الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العلامة حماد بن محمد الأنصاري ميراث وتراث
سياق النسب الشريف
…
العلامة حماد بن محمد الأنصاري ميراث وتراث.
بقلم: زين العابدين بن غرم الله الغامدي.
الحمد لله الذي نوّر قلوب أوليائه بالإيمان، ورفع درجات أصفيائه في منازل الجنان ما امتلأت قلوبهم إلا بشكره وتوحيده، ولا لهجت ألأسنتهم إلاّ بذكره وتمجيده. بعثَ الرسلَ مبشرين ومنذرين، وجعلهم حجة على خلقه إلى يوم الدين.
والصلاة والسلام على النبي الأمي الأمين الذي ختم الله به الأنبياء والمرسلين، وجعل أتباعه له كالحواريين.
وبعد:
فإنه لا يخفى على طالب علم وراغب فهم ما لسير العلماء الربّانيين من مكانة في نفوس الطالبين، وما فيها من عبرٍ وعظات للمتدبرين لما تضمنته من جليل خصالهم، وحميد ذكرهم وفعالهم، ولما لهم من الفضائل المنيفة، والخصال الشريفة؛ ولذلك دأب العلماء في القديم والحديث على تدوين سير أهل العلم والفضل وتراجمهم فألّف الخطيب "رحمه الله":(تاريخ بغداد) ، وصنّف ابن عساكر "رحمه الله"(تاريخ دمشق)، ودوّن الذهبيُّ "رحمه الله" كتبه الشهيرة:(تذكرة الحفّاظ) ، و (تاريخ الإسلام) ، و (سير أعلام النبلاء) ، وغيرها كثير من المصنَّفات التي عُنيت بتراجم الرجال وطبقاتهم ووفياتهم وأخبارهم وسيرهم مما لا يخفى؛ هذا على وجه العموم.
وعلى وجه الخصوص ألَّف الحافظُ ابن رجب "رحمه الله": (مختصر سيرة عمر بن عبد العزيز) ، و (سيرة عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز)، وألف السخاويُّ "رحمه الله" ترجمةً حافلةً للحافظ ابن حجر أسماها:(الجواهر والدُّرر)، وألَّف شيخنا الأنصاري ترجمة لشيخه عبد الله المدني بعنوان:(دعوة الشيخ محمد بن عبد الله المدني في الصحراء الكبرى وأثرها) .
وعلى هذا النهج السديد حاولتُ أن أجمع ترجمةً مستوفاةً عن شيخنا الجليل حماد بن محمد الأنصاري "رحمه الله"، راجيًا بذلك الثواب عند الله تعالى ووفاءً لما له عليَّ وعلى سائر طلاب العلم من حقوقٍ لا نستطيع الوفاءَ بها إلا بجهد المقلِّ؛ فبالله أستعينُ، وعليه أتوكّل.
وهذا أوانُ الشروع في المقصود، فأقول:
لقد حفل تاريخنا الإسلامي في القديم والحديث بأعلامٍ وعظماء كان لهم الذكرُ الحميد والفخر المجيد والأثر البارز التليد؛ لذا سطَّر التاريخ ذكرَهم بمدادٍ من ذهب على جبين الدهر، وما ذلك إلاّ لخصائصهم المتميّزة وآثارهم الموروثة، وما لهم من تأثيرً بارزٍ في مجريات الأحداث من حولهم أو تغيير مسار التاريخ من وجهة إلى وجهةٍ أخرى يريدونها؛ لذا كان التاريخ شاهدًا على أقوالهم النورانية المضيئة وأعمالهم القيِّمة الجليلة ومواقفهم القوية في اللحظات التاريخية الحاسمة؛ فكانوا بحقٍّ رجال مواقف وأرباب مُثُل ودعاة هدًى ونور؛ فاستحقوا شرف تخليد الذكر الحسن في القلوب والأنفس ما بقي تاريخٌ وما عاشت أرواح.
ومن هؤلاء الأعلام العظماء البارزين في العصر الحديث الذين كان لهم أثرٌ واضحٌ وميراثٌ وتراث: فضيلة العلامة أبو عبد اللطيف حمّاد بن محمد بن محمد بن محمد حنَّة بن المختار الملقّب (أمتال) ؛ وينتهي نسبُه إلى سعيد بن سعد بن عبادة الأنصاري الخزرجي "رضي الله عنه"؛ فهو من سلسلة الأنصار المباركة.
هذا، وللأنصار تاريخٌ عريقٌ وأثرٌ جليل في خدمة الإسلام ونبي الإسلام "صلى الله عليه وسلم"؛ لذا أشاد الوحي الإلهي كتابًا وسنَّةً بذلك في مواضع شتّى: فقال تعالى: {والذين تبؤوا الدار والإيمان من قبلهم يُحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم
خصاصة ومن يوق شُحَّ نفسه فأولئك هم المفلحون} ، وقال تعالى:{والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسانٍ رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعدَّ لهم جنَّاتٍ تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدًا ذلك الفوز العظيم} ؛ فأيُّ شرفٍ بعدَ هذا الشرف، سيَّما والأنصار تسمية سماويَّةٌ ربانية تشريفًا لهم وتخليدًا لعملهم العظيم في نصرة الله ورسوله "صلى الله عليه وسلم" والمؤمنين، وإشادةً بمنقبة النُّصرة التي لا يوازيها منقبةٌ بعد الإسلام.
فعن غيلان بن جرير قال: قلت لأنس "رضي الله عنه": أرأيت اسم الأنصار كنتم تسمون به أم سمّاكم الله؟، قال: بل سمانا الله. كنا ندخل على أنسٍ فيحدثنا بمناقب الأنصار ومشاهدهم ويقبل عليّ أو على رجلٍ من الأزد فيقول: فعل قومُك يوم كذا وكذا (1) .
وعن أبي هريرة "رضي الله عنه" عن النبي "صلى الله عليه وسلم" قال: قال أبو القاسم "صلى الله عليه وسلم": "لو أنَّ الأنصارَ سلكوا واديًا "أو شِعبًا" لسلكْتُ في وادي الأنصار؛ ولولا الهجرة لكنت امرءًا من الأنصار"، قال أبو هريرة: ما ظلم آووه ونصروه. أو كلمةً أخرى.
سياق النسب الشريف:
فضيلة العلامة أبو عبد اللطيف حماد بن محمد بن محمد بن محمد حنَّة بن المختار (أمتال) بن محمد البشير الصَّغير بن القاضي محمد المختار "المعروف (امَّد) " ابن القاضي محمد أحمد الكبير بن القاضي محمد البشير الكبير بن الوليّ أبي محمد محمد بن يوسف الأنصاري "المعروف (إدنتكرنت) " بن إبراهيم بن
(1) أخرجه البخاري في المناقب: باب مناقب الأنصار (7/110) .