلاّ أن الله عز وجل أعطاه من الحفظ للسنة ما ليس لغيره، اللهم إلاّ عبد الله بن عمرو، وقد بينا أنه كان يكتب وهو لا يكتب والكتابة تحفظ لك المحفوظات أكثر من الاعتماد على الحفظ غيبًا، قد ينسى الإنسان ولكن ما دام أنه مكتوب إذا أحسست بشيءٍ من النسيان تنظر إليه وتنتبه، وعبد الله ابن عمرو يكتب، وهو أكثر الصحابة حديثًا، وأبو هريرة ينافسه في هذا وإن كان أبو هريرة لا يكتب، فلهذا هذا الصحابي الجليل يستحقّ التقدير والاحترام بدلاً مما واجهه به من لم يعرف قيمته ووزنه وليس له ذنب إلاّ أنه حفظ لنا من سنة النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يحفظه غيرُه، اللهم إلاّ عبد الله بن عمرو.
يقول في هذا الحديث القدسي: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يقول الله عز وجل: إذا قال العبدُ: {الحمد لله} ، الحمد لله: أول سورة الفاتحة
…
إلى آخر الحديث كلّه".
وقد خصت الفاتحة بهذا الحديث دون غيرها من سور القرآن البالغة مائة وأربع عشرة، وليس في القرآن سورة اشتملت على ما ذكره هذا الحديث حول سورة الفاتحة، ولهذا ينبغي للذي يريد أن يحصل له نصيبٌ من العلم الشريف حديثًا وقرآنًا أن يُعنى بالتفكّر في سورة الفاتحة.
سورة الفاتحة سورةٌ عظيمة لا يوجد في القرآن مثلها، وسمّاها الله عز وجل {القرآن العظيم} ، ما قال {العظيم} دون {القرآن} .
الفاتحة هي القرآن كله: {ولقد آتيناك سبعًا من المثاني والقرآنَ العظيم} {سبعًا من المثاني} الفاتحة: سبع آيات من المثاني، وهي تثنى وتقرأ في كل ركعة، لو قرأت القرآن من سورة البقرة إلى سورة الناس ولم تقرأ الفاتحة في الصلاة فصلاتُك باطلة، ولكن لو قرأت سورة الفاتحة فقط ولم تقرأ معها غيرها فصلاتك صحيحة. انتبه إلى هذا!، هذا معنى {القرآن العظيم} ، الفاتحة هي
القرآن العظيم، وأنتم تعرفون أن القرآن يبحث عن أمور بإيجاز يبحث عن ثلاثة أمور، وبالبسط يبحث عن ستة أمور كلها ترجع إلى الثلاثة، انتبهوا لهذا! فالتفقه في القرآن هو المطلوب وليس المطلوب كثرة الرواية، المطلوب الدراية للرواية، الإمام مالك يقول:"ليس العلمُ بكثرة الرواية، وإنما العلمُ بالدراية"، ما معنى الدراية؟، التفقّه في القرآن والسنة، أما الهذرمة فهذا ليس بعلم، العلم أن: تقرأ الآية وتقف عندها وتتدبرها وتفهم ماذا تشتمل عليه من الفقه كما في حديث معاوية: "من يرد الله به خيرًا يفقّه في الدين".
هذا هو الدراية: الفقه في القرآن، الفقه في السنة، وهذا مفقود الآن في أغلب الناس، سواء كان طالب علم أو غيره، بل إنما يريد أن يستعجل فقط ويقضي الوقت بدون فهم، لا، القرآن ما نزل إلاّ للتفقّه فيه:{أفلا يتدبّرون القرآنَ أم على قلوبٍ أقفالها} الذي لا يتدبّر في القرآن ولا في السنة قد برهن على أنّ على قلبه قفلاً، والقفل إذا كان على الباب بدون مفتاح ما تستطيع أن تدخل أبدًا، إذْ يجب عليك أن يكون معك مفتاح.
هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى: عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من يرد الله به خيرًا يفقّه في الدين".
ما هو الدين الذي إذا أراد الله بنا خيرًا فقّهنا فيه؟. أمور الدين ثلاثة لا رابعَ لها هي: الإسلام، والإيمان، والإحسان هذا هو الدين المطلوب التفقّه فيه.
