الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بجواز سفر، وأشار إلينا أحدُ الإخوان أن نصل إلى بورنو وعاصمتها جروة؛ وذهبنا إليها، وهناك استقبلنا الشيخ، واستضافنا لمدة شهر، وعندما غادرناه ساعدنا كثيرًا؛ فذهب معنا إلى الجوازات في (برنو) ، وكان مدير الجوازات الأنصاري الذي سلمنا عليه، واطلع على قضيتنا فاستخرج لنا جوزات بتوفيقٍ من الله.
وهكذا تمكنا من الخروج من (بردة) ودخول تشاد التي فشتونا فيها بشكل مبالغ فيه، ولم يجدوا عندنا شيئا لأننا كنا نخبئ أموالَنا في (القرَب) .
وقبل أن نصل إلى (أنجامينا) بعنا الجمال في (سوكوتو) والتي ركبنا منها السيارات حتى وصلنا إلى الخرطوم التي وجدنا أن طرقها مسفلتة.
ومن خروجنا من بلدتنا إلى السودان لم نرى أيّ أثر للكهرباء والطرق المسفلتة إلا في السودان الذي لم تواجهنا فيه أية عقبات.
ما بين مكة والمدينة
أعودُ مرة أخرى إلى سؤالي الذي لم تجب فضلتك عليه بعد: من هم المشايخ الذي درست على أيديهم؟
من أشهر المشايخ: خالي محمد بن أحمد بن تقي الأنصاري، ومحمد أحمد الملقب بالمبحري، وموسى الكسائي الأنصاري، وحمود بن محمود الشريف.
أما عندما وصلتُ إلى مكة عام 1367هـ فقد حرصتُ على الانضمام إلى الحلقات الدينية في الحرم المكي الشريف، وهذه الحلقات غاصة بعدد من العلماء أذكر منهم: عبد الحق العمري الباكستاني الهندي، والذي كان يدرس في البخاري، بالإضافة إلى حامد فقي القذي كان يلقي كل يوم درسا في باب علي بمكة المكرمة، وعبد الله المشاط، والعربي التباني، ومحمد أمين الحلبي الذي كان يدرس النحو.
ثم انتقلتُ إلى المدينة المنورة عام 1371هـ، وذلك بعد أن مكثتُ في مكة أربع سنوات كنت خلالها أدرس في الحرم؛ وذلك بعد أن استأذنتُ الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ الذي كان مسئولاً عن الدروس في ذلك الوقت.
وعندما وصلتُ إلى المدينة المنورة بدأت في دراسة العلوم الشرعية، فالتحقتُ بدار العلوم، وذلك بعد أن ساعدي في ذلك الشيخ أبو بكر التنبكتي، ودرسنا في دار العلوم عددٌ من الشيوخ منهم: محمد الحافظ، وعمر بري، وعبده خديع الذي كان من أعظم المدرسين في هذه المدرسة.
ويواصل فضيلتُه حكايته مع العلم:
وبعد ذلك حرصت على الانضمام إلى الحلقات الدينية في المدينة المنورة، والتي كان يدرس فيها أساتذة دار العلوم، بالإضافة إلى الشيخ محمد عبد الله المدني الذي كان إمام الحرم النبوي قبل الشيخ عبد العزيز بن صالح؛ فقام الشيخُ المدين ببناء مدرسة.
وقد كتبت عنه كتابا وسبب هجرته من المدينة وتركه الإمامة أنه عندما كان إماما في ذلك الوقت حدث بينَه وبين أهل المدينة سوء تفاهُم، فقدم استقالتَه وسافر إلى بعض الجهات كالهند واليمن، ومن هناك جاء إلينا في مدين ة (جاوا) ؛ وقد استفدُُ منه بشكلٍ كبيرٍ في العوم الدينية؛ حيث أنني وزملائي لم نكن آنذاك قد اطلعنا على كتب السلف التي كانت موجودة عند الشيخ محمد المدني الذي افتتح مدرسةً للتوحيد والسنة.
يضافُ إلى ذلك: أنني استفدتُُّ من رحلتي للهند التي اطلعتُ على مكتبات تراثية هامة، هي المكتبة السعيدية والأوصفية ومكتبة المعارف والمكتبة العثمانية؛ وصورت من هذه المكتبات باسم الجامعة نحو (500) من المخطوطات، موجودة في مكتبة الجامعة؛ وكذلك في مكتبة بتنة في بيهار الهندية تحتوي على مخطوطات عن مختلف الفنون.