من ماذا أخذناه؟، أخذناه من حديث جبريل عليه السلام لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام وعن الإيمان وعن الإحسان أجاب النبي صلى الله عليه وسلم، وذهب جبريل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر:"أدرك الرجل"، وذهب عمر ليدرك جبريل فلم يدركه، فرجع فقال: ما رأيتُه، فقال:"هذا جبريل أتاكم يعلّمكم دينكم".
فهذه الكلمة أعطتنا فكرة متكاملة عن معنى الدين والإسلام أركانه
خمسة، والإيمان أركانه ستة، والإحسان مقامتان.
هذا هو الدين الذي علمنا جبريل عليه السلام عن طريق النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا يجب أن يفهم وأن يعرف ليعمل به.
وإذا لم تفقه القرآن لم تعمل بالقرآن، القرآن رسالة أرسلت إلينا من الله عز وجل لنقرأها ونتفقّه بها ونعمل بمقتضاها، وإذا خلا شيءٌ من هذا فإنك لعّاب بالقرآن، ما نزل القرآن لتلعب به، نزل لتدرسه وتتفقّه فيه وتعمل بمقتضاه وبدون فهم لن تعمل بمقتضاه، {أفلا يتدبّرون القرآن أم على قلوب أقفالها} .
وذكر الله لنا عز وجل في سورة الأعراف كلمتين ينبغي أن ننتبه لها دائمًا حينما نقرأ القرآن وحينما نقرأ الحديث: قال الله عز وجل في سورة الأعراف: {المص كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى} إنذار وتذكير، ما معنى إنذار وتذكير؟، إنذار: ترهيب عن المعاصي، ذكرى: تذكير بامتثال أوامره، لأنّ الله عز وجل حصر القرآن في ثلاثة أمور من سورة الفاتحة إلى آخر سورة الناس: أولا: التوحيد، ثانيًا: الترغيب، ثالثًا: الترهيب، هذا هو القرآن بالإيجاز.
اقرأ القرآن وتدبّره فإنّك تجد ذلك في غاية من البيان والوضوح أنّ كتاب الله عز وجل كثيرًا ما يقول: {بسلطان مبين} كلما جاءت حجة يقول: {مبين} ما معنى مبين؟، المعنى واضح، القرآن كلام عربي واضح، الذي يريد أن يفقهه ويفهمه يوفقه الله عز وجل، ومن لا يريد ذلك يتّخذه لعبًا فهذا أضرّ بنفسه.
وهذا الحديث الشريف كما سمعتم حديث انحصر في سورة الفاتحة، وهو حديثٌ صحيح.
وما هو الحديث الصحيح؟.
هو الحديث الذي استوفى خمسة شروط لا سادس لها: الحديث الصحيح هو الذي رواه ثقة ضابط، وليس فيه علة قادحة، وليس بشاذ، متّصل السند. إذا وجدت حديثًا اختلّ منه واحد من الخمسة لا تقربه ولا تحتج به ولا تعمل به أبدًا.
يقول الحميدي تلميذ ابن حزم، يقول لتلامذته حينما يدرّس الحديث يوصيهم ويقول لهم: أيها الإخوة الكرام أوصيكم بثلاثة أمور في الحديث، فإنكم إذا حرصتم وعَنِيتُم بهذه الثلاثة تكونون محدّثين تفقهون الحديث، قالوا: ما هي؟، قال لهم:
أولاً: علم العلل.
ثانيًا: المختلف والمؤتلف.
ثالثًا: وفيات الرواة.
قالوا له: وهل فيها كتب نبحث عنها؟، فقال لهم: نعم، فالعلل فيه كتب كثيرة، ولكن لا يوجد فيها كتاب يغني عن تلك الكتب الكثيرة إلاّ واحد وهو "العلل" للدارقطني.
"العلل" للدارقطني لم يؤلف في العلل مثله إلى يومنا هذا، فقال لهم: عليكم بهذا.
2-
"المختلف والمؤتلف": قال لهم هناك كتب لا تحصى ولكن ما فيها كتاب يغني عن الآخر إلاّ واحد إلاّ "الإكمال" لابن ماكولا.
3-
"الوفيات": قال: الوفيات مكتوب فيها كثير، ولكن لا يوجد كتاب يغني عن تلك الكتب إلى الآن، وإنما عليكم أن تبحثوا.
وعلّق الذهبي على هذه الكلمة بهذا التعليق الذي يستحق أن يكتب بماء
الذهب الأبيض والأحمر.
قال الذهبي رحمه الله إمامُ عصره في هذا العلم، قال: وهذه الكلمة من الحميدي هي التي جعلتني اهتممت واعتنيت بأنّ ألف في الوفيات كتابًا يغني عن كلّ ما ألف في هذا الموضوع، فألّف كتابَه المشهور:"تاريخ الإسلام الكبير"، وهو ثلاثون مجلّدًا مخطوط.
انظر لتلك الهمم العالية التي وفق لها سلفنا وتخلفنا عنها.
ثلاثون مجلّدًا متى تقرأه؟، كم الوقت الذي يتطلّبه قراءة ثلاثين مجلّدًا؟، الجواب: سيكون وقتًا طويلاً.
ولهذا قال أهل التحقيق في هذا الباب، وهذا هو الذي أيضًا جعل الذهبي رحمه الله وأسكنَه جنة الفردوس أن يختصره بـ"سير أعلام النبلاء"، ولم يقف الذهبي عند هذه النقطة.
فاختصر "السير" بـ"العبر في تاريخ مَن غبر".
ولم يقتصر على هذا أيضًا فاختصر "العبر" بـ"الإشارات في الوفيات"، واختصر "الإشارات في الوفيات" بـ"الإعلام لتراجم الأعلام".
انظر لو تتبعت كتب الذهبي من أوّلها إلى آخرها كلها مختصرات أصلها "تاريخ الإسلام الكبير".
"تذكرة الحفّاظ" هذا من "تاريخ الإسلام الكبير".
وهكذا كُتُبُ الذهبي في هذا الموضوع، وكذلك:"ديوان الضعفاء"، وكذلك "المغني في الضعفاء"، وكذلك:"ذيل الديوان"، وكذلك:"ذيل المغني"، وكذلك:"الآثار في الأمصار".
يعني: كُتُبُ الذهبي اليوم لو اشتغلنا بها وبحثنا عنها نجدها كلها، وإذا درسناها ننافس الذهبي وإن لم نصل إلى درجته، فهذا الإمام الكبير يقول عن نفسه: لما جئت حاجًّا إلى مكة وطفت وسعيت شربت ماء زمزم فسألت الله عز وجل أن أحفظ الحديث وعلومَه، وسأل الله عز وجل أن يكون مثل الحافظ البرزالي. وجاء الذهبي بعد ذلك فوق البرزالي. وجاء الحافظ ابن حجر الذي حمل العلم بعد الذهبي يقول عن نفسه: أنا لما جئت حاجًّا وطفت وسعيت شربت ماء زمزم نويت أن أكون كالذهبي في حفظ الحديث وعلّق الحافظ على هذه الكلمة بقوله: قد وصلت إلى الذهبي وتمنيت أني لم أتقيّد به فيما كتبت قبل، لأنّ كل المراجع التي اطلع عليها اطلعت عليها وزيادة ا. هـ.
هكذا الهمة.
أما ترى الحبل بتكراره
…
في الصخرة الصماء قد أثر
فما علينا إلاّ أن نسأل الله عز وجل العون والتوفيق، فإننا سننجح بإذن الله كما نجحوا.
هذا فيما يتعلّق بصناعة هذا الحديث الشريف الصحيح الذي ينبغي أن يكون دومًا وأبدًا نصب أعيننا.
هذا الحديث فيه من المعاني ما لم تجده في غيره من الأحاديث يكفيك دليلاً على ذلك أنّه فَصَّل ما تشتمل عليه سورة الفاتحة.
الفاتحة مشتملةٌ على جميع القرآن من سورة البقرة إلى آخر سورة الناس، لأنّ القرآن يبحث عن ثلاثة أشياء: توحيد، ترغيب، ترهيب:
أو توحيد، أمر، نهي، أو توحيد حرام، حلال، إن شئت أن تقول هذه
وإن شئت أن تقول هذه، الجميع بمعنى واحد.
الترغيب والترهيب معناهما: الأمر، والنهي، أو الحلال والحرام.
التوحيد ينقسم إلى أقسام:
أولاً: ينقسم قسمين، ثم ينقسم ثلاثة، ثم ينقسم أربعة، هذا أيضًا ينبغي أن يكون على البال لا سيّما على بال طلبة العلم، لا سيما على بال طلبة الجامعة الإسلامية:
التوحيد أولاً: ينقسم قسمين: توحيد في المعرفة، وتوحيد في القصد والطلب، وكلّ من القسمين ينقسم قسمين:
توحيد في المعرفة والإثبات، ينقسم قسمين:
أولاً: توحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات.
وأما التوحيد في القصد والطلب فكذلك ينقسم قسمين: توحيد في الألوهية أي العبادة، وتوحيد في المتابعة.
وإذا نحن أعدنا النظرَ في هذا التقسيم يكون أمامَنا تقسيم ثنائي ثم تقسيم ثلاثي، ثم تقسيم رباعي، والجميع في القرآن الكريم وفي السنة النبوية، وعليه إجماع الصحابة والتابعين ومَن تبعهم إلى يوم الدين.
قد يقول سائل: ما معنى التوحيد في المعرفة والإثبات؟.
معناه: التوحيد الخبري: التوحيد الذي لا يمكن أن تعرفه من تلقاء نفسك، لا بدّ من الخبر عن الله أو الخبر عن رسوله صلى الله عليه وسلم.
من أين لك أن تجيء بأسماء الله وصفاته؟، ما عندك كيس يحويها، إذن، كيف تعرفها؟.
تعرفها من كتاب الله العليم بكلِّ شيء، أو من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم الذي علمه، ولا يمكن أن تتعلم إلا عن طريقهما.
أما التوحيد في القصد والطلب: توحيد العبادة، وتوحيد المتابعة، يسمى التوحيد الإرادي ومعناه: عبادة الله عز وجل لا يراد بها إلا الله فالذي يعبد الله عز وجل لا بدّ أن يكون مخلصًا لله في العبادة قال تعالى: {فاعبد الله مخلصًا له الدين} هذا معنى التوحيد الإرادي.
ولقد جرى بحث بيني وبين بعض الناس عن هذا التقسيم، وقالوا: هذا ما سمعناه من مشايخنا، قلت لهم: هل مشايخكم سمعتم منهم كل شيء؟، قالوا: لا، فقلت: الشيء الذي لم تسمعوه من مشايخكم وسمعتموه من غير مشايخكم يجب عليكم أن تحرصوا عليه.
ثم التقيت بأحد المشايخ فقال لي: أنت تقول: التوحيد يصلح أن يقسم إلى ثنائي وثلاثي ورباعي؟، قلت: هذا هو الحقّ، ومن قال غير هذا فهو جاهل لهذا التقسيم يجب أن يتعلمه، فقال: لا أبدًا، قلت: والعياذ بالله تعالى.
اشرح لي لا إله إلا الله محمد رسول الله، ما معنى هذه الكلمة؟، فبُهت لأنّ إنكاره هذا التقسيم الثلاثي الرباعي معناه أنه ينكر أنّ كلمة الإخلاص تشتمل على نوعين من التوحيد:
"لا إله إلا الله" الشق الأول: توحيد العبادة.
"محمد رسول الله" الشق الثاني: توحيد المتابعة.
فقد غفل، وهو لا يُسْتَنكَرُ عليه أن يغفل، ولكن أنكرت عليه ذلك لأنّه أخذ معنا مدة تبلغ عشرين سنة، فمِن هنا أنكرت، وإلاّ لو كان في أول أمرِه لا أُنكِرُ عليه، لأنَّ الأشعريّة الكلاّبية الذين عاش بينَهم والمعتزلة الزيديّة والحنفية
الماتوردية الذين اجتمع معهم لا يعرفون هذا النوعَ من التوحيد، فلهذا أنكرتُ عليه وقلت له: اسمع! يجب عليك أن تدرس هذه المسألة من جديد، والآن فالجامعة أُسِّست لتعليم التوحيد لمن لا يعرفه، فقال: أنظر، قلت: عجيب! تنظر في مسألة دراسة التوحيد؟، الواجب أن تبادر حتى تعرف معنى "لا إله إلا الله، محمد رسول الله".
قلت لكم هذه القصة لكي تنتبهوا، فهناك من لو سمعك تقول إنَّ التوحيد ينقسم ثنائي وثلاثي ورباعي لم يقبل منك.
وأنتم عرفت معنى كون التوحيد ثنائي ومعنى كونه ثلاثي ومعنى كونه رباعي، وهذا كله في أول الفاتحة، وسنعرج على ذلك بتفصيل.
واعلموا: أنّ هذه السورة التي سمّاها الله عز وجل {القرآن العظيم} بدأها الله عز وجل بالتوحيد، وجعلها في أول القرآن، هذا لحكمٍ كثيرة ينبغي أن نعرّج على ما تيسّر منها:
منها: أن الله عز وجل بدأ كتابه بهذه السورة التي بدأها بالتوحيد إشارة إلى أن أول واجب يجب أن يُدَرَّسَ في أي مجال وفي أي احتفال وفي أي ندوة وفي أي مدرسة في الدنيا هو التوحيد، أول مدرسة تفتح هي التوحيد، كما أن المدرسة الأولى التي فتحها الله عز وجل لنا في كتابه هي مدرسة التوحيد في سورة الفاتحة.
انظر هنا لَمّا بدأ كتابه بالتوحيد وبدأ كتابه بالسورة الشاملة للتوحيد وغيره ختم كتابه بالتوحيد سورة الناس أوَ ليْست هي آخر القرآن؟، بلى، لا يقل أحد نعم، لأنّه إذا قال نعم أخطأ.
بسم الله الرحمن الرحيم: {قل أعوذ برب الناس، ملك الناس، إله الناس}
هذه تقسيمات التوحيد الثنائية والثلاثية والرباعية، وفيها إشارتان:
الإشارة الأولى: إلى أنه عز وجل ختّم القرآن بالتوحيد كما بدأه لنا بالتوحيد إشارة إلى أنّ آخر ما يجب عليك أن تموتَ عليه هو التوحيد {فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون} أي: موحِّدون.
فختم الكتاب بنفس التوحيد الذي بدأ به الكتاب.
"ثم قال المحاضر"(1) : أغلب الذين اشتغلوا بعلم البلاغة المفيد المعتزلة الزيديّة والأشعرية الكلاّبية والحنفية الماتوريدية، فكمْ هؤلاء؟، هذه ثلاثية اشتغلوا بهذا العلم، وهو علمٌ مفيد يساعدك على الإطلاع على أسرار القرآن والسنة النبوية، ولكن استغلّه أولئك لأجل جعل ما هم عليه من الخروج عن الجادّة من الإيمان بأسماء الله والإيمان بصفات الله.
فهؤلاء الثلاثة إما معطِّلون بحت، وإما مُؤَوِّلُون قح، وإما منكرون كليةً، هكذا هم، فانتبهوا لهذا.
اعلموا: أنَّ ما كل من سمع هذا التوحيد تقبله، فبيّن الله عز وجل لنا في آخر هذه السورة من قوله:{اهدنا الصراط المستقيم} إلى آخر السورة أن الناس لما جاءت هذه السورة وقفوا من هذا التوحيد ثلاثة مواقف:
صنفٌ درسه وعمل بمقتضاه، وهم الذين قال عنهم:{صراط الذين أنعمت عليهم} من النبيين والصدِّيقين والشهداء والصالحين، هذا الصنف الأول ما موقفه من التوحيد المذكور في أول السورة؟، عمل بمقتضاه.
(1) مبحثٌ مفيدٌ جدًّا. اهـ (عبد الأول) .
والصنف الثاني: مفهوم قوله: {غير المغضوب عليهم} المغضوب عليهم مثّلهم النبي صلى الله عليه وسلم باليهود الملاعين، لأنّ هذا الصنف عرفوا هذا التوحيد ولكنهم لم يعملوا به، يعرفونه كما يعرفون أبناءهم ولكنهم لم يعملوا بمقتضاه، بل العكس أنكروه وأنكروا نبوّة النبي صلى الله عليه وسلم، وقالوا:{عزير بن الله} ، و {المسيح ابن الله} .
فالصنف الأول العلماء العاملون بالتوحيد، والصنف الثاني العلماء غير العالمين بالتوحيد.
والصنف الثالث: مفهوم: {ولا الضالين} الضالين أي: الجاهلين، وهم النصارى.
إذن عرفنا أن هذه السورة العظيمة التي لو وقفنا لشرح ما اشتملت عليه يتطلب منا أن نبدأ بسورة البقرة إلى آخر سورة الناس، فعبد الله بن عمر أخذ في سورة البقرة يحفظها ويتدبّرها ثماني سنوات، وهو أفقه منا بالقرآن، وأما نحن الغافلون الكسالى نأخذ على الأقل خمسين سنة ولا نصل إلى نهاية، انتبهوا إلى هذا.
وهل ابن عمر رضي الله عنه يصعب عليه أن يحفظ سورة البقرة وسورة الفاتحة، ولكن أخذ ثمان سنوات وهو يقرأ لأنهم يقرأون كما تعرفون علمًا وعملاً لا للأغنية لا للتغني ولا للتكسّب، فالقرآن يقرأ للعمل والعلم والسنة كذلك، فحق القرآن عليك أن تتعلمه وتعمل به، وهكذا سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
وعلى كلِّ حال فقد أكثرتُ عليكم وفوّتكم معنى العنوان الذي هو خلفي الذي أعرف القصد منه، ولكن أردت استغلال الوقت الذي إذا ذهب ما أظنه أنه يعود وإن عاد قد لا يكون كما ينبغي، لأني ضعيف، أكلمكم وأنا ضعيف أكاد أن أسقط، ولكن الحماس الذي تسمعونه هذا لأني أقرأ القرآن.
وأسأل الله عز وجل رب العرش العظيم أن يجعلنا وإياكم هداة مهتدين من الذين يستمعون القولَ فيتّبعون أحسنَه، والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
"ثم قال المحاضر": مَن عنده إشكال في مسألة علمية ولا يسأل عن غير العلم، بل يسأل في تفسير آية، أو في تفسير حديث، أو في صحة حديث، أو تضعيف حديث، أو في العقيدة هل هذه العقيدة صحيحة، أو في ترجمة رجل هل هو ثقة أو غير ثقة، أو إعراب كلمة نحوية، أو مفردات لغوية، أو بلاغية، أو أصولية، يطرح سؤاله في أي علم من هذه العلوم، أما في غير هذا فممنوع، وإن سأل عن غير هذا يؤدَّب، انتبهوا لهذا، فهذا تهديد حتى لا تخرجوا عن المطلوب اللازم إلى غير لازم.
"جزئ الله فضيلة الشيخ خير الجزاء وأجزل له الأجر والمثوبة".
ونستعرض فيما بقي بعض الأسئلة التي وردتنا ونعتذر عن بقية الأسئلة لضيق الوقت.
فضيلة الشيخ كيف يفرِّق طالب العلم بين المتابع والشاهد؟.
أنا أريد أسئلة علميّة هكذا حتى أستفيد أنا بنفسي قبلَكم، أما الأسئلة غير ذلك لا تذكر وخاصة في هذا العصر الخطير الذي استغله العدوّ لدفع شبابنا إلى ما لا يصلح لهم ولا يعنيهم.
أيها الإخوة الكرام الأخ الكريم يسأل عن التفرقة بين الشاهد والمتابع.
والأحاديث أولاً تنقسم ثلاثة أقسام عند أهل الحديث: صحيح، حسن، ضعيف، وفي الزمان الأول ينقسم قسمين فقط في أيّام الإمام أحمد وقبله، وهما الصحيح والضعيف، ثم تطوّر على حسب تطوّر المعلومات للتقريب، ليس معنى
ذلك أن الإمام أحمد والإمام مالك قبله والإمام الشافعي لا يعرفونه، فهذا على حسب الوقت، فالوقت يختلف فوقت الإمام مالك مثلاً لا يحتاج إلى البسط لأن الله عز وجل منحهم من الذّهن ما لم يمنح مَن بعدَهم، ففي الحديث:"خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم"، هكذا ترتيب الناس، وهكذا ترتيبهم في الفقه والحفظ، فأيّام المتقدمين الذين قال عنهم ابن مالك في "ألفيته":
ما أصح علم من تقدما
علم من تقدم هو الصحيح، فإذا كان عندنا علمُ من تقدم نستغني عن علم من تأخر، وإذا لم يكن عندنا نأخذ من باب الإفادة.
وهذا التقسيم الثنائي أو الثلاثي منه قسم يلقبونه بالضعيف، والضعيف أنواعٌ كثيرة وشرُّه وأخبثُه: الموضوع.
الموضوع معناه: الكذب، إذا كان الحديث يحمل لقب ضعيف فيه تدليس أو سيء الحفظ، كيف نتعامل معه؟، أبحث عن شاهد أو متابع، الشاهد معناه إذا كان الحديث عن ابن عمر "صحابي" أبحث عن صحابي آخر رواه لكي تتقوّى رواية ابن عمر، فمثلاً وجدنا رواية عن ابن مسعود عندئذ يتقوّى الحديث ما دام السندان مختلفين، وليس في أحدهما كذّاب، فالشاهد إذًا رواية الصحابي دعمت رواية صحابي آخر.
أما المتابِع ينقسم قسمين:
إذا كان الحديث رواه راوي تابعي عن صحابي والتابعي هذا فيه ضعف ليس كذاب ماذا نعمل؟، نبحث ربما نجد تابعيًّا آخر رواه عن ابن عمر كما رواه هو، هذا ما يسمى بالمتابَعة التامة.
أما المتابَعة القاصرة: تكون بين تابع التابعي، فالتامة بين التابعين، والقاصرة:
متابعة تابع التابعي، فهي قاصرة لأنها لم تكن في التابعي وإنما كانت في تابع التابعي.
وهذا العلم علم جيّد.
"ثم قال المحاضر":
والفرق بين التأليف والتصنيف:
أنَّ التأليف: الجمع بين الكلمات.
التصنيف: تقسيم الموضوعات الكبيرة، مثلاً: كتاب الطهارة، كتاب الوضوء.
أما التأليف: الجمع، سواء كان مبوّبًا أو غير مبوّب.
أنواع علوم الحديث على الصحيح خمس وستون نوعًا كما ذكر الحافظ الخطيب وابن الصلاح وغيرهما، ولكن جاء البلقيني وزاد في كتابه "محاسن الاصطلاح" فأوصلَها إلى مائة، معناه: زاد خمسًا وثلاثين، ولكن لما تتبعنا بالدقة وجدنا أن الخمس والثلاثين كلها موجودة في الخمسة والستين، إنما أولئك ذكروها بالإيجاز وهو ذكرها بالإطناب والإطناب يفيد الكسالى لا يفيد المجدين فإنه يملّهم، ولذلك ما جاء بجديد عند أهل التحقيق.
وهذه الخمسة والستون نوعًا الآن توجد المؤلفات فيها عندنا ولله الحمد والسبب في هذه الدولة السعودية التي بقيت للإسلام والعلم، ويجب علينا أن نقول كما يقول الإمام أحمد بن حنبل:"لو كان لي دعوةٌ أعلم بقبولها لصرفتُها للمسؤولين" لماذا؟؛ لأن صلاح المسؤولين هو صلاح الأمة، يجب علينا جميعًا أن نحرص على ما فيه مصلحة دينية ودنيوية لهذه الدولة التي بقيت للإسلام، فلو طرت إلى الشرق إلى الشمال لن تجد مثل هذه الدولة، فيجب
عليك أن تحذر أن تساعد العدو عليها، فالعدو يسهر طول الليل يبحث وهو عاجز، ولكن يعرف أن البيت لا يعرف من بداخله إلا أهله، ولذلك يبحث عنك، لا يجوز لك أن تنقاد للعدو ليذهب بدينك وأمتك، والعدو لا يرحمك:{ودّوا لو تكفرون كما كفروا} .
أقف عند هذه الكلمة. اهـ.